يصادف 14 فبراير (شباط) سنوياً اليوم العالمي للقصة القصيرة، وبهذه المناسبة استطلع موقع 24 آراء عدد من المثقفين، حول نظرتهم للنتاج الأدبي للقصة القصيرة، في آخر 7 سنوات على الصعيد الإماراتي، وعلى الصعيد العربي، ومدى إقبال شباب الكتاب العرب على كتابتها، وتقيمهم لما قرأوه أثناء هذه الحقبة الزمنية من مجموعات قصصية.

   

تقول الأديبة رئيسة مؤسسة"التفرد للنشر" شيماء المرزوقي: "أنا متفائلة بالمزيد من النجاحات والانتشار للقصة القصيرة تحديدا، وذلك لعدة أسباب، من أهمها مناسبة لون القصة القصيرة مع طبيعة العصر الذي نعيشه، وتحديدا متطلب السرعة، فالقصة القصيرة يمكن إتمام قراءتها في وقت موجز مقارنة مع الرواية على سبيل المثال، لذا أرى أن هناك تطوراَ مستمراً في مجال القصة القصيرة، يوما بعد يوم، سواء على مستوى الإمارات أو العالم العربي".

وتضيف: "أرى أن هناك إقبال من القرّاء، بل تذوق وانتقاء دقيق للمجموعات القصصية، وهناك من يتصفح المجموعة قبل الشراء، ويقرأ إحدى قصصها، وكذلك الأمر في مجال الكتابة والتأليف، بل أعتبر القصة القصيرة هي المنصة، التي ينطلق منها الروائي، فهو يبدأ بالقصة القصيرة، ثم تنمو الفكرة لديه وتتوسع لتصبح رواية أو عدة قصص".
وتجد المرزوقي: "أنه من الأهمية على المؤسسات والهيئات المشتغلة بالثقافة ودعم الأدب، أن تخصص برامج ومبادرات لدعم مؤلفي وكتَاب القصة القصيرة، وإقامة المزيد من الأمسيات لهم، وتشجيعهم، فالقصة القصيرة، تمتلك روح الانتشار والتوسع، والقابلية للتطور لأجناس أدبية أخرى".
أما الأديبة فاطمة سلطان المزروعي فتقول: "نلاحظ على المستوى العام، تراجع في كتابة القصة القصيرة في الإمارات والعالم العربي، وأصبحت الذائقة الأدبية تميل إلى الروايات ولأشكال أخرى، بسبب اهتمام دور النشر بالروايات، ووجود جوائز كبيرة مثل البوكر العربية وجائزة الشارقة للابداع العربي، وجائزة الشيخ زايد وغيرها من الجوائز، فالرواية تحكي حياة كاملة وهي أقرب إلى قلب المتلقي وأسهل لتفكيره، ويشعر بمتعة أكبر أثناء قراءتها.

ومع أن القصة القصيرة ممتعة إلا أن قصر نصوصها وصعوبة كتابتها وتقنياتها وعدم الإقبال على قرائتها كالسابق، ساهم في ابتعاد الكتاب عنها، ولكن توجد أعمال أدبية تستحق النشر والدعم نراها في مناسبات ثقافية، ويتناولها النقاد وتتم قراءتها، وإن كانت قليلة مقارنة بالرواية، لكن هناك تجارب إماراتية وعربية تستحق الالتفات إليها والاهتمام بها، خلال السنوات الأخيرة.
وتقول: "المجموعات القصصية التي صدرت خلال آخر 7 سنوات، تعكس تطور الأدب العربي وتنوعه، وتساهم في إثراء المشهد الثقافي، ورغم قلة الانتاج الأدبي للقصة القصيرة إلا أنني متفائله، أنها سوف تستعيد مكانتها في المستقبل"                                                                                                                         
وتوضح المزروعي: "أجد في القصة القصيرة، عالما من المتعة، ومع أن هناك تنوعا واضحا في القصص، من حيث الأسلوب والنوع والموضوع، إلا أن الكلمة الأساسية هي الابداع، وقوة التفكير البشري، وقدرته على ضغط الأفكار العامة التي مضت بها السنوات، لتكن موضوعا لقصة قصيرة، فالتكثيف مذهل ويستحق الإشادة، وهو أكثر ما يميز القصة القصيرة".

ويقول الأديب والناقد الدكتور هيثم يحيى الخواجة: "توطد فن القصة القصيرة في الإمارات بعد الاتحاد، وبعد الثمانينات والتسعينات، غدت هذه القصة نابضة بالحياة مفعمة بالعمق والتشويق، وصارت توازي الرواية في القوة والنضج، وتنافستا في النجاح، إلى أن تغلبت الرواية مؤخرا، ليس إبداعيا، وإنما في اعتماد الكتابة والإبداع فيها من قبل الكثيرين، مما جعلها تتصدر الأجناس الأدبية.
وإن القصة القصيرة الإماراتي التي ازدهرت في القرن العشرين، عالجت موضوعات مهمة، من مثل، العمالة الأجنبية، والطفرة الاقتصادية، والزواج من الأجنبيات، والحنين إلى البحر، والمعاناة النفسية، والتراث، الحكايات الخرافية، إضافة إلى استفادتها من التجارب القصصية العربية والعالمية، وحرق المسافات بغاية التفوق وتحقيق الذات.
وما زال لدينا كتاب عرب يبدعون في هذا الجنس الأدبي، ولكن ليس بمستوى الإقبال على الرواية، ولعل الاندفاع نحو القصة القصيرة جدا يوضح ذلك، فالرواية تتصدر المشهد الإبداعي والقصة القصيرة جدا، باعتباره فن حديث جعل الكثيرين يدلون بدلوهم فيه، وإن القصة القصيرة فن صعب يخضع للفكرة المعمقة والتكثيف والاقتصاد، والبعدين النفسي والفلسفي، وقد استمر الإبداع في القصة القصيرة ويوجد كتاب كثيرون ما زالوا مخلصين لهذا الفن".
ويضيف: "إن كتَاب القصة القصيرة في الوطن العربي تجاوزا القصة التقليدية شكلا ومضمونا، فقد أصروا على معالجة موضوعات حارة تتعلق بالمعاناة الذاتية، والحرب والفقر، والطفولة، المعاناة الإنسانية، والتراث والحاضر والمستقبل، والخيال العلمي، إلخ، وتتصدر هذه الموضوعات العزلة، والحب، والعقد النفسية.
أما على صعيد الشكل، فإن التجريب هو الهدف الرئيس في الإبداع، إذ أن القاص المعاصر، يعمل جاهدا على تجاوز التقليدي إلى فضاءات القصة الرحبة، إن جذوة الإبداع العربي، ومنه الإماراتي في القصة القصيرة ما زال متقدا، حيث أكد هذا الإبداع حقه في تسلم المكانة اللائقة بعد أن تجاوز الأطر المألوفة، وانطلق في فضاءات الحرية والتجريب".
ويختم الخواجة: تبقى الواقعية السحرية هي المعتمدة لدى غالب القصاصين الإماراتيين الذين يميلون إلى الحداثة، وقد تجلى ذلك لدى الكثير منهم عندما فتحوا النوافذ أمام التيارات والمذاهب الأدبية التي هبَت من الغرب".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات فی القصة القصیرة للقصة القصیرة

إقرأ أيضاً:

حماية الإبداع تبدأ بالقانون .. تفاصيل حقوق المؤلف والاختراع في مصر

في زمن تتسابق فيه الدول على الاستثمار في العقول والابتكار، يبرز قانون حماية الملكية الفكرية في مصر كدرع قانوني لحماية المصنفات الفكرية والابتكارات التكنولوجية والاختراعات والعلامات التجارية، بما يعزز مناخ الابتكار ويصون حقوق المبدعين والمخترعين.

القانون يمنح حماية شاملة للمصنفات الأدبية والفنية، وحقوق التأليف والاختراع، ويحدد آليات دقيقة لترخيص الاستغلال التجاري، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل الصحة والطاقة والغذاء.

آمال إبراهيم تقترح تخصيص 10% من موازنة «حياة كريمة» في المرحلة الثانية لـ«الابتكار الاجتماعي»دعم الاتحاد الأوروبي للبحث العلمي والابتكار.. ورشة عمل بجامعة الإسكندريةالمشاط :الابتكار وريادة الأعمال والقطاع الخاص أفضل حلول لتنمية الاقتصادالمشاط: الابتكار وريادة الأعمال ركيزتان أساسيتان لتجاوز فخ الدخل المتوسطمصنفات تحت مظلة الحماية

وفقًا للمادة 140، يحمي القانون طيفًا واسعًا من الإبداعات، تشمل:

الكتب والمقالات والنشرات

برامج الحاسوب وقواعد البيانات

الأعمال التمثيلية والموسيقية

المصنفات الفوتوغرافية والتصاميم المعمارية

المحاضرات، الخطابات، والخرائط

وحتى العناوين المبتكرة للمصنفات

ويُعد القانون بذلك مرجعًا متكاملًا لصون حقوق المبدعين في مجالات الأدب، الفن، التكنولوجيا، والعمارة.

براءات الاختراع.. حقوق محفوظة واستغلال منظم

بحسب المادة 23، يجوز إصدار تراخيص إجبارية لاستغلال الاختراعات في حالات الطوارئ أو لمقتضيات الصحة العامة أو الأمن القومي، بعد موافقة لجنة وزارية مختصة.
وتُمنح تلك التراخيص دون الحاجة لموافقة مسبقة من صاحب البراءة في حالات الضرورة، مع ضمان الحقوق المالية له.

ومن بين الشروط الأخرى للترخيص الإجباري:

رفض صاحب البراءة الترخيص للغير رغم عرض شروط مناسبة

عدم استغلال الاختراع داخل مصر لفترة تتجاوز ثلاث سنوات

أو التوقف عن استغلاله بدون مبرر مقبول

دعم للابتكار وضمان لحق المجتمع

فيما يخص الأدوية والمنتجات الطبية، يمنح القانون أولوية خاصة للتراخيص الإجبارية لضمان توافرها وجودتها، ومنع احتكارها، خصوصًا تلك المرتبطة بالأمراض المزمنة أو النادرة أو الحالات الحرجة، بما يحقق مبدأ "الصحة قبل الربح".

رسالة القانون: الإبداع مسؤولية.. والحماية حق

يؤكد قانون حماية الملكية الفكرية في مصر على توازن دقيق بين حقوق المبدع الفردي والمصلحة العامة للمجتمع، ما يجعله أداة أساسية لدعم الاقتصاد القائم على المعرفة، وتشجيع الابتكار المحلي، ومواكبة المعايير الدولية.

طباعة شارك حماية الملكية الفكرية مصنفات تحت مظلة الحماية براءات الاختراع حقوق محفوظة واستغلال منظم دعم للابتكار

مقالات مشابهة

  • تفاصيل افتتاح مهرجان الأفلام القصيرة «منصات».. اليوم
  • أمين الأعلى للثقافة: المجلس منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري
  • القصة القصيرة جدًا: إشكالية المفهوم والخصائص
  • حماية الإبداع تبدأ بالقانون .. تفاصيل حقوق المؤلف والاختراع في مصر
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • توازن دقيق بين الدبلوماسية والردع.. الكرملين بين مسودة السلام وضغوط الخطاب الغربي
  • «الشارقة للاتصال الحكومي» منصة تكرّم الإبداع
  • محامي حفيد الدجوي يكشف مفاجآت صادمة عن اللحظات الأخيرة يوم وفاته
  • شيخ الأزهر يعزي الطبيبة آلاء النجار في استشهاد أبنائها التسعة: جرائم الاحتلال لن تُطفئ جذوة الحق
  • تجربة روما القصيرة تدفع هوميلز نحو الاعتزال