كلام الناس
نورالدين مدني
كانت أمسية محضورةتلك التي نظمتها مجموعة من صديقات وأصدقاء الأستاذ صبحي اسكندر احتفاء به بدار رابطة أبناء دارفور بسدني يوم السبت٢٣ نوفمبر٢٠٢٤م وقدمت الكلمة الافتتاحية الفنانة ياسمين إبراهيم.
تنافس المتحدثون عن تاريخ الأستاذ صبحي السياسي والفكري والمجتمعي ابتداء من النيل ابرهيم وبكري جابر ومصطفى بشارة الذي أدلى بافادته مسجلة من كمبالا والدكتور مجدي زكي اضافة للحوار الذي أجراه معه عبدالله الفاتح وكلمة من الفنان والسينمايي فازدن وكلمةسكرتير التحالف اليساري في أستراليا بيتر بويل وكلمة رئيس تحرير صحيفة اخبار مصر بسدني سمير حبشي وشاهدنا فيديو شيق عن حياة الأستاذ صبحي من اعداد ابنته سامية واستمتعنا بغناء ياسمين إبراهيم وراشد أنور.
لن أستعرض هنا هذه الكلمات الطيبات لكنني إنتقل معكم قدر استطاعتي في دهاليز كتاب لينين صديقي التي تم تدشينه وتوزيعه في تلك الامسية من تأليف المحتفى به.
انه حكاية شيقة مكتوبة بلغة صريحة وصادقة عن تجربته في الحزب الشيوعي عبر رحلة شاركه فيها ثلاثة من الرفاق الأفارقة سردفيها بعض المواقف الخاصة التي مر بها في مقتبل العمر مثل ماحدث منه مع احدي الرفيقات.
قال صبحي في هذه الحكاية أن من سافر على طريق موسكو ستاليننجراد في ذلك الوقت لابد انه رأى أثار الحرب على وجوه الناس وملابسهم ومنازلهم.
مضى صبحي قائلا: خلال الأيام الثلاثة التي امضيتها في موسكو تغيرت في الكثير من المفاهيم وأتضحت لي الرؤية في بعض الاشياء التي كانت بحكم تربيتي المنزلية والماركسية ( تابو) لايمكن الاقتراب منها.
حكى صبحي قصته مع الممثل الذي كان يؤدي دور لينين في فيلم وهويشبهه تماما وأخذ معه صور تذكارية أعطيت له، وفي مشهد اخر ابان تفتيشهم في القطار أنقذته صورته مع شبيه لينين ولم يتم تفتيشه.
في مشهد اخر يقول استاذ صبحي أنني استنكرت بعض الأفعال الإجرامية التي كان يرويها احد الرفاق فقال له إن الشيوعية ليست الاتحاد السوفيتي، الشيوعية ابتكرتها عبقرية ماركس وساندتها عقول اخرى مثل انجلز وروزا لكسمبورج ثم اتي لينين وباكونين وتروتسكي لتطبيق الإشتراكية على الأرض ثم أتى ستالين و( بال) على الأرض.
أكتفي بهذا السد المخل لحكاية الأستاذ صبحي اسكندر واترككم مع المستجدات التي أثرت على الايديولوجيات والدول وما زالت تهز أركان العالم في بلادنا والعلم أجمع.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأستاذ صبحی
إقرأ أيضاً:
"سيمفونية أحمد بن ماجد" تروي حكاية "أسطورة البحر" بألحانٍ آثرة من تأليف الدكتور ناصر الطائي
◄ الطائي: المزج بين الموسيقى والتاريخ أحيا أسطورة بحرية فذّة
الرؤية- مدرين المكتومية
أحيت الأوركسترا السلطانية العُمانية، العرض الفني الملحمي "سيمفونية أحمد بن ماجد.. أسطورة البحر"، في أمسيتين موسيقيتين مساء يومي الأحد والإثنين ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمؤتمر..... والتي احتضنها متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح في مُحافظة الداخلية.
وأبدع الدكتور ناصر بن حمد الطائي في تأليف هذا العمل الموسيقي الملحمي، الذي يُعد أول سيمفونية عُمانية تُبرز التراث البحري العُماني؛ إذ تستحضر هذه السيمفونية شخصية البحّار العُماني الشهير، أحد أبرز أعلام الملاحة البحرية في التاريخ الإسلامي، كما تُجسد رحلاته ومآثره بأسلوب موسيقي يدمج بين الأصالة والمعاصرة.
لحظات إنسانية
وأكد الدكتور ناصر بن حمد الطائي، أنَّ هذا العمل الفني يعد تخليدًا لسيرة أحمد بن ماجد، حيث تُجسّد اللوحات السيمفونية لحظات إنسانية وتاريخية من حياة بن ماجد وبطولته، ووداعه المؤثر لعائلته، وتحدياته في وجه العواصف، وعزلته في مكتبه داخل السفينة، وتأمله في النجوم بحثًا عن الطريق، مضيفا: "في قلب هذا العمل، تتجلّى السيمفونية التي تُمثّل شخصية أحمد بن ماجد عبر نغمة آلة الترومبيت، رمزا للبطولة والثبات، وتعلو النغمة وسط حركة الآلات الوترية التي تمثّل موج البحر، وتصاعد الإيقاع يعكس صراعه مع العواصف وانتصاره عليها، ثم تهدأ الأنغام كما يهدأ البحر، ليتردد صدى الحكمة والمعرفة التي تركها للأجيال".
وأشار إلى أنَّ هذا المزج بين الفن والموسيقى والتاريخ، لا ينعكس على إحياء ذكرى ملاح عظيم، بل يعيد رسم معالم الموسيقى العُمانية لتعانق عنان المجد والسماء، إلى جانب إحياء روح بحرية وأدبية فذة لا تزال تهمس بأمجادها من بين طيات الأمواج.
وبدأ الحفل الموسيقي بافتتاحية عُمان 2020، وهي تحتفل بالتقدم المستمر لعمان وخطواتها الثابتة نحو مستقبل واعد ومشرق، وتبع الافتتاحية سلسلة من الأعمال الأوركسترالية للملحن، والمصممة لرسم خارطة طريق موسيقية أوركسترالية عمانية بلغة سيمفونية عالمية، إذ تسرد المقطوعة السيمفونية الأحداث التاريخية التي مر بها الوطن في ٢٠٢٠م بداية بالمصاب الجلل بوفاة أعز الرجال وأنقاهم المغفور له- بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ثم جائحة كورونا والتي كانت لها عواقب نفسية واقتصادية عالمية، لكن في النصف الثاني تشير المقدمة أيضًا إلى نهضة عُمان المتجددة وعزيمة شعبها الأبي تحت القيادة الرشيدة الملهمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم أيده الله.
كابريتشيو المكان
وشهد الحدث تقديم "كابريتشيو الكمان"، وهو عمل موسيقي ينبض بالحيوية والتحدي، يستلهم روحه من التقاليد الإيطالية حيث يُقصد بـ"كارتيتشو" المقطوعة المتقلبة ذات الطابع الحر والمزاج المتغير، ويتخذ هذا العمل شكلاً تقنياً متقدماً يحاكي إبداعات الملحن الإيطالي الشهير نيكولو باغانيني، لكنه لا يقتصر على البراعة فقط، بل يمزج بين التقنية الرفيعة والتعبير الموسيقي الحي، ليمنح العازف ساحة تتألق فيها المهارة والروح في آنٍ معاً.
سيمفونية أحمد بن ماجد
تلا ذلك سيمفونية أحمد بن ماجد، حيث تعد سيمفونية أحمد بن ماجد أو القصيد السيمفوني لأحمد بن ماجد، عملا موسيقيا ملهما يستلهم شخصية الملاح والشاعر العُماني التاريخي أحمد بن ماجد، الذي عُرف بلقب "أسد البحر" لمهارته الفائقة في فنون الملاحة، لكنه أيضًا ترك بصمة إنسانية وأدبية خالدة في تراث البحر والمعرفة.
وكان أحمد بن ماجد رائدًا في زمن كانت فيه معارف الأوروبيين والعثمانيين بالمحيط الهندي لا تزال محدودة، وخلّف إرثًا علميًا وأدبيًا ثمينًا، من أبرز مؤلفاته كتاب "الفوائد في أصول علم البحار والقواعد"، إلى جانب عدد كبير من القصائد والمخطوطات المهمة.
وتُجسّد السيمفونية هذا الإرث في قالب أوركسترالي عالمي، يحكي رحلة أحمد بن ماجد البحرية والعلمية والأدبية، ويصوّر عبر الموسيقى تحديات البحر العاتية التي واجهها، وانتصاراته في قيادته الحكيمة إلى بر الأمان، ثم تنتقل الموسيقى بانسيابية حالمة بين مشاعر التأمل وهدوء البحر، إلى لحظات العاصفة والتوتر، ومن الحنين العميق إلى نغمات البطولة والانتصار، وفي قلب العمل تبرز الثيمة الرئيسية التي تمثل شخصية بن ماجد، وتقدمها آلة الترومبيت بنبرة بطولية شامخة، بينما تتداخل معها ثيمات أخرى تعبّر عن مناخات البحر والتأملات الأدبية ومعاناة البيّارة والعاصفة، وتتصاعد هذه الأخيرة لتبلغ ذروتها قبل أن تعود ثيمة الملاح لتختتم السيمفونية بنهاية قوية ومؤثرة.
ويزخر العمل بتنوعات هارمونية وإيقاعية تترجم التفاعل الدرامي بين شخصية بن ماجد وعالم البحر المتقلّب، ليخرج في هيئة ملحمة موسيقية تنبض بالحيوية والعاطفة.
وقال الطائي: "سيمفونية أحمد بن ماجد لا تكتفي بتكريم شخصية عُمانية فذّة، بل تفتح أيضا نوافذ الفن العُماني على آفاق التعبير العالمي، وتقدّم للعالم نموذجاً إنسانياً ملهماً تنصهر فيه البطولة بالحكمة، والعلم بالشعر، والموسيقى بالهوية، وهذه السيمفونية هي تخليد لإرث إنساني خالد وملحمة عُمانية بلغة عالمية".
ويهدف هذا العمل إلى تسليط الضوء على الإرث البحري العُماني، وتعزيز الوعي بدور الشخصيات التاريخية في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة، كما يُعد هذا العرض إضافة نوعية تعكس التلاقي بين الفنون والثقافة والتراث ضمن محاور المُؤتمر.