شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عبر خاصية فيديو كونفرانس فى الحوار الإقليمي الثاني تحت عنوان: "تمويل المناخ فى سياق الخسائر والأضرار .. المسؤوليات العالمية والوطنية"، والذى تنظمه الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" في إطار التحضير لقمة المناخ COP28، والمقرر عقدها خلال الفترة من ٣٠ نوفمبر الجاري وحتى ١٢ ديسمبر بمدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

فؤاد: نحرص على تحفيز الصناعة الصديقة للبيئة وتعزيز الاستثمار المناخي فؤاد: تغيير النظرة للقطاع البيئي من خدمي لمحفز للاستثمار يلعب دورا في التنمية الاقتصادية

ويأتي ذلك بمشاركة الدكتور عماد الدين عدلي  المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد"، والسفيرة ندى العجيزي مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، ولفيف من خبراء العمل البيئي وتغير المناخ وممثلي الشبكة.

 

وأعربت وزيرة البيئة فى بداية كلمتها عن فخرها بتنظيم وإستضافة الدولة المصرية لقمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ، ولدور والمشاركة الكبيرة للمجتمع المدني فى هذا الشأن، والخروج بأهم توصية لمؤتمر الأطراف COP27 وهو إنشاء وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، مشيرة إلى إنتظار العالم تنفيذ دولة الإمارات الشقيقة هذه التوصية فى المؤتمر القادم.

 

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الناظر إلى المحطات التى مر بها العالم من ديسمبر عام ٢٠٢٢ فى COP27 وحتى الآن يمكنه التحدث عن وتيرة سريعة للتغيرات المناخية، وحدة شديدة لتغير المناخ على مستوى الدول العربية شهدت حدوث زلزال بدولة المغرب، وكثير من حالات الجفاف وشح المياه مع زيادة حدة درجات الحرارة والتأثير المباشر على المجتمعات الأكثر هشاشة والغير متسببة فى آثار تغير المناخ.

 

وأكدت وزيرة البيئة أنه من الأهمية بمكان خلال مؤتمر المناخ القادم COP28 التركيز ولعب دور كبير للمجتمع المدنى فيما يخص الهدف العالمي للتكيف ومضاعفة تمويل التكيف والتى تؤثر بصورة مباشرة على المجتمعات المحلية، مشيرة إلى محاولة توصيل هذا الصوت من خلال تواجدنا كجمهورية مصر العربية ضمن المجموعة العربية أو الأفريقية، ومؤكدة على أن الهدف العالمي للتكيف يُعد غاية فى الأهمية فى ظل المناده الدائمة بالحاجة إلى وضع رقم للتكيف يمكن الوصول إليه، ومضاعفة التمويل للتكيف، كما تم الاتفاق فى جلاسكو على تقييم مضاعفة التمويل لمحور التكيف من خلال الدول المتقدمة من عدمه، موجهة الشكر للدول التى وضعت تمويل فى هذا الشأن، وداعية إلى زيادة ومضاعفة هذا التمويل بأكثر من ذلك.

 

وتابعت  أن أهمية التركيز على هدف التكيف يأتى حيث أن كل زيادة لتمويل التكيف ووضع هدف عالمي له يُقاس، قل معه التمويل لجانب الخسائر والأضرار، وزيادة قدرة المجتمعات المحلية على الصمود، مضيفة إلى وضع الدولة المصرية على عاتقها منذ مؤتمر COP27 عمل صندوق الخسائر والأضرار حيث تم تنظيم ٥ جلسات للجنة الفنية التوجيهية التى تم الخروج بها من المؤتمر لوضع شكل الحوكمة وشكل الصندوق وتشكيل الأعضاء الخاص به وأسلوب إتاحة التمويل، مشيرة أن التركيز لا يكون على الأرقام الخاصة بالتمويل وفقط ولكن فى القدرة على الحصول على هذا التمويل، حيث أن هناك تجارب كثيرة فى الدول العربية سواء من خلال الحكومات أو منظمات المجتمع المدنى تفاوتت القدرة على صياغة المشروعات القابلة للحصول على تمويل برغم قبول الفكرة وأنها تصب فى قلب القضية، لافتة إلى عقد اجتماعات خلال الأسبوع القادم لعرض كيفية شكل الحوكمة الخاصة بصندوق الخسائر والأضرار، حيث لدى الأشقاء فى دولة الإمارات الحماس لخروج هذا الجزء للنور من خلال المؤتمر COP28.

 

وأشارت إلى أهمية دور المجتمع المدنى فى قضية الانتقال العادل للطاقة أو للمسارات عامة الخاصة بتغير المناخ سواء الطاقة فيما يخص التخفيف أو موضوعات التكيف، مشيرة إلى أن ما يحدث في العالم من آثار تغير المناخ والتى لم تكن دولنا المتسببة فيه، والمسئولية المشتركة المتباينة الأعباء التى جاءت بإتفاقية تغير المناخ واتفاق باريس، تؤكد على دور المشاركة ولكن بإختلاف المسئوليات، حيث يجب أن نجد القدرة على أن يكون هذا الانتقال تدريجي وعادل، ومشيرة أنه مع وجود الأعاصير وحدة درجات الحرارة والجفاف فى الأنهار أصبح أمام وشعوب الدول العربية الاختيار ما بين التنمية والوصول للتنمية المستدامة أو مواجهة آثار تغير المناخ وتقليل درجة حرارة الأرض والتكيف، مؤكدة على أن الوقوع فى هذا الاختيار غير صحيح، حيث اتفاق باريس والذي ذكر أن مواجهة تغير المناخ بالمسئولية المشتركة متباينة الأعباء مع الحق فى الحصول على التنمية المستدامة.

وأكدت أهمية استكمال مؤتمر تغير المناخ COP28 خلال الأيام الموضوعية له والتى تشاركنا مع الجانب الاماراتى فى وضعها استكمال ما جاء فى مؤتمر COP27 فى رسالته وهى أن تكون قضية تغير المناخ قضية إنسانية فى المقام الأول بجانب الجزء السياسي، حيث الحديث عن قدرة كوكب الأرض فى الوفاء واستكمال تقديم الخدمات من المأكل والمشرب والمسكن والطاقة للسكان عليه.

 

وشددت على ضرورة توحيد الصوت العربى من خلال منظمات المجتمع المدنى لإظهار أن القضية الخاصة بتغير المناخ قضية وجودية تصب فى قلب الاحتياجات الإنسانية، والتى لا بد أن يكون الصوت الانسانى هو الأعلى فى هذه القضية، واستكمال نجاحات ما تم من منظمات المجتمع المدني كلا فيما يخصه فى الوصول إلى توفير احتياجات المجتمعات الأكثر هشاشة من الأمن الغذائي والمائي والطاقة وحل مشكلات تمكين المرأة.

 

وشددت وزيرة البيئة على أن جمهورية مصر العربية لن تتوانى فى القيام بكل جهودها والمتوقعة منها للظهور والتفاعل وتنفيذ صوت عربى موحد هدفه التحسين من استمرار واستدامة العيش لشعوبنا، والحياة كريمة للأجيال القادمة فى الدول العربية.

 

من جانبها ألقت السفيرة ندى العجيزي مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية خلال مداخلتها الضوء على التى قامت بها الأمانة العامة والمبادرات فى مجال التمويل المستدام وخاصة تمويل العمل المناخي، مشيرة إلى عرض عدد من المشاريع التى تم تنفيذها فى هذا الإطار وذلك خلال قمة المناخ COP28 بدبى حيث نطمح فى خروجها للنور خلال العام القادم، معربة عن تمنيها بالخروج بتوصيات ونتائج للمشاركين فى هذا الحوار الإقليمي لرفعها إلى مؤتمر COP28.

 

وأعرب دكتور عماد عدلى عن شكره لمشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال جلسة الحوار والتى شملت مزيج من الجانب الفني والسياسي والجانب الإنساني، مشيرا أن وجود وزيرة البيئة جاء بعد عمل وباع طويل فى مجال العمل البيئي وتتحدث وهى تعلم حجم المشكلات والأسلوب الأمثل للتعامل معها، كما ثمن دعم وزيرة البيئة للشبكة "رائد" فى كل المحافل المختلفة ومشاركتها فى أنشطة مختلفة لها وحتى قبل توليها المسئولية، مشيرا إلى أن إنجاح قمة المناخ COP28 تأتى فى مصلحة واستكمال قمة COP27 والبناء الجيد على النجاح الذى تم فى مصر، حيث كان التخطيط البدء فى التحرك فى شرم الشيخ واستكماله فى دبي، معربًا عن أمله فى الخروج فى ختام القمة القادمة بنتائج تصب فى مصلحة المجتمعات العربية والدول النامية وقارة أفريقيا التى تمثلها الدولة المصرية بإستمرار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فؤاد وزيرة البيئة تمويل المناخ الشبكة العربية للبيئة والتنمية قمة المناخ cop28 الخسائر والأضرار الدول العربیة وزیرة البیئة تغیر المناخ المناخ COP28 مشیرة إلى من خلال على أن فى هذا

إقرأ أيضاً:

ثيمات غائبة فى الأدب العربى الحديث

يتميز الأدب العربى بتنوعه وغناه، لكن، مقارنةً بالأدب الغربي، نجد ثغرات واضحة فى الثيمات التى يعالجها.

فى هذا المقال نذكر ثلاث ثيمات نادرة فى الأدب العربي: « من الفقر إلى الثراء»، و«البطل كرياضى مرموق»، و«شخصية المحقق». فمن خلال دراسة هذه الثغرات، يمكننا فهم الأولويات الثقافية والأدبية للكتّاب والقرّاء فى عالمنا العربى.

من الفقر إلى الثراء: (From Rags to Riches) هذا النمط شائع فى الأدب الغربي، حيث يسرد المؤلف رحلته من كونه معدما وفقيرا ومغمورا إلى أن يصبح ثريا وناجحا ومشهورا. وبينما نجد أمثلة على ذلك فى الأدب العربي، فى مثل حكايات «علاء الدين والمصباح السحري»، إلّا أننا لا نراها فى السِيَر العربية الحديثة. العنوان المشابه وجدته فى كتاب بالانجليزية عن تاريخ أبوظبى بعنوان From Rags to Riches: A Story of Abu Dhabi (ترجم إلى العربية بعنوان: من المحل إلى الغنى، 2008) تأليف رجل الاعمال الإماراتي، محمد عبد الجليل الفهيم.

البطل الرياضي: (The Hero as Sportsman) فى الأدب الغربي، الرياضة موضوع شائع؛ العديد من الروايات تتضمن بطلًا رياضيًا أو مهتمًا بالرياضة. هذا الموضوع غير ممثّل بشكل كبير فى الرواية العربية، حيث تُصوّر الرياضة فى سياق أقل بروزًا.

شخصية المحقّق : (Detective) مثل شخصية «شيرلوك هولمز» لكونان دويل و»هيركيل بوارو» فى روايات البريطانية أجاثا كريستى وآخرين.

إن كتابة رواياتWhodunit )من الذى ارتكب الجريمة) مع بروز شخصية المحقّق الخاص أو الهاوى كما نرى عند كونان دويل وأغاثا كريستى قليلة عندنا وأول من قدمها ممصّرة هو محمود سالم فى سلسلة «المغامرون الخمسة» والتى نقابل فيها شخصية الولد البدين «تختخ» والذى يساعد رئيس المباحث فى بحثه عن المجرم.

هل نجد فى مجتمعنا أصلا محقّقا خاصا أو هاو يستعمل المنطق والاستنتاج وكشف الألغاز المعقدة؟ ما نعرفه هو أنّ الشرطة هى التى تتولى التحقيق ولا تلجأ إلى محقّق يتحدث دائما عن خلايا المخ الرمادية أو يدخن البايب وهو يتأمل نيران مدفئة من العصر الفيكتورى. نعم يوجد فى الأدب العربى نماذج للقصص البوليسية والاثارة إلا أننا لانقابل شخصية محقّق تتمتع بنفس مستوى الاعتراف والتأثير العالمى كما فعلت أغاثا كريستى. يبدو لى انّ شخصية العربى المحقّق الوحيدة المعروفة فى الغرب هى «عمر يوسف»، المحقّق الفلسطيني، الذى أبدعه قلم مات ريس Matt Rees الروائى والصحفى البريطاني، مؤلف الرباعية الفلسطينية، وهى سلسلة من روايات الجريمة والإثارة: أولها: The Collaborator of Bethlehem, 2007وآخرها: The Fourth Assassin, 2010.

ما لاحظته من مدّة هو غياب هذه الموضوعات فى الكتابات العربية؛ وهذا أمر يستحق النظر والتأمل، فالموضوع الغائب قد يكون له دلالة أقوى بكثير من نظيره الحاضر.

 

مقالات مشابهة

  • أمين «اتفاقية المناخ» يطالب الدول بتقديم تقارير الشفافية قبل انعقاد «COP 29»
  • وزيرة الثقافة تؤكد دعم الوزارة للصناعات الثقافية والإبداعية وتقترح توصيات لتطويرها
  • تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» و«g7+» و«التنمية البريطاني»
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ
  • دراسة علمية لـ”كارنيغي يورب” تتناول جوانب معاناة ليبيا من آثار تغير المناخ
  • رزان المبارك: مخرجات COP28 نجحت في دمج الحفاظ على المحيطات ضمن أجندة المناخ
  • رزان المبارك : مخرجات “COP28” نجحت في دمج الحفاظ على المحيطات ضمن أجندة المناخ
  • ثيمات غائبة فى الأدب العربى الحديث
  • هل أثرت الموجة الحارة الحالية على المحاصيل الزراعية؟ رئيس مركز تغير المناخ يُجيب