محاكم دبي تكشف عن خدمة الزواج المدني عن بعد لزوار جيتكس جلوبال 2023
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
دبي في 19 أكتوبر / وام / عرضت محاكم دبي خلال مشاركتها في معرض جيتكس جلوبال للعام الجاري، خدمات مبتكرة مثل خدمة الزواج المدني عن بعد، وخدمة الإشهاد الرقمي، مما يعزز من مكانتها في العالم الرقمي، والتي تضاف إلى قائمة إنجازات محاكم دبي الرقمية، وتساهم في تعزيز النظام القضائي، وتقديم خدمات قضائية ميسرة للمتعاملين، وذلك تماشياً مع توجه حكومة دبي في تحقيق نقلة نوعية في إجراءات التقاضي.
وأكد السيد محمد العبيدلي المدير التنفيذي لقطاع إدارة الدعاوى في محاكم دبي، أن "خدمة الزواج المدني عن بعد" تتيح للمتعاملين من غير المسلمين والمقيمين في إمارة دبي فرصة الحصول على عقد زواج إلكتروني مصدق ومعترف به رسمياً في المحاكم، وهذا العقد لا يتطلب مزيداً من التصديقات في حال تم استخدامه داخل دولة الامارات، ويشترط أن يكون أحد الأطراف من مقيمي إمارة دبي، وأن يكون سن الطرفين 21 عاماً، وأن إطلاق الخدمة تأتي تفاعلاً مع التطورات التي شهدتها إمارة دبي في تعزيز احترام التنوع الثقافي وتقديم خدمات متميزة للمقيمين غير المسلمين على أراضي الإمارة.
وفي هذا السياق، عملت المحاكم على انشاء نظام آلي مؤتمت لمراحل العقد، بما في ذلك الإذن والتصديق والتصحيح، مما جعل تجربة المتعاملين أسهل وأكثر يسراً، وتصبح رحلتهم مقتصرة على التواصل مع المراكز المعتمدة عبر الهاتف أو الزيارة الشخصية ثم تقديم طلب الكتروني وسداد الرسوم، ليتم بعد ذلك استلام العقد الالكتروني المعتمد، منوهاً العبيدلي بأنه تم البدء في تسجيل عقد الزواج المدني منذ الربع الثاني من عام 2023، ووصل عدد العقود المدنية المسجلة إلى (147) عقد زواج، وهذا يعكس التقدم والجهد الذي بذلته محاكم دبي في تسهيل الإجراءات وتحسين تقديم الخدمات للمتعاملين.
من جهته، أكد العبيدلي سهولة الحصول على الخدمة حيث يمكن للمتعاملين تحميل جميع المستندات بصيغة PDF وارسالها الكترونياً، ويجب أن تكون هذه الملفات مترجمة إلى اللغة العربية بترجمة قانونية معتمدة من وزارة العدل في دولة الإمارات، اما اذا كانت الملفات صادرة من خارج الدولة، فيجب تصديقها من قبل الجهات الرسمية، بما في ذلك وزارة الخارجية وسفارة دولة الامارات في البلد المعني، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، هذا الاجراء يسهل على المتعاملين الحصول على خدمة الزواج المدني عن بعد بكل سهولة ويسر.
واستكمالاً لهذا الإنجاز، قامت محاكم دبي أيضاً بتعريف متعامليها بخدمة ( الاشهاد الرقمي) حيث يمكن للمتعاملين الحصول على شهادات رسمية بصيغة الكترونية، مما يسهل ويسرع عمليات التصديق والتوثيق، ويساهم في تحسين تجربة المتعاملين مع النظام القضائي الرقمي المتطور في امارة دبي.
وقدم المدير التنفيذي لقطاع إدارة الدعاوى، شرحاً مفصلاً حول (خدمة الإشهاد الرقمي) حيث تشتمل هذه الخدمة على توثيق الإقرارات وحصر الأموال والأمور المتعلقة بالأحوال الشخصيَّة، بالإضافة إلى توثيق التصرفات الشرعيَّة مثل الهبات والوصايا الشرعيَّة.
وأشار إلى أن عدد المعاملات المتعلقة بهذه الخدمة بلغ (16752) معاملة من بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث.
وأوضح العبيدلي أنه لطلب هذه الخدمة يجب أن يتبع المتعامل الإجراءات البسيطة، بدءاً من تقديم طلب الإشهاد ودفع الرسوم إلكترونياً عبر الموقع الرسمي لمحاكم دبي www.dc.gov.ae، ثم يتم التواصل عبر جلسة اتصال مرئي مباشر بين الأطراف والهيئة القضائية المخولة بالتحقيق والتوثيق بعد ذلك يتم ارسال وثيقة اشهاد بصيغة الكترونية للمتعامل لاحقاً، هذا المنهج الذي يساهم في تيسير الإجراءات وتقديم الخدمات بشكل اكثر كفاءة وسرعة للمتعاملين.
وتأتي مشاركة محاكم دبي في المعرض ضمن منصة حكومة دبي الذكيَّة التي تسعى لتحويل مدينة دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد في العالم، لمواكبة رؤية واستراتيجية حكومة دبي نحو التَّحول الرقمي لكافة الخدمات المطروحة للجمهور، والتي من شأنها تعزز ثقة المتعاملين والمعنيين بالنظام القضائي وذلك بأيسر الطرق وأكثرها سلاسة.
رضا عبدالنور/ سالمة الشامسي
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الحصول على محاکم دبی دبی فی
إقرأ أيضاً:
عبد الخالق ونميري ومنصور خالد في محاكم الشجرة: كما تكونوا يُفَكَر لكم
عبد الخالق ونميري ومنصور خالد في محاكم الشجرة: كما تكونوا يُفَكَر لكم
التمس منصور خالد من على برنامج “الذاكرة السياسية” بقناة العربية (أغسطس 2014) من الناس أن يحسنوا فهم “تصرفات” الرئيس جعفر نميري في أعقاب عودته للحكم بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971. فرآه الناس غليظ النفس حتى سفك الدم بغير وازع. ومن رأي منصور أن سبب، أو مبرر تلك الغلظة لأن الانقلابيين الشيوعيين أهانوه. فبدل أن يُقبض عليه ويأخذوه إلى محل محترم، قُبض عليه وطُلب منه أن يجيء بملابسه، ووضع على عربية نقل حافي القدمين وأخذوه للقصر. وزاد أنه لو “كنت في محل نميري ما افتكر دي حاجة بستقبلها بتحية (وأشر هنا بتحية عسكرية خافتة). فكل تصرفات نميري في ما بعد يجب أن تُفهم في إطار هذا الحادث. ويبدو أن الناس ما قدروا يفهموا لابد عملية زي دي تخلي نميري (يفتك؟) بالآخر”.
واضاف منصور عاملين آخرين لغضبة الرئيس النميرية. فلم يقبل نميري قط ألا يختفي خصمه (عبد الخالق محجوب) إلا في القصر الجمهوري نفسه من دون جهات البلد وتحت إشراف قائد الحرس العقيد ابو شيبة. وزاد من التطور المأساوي المترتب على تصرفاته لاعج حزنه على الضباط الذين لاقوا حتفهم في بيت الضيافة بيد شيوعيين في زعمه.
هذه هي الاعتبارات التي رتبها منصور ليصدر الناس حكماً موضوعياً على “تصرفات” نميري و”تطوراتها المأساوية”. ولن نغالط منصور في وجاهة الاعتبارات التي قال مؤخراً بوجوب أخذها للحكم الموضوعي على نميري “السفاح” العائد. ولكن ما استحق منا هذه الوقفة عند عبارته أن هذه الاعتبارات نفسها هي التي سبق أن تغاضى عنها منصور حين اختصم مع نميري في كتابه “النفق المظلم” (1985). فجوهر رأي منصور في هذا الكتاب أن طغيان الرئيس “خِلقة” لا يحتاج لبواعث لأنه وظيفة لسوء خُلقه. وبلغ هذا الرأي منه أن سمى معايب الرئيس الخلقية ب”النميرولوجيا”، أي علم عاهات الرجل النفسية وطبقاتها. وضرب مثلاً بالوقاحة التي تعامل بها مع أستاذنا عبد الخالق محجوب حين جاؤوا به إليه مأسوراً يوم 27 يوليو 1971. فقال عن غلظة قلب الرجل وكفره ما أعربه بتصرف أدناه من النص الإنجليزي للكتاب:
ومما له مغزاه الطريقة التي تعامل بها مع عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي المأسور عنده. فقد جاؤوا بعبد الخالق في جلابيته للقيادة العامة وأيديه موثوقة بعمامته. وكنت حضوراً مع عمر الحاج موسى وأبو القاسم هاشم ننتظر مهاتفة من القاهرة عن قبول يحي عبد المجيد لمنصب وزارة الري الذي عرض عليه . . . وسأل أبو القاسم هاشم، المتماسك كعادته، عبد الخالق بأدب وبرود عن دواعي الانقلاب. وأخذ أبو القاسم وعبد الخالق في الحديث حين دخل مامون عوض أبوزيد رئيس جهاز الأمن القومي. ولما اكتشف رئيس الجهاز أن عبد الخالق رهن الاعتقال تهلل وهتف: “قبضناه!”. لم يبد في أمره سخيمة شخصية، ولكنه فرح رجل أمن صنع انقلاباً في مايو. كان محجوب مرهقاً، مُستهلكاً، وشفاهه متشققة. فسأل عمر الحاج موسى ماءً فصبه في كوب وناوله له مرة ومرتين وثلاث. ولما كانت أيدي عبد الخالق مقيدة اضطر عمر للإمساك له بالكوب حتى يشرب منه. ولما أرتوى سألني سيجارة. وأشعلت له واحدة ووضعتها بين شفتيه. وواصل أبو القاسم هاشم مناقشته الهادئة معه سائلاً له لماذا دبر الانقلاب. فقال عبد الخالق شيئاً مفاده إنه دفع ضريبة الوطن خلال معركة الاستقلال. وأضاف: “أنت لا تعرفني ولكن أسأل مجايلي عمر.” وواصل أبو القاسم، لم يبرحه تماسكه ولا وقاره، عن لماذا وقف حزبه ضد اتفاقية الحكم الذاتي للسودان الموقعة بين مصر وبريطانيا في 1953. فسأل عبد الخالق سيجارة ثانية أخذها مني. وعند هذه النقطة دخل نميري وأبو القاسم محمد إبراهيم. فحدق نميري في الرجل موثق الأيدي وجز أسنانه ولم يقل شيئاً. ثم أخذ نصف الكوب الموضوع بعصبية وأفرغه بوجه عبد الخالق. وأراد أبو القاسم أن يبز رئيسه فنزع السيجارة من بين شفتي عبد الخالق. وهنا طلب عمر الحاج موسي أن يأخذوا عبد الخالق بعيداً من هناك ليمنع نميري من استعراض المزيد من طبيعته الثأرية. والحادثة مذهلة لأن ثمة ضابطين هما مامون وأبو القاسم هاشم عانا من نفس الإهانة التي مر بها نميري. وكان ثمة ضابط ثالث هو عمر الحاج موسى الضابط الأصولي. كانت ردة فعل مامون ردة فعل إنسان، وردة أبو القاسم هاشم وقورة، وردة عمر إنسانية. فليس بوسعنا نسبة ردة نميري لقساوة قلب العسكريين. فلم تبد تلك الغلظة من أبو القاسم هاشم ولا من عمر. وليس بالوسع ردها للإهانة فلم تظهر مثلها على مامون. فلا بد أن ثمة شيء بعيد الغور في الرجل. فالرجال العظماء يظهرون الأريحية والنبالة عند النصر. فاشتهر عند تاليراند، الدبلوماسي الفرنسي الشهير، أنه قال عن نابليون: “كيف ساءت تربية رجل عظيم مثله”. فالإجابة على ما جرى من نميري في ذلك اليوم ربما تأسس في عبارة المؤرخ الفرنسي). انتهى النص.
ليس على منصور جناح أن يعتبر بما يعتبر في الحكم الموضوعي على نميري وتصرفاته المأسوية: الإهانة التي جرره بها الضباط الشيوعيون إلى معتقله أم الإهانة التي تجاوزها أبو القاسم هاشم وعمر ومامون ليطابقوا وصف منصور للرجل العظيم تحت الابتلاء. ولكن “خج” الاعتبارات، أي اعتبارها يوماً وأنت زعلان من الرجل وتجاهلها في يوم آخر هكذا بغير بيان مما يطعن في مؤهل منصور كمفكر. وكما تكونوا “يُفَكر لكم”.
الصورة لنميري يحقق (أو يتفشى) مع المرحوم عبد الخالق محجوب بعد القبض عليه في 27 يوليو 1971 لتجري محاكمة عسكرية إيجازيه قضت بإعدامه في 28 منه. وتنتمي هذه الصورة إلى أرشيف إهانة رموز الوطن التي شملت صورة الخليفة عبد الله والسلطان على دينار صرعى على الأرض.
عبد الله علي ابراهيم
عبدالله علي ابراهيم