استعرضت روسيا والصين أسلحة استراتيجية، في رسائل متعددة الاتجاهات بالنسبة لحسابات الدولتين الحليفتين، واللتين تتشاركان في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتعتبر واشنطن أكبر داعم عسكري لـ أوكرانيا، التي تواصل روسيا حرباً فيها اندلعت منذ فبراير (شباط) عام 2022، وسط تزايد المخاوف من تحول المواجهة بينهما إلى صراع مباشر.

في حين تواجه الصين، ضغوطاً اقتصادية أمريكية لمحاولة كبح جماح تقدمها الاقتصادي، الذي ترى فيه واشنطن تهديداً مباشراً لها، فضلاً عن محاولة الولايات المتحدة ردع بكين عن القيام بأي عمل عسكري ضد تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

أسلحة روسية

وكشفت روسيا عن سفينة صغيرة متعددة المهام، مخصصة لرصد الغواصات المعادية وتدميرها، حيث تمتلك روسيا ثاني أضخم أسطول غواصات حربية في العالم يضم 70 غواصة.

وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، فإنه إضافة إلى مهام مكافحة الغواصات، فإن هذه السفينة الحربية الروسية يمكنها تنفيذ مهام الدعم النيراني للوحدات البحرية الأخرى، إضافة إلى مهام حراسة المياه الإقليمية للدولة وتنفيذ الدوريات البحرية.

تقرير: #روسيا تستخدم الخلايا النائمة في عمليات التجسس https://t.co/eoOOSqC6Ff pic.twitter.com/jzCExYYXOX

— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2023

وفي منتدى "آرميا 2023" في موسكو، كشفت روسيا عن نظام مضاد للبطاريات الدفاعية، كما كشفت عن رادار عسكري مصغر سيستخدمه الجيش الروسي في عملياته القتالية.

وضمن المنتدى ذاته، كشفت روسيا عن إنشاء نظام الدفاع الإلكتروني "تريتون" ضد الطائرات من دون طيار، والذي سيتم تزويد الدبابات الروسية به، حيث يعمل على التشويش على قنوات الاتصال.

الصين..رسائل قوة

واستعرضت الصين في فيلم عرضه التلفزيون الرسمي، قدراتها البحرية عبر عرض مدمرات بحرية من بينها مدمرة "القبضة الحديدية"، والتي تعد واحدة من أقوى السفن الحربية في العالم، تضم منظومات متطورة من بينها صواريخ مضادة للطائرات والسفن، وتعتبرها الصين واحدة من القطع البحرية الاستراتيجية منذ إدخالها للخدمة عام 2020.

وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا" فقد أصبحت روسيا شريك الصين الرئيسي باستضافة أكبر عدد من التدريبات العسكرية معها في العقد الماضي، وسط تصاعد التوترات بين بكين والغرب.

أهداف مختلفة

جاء الاستعراض الصيني الروسي قبل قمة ثلاثة تضم قادة الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية في كامب ديفيد، الجمعة، في لقاء يتيح لشريكي واشنطن الرئيسيين في منطقة المحيطين الهندي والهادىء التركيز على القضايا عبر الحدود بما في ذلك الطموحات النووية لكوريا الشمالية، والتهديد الذي تمثله الصين، والأمن الإقليمي على نطاق أوسع.

في اتصال مع 24 يرى المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن "التحالف بين روسيا والصين "اضطراري" بحكم العداء المشترك مع الولايات المتحدة، إلا أن لكل قوة منهما أهداف مختلفة في استعراض القوة".

وقال إبراهيم: "روسيا تحاول ترميم صورتها العسكرية بعد النتائج غير الحاسمة لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، ودخولها في حرب استنزاف كبيرة في ظل الدعم العسكري الغربي اللامحدود لأوكرانيا".

#روسيا تحذر من خطر صدام القوى النووية

https://t.co/TyQIziHCYY pic.twitter.com/vnoDaJrI5L

— 24.ae (@20fourMedia) August 15, 2023

وأضاف "روسيا ترغب دائماً بإظهار قدراتها العسكرية على أنها ما زالت بخير، وإبراز تفوقها العسكري على حلفائها، وهو ما يدفعها دائماً لاستعراض قدراتها العسكرية بشكل دائم ومبالغ فيه أحياناً".

وتابع "التحديات أمام قوة روسيا تتزايد يوماً بعد يوم، مع استمرار الحرب في أوكرانيا، والدعم الغربي المتزايد لكييف، وهو ما يجعل استعراضها العسكري رسائل للداخل أكثر منها للخارج، خاصة بعد تمرد مجموعة فاغنر الذي أضر بصورة السيطرة على الموارد العسكرية الروسية، التي يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمها بشكل دائم".

وفيما يتعلق بأهداف بكين من استعراضها للقوة، يشير المحلل السياسي إلى أن "الصين لديها هاجس أكبر متعلق بتنامي العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان".

وقال إن "استعراض الصين لقدراتها البحرية تحديداً، هو رسالة واضحة لـ تايوان بالدرجة الأولى بعد زيارة نائب رئيس تايوان إلى واشنطن مؤخراً"، مشيراً إلى أن "الصين تعتبر هذه الزيارة تجاوزاً للخطوط الحمراء".

نائب رئيسة #تايوان يتحدى #الصين ويتوجه إلى #أمريكا

https://t.co/mjhj9YIPOm

— 24.ae (@20fourMedia) August 12, 2023

وختم المحلل السياسي حديثت لـ 24 بالقول إن "خارطة التحالفات الجديدة خاصة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، تفرض على الصين الاستعداد الدائم للمواجهة"، لكن المواجهة المباشرة قد لا تكون قريبة، وسيعمل طرفا التحالفات على تثبيت وقائع على الأرض لتسجيل النقاط ضد الجانب الآخر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الصين أمريكا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عقبات تواجه تصنيع آيفون في الولايات المتحدة

يواجه مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتصنيع هواتف “آيفون” التي تنتجها شركة “أبل” داخل الولايات المتحدة الكثير من التحديات القانونية والاقتصادية أقلها تثبيت “البراغي الصغيرة” بطرق آلية، وفق خبراء.
فقد هدد ترمب الجمعة بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على “أبل” في حال بيعها هواتف “آيفون” مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار سعي إدارته لدعم سوق العمل.
وقال ترمب للصحفيين الجمعة إن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبق أيضًا على شركة “سامسونغ” وغيرها من صانعي الهواتف الذكية. ويتوقع أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ في نهاية يونيو/ حزيران.
صناعة تتطلب تكنولوجيا غير متوفرة
وقال ترمب ط: “لن يكون من العدل” عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة، مشيرًا إلى تفاهم مبرم مع (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك.
وبحسب ترمب، قال (كوك) إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع. ورد ترمب له “لا بأس أن يذهب إلى الهند ولكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية”.
وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال لشبكة “سي.بي.إس” الشهر الماضي إن عمل “الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون البراغي الصغيرة جدًا لصنع أجهزة آيفون” سيأتي إلى الولايات المتحدة وسيصبح آليًا، مما سيوفر وظائف للعمال المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين.
لكنه قال لاحقًا لقناة “سي.إن.بي.سي” إن كوك أخبره بأن القيام بذلك يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد.
وأوضح قائلًا: “لقد قال أحتاج إلى أذرع روبوتية وأن أقوم بذلك على نطاق ودقة يمكنني بهما جلبها (الصناعة) إلى هنا. وفي اليوم الذي أرى ذلك متاحًا، ستأتي إلى هنا”.

“قصة خيالية غير ممكنة”
وقال محامون وأساتذة بقطاع التجارة إن أسرع طريقة لإدارة ترمب للضغط على شركة “أبل” من خلال الرسوم الجمركية هي استخدام نفس الآلية القانونية التي تفرض الرسوم على شريحة واسعة من الواردات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دان إيفز المحلل في “ويدبوش” إن عملية نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد تستغرق ما يصل إلى 10 سنوات وقد تؤدي إلى أن يصل سعر جهاز آيفون الواحد إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حاليًا في حدود 1200 دولار.
وأضاف إيفز: “نعتقد أن مفهوم إنتاج أبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة”.
وبحسب “رويترز”، قال بريت هاوس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، إن فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة “أبل”. وأوضح قائلًا: “لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين”.

قناة العربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلن عن سياسة جديدة لشروط التأشيرات
  • تعزيز القدرات العسكرية الألمانية يقلق روسيا
  • الاستخبارات العسكرية تداهم مضافة لداعش وتضبط أسلحة جنوب ديالى
  • سلالة كوفيد مهيمنة في الصين تصل إلى الولايات المتحدة
  • بناء السفن.. جبهة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين
  • رئيس وزراء الصين: قمة آسيان والخليج والصين استجابة لنداء العصر
  • منظومة صاروخية أميركية جديدة استعدادا لأي حرب مع الصين
  • عقبات تواجه تصنيع آيفون في الولايات المتحدة
  • عاجل| مسؤولون: الصين زادت من قدرتها على شن هجوم مفاجئ على تايوان
  • ما رسائل ومآلات تصعيد روسيا حربها على أوكرانيا؟