سيفرون من بيوتهم رافعين رايات بيضاء.. غالانت يتوعد بيروت بمصير مماثل لغزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم السبت، سكان العاصمة اللبنانية بيروت بما قال إنه "مصير مشابه لمصير سكان قطاع غزة"، إذا نشبت حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية التابعة لحكومة الاحتلال، عن غالانت قوله خلال زيارة لمناطق في الشمال قرب الحدود الإسرائيلية مع لبنان، أنه "قد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى وضع مماثل لغزة، حيث يرفعون الرايات البيضاء ويهربون من بيوتهم".
واتهم وزير دفاع الاحتلال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بالسعي إلى "جر لبنان إلى حرب مع إسرائيل وارتكاب أخطاء" وفق تعبيره.
وقال غالانت إن "عدوانية حزب الله لم تعد مجرد استفزاز" وأضاف "ما قمنا به في غزة يمكننا أيضا القيام به في بيروت." وأشار إلى أن حزب الله "على وشك ارتكاب خطأ فادح، ومن سيدفع الثمن هم مواطنو لبنان."
وأعرب عن أمله في أن "يتصرف حزب الله بشكل صحيح"، وألا يواصل أمينه العام "استفزازنا، لأننا لن نقبل هذا الاعتداء" حسب تعبيره.
نصر الله: استهدفنا إسرائيل بأسلحة جديدة
وتأتي تهديدات غالانت بعيد إعلان الأمين العام لحزب الله اليوم السبت، أن مقاتلي الحزب بدأوا خلال الأيام الماضية استهداف إسرائيل باستخدام أسلحة جديدة انطلاقا من جنوب لبنان، كما أعلن عن إرسال طائرات استطلاع مسيرة إلى مناطق في عمق إسرائيل.
وقال نصر الله إن ما وصفها بـ"الوحشية الإسرائيلية" هدفها إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة.
وأضاف نصر الله -في خطاب بمناسبة "يوم الشهيد"- أن "إسرائيل لا تزال عاجزة عن تقديم صورة انتصار واحد في غزة، وأن الوقت يضغط على العدو الإسرائيلي، ومن يحميه من رؤساء دول غربية".
وأشار نصر الله إلى أن "الإدارة الأميركية هي التي تدير المعركة، وكل الضغط يجب أن يكون على هذه الإدارة "، مؤكدا أنه "لم يعد أحد في العالم يدعم العدوان الإسرائيلي سوى الولايات المتحدة وبريطانيا".
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن "استهداف قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا انطلق بسبب العدوان على غزة".
قصف متبادل
واستهدفت غارة إسرائيلية اليوم السبت مركبة جنوب لبنان، لتكون أول ضربة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر، وفي المقابل أعلن حزب الله أعلن حزب الله أنه نفذ اليوم السبت هجومين عبر الحدود على جنود إسرائيليين، متحدثا عن إحداث إصابات في صفوفهم.
وهذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل ضربة ضد هدف على هذا البعد من الحدود. وكان تبادل القصف وإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله مقتصرا حتى الآن على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، منذ بدء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونعى حزب الله -أمس الجمعة- 7 من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية، ليرتفع بذلك إلى 68 مقاتلا عدد قتلى الحزب منذ بدء التصعيد مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة.
وأسفر التصعيد عن 90 قتيلا في الجانب اللبناني بينهم مدنيون، وفق حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية. وأحصى الجيش الإسرائيلي -من جهته- مقتل 6 عسكريين على الأقل ومستوطنين اثنين جراء هذا التصعيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیوم السبت حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
لا تبدو الحكومة اللبنانية قادرة على نزع سلاح حزب الله في ظل غياب أي ضمانات بعدم تعرض البلاد لاعتداءات إسرائيلية جديدة، وهو ما يجعل احتمال العودة للتصعيد أمرا قائما خلال الفترة المقبلة.
فالولايات المتحدة التي لا تتوقف عن مطالبة لبنان بنزع سلاح الحزب، لا تقدم أي ضمانات بعدم وقوع اعتداءات إسرائيلية على لبنان، ولا تلزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا.
ففي حين ترفض إسرائيل الانسحاب من المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان خلال المواجهة الأخيرة، ولا تتوقف عن ضرب أهداف في الأراضي اللبنانية، أكد المبعوث الأميركي توم براك ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه في أقرب وقت ممكن وطالب الحكومة بتنفيذ المطلوب بدل الاكتفاء بالكلام.
وقد أكدت الرئاسة اللبنانية أن البلاد تمر بمنعطف خطير يقتضي حصر السلاح بيد الدولة، وأنها على تواصل مع الحزب بشأن هذا الملف، لكنها قالت إنها تحرز تقدما بطيئا في هذا الملف.
في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنه لا مجال للحديث عن نزع السلاح قبل رحيل قوات الاحتلال عن الأراضي اللبنانية، وإلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم نهاية العام الماضي. كما قال قيادي بالحزب إن الولايات المتحدة تحاول تجريد لبنان من قوته.
ومن المقرر أن تبدأ الحكومة اللبنانية بحث ملف نزع سلاح الحزب الثلاثاء المقبل، لكنّ هذا لا يعني بالضرورة عزمها المضي قدما في هذا الملف الذي سيجد إشكالية كبيرة في نقاشه، كما يقول الكاتب الصحفي نيقولا ناصيف.
ورغم عدم ممانعة رئيس مجلس النواب نبيه بري مناقشة نزع سلاح الحزب، فإن هذا لا يعني وجود توافق على هذا الأمر لأن الحكومة تتكون من 3 أطراف أحدها معتدل بينما الآخران لن يوافقا على هذه المسألة أبدا، وفق ما أكده ناصيف خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر".
إعلانالأمر الآخر المهم الذي تحدث عنه ناصيف، يتمثل في أن أعضاء الحكومة يعودون إلى انتماءاتهم السياسية فور خروجهم من مجلس الوزراء، مما يعني أن مناقشة نزع سلاح الحزب يأتي في إطار التزام حكومة نواف سلام، بما أقسمت عليه عند توليه مقاليد الأمور.
ولا يمكن لحزب الله ولا لحكومة لبنان القبول بنزع السلاح ما لم تحصل بيروت على ضمانات أميركية فرنسية والتزامات إسرائيلية واضحة بعدم وقوع أي اعتداءات مستقبلا، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة.
لذلك، فإن حكومة نواف سلام تتفهم مخاوف الحزب ولن تقبل بحصر السلاح في يد الدولة التي تعرف أنها لن تكون قادرة على حماية البلاد من أي عدوان مستقبلي ما لم تكن هناك ضمانات واضحة بهذا الشأن، برأي ناصيف، الذي قال إن التاريخ مليء بالدروس المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل.
في الوقت نفسه، فإن هناك تطابقا كاملا بين موقفي حزب الله وحركة أمل فيما يتعلق بمسألة نزع السلاح، ولا يمكن الحديث عن خلاف جوهري بينهما في هذه المسألة.
وبناء على هذا التطابق، فإنه من غير المتوقع أن يقبل الطرفان بالقفز على اتفاق وقف إطلاق النار والمضي نحو نزع السلاح بينما لم تلتزم إسرائيل بما عليها من التزامات حتى اليوم، كما يقول الباحث السياسي حبيب فياض.
التصعيد خيار محتمل
وفي ظل هذا التباعد في المواقف، تبدو احتمالات التصعيد كبيرة لأن الأميركيين يريدون وضع لبنان بين خيارين كلاهما سيئ، فإما أن يستسلم لشروط إسرائيل وإما أن يُترك وحيدا لمواجهة مصيره ووقف كل المساعدات التي يعول عليها في إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد.
وحتى لو قدمت الولايات المتحدة ضمانات مستقبلية، فإن حزب الله وحركة أمل لا يمكنهما القبول بتسليم السلاح وفق الشروط الأميركية الإسرائيلية وهو ما يعني -برأي فياض- إمكانية العودة للتصعيد الذي قد يصل في مرحلة ما إلى مواجهة شاملة.
في المقابل، يرى الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان محو حزب الله تماما كما هي الحال بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنما تريدان نزع سلاحه والسماح له بالانخراط في السياسة.
وتقوم وجهة النظر الأميركية في هذه المسألة، على إمكانية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وصولا إلى تطبيع محتمل للعلاقات مستقبلا، ومن ثم فإن إدارة دونالد ترامب -كما يقول كاتزمان- لا تصر على نزع سلاح الحزب اليوم أو غدا ولكنها تريده في النهاية لأنها تعتبره أداة إيرانية في المنطقة.
كما أن الفرق السياسية في لبنان نفسه ليست متفقة تماما مع الحزب حيث يعارضه بعضها ويتفق معه بعضها، وهو أمر يجعل مسألة تسليم سلاحه للدولة أمرا منطقيا، من وجهة النظر الأميركية.
لكن فياض يرى أن حديث كاتزمان عن التطبيع وخلاف اللبنانيين حول حزب الله "ينم عن عدم دراية بطبيعة الوضع في لبنان، الذي لن يطبع مع إسرائيل ولو طبعت كل الدول العربية"، مضيفا أن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو العودة لهدنة 1949.
الموقف نفسه تقريبا تبناه ناصيف بقوله إن هناك 3 فرق لبنانية تتبنى مواقف مختلفة من حزب الله، حيث يريد فريق نزع سلاحه دون شروط، ويرفض فريق آخر الفكرة تماما، فيما يدعم فريق ثالث هذا المطلب لكنه يتفهم مخاوف الحزب.
إعلان