خطبة الجمعة اليوم| الشيخ أحمد شرف الدين: سيدنا النبي كان يجبر خواطر الصحابة ويشاركهم الأفراح والأحزان.. التشبه بالرجال فلاح
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
خطبة الجمعة اليوم
الشيخ أحمد شرف الدين يلقي الخطبة من الدقهلية ويؤكد:
خطيب الأوقاف يكشف عن مواقف النبي مع أصحابه
النبي كان يجبر خواطر صحابته ويشاركهم الأفراح والأحزان
النبي خير الأصحاب لأصحابه وعليكم التشبه به كي تفلحوا
قال الشيخ أحمد شرف الدين، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى اطلع على قلوب عباده، فوجد أنقاها قلب محمد، فاصطفاه للرسالة، ثم اطلع على قلوب عباده، فوجد أنقاها قلوب الصحابة فاختارهم لصحبة النبي.
وأضاف أحمد شرف الدين، في خطبة الجمعة، التي نقلها التليفزيون المصري، من مسجد الأربعين بقرية ميت غراب، بمحافظة الدقهلية، متحدثا عن موضوع بعنوان "حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه"، أن النبي كان خير الأصحاب لأصحابه، وهو القائل "خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه".
وتابع: كان النبي متواضعا لأصحابه عند اللقاء، فيقوم للقائهم ولا ينصرف عنهم حتى ينصرفوا، ولا ينزع يده في السلام حتى ينزعه صحابته يديهم، وكان يحبهم ويعلمهم.
واستشهد بما ورد عن سيدنا معاوية بن الحكم، يقول (بينما أنا أصلي مع النبي، إذا عطس رجل مع القوم فقلت يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت، ما شأنكم تنظرون إلي، فضربوا بأياديهم على أفخادهم، فلما رأيتهم يصمتونني فصمت، فلما انتهى رسول الله من الصلاة، فما رأيت معلما أحسن منه، فما ضربني ولا قهرني، وقال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.
كما كان رسول الله، يثني على أصحابه ويعلي من شأنهم، فهو القائل: أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأًصدقهم حياءً عثمان، وأقدرهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجراح.
قال الشيخ أحمد شرف الدين، من علماء وزارة الأوقاف، إن النبي الكريم كان يشارك الصحابة أفراحهم وأحزانهم، فلما علم بزواج سيدنا عبد الرحمن بن عوف، قال له "أولم ولو بشاة".
وأضاف أحمد شرف الدين، في خطبة الجمعة، التي نقلها التليفزيون المصري، من مسجد الأربعين بقرية ميت غراب، بمحافظة الدقهلية، متحدثا عن موضوع بعنوان "حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه"، أن النبي لما جاءه نعي سيدنا جعفر فقال "اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم".
كما كان النبي يجبر خواطر الصحابة ويجبر نفوسهم ويملأوها خيرا ونورا وبركة، فيقول سيدنا أبو سعيد الخدري "لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ.
فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ.
قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟
فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا".
قال الشيخ أحمد شرف الدين خطيب مسجد الأربعين بمحافظة الدقهلية، إذا كان النبي خير الأصحاب لأصحابه وكان الصحابة خير الأصحاب، فتشبهوا فإن التشبه بالرجال فلاح.
ولفت خطيب مسجد الأربعين خلال خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان: "حال النبي مع أصحابه" إلى قول الشاعر إن الربيع له أوان ينقضى وربيعك البسام كل أوان دنيا الورى فيك الشموس كثيرة هل فيك يادنيا محمد ثان لا والذى خلق الخلائق إنه إنسان عينك من بنى الإنسان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم الدقهلية النبي خطيب الأوقاف مسجد الأربعین خطبة الجمعة مع أصحابه هذا الح ی فی أن ف س علیه وسل ى الله
إقرأ أيضاً:
كم كان عمر الرسول عند وفاته؟ اعرف يوم وتاريخ رحيله بالهجري والميلادي
كم كان عمر النبي عند وفاته؟ توفى الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين الموافق 12 من ربيع الأول، في العام الحادي عشر هجريًا، وهو ما يوافق عام 633 ميلاديا من شهر يونيو، وكان عُمره 63 عامًا، وكانت وفاة النبي-صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، في حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وقُبض صلى الله عليه وسلم-ورأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
واختلف العلماء في تحديد عمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم عند وفاته، فصح حديث روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي وهو ابن ثلاث وستين». (رواه البخاري: 4466)، وفي حديث آخر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين». (رواه مسلم: 2353)،ووردت رواية عن أنس -رضي الله عنه-: «أنها ستون سنة». (رواه البخاري: 5900).
وقال الإمام النووي -رحمه الله-: «توفي -صلى الله عليه وسلم وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح».
وعن اختلاف عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث السابقة، ذكر الإمام النووي: قال العلماء: «الجمع بين الروايات أن من روى ستين لم يعد معها الكسور، ومن روى خمسًا وستين عدّ سنتي المولد والوفاة، ومن روى ثلاثًا وستين لم يعدهما، والصحيح ثلاث وستون».
الساعات الأخيرة من حياة النبي
صورت الساعات الأخيرة التي سبقت وفاة أعظم البشر مواقف حاسمةً للغاية، أوّلها عندما كان المسلمون يصلّون صبيحة فجر يوم الاثنين وكان إمامهم أبو بكرٍ، فحلّت إطلالةٌ باسمة من وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما كشف ستارة حجرة عائشة -رضي الله عنها-، وثانيها عند ارتفاع شمس الضحى، إذ أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بحضور ابنته فاطمة -رضي الله عنها- إليه، وأسر إليها فبكت، ثمّ أسر إليها أخرى فضحكت، فكانت الأولى إخبارها بأنه سينتقل إلى الرفيق الأعلى، أمّا الثانية فقد أخبرها بأنّها أول أهل بيته لحاقًا به، وبأنّها سيدة نساء العالَمين، وثالثها دعوته للحسين والحسن، وتقبيلهما، وتوصيته بهما حُسنًا، ورابعها دعوته لنسائه، ووعظهنّ.
وحدثت معجزة إلهية عند غسل النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، حينمااحتار الصحابة -رضي الله عنهم- في كيفية غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل يجردونه من ملابسه أم يباشرون الغسل وثيابه -عليه الصلاة والسلام- عليه دون نزعها،فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، واستجاب الصحابة -رضي الله عنهم- لكلام المنادي، وفعلوا ما أمرهم به.وروت هذه القصة السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقالت: «لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ».وباشر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- غسلَ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحده، وأسنده إلى صدره، وكان يقول وهو يُغسّله: «ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتًا»، أما العبّاس وابناه: الفضل، وقثم فكانوا يُقلّبون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان أسامة وشقران يصبّان الماء، وشَهد الغسل أوس بن خولي من بني عمرو بن عوف من الخزرج؛ فقد طلب ذلك من عليّ فأذن له، وتمّ تكفين النبيّ -صلّى الله عله وسلّم- بثلاثة أثوابٍ من القطن دون نزع ثيابه عنه.
علامات اقتراب أجل النبيروت السيدة عائشة -رضي الله عنها- قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها- عندما جاءت إليه، وأجلسها إلى جانبه، حيث قالت: «إنَّا كُنَّا أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا واحِدَةٌ، فأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لا واللَّهِ ما تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِن مِشْيَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هي تَضْحَكُ، فَقُلتُ لَهَا أنَا مِن بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسِّرِّ مِن بَيْنِنَا، ثُمَّ أنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فأخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أمَّا حِينَ سَارَّنِي في الأمْرِ الأوَّلِ، فإنَّه أخْبَرَنِي: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه قدْ عَارَضَنِي به العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي، فإنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أنَا لَكِ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الذي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ».
- ما رآه العبّاس -رضي الله عنه- في رؤيا يُشير تفسيرها كما أخبره النبيّ إلى قُرب وفاته، فقد ثبت عن العبّاس -رضي الله عنه- أنه قال: «رأَيْتُ في المنامِ كأنَّ الأرضَ تنزِعُ إلى السَّماءِ بأَشْطانٍ شِدادٍ، فقصَصْتُ ذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فقال: ذاك وفاةُ ابنِ أخيك».
- حديث النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- مع معاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن، فأخبره بما يدلّ على اقتراب أجله، إذ قال: «يا معاذُ إنَّك عسى ألَّا تَلقاني بعدَ عامي هذا لعلَّك أنْ تمُرَّ بمسجدي وقبري».- ما رواه العرباض بن سارية من حديث النبيّ بقوله: «صلّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوبُ، فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ كأنّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ...».
أصاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- في بداية مرضه صُداع شديد في رأسه وهو عائد من جنازة كانت في البقيع، ووضع عصابة على رأسه نظرًا لشدة الألم، وحينما اشتد به الألم استأذن أزواجه أن يقضي فترة مرضه عند عائشة -رضي الله عنها-، فأخذه الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- إلى حجرتها، وقبل 5 أيام من وفاتهأحس النبي -صلى الله عليه وسلم- بخفة في جسمه وارتفعت حرارة جسمه -صلى الله عليه وسلم-، ثم اشتد عليه المرض، ودخل المسجد وعلى رأسه عصابة، وخطب بالناس وهو جالس على منبره، وصلى بهم الظهر.
وصلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين الصلوات جميعها حتى يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيام، ولما حضرت صلاة عشاء الخميس اشتد المرض عليه، فسأل عن صلاة الناس مرارًا بعدما غُمي عليه، فأخبروه أنّهم ينتظرونه، ثمّ أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها-: «ثَقُلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ، فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، والنَّاسُ عُكُوفٌ في المَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النبيَّ عليه السَّلَامُ لِصَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ، فأرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أبِي بَكْرٍ بأَنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ، فأتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ:
إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُكَ أنْ تُصَلِّيَ بالنَّاسِ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ -وكانَ رَجُلًا رَقِيقًا-: يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ، فَقَالَ له عُمَرُ: أنْتَ أحَقُّ بذلكَ، فَصَلَّى أبو بَكْرٍ تِلكَ الأيَّامَ».وقبل يومين من وفاته كان النبي-صلى الله عليه وسلّم- قد وجد تحسُّنًا في جسمه، فخرج إلى المسجد، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يُصلّي بالناس، فلمّا رآه أبو بكر قدّمه للإمامة بالمسلمين، فأشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلّم- بألّا يتأخّر، وقد صلّى أبو بكرٍ سبع عشرة صلاة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وثَقُل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرض، فجعل يسأل أزواجه: يقول: «أين أنا غدًا، أين أنا غدًا؟»؛ يريد يوم عائشة، فأذِنَ له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، وكانت عائشة تقرأ بالمعوِّذات والأدعية التي حفِظتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت تَنفُث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة.
بعد أن انتهى الصحابة -رضي الله عنهم- من تغسيل النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وتكفينه، وضعوه في بيته على سريره؛ ليُصلّى عليه، وقد صلّى عليه المسلمون فُرادى من غير إمامٍ يؤمّهم؛ بحيث تدخل جماعةٌ من الناس تصلّي عليه وتخرج، فصلّى عليه الرجال، ثمّ النساء، ثمّ الصبيان، وقد دُفِن النبيّ في مكان فراشه في المكان الذي قبض الله فيه روحه الطاهرة، وتمّ إدخال النبيّ إلى القبر من جهة القبلة، وجُعِل قبره مُسطَّحًا غير بارزٍ، ورشّ بلال بن رباح -رضي الله عنه- الماء على قبره ابتداءً بالشقّ الأيمن لرأس النبيّ الكريم، وانتهاءً بقدميه الشريفتَين، وكان الدفن ليلة الأربعاء، وقد نزل في قبره: علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأخوه قثم، وشقران مولى النبي، وقيل أسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، فكانوا هم من دفنوا النبي.
سبب صلاة جنازة النبي فرادى
ويعد موت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم، من علامات الساعة وروى الإمام البخاري عن عوف بن مالك الأشجعيّ أنّه قال: «أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي»، وثبت أن الصحابة -رضي الله عنهم- صلوا الجنازة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرادى، ولم يصلوها في جماعة، فعنأَبِي عَسِيبٍ أَوْ أَبِي عَسِيمٍ رضي الله عنه:«أنَّهُ شَهِدَ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: ادْخُلُوا أَرْسَالًا أَرْسَالًا. قَالَ: فَكَانُوا يَدْخُلُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ»، وعن سبب صلاتهم فرادييقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: «صلى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد، وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد».
أبناء الرسول من الذكوريبلغ عدد أبناء الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- سبعةٌ من الذّكور والإناث، فله من الذّكور ثلاثة، وله من الإناث أربعة، ومن المتّفق عليه أنّ جميع أولاده من السّيدة خديجة بنت خويلد، إلّا إبراهيم فإنّه ابن السّيدة ماريّة القبطيّة، وجميع أولاده توفّاهم الله في حياته، إلّا السّيدة فاطمة فإنها توفّيت بعده.
أبناء الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من الذكور ثلاثة؛ وهم:
القاسم: وهو أوّل أولاد رسول الله وذلك قبل نبوّته، وهو أيضًا أوّل أولاده انتقالًا إلى الرّفيق الأعلى، وكان يكنّى النبي بأبي القاسم نسبةً إليه.
عبد الله: كان يلقبّ بلقبين: الطّيب والطّاهر، وورد اختلافٌ في ولادته، هل وُلد قبل النّبوة أم بعدها، والرّاجح من القول أنّه ولد بعد النّبوّة، وقد توفي وهو في عمرٍ صغيرٍ في مكّة المكرّمة.
إبراهيم: كان مولده في شهر ذي الحجّة، في السّنة الثّامنة للهجرة، وكانت حياته قصيرة، حيث توفّي وهو صغير في مرحلة الرّضاعة، حيث قال في حينها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ إبراهيمَ ابني، و إنه مات في الثدْي، و إن له ظِئْرَيْنِ يُكْمِلَانِ رضاعَه في الجنةِ)، وفي اليوم الذي توفّي فيه إبراهيم وقعت حادثة كسوف الشّمس، فظنّ النّاس حينها أنّ الشّمس انكسفت لموته، وتداولوا الأقوال في ذلك، ثمّ كان ردّ رسول الله حينها أنّ أقوالهم خاطئة، وهذا بيّنٌ في الحديث الشّريف: (كَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ).
أبناء النبي من الإناث
أبناء الرسول محمد من الإناث أربعة وهن :
زينب: وهي الابنة الكبرى لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان مولدها في السّنة الثّلاثين من مولد رسول الله، وكان زواجها من أبي العاص بن الرّبيع، فهو من أكثر رجال مكّة أمانةً، ومالًا، وبراعةً في التّجارة، وهو على قرابةٍ بالسّيدة خديجة، فهو ابن أختها، وقد تمّ الزّواج بناءً على رغبة السّيدة خديجة، حيث يعدّ أبو العاص بن الربيع عندها بمثابة ابنها، وبعد نبوّة رسول الله آمنت السّيدة خديجة مع بناتها، إلّا أنّ أبا العاص بقي مشركًا.
وكان لهما من الأولاد: عليّ وأمامة.
وقد توفّي عليٌّ بعد وفاة السّيدة زينب التي كانت وفاتها في السّنة الثّامنة من الهجرة، أمّا أمامة في حين وفاة أمّها كانت لا تزال صغيرة، وكان رسول الله يعتني بها اعتناءً شديدًا، ويعطف عليها كثيرًا، وتزوّجها علي بن أبي طالب، وذلك بعد وفاة خالتها السّيدة فاطمة، ثمّ تزوّجت بعد استشهاده بالمغيرة بن نوفل الهاشميّ، أمّا أبوها أبو العاص فكانت وفاته في السّنة الثّانية عشرة بعد وفاة زوجته بأربع سنين، وقد أسلم قبل ذلك وعاد إلى السيدة زينب رضي الله عنها.
رقيّة: كان مولدها في السّنة الثّالثة والثّلاثين من ميلاد رسول الله، وكانت تُعرف بشدّة جمالها، وقد تمّ زواجها من الخليفة عثمان بن عفّان في مكّة المكرّمة، ورافقت زوجها في الهجرة إلى الحبشة، والهجرة إلى المدينة، وكان لهما من الأولاد عبد الله، وعمرو، وكانت كنية عثمان بن عفّان بابنه عبد الله، لكن بعدما توفّي حين بلغ من العمر ستّ سنوات، أصبح يكنّى بابنه عمرو، وتوفّيت السّيدة رقيّة إثر مرضٍ أحلّ بها، وكان ذلك تزامنًا مع وقوع معركة بدر، لكن عندها أمر رسول الله زوجها عثمان أن يبقى معها، ولا يذهب للمعركة، وبشّره أنّ له أجر حضور بدر.
أمّ كلثوم: وكان تعرف بكنيتها هكذا، ولم يرد اسمٌ لها، وتزوّجت من الخليفة عثمان بن عفّان وذلك بعد وفاة أختها رقيّة في السّنة الثّالثة من الهجرة، لذلك لقّب عثمان بن عفّان بذي النّورين؛ لزواجه من ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يكن لها من الأولاد أحد، وكانت وفاتها في السّنة التّاسعة من الهجرة، حيث صلّى عليها رسول الله ودموعه تتساقط من عينيه من شدّة الحزن.
فاطمة: هناك محلّ اختلافٍ في سنة ولادتها، فقد قيل إنّه قبل النّبوّة بخمس سنين، وقيل في السّنة الواحدة والأربعين من مولد رسول الله، وكان زواجها من عليّ بن أبي طالب في السّنة الثّانية من الهجرة، وكان لهما من الأولاد الذّكور: الحسن، والحسين، والمحسن، أمّا المحسن فقد مات صغيرًا، ومن الإناث: أمّ كلثوم، وزينب، وتزوّجت أم كلثوم من الخليفة عمر بن الخطّاب، وكان لهما من الأولاد: زيدًا، ورقيّة، في حين تزوّجت زينب من عبد الله بن جعفر، وأنجبت له عدّة أولاد.
وقد كان لـ فاطمة مكانةً عند رسول الله، فقد كان يحبّها حبًّا شديدًا، فيفرح إذا فرحت، ويرضى إذا رضيت، ويغضب إذا غضبت، وقد عدّها رسول الله بأنّها سيّدة نساء هذه الأمّة، وكانت وفاتها بعد انتقال رسول الله إلى جوار ربه بستّة أشهر.