أكد محافظ البنك المركزي في العاصمة عدن، أحمد غالب المعبقي، أن إدخال الأنظمة الرقمية إلى المنظومة المصرفية يمثل استجابة مباشرة للتحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الوطني، خصوصًا الانخفاض الكبير في نسبة الشمول المالي والاعتماد شبه الكامل على النقود الورقية، وما ترتب على ذلك من صعوبات في الرقابة وتنامي مخاطر الفساد وغسيل الأموال.

جاء ذلك خلال تدشينه، الأربعاء، ورشة العمل الخاصة بمشروع تطوير البنية التحتية للنظام المالي الرقمي في اليمن، التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من البنك الدولي، وبمشاركة واسعة من البنوك والمؤسسات المالية اليمنية.

وقال المحافظ المعبقي: إن "غياب الأنظمة الرقمية أدى إلى تقليص حجم التحويلات المالية وفرص الاستثمار، وزاد من صعوبة وصول الخدمات إلى المستفيدين في العديد من المناطق"، مشددًا على أن المشروع الجديد يمثل نقلة نوعية عبر إدخال أنظمة المدفوعات الرقمية مثل نظام الدفع السريع، ونظام التسويات الإجمالية اللحظية، وتعزيز التشغيل البيني بين المؤسسات المالية.

وأضاف أن المشروع لا يقتصر على الجوانب الفنية والتقنية فحسب، بل يتجاوزها لترسيخ الثقة في القطاع المالي، وتعزيز الشفافية، ودعم النشاط الاقتصادي، وتسهيل الارتباط مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مما يجعله حجر الزاوية لبناء نظام مالي أكثر صلابة ومصداقية واستدامة. وكشف عن جهود البنك المركزي التي أسفرت عن إدخال المقسم الوطني للبطاقات وربط خمسة عشر بنكًا وطنيًا، إضافة إلى ترخيص ثمان محافظ إلكترونية، واصفًا هذه الخطوات بأنها متقدمة نحو تحقيق أهداف المشروع.

من جانبه، أكد ممثل البنك الدولي، عمر العاقل، على أهمية البدء في تنفيذ هذا المشروع الحيوي، مشيرًا إلى أن البنك الدولي يولي اهتمامًا خاصًا بدعم القطاع المالي اليمني بما يسهم في تعزيز الشمول المالي وتسهيل التحويلات والاستثمارات، ومكافحة الفساد عبر أنظمة أكثر شفافية.

كما استعرض مدير المشروع، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المهندس ماهر شكري، أهداف المشروع ومراحل تنفيذه، موضحًا أنه يشكل ركيزة أساسية لتطوير البنية التحتية للنظام المالي الرقمي في اليمن، بما يمكّن من تحسين الأداء المالي وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية للمواطنين في مختلف المناطق.

ويُنتظر أن يسهم المشروع في إعادة الثقة بالقطاع المصرفي، وخلق بيئة مالية حديثة قادرة على جذب الاستثمارات ودعم جهود التعافي الاقتصادي، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد على المستويين الاقتصادي والإنساني.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد الدولي يكشف مستقبل الاقتصاد اليمني بعد الأزمة

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

توقع صندوق النقد الدولي أن يشهد الاقتصاد اليمني تعافياً تدريجياً خلال السنوات المقبلة، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 0.5 في المئة عام 2026 إلى نحو 2.5 في المئة بحلول عام 2030، مدفوعاً باستمرار الإصلاحات الهيكلية واستعادة الموارد الحكومية وتحسن بيئة الأعمال.

جاء ذلك في ختام مشاورات المادة الرابعة التي عُقدت في العاصمة الأردنية عمّان بين بعثة الصندوق والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في أول مشاورات من نوعها منذ أحد عشر عاماً.

ورحبت بعثة الصندوق بالجهود الحكومية في تعزيز الانضباط المالي وإدارة النقد الأجنبي، وإنشاء لجنة لتنظيم وتمويل الواردات بما يسهم في رفع مستوى الشفافية والمساءلة.

وقالت رئيسة بعثة الصندوق إلى اليمن، أستر بيريز رويز، إن استئناف المشاورات “يمثل لحظة محورية في مسار التعاون بين اليمن والمؤسسات المالية الدولية”، مشيدة بما أحرزته الحكومة من تقدم في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، وبمستوى الشفافية الذي اتسمت به المناقشات مع الفريق الحكومي والبنك المركزي اليمني.

وأوضح البيان الختامي أن السلطات اليمنية حققت تقدماً في ضبط المالية العامة وتحسين إدارة النقد الأجنبي، من خلال إجراءات شملت إنشاء لجنة لتمويل وتنظيم الواردات، وتعزيز الرقابة على الإنفاق العام، وتحسين كفاءة تحصيل الإيرادات.

وأكد الصندوق أهمية مواصلة الحكومة تنفيذ الإصلاحات الهادفة إلى تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد وتحسين إدارة الموارد العامة وكبح التضخم، مشيراً إلى أنه سيواصل تقديم الدعم الفني والاستشاري لمساندة اليمن في مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي.

مقالات مشابهة

  • توريد الإيرادات إلى البنك المركزي.. معضلة محورية أمام إنقاذ الاقتصاد والتعافي المالي
  • صندوق النقد الدولي يكشف مستقبل الاقتصاد اليمني بعد الأزمة
  • المصرف المركزي يبحث مع البنوك آليات تعزيز تنافسية القطاع المالي
  • سوريا تتعاون مع البنك الدولي لإصلاح منظومة المالية العامة
  • سلطنة عُمان تحصد جائزة الحكومة الرقمية الخليجية عن فئة الذكاء الاصطناعي
  • «المصرف المركزي» يبحث مع البنوك آليات تعزيز تنافسية القطاع المالي
  • لحماية النظام المالي.. ضوابط إلغاء تراخيص البنوك بالقانون
  • لم أمت بعد.. دولي بارتون تفنّد الشائعات التي طالت صحتها مؤخرًا
  • صندوق النقد يشيد بجهود الأردن في الإصلاح المالي والاستقرار الاقتصادي
  • مؤشر إيجابي وثقة دولية| البنك الدولي يرفع توقعاته للاقتصاد المصري.. وخبير: نجاح لسياسات الإصلاح المالي والنقدي