بغداد اليوم - بغداد 

قالت اللجنة المالية في مجلس النواب، اليوم الاثنين (13 تشرين الثاني 2023)، إن هناك حاجة ضرورية ومهمة من أجل تنويع سلة العملات الأجنبية في العراق وعدم الاعتماد على الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية.

وذكر عضو اللجنة معين الكاظمي، لـ"بغداد اليوم"، انه" يجب أن يصار إلى تنويع سلة العملات الأجنبية في العراق وعدم الاعتماد على الدولار في التعاملات التجارية سواء الخارجية او حتى الداخلية، فهذا يقلل من الهيمنة الامريكية على الاقتصاد العراقي".

وأضاف، ان "الأرضية الاقتصادية العراقية جاهزة ومهيئة لتعزيز المصارف بالعملات الأجنبية المتنوعة وعدم الاقتصار على الدولار الأمريكي، وهناك توجهًا حقيقيًا من قبل السلطة النقدية بهذا الامر، والأيام المقبلة ستشهد تعاملات تجارية مختلفة عبر الدرهم الاماراتي وكذلك اليوان الصيني وغيرها من العملات، وهذا سيقلل من الطلب على الدولار، وسيكون له اثر على خفض سعر صرف الدولار في السوق الموازي".

ويوم السبت الماضي (11 تشرين الثاني 2023)، قال مصدر حكومي في العراق، إن مسؤولين من البنك المركزي العراقي عقدوا "اجتماعات مكثفة" مع مسؤولين أميركيين في أبوظبي في الأيام الأخيرة لبحث عمليات تحويلات خارجية لتغطية الواردات.

وأضاف المصدر وفق ما نقلت "الوكالة الرسمية"، أن" العراق عزز أصوله المقومة باليوان من خلال بنك التنمية السنغافوري لتمويل التجارة والواردات العراقية مع الصين بنحو 12 مليار دولار سنويا.

وذكر المصدر أن الدولة المصدرة للنفط تحركت أيضا لتعزيز أصولها بالدرهم الإماراتي وتتفاوض على زيادة أصولها المقومة باليورو لتمويل التجارة مع الاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلته الأنباء العراقية "واع".

وأكمل المصدر، إن المفاوضات مع الجانب الأميركي توصلت لجملة من القرارات والآليات التي تسهم في تسهيل الإجراءات الخاصة بالتحويلات الخارجية المتعلقة بالاستيرادات من خلال نافذة بيع العملة الأجنبية.

وأضاف أنه "تم الاتفاق على تعزيز رصيد مسبق لخمسة مصارف عراقية في حساباتهم بالدولار لدى المصارف الأردنية والحوالات عن طريق بنك جيه بي مورغان"، مشيراً إلى أنه "تم حل المشاكل المتعلقة بالحوالات المرفوضة، وتم الاتفاق بأن يكون رفض الحوالات مستنداً لأسباب قوية".

وتابع: "كما جرت اجتماعات أخرى جمعت أحد المصارف الإماراتية والبنك المركزي العراقي والجانب الأميركي، لتنفيذ آلية تعزيز الأرصدة بالدرهم الإماراتي للمصارف العراقية، مبيناً أن "الأمور تسير على ما يرام بهذا الجانب، حيث تم حسم جميع التفاصيل الفنية المتعلقة بالموضوع، ومن المتوقع أن تبدأ آلية تعزيز الأرصدة بالدرهم الإماراتي خلال الأيام القليلة القادمة".

وأكد أن "هناك مفاوضات جدية وصلت إلى مراحلها الأخيرة لتعزيز أرصدة بعض المصارف العراقية باليورو لدى مصرف يوباف (UBAF) لتمويل التجارة مع الاتحاد الأوروبي"، مشيراً إلى "زيادة عدد المصارف التي يتم تعزيز أرصدتها باليوان الصيني من خلال مصرف التنمية السنغافوري".

وأفاد المصدر أيضا أنه تم البدء بفتح حسابات مصرفية بالروبية الهندية لعدد من المصارف العراقية في ذات المراسل مصرف التنمية السنغافوري (فرع نيودلهي)، وفعلاً تمت عمليات تعزيز الرصيد لمصرفين عراقيين كمرحلة أولى، ويتوقع أن تسهم هذه الآلية في تمويل استيرادات العراق من الهند وخاصة الأدوية والمواد الغذائية والتي تقدر بنحو 3 مليارات دولار.

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: على الدولار

إقرأ أيضاً:

عين الشيطان على الدولار الأمريكي

 

 

 

بدر بن علي بن سعيد الهادي

 

 

 

منذ عقود، تسعى إسرائيل، بدعم أمريكي وغربي، إلى تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى” الممتد من النيل إلى الفرات. واليوم، نشهد تسارعًا غير مسبوق في خطوات الاحتلال نحو تنفيذ هذا المشروع، لكن لماذا الآن تحديدًا؟ ولماذا باتت المواجهة مع الدول العربية أكثر شراسة؟ الحقيقة أن إسرائيل لا تتحرك فقط بدافع التوسع، بل بدافع الخوف من انهيارها الداخلي، حيث تواجه أزمة سياسية تهدد وجودها.
في 7 أكتوبر 2023، نفذت حماس عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن سرعان ما تحولت هذه العملية إلى فرصة ذهبية لإسرائيل لتنفيذ خططها الجيوسياسية:

كيف تمكنت المقاومة الفلسطينية من اختراق أكثر الحدود تحصينًا دون مقاومة إسرائيلية حقيقية؟ لماذا جاء رد الفعل الإسرائيلي الأول بقصف المستوطنات الإسرائيلية قبل التركيز على غزة؟ لماذا سارعت واشنطن ولندن إلى تقديم دعم عسكري غير مسبوق؟
كل ذلك يشير إلى أن إسرائيل لم تُفاجأ بالهجوم؛ بل ربما سمحت به أو استغلته لتبرير إبادة غزة وتهجير أهلها نحو مصر أو الأردن، كخطوة أولى لضم القطاع إلى أراضيها.
إسرائيل ليست في وضع مستقر؛ بل تعاني من صراعات داخلية تهدد كيانها؛ حيث الصدام بين التيارات السياسية يزداد حدة، خاصة بين اليمين المتطرف واليسار، وبين العلمانيين والمتدينين، وحتى داخل الجيش الإسرائيلي، هناك تصدعات وانقسامات خطيرة.
لذلك، تحاول القيادة الإسرائيلية الهروب إلى الأمام من خلال:
• مواصلة إشعال حرب واسعة ضد غزة ولبنان وسوريا، لإشغال الإسرائيليين عن خلافاتهم الداخلية.
• استخدام الحرب كذريعة لفرض حالة الطوارئ ومنع تفكك المجتمع الإسرائيلي.
• توجيه الغضب الشعبي نحو “العدو الخارجي” بدلًا من التركيز على فشل الحكومة.
• تحقيق انتصار عسكري يرسخ سلطة اليمين المتطرف ويمنع أي تغيير سياسي داخلي.
بعبارة أخرى، إسرائيل تسابق الزمن، لأن انهيارها من الداخل قد يصبح واقعًا قريبًا إن لم تحقق مكاسب توسعية الآن.
وبعد أن أنهكت سوريا والعراق وليبيا، جاء الدور على مصر؛ حيث نقرأ تصريحات متزايدة من مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تُظهر أن الاحتلال يسعى إلى:
• إضعاف الجيش المصري عبر استدراجه إلى معركة استنزاف.
• إجبار مصر على استقبال اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، مما يتيح لإسرائيل قصف المنطقة المصرية بحجة “محاربة الإرهاب”.
• إيجاد مبرر لتدخل أمريكي-إسرائيلي مباشر لضرب قدرات الجيش المصري.
هذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد تم استخدامها مسبقًا في سوريا والعراق وليبيا، والآن يتم تطبيقها على مصر.
واشنطن - عين الشيطان - تدرك أن أي قوة عربية قادرة على مواجهة إسرائيل يجب تحييدها قبل أن تصبح تهديدًا حقيقيًا. لذلك، يتم تنفيذ خطة تقوم على:
• تفكيك الجيوش العربية القوية (كما حدث مع العراق وسوريا وليبيا).
• إشغال الشعوب العربية بالأزمات الاقتصادية والداخلية، حتى لا تتمكن من دعم فلسطين أو مقاومة الهيمنة الأمريكية.
• تحويل الصراع في الشرق الأوسط من صراع عربي-إسرائيلي إلى صراع عربي-عربي وطائفي.
والعين الموجودة على الدولار الأمريكي، والمعروفة بـ”عين العناية الإلهية”، ليست مجرد رمز عابر، إنها تمثل الهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم من خلال الدولار، الذي يُستخدم كسلاح اقتصادي لتركيع الدول.
الولايات المتحدة، عبر سيطرتها على النظام المالي العالمي، تستطيع فرض عقوبات وتجويع الشعوب وإشعال الثورات. والدول التي تحاول الفكاك من هذه الهيمنة، مثل روسيا والصين وبعض الدول العربية، تُحارَب بكل الوسائل الممكنة.
لذلك، فإن خطة إسقاط الدول العربية لا تعتمد فقط على القوة العسكرية؛ بل أيضًا على الحرب الاقتصادية؛ حيث يتم:
• إبقاء الدول العربية معتمدة على الدولار؛ مما يسهل التحكم في اقتصاداتها.
• خلق أزمات اقتصادية تؤدي إلى احتجاجات وفوضى داخلية.
• إغراق الدول بالديون والقروض المشروطة التي تُستخدم كأداة ابتزاز سياسي.
لذا يجب على القيادات العربية إدراك أن المخطط أضحى واضحًا؛ فالمعركة ليست عسكرية فقط.. بل معركة وجودية، معركة بين الإسلام والكفر.
وإسرائيل وأمريكا تدركان أن المنطقة تمر بمرحلة حاسمة، وأن أي تغيير في ميزان القوى قد يعني انهيار المشروع الصهيوني، لذا، يسعون لتسريع مخططاتهم قبل فوات الأوان، لكن إذا وعينا هذه اللعبة، وأدركنا أن الحرب ليست فقط ضد غزة؛ بل ضد جمهورية مصر العربية وبعدها الخليج العربي والمنطقة بأكملها، فسنكون قادرين على إفشال المشروع الصهيوني وإنقاذ الأمة من مؤامرة كبرى تهدف إلى محو سيادتها واستعباد شعوبها.
إسرائيل اليوم ليست في موقع قوة؛ بل في موقع ضعف يجعلها أكثر شراسة، الدعم الأمريكي اللامحدود ليس دليلًا على الاستقرار؛ بل على الخوف من انهيار إسرائيل من الداخل. لذلك، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تصفية أي تهديد محتمل قبل أن يصبح واقعًا.
وإذا لم تتحرك الدول العربية بحذر، فقد تجد نفسها أمام سيناريو مُشابه لما حدث في العراق وسوريا وليبيا؛ حيث تم تدمير الجيوش وخلق فراغ استراتيجي مكّن إسرائيل وأمريكا من فرض سيطرتهما.
لكن الوعي هو السلاح الأهم.. ومن يقرأ التاريخ بوعي، يدرك أن مشروع إسرائيل الكبرى لن يتحقق إلا إذا استسلمنا له.

 

مقالات مشابهة

  • أكثر من (5) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال شباط 2025
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 29-11-1446
  • تعرف على أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم
  • مصدر مسؤول: استمرار التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • قضايا قيمتها 6 ملايين جنيه.. ضربات متتالية ضد تجار العملة الأجنبية
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم الإثنين 28-11-1446
  • عين الشيطان على الدولار الأمريكي
  • وزير البيئة: العراق يسير بخطى واثقة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في ملف المياه
  • الريال اليمني على حافة الانهيار.. سعر صرف يلامس القاع التاريخي اليوم الأحد
  • العراق يخطط للاستثمار بمصافٍ خارجية لضمان تسويق النفط وتعظيم العائدات