مؤسسة (أوروبيون لأجل القدس).. الاحتلال صعد اعتداءاته على المدينة منذ بدء عدوانه على غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
أكدت مؤسسة “أوروبيون لأجل القدس” أن الاحتلال الإسرائيلي صعد اعتداءاته على المدينة المحتلة بشكل خطير منذ بدء عدوانه على قطاع غزة المحاصر في السابع من تشرين الأول الماضي، من خلال تنفيذ عمليات اقتحام واعتقال واسعة جدا أدت إلى استشهاد 15 فلسطينياً واعتقال 384 آخرين، مطالبة بتحرك دولي لوقف جرائمه.
ونقلت وسال إعلام فلسطينية عن المؤسسة قولها في تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال في القدس: إن قوات الاحتلال اقترفت 1515 انتهاكاً وهو ما يمثل تقريبا ضعف الانتهاكات الشهرية المعتادة، مؤكدة أن الاقتحامات والمداهمات تأتي في المقدمة بنسبة 36.9 بالمئة من مجمل الانتهاكات تليها الاعتقالات بنسبة 25.3 بالمئة.
وأشار التقرير إلى توسيع قوات الاحتلال عمليات الاقتحام الليلي لمنازل المقدسيين مع تدمير وتخريب محتوياتها وترهيب أهلها، إضافة إلى تنفيذها حملات تفتيش في الهواتف والحواسيب بالشوارع والمنازل، والبحث عن أي شيء له علاقة بحرب الاحتلال على قطاع غزة بهدف الاعتقال والتنكيل.
ووثق التقرير إقامة قوات الاحتلال منذ بدء عدوانها على القطاع 79 حاجزاً عسكرياً ثابتاً ومتنقلاً في المدينة، وتنفيذها 559 عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، أدت إلى استشهاد 15 فلسطينياً، بينهم 5 أطفال، وإصابة 22 بالرصاص والعشرات بحالات اختناق، إضافة إلى اعتقال 384 فلسطينياً، منهم 33 طفلاً و23 امرأة، وفرض الحبس المنزلي على 39 آخرين، فضلا عن هدم قوات الاحتلال 7 منازل و3 منشآت في القدس وإجبارها 7 عائلات على هدم منازلها ذاتيا، ما أدى إلى تشريد 84 فلسطينياً.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 8 آلاف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية فيه بحماية قوات الاحتلال التي فرضت قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد وأغلقته أكثر من مرة بوجههم.
ولفت التقرير إلى تنفيذ المستوطنين منذ السابع من الشهر الماضي 35 اعتداء على الفلسطينيين في القدس، تسببت بإصابة العديد منهم وتخريب ممتلكات، محذراً من خطورة ذلك ومن خطورة محاولة الاحتلال فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، مع مواصلة زيادته معاناة المقدسيين، بالتوازي مع استمرار سياسات التهويد واقتحامات المستوطنين، والاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة ومحاولة إغلاقه.
وطالبت مؤسسة “أوروبيون من أجل القدس” دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم، وإلزام الاحتلال باحترام القانون الدولي والقرارات الأممية، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين، والتوقف عن الإرهاب الذي يمارسه بحق المقدسيين، وتمكينهم من تأدية شعائرهم الدينية في المساجد والكنائس، ووقف جرائم المستوطنين بحقهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
المدرسة المعظمية مؤسسة موقوفة على الأحناف في القدس
المدرسة المعظمية -وتعرف أيضا بالمدرسة الحنفية- واحدة من كبريات المدارس ومن أهم الركائز الدينية في القدس المحتلة، وتستفيد من أوقاف أوقفتها عليها جهات كثيرة. وكان لها دور ملموس في الحركة الفكرية بالمدينة الفلسطينية المقدسة.
تولى مشيختها والتدريس فيها عدد من كبار العلماء، واستمرت تقوم بدورها الفكري قرونا عدة.
الموقع والتأسيستقع المدرسة المعظمية في المنطقة الشمالية من المسجد الأقصى المبارك، في طريق المجاهدين الموصل من باب الأسباط إلى عمق البلدة القديمة.
وقد أنشأ المدرسة المعظمية الملك الأيوبي المعظم شرف الدين عيسى بن محمد بن أيوب، وهو ابن أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله، سنة 614هـ/1218م، وأوقفها على طلبة العلم من أتباع المذهب الحنفي.
وكانت للمدرسة أوقاف كثيرة من القرى والمزارع والضيعات، منها على سبيل المثال: نصف قرية لفتا وقرية علار الفوقا والتحتا، وقرى الرام ودير أسد وحوسان وبتير وغيرها، ولكن عبثت بهذه الأوقاف أيدي بعض الناس فأصبحت أملاكا خاصة.
سبب التسميةسميت بالمعظمية على اسم مُنشئها وواقفها الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، وسميت بالحنفية لأنه تم وقفها على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب المذهب الحنفي.
وصف المدرسةتتألف المدرسة من طابقين، ومدخلها يؤدي إلى موزع يؤدي بدوره إلى صحن مكشوف في الطابق الأول، ويوجد شمال الصحن إيوان (وهو مكان متسع من الدار تحيط به جدران ثلاثة فقط معقود السقف مكشوف الوجه).
والإيوان مرتفع كبير الحجم، ويطل على الصحن من فتحة جنوبية يتقدمها عقد مدبب. وحول الصحن عدد من الغرف التي تستخدم لقراءة وحفظ القرآن، وتشير الدلائل الأثرية إلى أنه كان هناك إيوان جنوبي مقابل الإِيوان الشمالي.
إعلانوقد كانت الغرف القائمة في الطابق الأول إلى الآن، والأخرى التي كانت قائمة في الطابق الثاني المتهدم، تستعمل لسكن المدرسين وطلبة العلم والقائمين على خدمة المدرسة.
غير أن هذه المدرسة اندثرت وتهدمت كثير من أجزائها، وأصبح ما تبقى منها يستخدم دارا للسكن.
وخلفها ساحة تضم قبور مجاهدين يعتقد أنهم من العصر الأيوبي ممن جاهدوا مع صلاح الدين الأيوبي، وسميت الطريق إلى جنوب هذه المدرسة "طريق المجاهدين" نسبة إلى هذه المقبرة.
وتوجد بقايا مئذنة خلف الساحة، من الجهة الجنوبية للمدرسة، وقد أنشئت في عهد المماليك سنة 673 هجرية، بأمر من الملك القاهر بن الملك المعظم.
وتعلم في هذه المدرسة الكثير من العلماء الأحناف في القدس، وأشهرهم على الإطلاق شمس الدين الحموي ناظر القدس والخليل، والذي دفن في مقبرة المجاهدين المذكورة آنفا.
ويروي عارف العارف أنه زار هذه المدرسة يوم 20 فبراير/شباط 1947 فوجد الخراب مخيما على الجانب الأكبر منها، واستطاع أن ينسخ نقشين لا يزالان مقروءين مثبتين على بلاطتين.
ويقول النقش الأول "أمر يعمله مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف لهذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه. وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستمئة للهجرة النبوية، تقبل الله عنه وغفر له. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما".
أما النقش الثاني فنصه "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله له وتغمد برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث وسبعين وستمئة".
وتهدمت مئذنة جامع المدرسة، الذي كان يعرف بمسجد المجاهدين قبل حوالي 150 عاما، ويستخدم ما تبقى من المدرسة سكنا لعائلات مقدسية.
إعلان