«بريكس» تؤسس منصة مشتركة للطاقة النووية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
انطلق في موسكو اليوم، أعمال الاجتماع السنوي لمجلس أعمال “بريكس” ومنتدى أعمال المجموعة، لبحث تعزيز التعاون من أجل تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد والتجارة الدولية”.
وأيد ممثلو قطاع الطاقة النووية من دول “بريكس”، “مبادرة إنشاء منصة للطاقة النووية للمجموعة”.
وعقد اجتماع ممثلي شركات القطاع النووي من دول “بريكس” في جناح “أتوم” في معرض إنجازات شعوب روسيا “في دي إن خا” بالعاصمة الروسية موسكو، حيث “تمت مناقشة المبادرة ووضع الخطط المستقبلية حول عمل المنصة من قبل أكبر شركات الطاقة النووية في مجموعة “بريكس”.
وصرح المدير العام للشركة الروسية “روساتوم” أليكسي ليخاتشيف، في نهاية الاجتماع، “بأن الإجراءات القانونية لتأسيس المنصة قد بدأت بالفعل، مشددا على أن جميع المشاركين أيدوا مقترح روسيا حول إنشاء منصة للطاقة النووية لمجموعة “بريكس”.
وأضاف: “الهدف الرئيسي للمنصة هو تطوير وتنفيذ أفضل الممارسات والأساليب المتقدمة فيما يتعلق بتطبيقات الطاقة وغير الطاقة للتكنولوجيات النووية المستخدمة للأغراض السلمية في أسواق الدول العشر لمجموعة “بريكس”.
وقال: “كذلك تطوير آليات لتحفيز تنفيذ مشاريع الطاقة النووية في دول “بريكس”، وأكد رئيس شركة “روساتوم” أن المنصة ستتوسع تماشيا مع توسع مجموعة “بريكس”.
هذا ويعقد الاجتماع، في مركز التجارة الدولي في موسكو يومي 17 و18 من شهر أكتوبر الجاري، و”بريكس” هي مجموعة دولية تم إنشاؤها في العام 2006، وتتولى روسيا رئاستها منذ مطلع العام الجاري 2024، ومن المقرر عقد قمة للمجموعة في قازان الروسية في 22-24 أكتوبر الحالي، وبالإضافة إلى روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، انضمت مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا منذ بداية عام 2024 إلى “بريكس”.
وبحسب وسائل إعلام روسية، “تعد شركة “روساتوم” رائدة في قطاع الطاقة النووية، وتنفذ الشركة الروسية مشاريع بناء محطات كهروذرية لتوليد الطاقة الكهربائية في العديد من دول العالم، بما في ذلك “بريكس” كمصر والصين والهند، وتبني شركة “روساتوم” محطة الضبعة النووية في مصر، ومحطة “أوكويو” في تركيا، كذلك تسعى الشركة للفوز بمشروع بناء محطة نووية في السعودية”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الطاقة النووية بريكس مجموعة بريكس الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد الدول العربية لغزو سوق الطاقة النووية؟
تشكل مناجم اليورانيوم في عدة دول عربية أصولًا استراتيجية مهمة، تعزز فرص المنطقة في تطوير مشاريع طاقة نووية سلمية، تواكب التحولات العالمية المتجهة نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة خلال العقود المقبلة، وتتوزع هذه الثروات بين موريتانيا، والأردن، والجزائر، والسعودية، ومصر، حيث تمتلك كل دولة مقومات خاصة بها تمكنها من لعب دور محوري في مستقبل الطاقة النووية بالمنطقة.
موريتانيا: منجم “تيريس” بوابة موريتانيا لعالم الطاقة النووية
يقع منجم “تيريس” في منطقة تيريس زمور شمال شرق موريتانيا، ويعد الأكبر في العالم العربي من حيث احتياطيات اليورانيوم، إذ تقدر بنحو 91.3 مليون رطل من أكسيد اليورانيوم (ما يعادل حوالي 41 ألف طن)، ويتم تطوير المنجم بنسبة 85% من قبل شركة “أورا إنرجي” الأسترالية بالشراكة مع الوكالة الوطنية للبحوث الجيولوجية الموريتانية، مع عمر تشغيلي متوقع يصل إلى 25 عامًا، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري بين أواخر 2026 وبداية 2027، بإنتاج سنوي يبلغ نحو مليوني رطل (900 طن)، مع إمكانية مضاعفة الإنتاج في المستقبل، مما يجعل موريتانيا لاعبًا واعدًا في سوق الطاقة النووية السلمية.
الأردن: مشاريع “السواقة والقطرانة” تدفع الصناعة النووية نحو المستقبل
تحتضن الأردن مناجم “السواقة والقطرانة” وسط البلاد، التي تقدر مواردها بنحو 42 ألف طن من “الكعكة الصفراء”، وهي المادة الخام الأساسية لتخصيب اليورانيوم، ويمتد المشروع على مساحة 667 كيلومترًا مربعًا من جنوب عمّان إلى العقبة، ويُعتبر حجر الأساس في استراتيجية الأردن لبناء صناعة نووية متكاملة، وأنشأت شركة تعدين اليورانيوم الأردنية مصنعًا شبه تجريبي لاستخلاص الخام، ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق اكتفاء ذاتي محلي في مجال الطاقة النووية.
الجزائر: احتياطات هائلة لكنها مؤجلة لأسباب استراتيجية
تُقدر احتياطيات اليورانيوم في الجزائر بحوالي 29 ألف طن، تتركز في مناطق الهقار وتمنراست جنوب البلاد، رغم اكتشاف العديد من المواقع الغنية عبر برامج تنقيب مكثفة منذ سبعينيات القرن الماضي، قررت الجزائر تجميد استغلال هذه الموارد عام 2012 لأسباب استراتيجية، مع توقعات بإمكانية استئناف برنامج نووي سلمي حال توفر البيئة التنظيمية المناسبة.
السعودية: دورة وقود نووي متكاملة ورؤية طموحة لعام 2040
تمتلك السعودية احتياطيات ضخمة تتراوح بين 60 و90 ألف طن من اليورانيوم، موزعة في مواقع عدة مثل جبل صائد في المدينة المنورة وجبل قرية شمال البلاد، تشكل نحو 5-6% من الاحتياطي العالمي، وتسعى المملكة إلى بناء دورة وقود نووي متكاملة تشمل التعدين والاستخلاص وتصنيع الوقود، ضمن رؤية طموحة تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة النووية، تخطط السعودية لبناء مفاعلين نوويين بقدرة 3.2 غيغاواط، كجزء من خطة شاملة لإضافة 17 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول 2040.
مصر: الضبعة النووية ومصنع الوقود.. بوابة مصر للطاقة الإقليمية
تمتلك مصر احتياطيات متنوعة من اليورانيوم، أبرزها في جبال البحر الأحمر ومنجم علوجة في سيناء، إلى جانب نحو 50 ألف طن من الفوسفات المحتوي على اليورانيوم، و2000 طن أخرى من الرمال السوداء، وتُعد مصر من بين الدول القليلة عالميًا التي تمتلك مصنعًا للوقود النووي، وهو واحد من 9 مصانع فقط في العالم.
وبحسب تقرير منصة الطاقة، تتعاون مصر مع روسيا في تطوير محطة الضبعة النووية التي ستضيف 4800 ميغاواط إلى الشبكة الوطنية عند اكتمالها المتوقع عام 2027، ما يعزز مكانة مصر كقوة إقليمية في مجال الطاقة النووية، كما تملك مصر احتياطيات ضخمة من الثوريوم تصل إلى 380 ألف طن، ما يفتح أمامها آفاقًا إضافية لتطوير الطاقة النووية المستقبلية.
يذكر أن هذه الثروات الطبيعية التي تمتلكها الدول العربية تمثل فرصة استثنائية لتطوير مصادر طاقة نظيفة وآمنة، بما يتوافق مع التوجهات العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق التنمية المستدامة، لكن تحقيق هذا الطموح يتطلب تنسيقًا إقليميًا ودوليًا، إضافة إلى بنى تنظيمية قوية، واستثمارات ضخمة في البحث والتطوير، فضلاً عن احترام المعايير الدولية للسلامة النووية.