في مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية.. لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.
منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.
رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.
لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.
بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله. تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.
وزيرة التضامن تطمئن على حجاج الجمعيات الأهلية وتوجه بتوفير كامل الخدمات داخل المخيمات بمشعر عرفات
التضامن: نجاح خطة تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى عرفات
محافظ الإسماعيلية يتابع حجاج الجمعيات الأهلية بالمحافظة أولًا بأول ويطمئن على سلامتهم
بدء تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
وزيرة التضامن تتابع تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.
المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.
كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.
في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عرفات القلوب حجاج الجمعيات السكينة التلبية الآلاف المخيمات حجاج الجمعیات الأهلیة
إقرأ أيضاً:
استعدادات مكثفة لبدء خطة تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى عرفات
تتابع بعثة حج الجمعيات الأهلية بوزارة التضامن الاجتماعي، خطة تصعيد الحجاج بداية من ظهر اليوم إلى مشعر عرفات لأداء الركن الأعظم في فريضة الحج.
واستعدت البعثة لتنفيذ خطة التصعيد حتى اكتمال وصول جميع الحجاج الى مشعر عرفات.
وعقد أيمن عبد الموجود، الوكيل الدائم لوزارة التضامن رئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية، اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا مع رؤساء اللجان المختلفة وأعضاء البعثة النوعية، لمراجعة خطة تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات، والمقرر تنفيذها بدءًا من ظهر اليوم الأربعاء.
وأكد عبد الموجود خلال الاجتماع على أهمية تنفيذ خطة التصعيد وفقًا للجدول الزمني المحدد، مع التأكيد على توفير كافة سبل الراحة والأمان للحجاج، وضمان وجود فرق مرافقة لتقديم الدعم اللوجستي والطبي والإرشادي خلال التنقلات بين المشاعر المقدسة.
وأشار إلى أن البعثة قامت بالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية المختصة لتأمين عمليات التصعيد، وتعاقدت على توفير 283 أتوبيس حديث مكيف، وقامت بتنفيذ عدة زيارات خلال الأيام الماضية واليوم للتأكد من جاهزية مخيمات عرفات لاستقبال الحجاج، من حيث التجهيزات الطبية والخدمية ووسائل التبريد، بالإضافة إلى التأكد من تنفيذ الأكواد الهندسية في توزيع الحجاج داخل الخيام إلى جانب مراجعة ممرات السير والتأكد من سلاستها وعدم وجود عوائق تعرقل السير، بالإضافة إلى مراجعة كافة مخارج الطواريء.
وأكد عبد الموجود أن هناك تنسيقًا كاملًا بين البعثة الطبية لوزارة الصحة وبعثة وزارة التضامن الاجتماعي، لمتابعة حالة الحجاج وتواجد العيادات الطبية طوال الـ ٢٤ ساعة لتقديم كافة الاستشارات الطبية وتوقيع الكشف الفوري فى حال وجود أي شكوى، مؤكدًا أن الحالة الصحية للجميع مستقرة.
وأوضح رئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية أن البعثة خصصت مكاتب داخل منى وعرفات لاستقبال أي شكوى من الحجاج أو المشرفين، وتيسير عمل المشرفين، والاطمئنان على سير العمل بشكل صحيح طوال فترة التواجد في المشاعر.
وأكد على التنسيق مع المجموعة المتواجدة في الفندق، لاصطحاب أصحاب الأعذار من المزدلفة إلى مكة المكرمة مباشرة وتوفير الخدمات اللازمة لها في الفندق.
وشدد رئيس البعثة على ضرورة التزام الحجاج بتعليمات السلامة، ومواعيد التحرك، حفاظًا على سلامتهم وتيسيرًا لسير الخطة دون أي معوقات، مضيفًا أن غرفة عمليات البعثة تتابع مع المشرفين لحظة بلحظة لرصد أي ملاحظات والعمل الفوري على تلافيها.
يُذكر أن عدد حجاج الجمعيات الأهلية هذا العام يبلغ نحو (12516)، موزعين على عدة فنادق بمكة المكرمة، وتم تجهيز برامج توعوية وخدمية شاملة لضمان أداء المناسك بسهولة ويسر.