مشروع أممي – دولي لتحديث النظام المالي اليمني وإدخال أنظمة الدفع السريع
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
أكد محافظ البنك المركزي في العاصمة عدن، أحمد غالب المعبقي، أن إدخال الأنظمة الرقمية إلى المنظومة المصرفية يمثل استجابة مباشرة للتحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الوطني، خصوصًا الانخفاض الكبير في نسبة الشمول المالي والاعتماد شبه الكامل على النقود الورقية، وما ترتب على ذلك من صعوبات في الرقابة وتنامي مخاطر الفساد وغسيل الأموال.
جاء ذلك خلال تدشينه، الأربعاء، ورشة العمل الخاصة بمشروع تطوير البنية التحتية للنظام المالي الرقمي في اليمن، التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من البنك الدولي، وبمشاركة واسعة من البنوك والمؤسسات المالية اليمنية.
وقال المحافظ المعبقي: إن "غياب الأنظمة الرقمية أدى إلى تقليص حجم التحويلات المالية وفرص الاستثمار، وزاد من صعوبة وصول الخدمات إلى المستفيدين في العديد من المناطق"، مشددًا على أن المشروع الجديد يمثل نقلة نوعية عبر إدخال أنظمة المدفوعات الرقمية مثل نظام الدفع السريع، ونظام التسويات الإجمالية اللحظية، وتعزيز التشغيل البيني بين المؤسسات المالية.
وأضاف أن المشروع لا يقتصر على الجوانب الفنية والتقنية فحسب، بل يتجاوزها لترسيخ الثقة في القطاع المالي، وتعزيز الشفافية، ودعم النشاط الاقتصادي، وتسهيل الارتباط مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مما يجعله حجر الزاوية لبناء نظام مالي أكثر صلابة ومصداقية واستدامة. وكشف عن جهود البنك المركزي التي أسفرت عن إدخال المقسم الوطني للبطاقات وربط خمسة عشر بنكًا وطنيًا، إضافة إلى ترخيص ثمان محافظ إلكترونية، واصفًا هذه الخطوات بأنها متقدمة نحو تحقيق أهداف المشروع.
من جانبه، أكد ممثل البنك الدولي، عمر العاقل، على أهمية البدء في تنفيذ هذا المشروع الحيوي، مشيرًا إلى أن البنك الدولي يولي اهتمامًا خاصًا بدعم القطاع المالي اليمني بما يسهم في تعزيز الشمول المالي وتسهيل التحويلات والاستثمارات، ومكافحة الفساد عبر أنظمة أكثر شفافية.
كما استعرض مدير المشروع، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المهندس ماهر شكري، أهداف المشروع ومراحل تنفيذه، موضحًا أنه يشكل ركيزة أساسية لتطوير البنية التحتية للنظام المالي الرقمي في اليمن، بما يمكّن من تحسين الأداء المالي وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية للمواطنين في مختلف المناطق.
ويُنتظر أن يسهم المشروع في إعادة الثقة بالقطاع المصرفي، وخلق بيئة مالية حديثة قادرة على جذب الاستثمارات ودعم جهود التعافي الاقتصادي، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد على المستويين الاقتصادي والإنساني.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
منصات الدفع والبلوكشين والذكاء الاصطناعي تتصدر أجندة ملتقى التكنولوجيا المالية 2025
أعلنت شركة JRNY عن إطلاق النسخة الرابعة من ملتقى صناعة التكنولوجيا المالية 2025، والذي تستضيفه الجونة في الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر، في حدث يُرسّخ مكانته كأحد أهم التجمعات التقنية والمالية في مصر والمنطقة. ويأتي الملتقى هذا العام بالشراكة مع الهيئة العامة للرقابة المالية (FRA)، وبرعاية شركات راية لخدمات مراكز البيانات، ليواصل البناء على النجاحات المتراكمة منذ انطلاقه.
يمثل الملتقى نقطة التقاء استراتيجية تجمع ما بين 120 و140 من القيادات التنفيذية العليا يمثلون شركات التكنولوجيا المالية، والبنوك، والمؤسسات المالية، وصناديق الاستثمار، والجهات التنظيمية، ومُمكّني المنظومة.
ويهدف إلى خلق مساحة متخصصة لدفع الصناعة نحو مزيد من الابتكار، والشمول المالي، وتنظيم الأصول الاستثمارية الجديدة.
يركز ملتقى هذا العام على تمكين التعاون العملي بين الشركات الناشئة ورواد التكنولوجيا المالية من جهة، والشركات الكبرى والمستثمرين والهيئات التنظيمية من جهة أخرى. ويتيح هذا المزيج الحيوي من الأطراف اكتشاف شراكات جديدة ومبادرات مشتركة تدفع عجلة التطور الرقمي في القطاع المالي المصري.
كما تستهدف فعاليات الملتقى تسريع جهود الشمول المالي عبر جلسات نقاش متخصصة تستعرض التحديات وتضع استراتيجيات قابلة للتطبيق لتوسيع الوصول إلى الفئات المختلفة، مع التركيز على تصميم حلول مالية مبتكرة وآمنة.
يُلقي الملتقى الضوء على ضرورة تنظيم فئات جديدة من الأصول الاستثمارية في السوق المصري، بما يضمن للمواطنين خيارات متعددة وموثوقة للادخار والاستثمار، في وقت تتزايد فيه الحاجة لتوسيع البدائل المالية المدعومة بالتكنولوجيا.
ويُعد تطوير السياسات أحد أبرز محاور النسخة الرابعة، حيث يتيح الملتقى مساحة للحوار المباشر بين أصحاب المصلحة وصُنّاع القرار.
ومن المتوقع أن تسهم النتائج في صياغة رؤى تدعم نمو قطاع التكنولوجيا المالية وتسريع اعتماده على مستوى الدولة.
يستعرض الملتقى تطبيقات عملية لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوكيشن، والحوسبة السحابية، بهدف إبراز أثرها الحقيقي على الخدمات المالية، وقدرتها على التوسع، ودورها في تدعيم البنية التحتية الرقمية لمنظومة التكنولوجيا المالية في مصر.
شهد الملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، وداليا سعيد، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة JRNY، بهدف تعزيز التعاون في برامج التكنولوجيا المالية، وضمان مشاركة فعالة من جانب الجهات الحكومية والتنظيمية.
وأكد أحمد صلاح، الشريك الإداري في JRNY، أن هذا التعاون يمثل خطوة محورية في تعزيز التواصل بين القطاع الخاص والهيئات التنظيمية، مشدداً على أن هذا التقارب ضروري لدفع الشمول المالي وتحقيق أثر حقيقي على مستوى النظام البيئي ككل.
تؤكد JRNY من خلال هذا الحدث على نهجها المستمر في تعزيز مجتمعات قائمة على التواصل، والتعلم، والتأثير الجماعي. فمنذ عام 2013، نظمت الشركة—التي كانت تُعرف سابقاً باسم "الرحلة"—أكثر من 170 ملتقى وفعالية ساعدت في تشكيل مشهد التكنولوجيا وريادة الأعمال في مصر.