ناقد فني: «ورق التوت» قدم رسائل إيجابية للجمهور بشأن قضايا مجتمعية مهمة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
الفن ليس مجرد عمل يقدم دون جدوى، ولكن يستهدف القضايا التي تهم المجتمع؛ منها العنف الأسري وختان الإناث والتحرش، وهو ما ظهر جليًا خلال أحداث مسلسل ورق التوت، الذي حقق نجاحًا وانتشارًا واسعًا خلال عرضه على شاشة قناة cbc.
مسلسل ورق التوت، يعرض حاليًا على قناة CBC ومكون من 45 حلقة تم عرض 32 حلقة حتى الآن، يشارك في بطولته شريف سلامة، أسماء جلال، خالد أنور، سلوى عثمان، سما إبراهيم، مصطفي منصور، مصطفي ناصر، تقى حسام، تأليف حسام علي، وإخراج محمد فوزي عبدالرحيم.
يتطرق المسلسل إلى بعض القضايا المجتمعية المهمة؛ أبرزها التحرش والتنمر وختان الإناث وغيرها من الملفات، وحسب ما قاله الناقد الفني عمرو الكاشف في تصريحات لـ«الوطن»، أهمية «ورق التوت» ترجع إلى قيامه بتسليط الضوء على القضايا المجتمعية المهمة، وتقديم رسائل إيجابية حول كثير من القضايا وتوعية المشاهدين ونشر فن هادف.
وأشار إلى أن نجاح جميع الأعمال الدرامية يرجع إلى مدى أهمية الأفكار التي تقدم فكلما كانت تلمس الواقع الذي يعيشه المشاهد كلما كان هناك نوع من المصداقية، وبالتالي استطاع مسلسل ورق التوت طرح كثير من الأفكار ومناقشتها والتوعية تجاهها بشكل درامي يتناسب مع عقلية المشاهد فكان من المتوقع تحقيق هذا النجاح الكبير.
وأضاف الناقد عمرو الكاشف، أن إعطاء الفرصة لظهور الوجوه الجديدة شيء مهم للغاية فجميع النجوم الآن لم يكونوا معروفين من قبل ولكن بداياتهم كانت مجرد فرصة لإثبات أنفسهم، وفكرة ظهور الوجوه الجديدة في الأعمال الدرامية تجعل الفن ينتعش، وهو ما تسعى إليه المنصات الرقمية مثل watch it وشركات الإنتاج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل ورق التوت شريف سلامة قناة cbc مسلسل ورق التوت
إقرأ أيضاً:
تشغيل الشعب بسيناريوهات لإخفاء القضايا الكبرى: بين الإلهاء والصدمة الجماعية
بقلم : الحقوقية هالة التميمي ..
مقدمة
تعيش العديد من المجتمعات في عالم معقد مليء بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يتوق المواطنون إلى حياة مستقرة وفرص عادلة للمشاركة في صنع القرار. إلا أن الواقع غالبًا ما يصطدم بسياسات وإجراءات تدار خلف الكواليس، تُغيب حقائق هامة عن وعي الجمهور. في كثير من الأحيان، يتم توجيه اهتمام الشعب نحو سيناريوهات ومشكلات جانبية، تهدف إلى صرف الأنظار عن القضايا الحاسمة التي تحدد مستقبل البلاد. هذا الأسلوب في “تشغيل الشعب” باستخدام الإلهاء السياسي أو الإعلامي يثير تساؤلات عن صحة الحالة النفسية والجماعية للشعوب التي تُمارس عليها هذه الاستراتيجيات.
إلهاء الشعوب: استراتيجية السيطرة والتلاعب
قضية الخور، قضيه نور زهير، قضيه الدوره والسيديه وآخرها زينب جواد والقادم أكثر….
تُعدّ ظاهرة إلهاء الشعوب من خلال ابتكار أو تضخيم قضايا ثانوية، واحدة من أكثر الأساليب استخدامًا في السيطرة على الرأي العام وإبقاء السلطة ضمن دائرة النفوذ. تقوم النخب الحاكمة أو الجهات المؤثرة بإشغال الناس بسيناريوهات متكررة، تغذي النزاعات الطائفية أو الخلافات السياسية الضيقة، أو تثير أزمات إعلامية تخفي خلفها قرارات مهمة تتعلق بالاقتصاد أو السيادة الوطنية أو الحقوق الأساسية.
الصدمة الجماعية المزمنة وتأثيرها على المجتمع
تنتج عن هذه الممارسات ما يمكن تسميته بـ”الصدمة الجماعية المزمنة”، حيث يتعرض الشعب لصدمة متواصلة على مستويات مختلفة: من تدهور اقتصادي متسارع، إلى أزمات أمنية مستمرة، ومن ثم إلى انقسامات سياسية خانقة. هذه الصدمات المتكررة تولد حالة من الإجهاد النفسي والذهني تؤدي إلى استنزاف طاقات المجتمع، ما يقلل من قدرة الأفراد على التفكير النقدي، ومراقبة التطورات بوعي وتحليل موضوعي.
ضعف الوعي والاستغلال السياسي
الشعب الذي يعيش في هذه الحالة يكون عرضة لانحراف الاهتمام وتركيز الطاقة على قضايا جانبية لا تمس جوهر المشكلات، ويصبح بذلك سهل التأثر والتوجيه من قبل من يملكون أدوات الإعلام والتأثير. هذا لا يعني أن الشعب ضعيف أو مستسلم، بل هو نتيجة طبيعية لبيئة سياسية واجتماعية غير صحية، تسود فيها غياب الشفافية والعدالة، وتنتشر فيها الفساد وسوء الإدارة.
معالجة هذه الظاهرة تتطلب تعزيز مستويات الوعي السياسي والثقافي، وتوفير منصات حوارية حقيقية تمكن المواطنين من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، فضلاً عن تطوير التعليم وتشجيع التفكير النقدي منذ المراحل الأولى. كما ينبغي على المؤسسات الإعلامية أن تتحمل مسؤولياتها في تقديم معلومات دقيقة ومتوازنة بدلاً من الانجرار وراء الدعاية والأجندات الضيقة.
والختام أوضح…
لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويحقق تقدمه في ظل استمرار حالة الصدمة الجماعية والإلهاء الممنهج. يحتاج الشعب إلى الانتباه لما وراء السيناريوهات المؤقتة والتركيز على الجوهر الحقيقي لقضاياه، حتى يتمكن من حماية حقوقه وتحقيق تطلعاته نحو حياة كريمة ومستقبل أفضل.