تمتاز لوحات فنية بطابع ياباني بلمسات تقليدية عكست قصصاً مبتكرة من ولاية صور، مما أضفى جمالاً على أرجاء معرض "فن المانجا" الذي افتُتح ضمن فعاليات الملتقى الأدبي والفني في نسخته السابعة والعشرين بولاية صور. جاءت هذه الأعمال كنتيجة لورشة فن القصص المصورة اليابانية (المانجا) التي عُقدت في سبتمبر الماضي، حيث يشتهر هذا الفن برسم الشخصيات في سياق قصصي يعبر عن مشاهد محددة.

وقد ضم المعرض 17 فناناً وفنانة تعلموا أساسيات فن المانجا، بدءاً من الخطوط البسيطة حتى الصورة النهائية وتصميم الشخصيات وأساليب التلوين، مما أتاح لهم ابتكار قصص مستوحاة من البيئة المحلية. في هذه السطور، نستعرض أبرز القصص التي تألقت في لوحات الفنانين التي زينت المعرض.

المشاركون

حنان المعمرية قدمت عملاً بعنوان "رسالة عبر المحيط"، يجسد مشهداً تاريخياً يعكس حياة النوخذة الصوري في الماضي، عند وصوله إلى زنجبار بعد رحلة بحرية طويلة. يظهر النوخذة في الرسم مرتدياً الزي العماني التقليدي، جالساً بجانب بحر زنجبار حيث ترسو السفن العمانية، ويكتب رسالة لعائلته في صور. يعبر في رسالته عن شوقه وحبه لعائلته ويطمئنهم على سلامته، على أن تُحمل هذه الرسالة إلى صور عبر إحدى السفن العائدة. تقول حنان: "أضاف لي العمل في المانجا القدرة على التعبير عن المشاعر بصرياً وتطوير سرد قصصي ممتع، مع دمج الأسلوب الياباني بتراث صور العريق."

وبدورها تحدثت فاطمة الدرمكية عن لوحتها، التي تمثل قصة خيالية استوحتها من التراث العماني والصوري، وتتناول قصة امرأة صورية بارزة تحدد لأبنائها الثلاثة تحديات بحرية في مسعى لبناء علاقات تجارية مع الدول المختلفة. وتضيف عن تجربتها في الورشة: "كانت أول تجربة لي، إذ أمارس الفن في مجالات مختلفة، لكن لدي شغف بفن الرسم الكرتوني وقصص الأطفال. استفدت من التعليمات التي قدمها المعلمون اليابانيون في تطوير مهاراتي بأسلوب المانجا".

وشارك عبدالحكيم بن عبدالله البادي بعمل بعنوان "نحو مستقبل في الماضي"، وهو بوستر لقصة خيالية عن خالد، الشاب العماني الذي يعشق الفيزياء وعلم الفلك ويحلم بأن يصبح ضابطاً في السفن العملاقة. يجد خالد نفسه مسافراً عبر الزمن ليعيش مغامرات البحارة العمانيين الذين قرأ عنهم في مخطوطات تاريخية. قال عبدالحكيم عن تجربته: "رغم خبرتي في المجال، كانت هذه مشاركتي الأولى في معرض بهذا المستوى. جسدنا الهوية العمانية الأصيلة بأسلوب المانجا".

في حين وصفت نرجس بنت زايد السعيدية، فنانة رسوم متحركة، عملها بالتجربة المثمرة التي قادها متخصصون يابانيون. تضيف: "وجدت الورشة فرصة لتعميق معرفتي بفن المانجا، حيث تعلمنا كيفية تنظيم المشاهد داخل الإطارات، وأهمية السرد البصري. لوحتي بعنوان 'لؤلؤًا جُد لي بدمع' مستوحاة من قصائد البحتري وابن الفارض، وتروي قصة فتاة عمانية تواجه تحديات لتحقيق ذاتها في مجتمع تقليدي".

ووصف سعيد بن سالم الغريبي تجربته في الورشة بأنها "مثرية"، إذ قُدمت على يد مختصين يابانيين من جامعة ريوما، وقال: "تعلمنا مهارات جديدة مكنتنا من إنتاج قصص مصورة بجودة عالية."

زهراء بنت محمد العبرية، طالبة في الصف الثامن، تحدثت عن تجربتها قائلة: "الأمر يستحق العناء لتعلم فن يتطلب الكثير من الوقت كالمانجا. تعلمت تقنيات جديدة ساعدتني في ابتكار شخصيات مميزة، بفضل المدربين اليابانيين."

بهذه الأعمال المميزة، قدم الفنانون إبداعاتهم في معرض مانجا يعكس تناغماً بين التراث العماني وأساليب المانجا اليابانية، ليكون منصة ثقافية فريدة تجمع بين الماضي العريق والحاضر المعاصر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فن المانجا

إقرأ أيضاً:

اسطنبول تلوث سواحل عدن وتهدد بكارثة بيئية خطيرة

تشهد سواحل مديرية البريقة في محافظة عدن كارثة بيئية متصاعدة، جراء تسرب كميات من الزيوت والوقود من إحدى السفن الغارقة في نطاق الميناء، وسط تحذيرات متصاعدة من كارثة بيئية تهدد الأحياء البحرية والحياة الساحلية في المنطقة. 

وخلال الأسبوعين الماضيين بدأت بقع الزيت بالظهور على رمال شاطئ الحسوة، في مشهد يعكس حجم التلوث الذي بات يفرض نفسه على سواحل المدينة. وتشير تقارير بيئية إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، إذ شهدت عدن في السنوات الأخيرة عدة وقائع مشابهة لتسربات نفطية من سفن متهالكة جنحت في البحر، دون أن يقابل ذلك أي معالجات جذرية من الجهات المعنية، ما يثير القلق من استمرار الإهمال الرسمي تجاه ملف البيئة البحرية في المحافظة.

السفينة المتسببة في التلوث تدعى "اسطنبول"، وتعود ملكيتها إلى شركة "عالم البحار" المملوكة لرجل الأعمال المعروف أحمد العيسي، وتُعد واحدة من عدة سفن متهالكة وغارقة تابعة لنفس الجهة، في مياه ميناء عدن وسواحله. السفينة جنحت قبل عدة سنوات في منطقة بحرية تُعرف باسم "BRAKE WATER" داخل نطاق الميناء، وظلت على حالتها دون أي صيانة أو قطر، حتى تعرضت مؤخرًا لعطل في خطافها المعروف بـ"النهكر"، ما أدى إلى غرق غرفة القيادة وانحراف السفينة بشكل خطير. وحصل "نيوزيمن" على صور ومقاطع مصورة توثق التلوث الظاهر على شواطئ الحسوة خلال الأيام الماضية، وتُظهر بقع زيتية منتشرة على الرمال، ناتجة عن التسرب من قمرة القيادة وغرفة المحركات التي غمرتها المياه.

مصدر ملاحي في ميناء عدن أكد لـ"نيوزيمن" أن السفينة "اسطنبول" مهددة بالغرق الكامل، الأمر الذي يعني تسربًا كليًا للزيوت ومادة "الافيول" المستخدمة في تشغيل السفن، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية واسعة إذا لم يتم التدخل السريع. وأوضح المصدر أن السفينة بدأت بالفعل في تسريب الوقود إلى البحر بعد أن تسربت المياه إلى غرفة المحرك، نتيجة التآكل الذي لحق بجسمها الخارجي بفعل الصدأ، وحدوث تشققات واضحة في هيكلها، ما أدى إلى اختلاط الزيوت بمياه البحر وتحول لون المياه في الشريط الساحلي القريب إلى الأسود الداكن.

في الجهة المقابلة لموقع السفينة، وتحديدًا على امتداد شواطئ الحسوة، تحدث عدد من الصيادين عن مخاوفهم من الأضرار البيئية التي لحقت بالأحياء البحرية بسبب التلوث، مشيرين إلى ظهور بقع سوداء على امتداد الشريط الساحلي، يرجح أنها بقايا الزيوت المسربة من السفينة. وأفاد الصيادون أن حركة الأمواج المصاحبة للرياح دفعت بكميات من الزيوت من قمرة المحرك إلى خارج السفينة، ومن ثم نحو شواطئ الحسوة. وأكدوا أن استمرار التسريبات سيؤدي إلى أضرار كبيرة في الاسماك والأحياء البحرية وهروبها من المناطق القريبة من الساحل. وجددوا التحذير من التبعات الكارثية لتلوث المياه على الثروة السمكية والبيئة البحرية والكائنات الحية التي تعتمد على هذا النظام البيئي الحساس.

ولا تُعد كارثة السفينة "اسطنبول" حادثة معزولة، بل هي مجرد إنذار جديد لما هو قادم، إذ توجد خمس سفن أخرى تابعة لشركات العيسي في عدن، غارقة أو شبه غارقة في الميناء، وهي: "ديا"، و"سي برنسس"، و"فينول"، و"دوكن"، إلى جانب سفن أخرى متهالكة معرضة للغرق في أي لحظة مثل: "نفط اليمن"، و"الهلال"، و"سنفوني"، و"شط العرب"، و"أثينا". ورغم صدور أوامر قضائية وتوجيهات حكومية بضرورة انتشال هذه السفن وتفكيكها أو سحبها خارج المياه الإقليمية، إلا أن تلك التوجيهات بقيت حبرًا على ورق، بسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به مالك هذه السفن في أوساط الحكومة الشرعية، ما يعطل تنفيذ أي إجراء حقيقي لمعالجة الوضع البيئي المتدهور.

وكشف مصدر ملاحي في ميناء عدن لـ"نيوزيمن" أن فريقًا فنيًا تابعًا لشركة مصرية وصل مؤخرًا إلى عدن، وبدأ بإجراء معاينات فنية للسفن الغارقة، في محاولة منها لقطر هذه السفن إلى خارج البلاد وتفكيكها وبيعها كخردة (سيكراب). لكن المصدر أوضح أن الجهة التي نسّقت مع هذا الفريق لا تزال غير واضحة، سواء كانت شركة العيسي نفسها أو جهة حكومية، داعيًا وزارة النقل ومؤسسة موانئ عدن إلى التحرك السريع للتأكد من قانونية الإجراءات، والتثبت من هوية الجهة التي جلبت الفريق الفني، وسلامة الخطط الموضوعة لانتشال السفن. 

كما تساءل المصدر عن مصير السفن الغارقة التي تلاحقها قضايا مالية ومستحقات قضائية، مطالبًا الجهات المختصة بعدم السماح بأي عمليات تفكيك أو قطر قبل تسوية الوضع القانوني والمالي لهذه السفن.

مقالات مشابهة

  • إندونيسيا.. وفاة 4 وإصابة 5 آخرين في احتراق ناقلة
  • دلعى نفسك بقشر المانجا .. وصفات مذهلة للبشرة والشعر
  • زعيم الحوثيين: باب المندب لا يزال مغلق أمام السفن الإسرائيلية
  • محافظ أسوان يعتمد تحديث لوحات المخططات الإستراتيجية لـ5مدن
  • هنا الأردن.. ومجده مستمر جرش 2025
  • اسطنبول تلوث سواحل عدن وتهدد بكارثة بيئية خطيرة
  • مولى يتباحث مع  وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني
  • تعرف على الجهة المسئولة عن إصدار بطاقات أو لوحات التعريف بهوية العقار
  • اتفاقية بين "الطيران العماني" و"الهوية الترويجية الموحدة" لتعزيز مكانة السلطنة عالميا
  • البنك الوطني العماني يطلق حملة مكافآت حصرية على المُعاملات الدولية