هل يصمد أمام الاعتراف الدولي بفلسطين؟
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
نتنياهو في مواجهة "عاصفة الاعتراف": هل إقتربت لحظة الانكسار؟
في وقت تتسارع فيه الخطوات الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه أمام أزمة غير مسبوقة، تهدد موقعه السياسي واستراتيجية حكومته بالكامل.
اقرأ ايضاًالمشهد الإقليمي والدولي يشير إلى تحوّل نوعي في المواقف، يصعب تجاهله أو الالتفاف عليه.
جاءت شرارة التحول مع ما يُعرف بـ"نداء نيويورك"، حيث دعت فرنسا و14 دولة أخرى، بينها كندا وأستراليا، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة رمزية من مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الفرنسي أعلن صراحة نية بلاده الاعتراف، داعيًا الآخرين إلى اللحاق بها.
وفي بريطانيا..أكد رئيس الوزراء كير ستارمر نية بلاده الاعتراف بفلسطين في سبتمبر، بشرط اتخاذ إسرائيل خطوات ملموسة أبرزها وقف الحرب على غزة.
باريس ولندن: ضغط تكتيكي أم تحول مبدئي؟يرى خبراء أن المبادرة الفرنسية ليست فقط أخلاقية، بل تحمل بعدًا استراتيجيًا مدروسًا، وسط تنسيق غير معلن مع لندن.
اذ أكثر من 250 نائبًا في البرلمان البريطاني مارسوا ضغطًا لدفع الحكومة نحو الاعتراف، وسط تراجع شعبية القيادات الغربية ومحاولاتهم إعادة ضبط البوصلة السياسية.
واشنطن بين دعم تل أبيب والضغوط الإنسانيةحيث حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوازن بين دعم إسرائيل واحتواء الأزمة الإنسانية، معلنًا تنسيقًا مع تل أبيب لإنشاء مراكز توزيع مساعدات في غزة.
لكنه تعرض لانتقادات بعد تصريحاته الساخرة من الموقف الفرنسي، ما وضعه تحت ضغوط جديدة داخل الإدارة الأميركية ومع المجتمع الدولي.
إسرائيل تهاجم.. والمعارضة تزدادفي الداخل..اعتبر كتاب ومحللون إسرائيليون أن هذه الاعترافات نتيجة "أزمات غربية"، لا قوة فلسطينية، متهمين قادة أوروبا بتصدير أزماتهم.
لكن، في المقابل..يشهد الشارع الإسرائيلي احتجاجات يومية تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى، وهو ما يزيد الضغط على نتنياهو من كل الجهات.
هل يفقد نتنياهو السيطرة؟بحسب المحللين..يتصرف نتنياهو كما لو أنه "منفلت من كل الضغوط والقوانين الدولية"، ويراهنون على أنه يعتمد على استمرار الأزمات (في غزة، ولبنان، وإيران) للبقاء في السلطة.
اقرأ ايضاًإلا أن التصعيد الدبلوماسي الأخير قد يفرض عليه التراجع ولو مرحليًا.
اللحظة الفاصلة؟المجتمع الدولي يتجه بخطى سريعة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، ما يضع حكومة نتنياهو أمام معادلة صعبة:
إما مواجهة عزلة سياسية دولية، أو الانخراط في عملية سياسية جديدة.
فهل تكون هذه "العاصفة" هي بداية النهاية لمعادلة المماطلة الإسرائيلية؟ أم يتمكّن نتنياهو مجددًا من الالتفاف على العاصفة؟ كلمات دالة:للاعتراف بدولة فلسطينفلسطيناسرائيلحركة المقاومة الاسلامية - حماسرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهوقرارات دولية© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: للاعتراف بدولة فلسطين فلسطين اسرائيل حركة المقاومة الاسلامية حماس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قرارات دولية
إقرأ أيضاً:
غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".
وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".
وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".
وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".
وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".
ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".
وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".
وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".
وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".
وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".
وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.
وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".
وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.