مقاتلون بطولكرم: الحرب الإسرائيلية على غزة تلهم المقاومة بالضفة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
قال موقع الجزيرة الإنجليزي إن مقاتلي مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم شمالي البلاد، يشكلون جزءا من ظاهرة أوسع تتمثل في عودة المقاومة الفلسطينية المسلحة، التي بدأت في مخيم جنين للاجئين قبل أكثر من عامين قبل أن تنتشر إلى نابلس وأريحا وطولكرم وأماكن أخرى.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم زينة الطحان- أن الشاي والقهوة والبنادق الهجومية موضوعة على الطاولة خارج الباب الأمامي لمنزل ميساء في مخيم نور شمس للاجئين، حيث تتجمع مجموعة صغيرة من المقاتلين الفلسطينيين الشباب في الزقاق تحت صفوف من المظلات القماشية.
وتقول ميساء (40 عاما) "هؤلاء هم أبناؤنا، أرواحنا. كل ما يريدونه هو حياة كريمة. إن الناس في جميع أنحاء العالم، وفي جميع البلدان، يزعمون أنهم ديمقراطيون، ويريدون العيش بحرية. فماذا عن شبابنا؟ ليس لديهم خيار آخر سوى طريق المقاومة المسلحة. لم تعد هناك أراضٍ متبقية، لقد استولى الاحتلال على كل شيء".
الدفاع أثناء الغارات
وفي هذا السياق، تقول الكاتبة إن الأمر بدأ بظهور جماعات مسلحة مكونة من شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاما، ورغم قدراتها المحدودة، تركز هذه المجموعات على الدفاع أثناء الغارات العسكرية الإسرائيلية على المخيمات ومهاجمة نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات غير القانونية.
يقول زياد -الأسماء ليست حقيقية حفاظا على هويات أصحابها- وهو أحد كبار قادة كتائب طولكرم، "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا"، ويضيف أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر، لا تؤدي إلا إلى "تشجيع المزيد من الرجال على الانضمام إلى المقاومة".
تكثيف الغاراتوعلى مدى العامين الماضيين، كثفت إسرائيل بشدة غاراتها القاتلة على شمال الضفة الغربية المحتلة، وقتلت العشرات من المقاتلين في هجمات بمسيرات واغتيالات مستهدفة، مما أعاق بشكل خطير استمرار فصائل المقاومة، ولكنها لا تزال قائمة في طولكرم، ولا سيما في مخيم نور شمس، أحد مخيمين في المدينة، يؤوي أكثر من 34 ألف فلسطيني.
وعلى الرغم من الغارات القاتلة خلال الشهرين الماضيين، والتي شهدت سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والمقاتلين، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من دخول نور شمس سيرا على الأقدام، حيث أعاقتها العقبات وعدد كبير من العبوات الناسفة.
يقول الصحفي سامي الساعي، من سكان طولكرم، إن "جيش الاحتلال يفكر ألف مرة قبل أن يدخل نور شمس. إنهم لا يدخلونها سيرا على الأقدام. إنهم يجلبون الجرافات لأن كمية العبوات الناسفة في نور شمس غير مسبوقة.
ولأن الجيش لم يتمكن من دخول نور شمس سيرا على الأقدام، ولم تكن له محاولات منذ عدة أسابيع، يعتقد المقاتلون أن الغارة وشيكة، "نتوقع وصولهم في أي لحظة. قد يأتون ونحن جالسون هنا نتحدث، ولكن المقاتلين جاهزون"، كما يقول زياد.
الحل الوحيدويرى زياد ورفاقه أن العقود الثلاثة الماضية من الاحتلال العسكري الإسرائيلي المكثف والمستوطنات غير القانونية، فضلا عن المفاوضات غير المثمرة، تعني أن "المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد"، يقول "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، ويضيف "لا فائدة من المشاركة في المفاوضات".
وتزايد الدعم الشعبي للمقاومة المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة على مدى العامين الماضيين -كما يقول الموقع- وظهر العديد من القتلى كرموز للمقاومة، وحضر الآلاف مواكبهم الجنائزية. يقول ليث "على الرغم من قلة الإمكانيات، هناك مقاومة مسلحة في الضفة الغربية تضر بالاحتلال. إن قُتلنا سيظهر 10 آخرون".
ضغوط إسرائيل والسلطة الفلسطينيةتم تشكيل مجموعتين للمقاومة المسلحة في طولكرم في أقل من عام -كما تقول الكاتبة- أما التجمع في نور شمس فجاء على إثر مقتل سيف أبو لبدة (25 عاما) على يد الجيش الإسرائيلي في جنين في الثاني من أبريل/نيسان 2022، عندما كان يمهد الطريق لتشكيل مجموعة مقاومة مسلحة في المخيم، وهو يتعلم من المقاتلين في جنين.
وأشار الموقع إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في تشكيل جماعات المقاومة المسلحة على مدى العامين الماضيين، كان اجتماع المقاتلين من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني رغم الصراع الداخلي الطويل الأمد على المستوى القيادي لأحزابهم، بما فيهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة (الجهاد الإسلامي) في فلسطين، والجبهة الشعبية، جبهة تحرير فلسطين وآخرون.
بيد أن قدرة هذه الجماعات على توحيد المقاتلين الشباب الذين ينتمون إلى الجماعات المسلحة التقليدية، جعلتهم هدفا لكل من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية التي تديرها حركة فتح، التي مارست أحيانا العنف أثناء تشييع جنازات القتلى من المقاتلين، كما قمعت الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية المحتلة في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة من المقاتلین نور شمس
إقرأ أيضاً:
قائد سرايا القدس بالضفة: المقاومة بخير وسيرى العدو الصهيوني في الأيام القادمة ما أعده مقاتلونا
يمانيون |
أكد قائد سرايا القدس في الضفة الغربية أن المقاومة «بخير» وأن مقاتلي الحركة ماضون في حمل رسالة الشهداء والدفاع عن الشعب الفلسطيني، معلناً جاهزية المقاتلين لمواصلة العمليات ضد العدو.
وقال القائد في تصريحاته بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي: “نؤكد لأميننا العام القائد زياد النخالة، أننا ما زلنا على العهد حاملين رسالة الشقاقي المؤسس بمشاغلة العدو في كل محاور القتال”.
وأضاف: “سنبقى حاملين لرسالة الشهداء، بنادقنا متأهبة للدفاع عن أبناء شعبنا في كل الساحات”، مشيراً إلى أن معركة “طوفان الأقصى شكلت مرحلةً جديدة من الصراع مع العدوّ ومستوطنيه في مدن الضفة الغربية”.
وكشف القائد عن “إدخال المقاومة عددًا من الأسلحة والتكتيكات التي آلمّت العدوّ وكسرت حلمه في القضاء على حالة المقاومة المستمرة”، مؤكداً الاستعداد لتكبيد “العدوّ الإسرائيلي” ثمن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن ما جرى مؤخراً في طولكرم ورام الله وطوباس وجنين “يؤكّد أنَّ المقاومة بخير ومقاتلونا جاهزون لتكبيد العدوّ ثمن جرائمه على كامل تراب فلسطين”.
وختم قائلاً: “سيرى العدوّ في الأيام القادمة ما أعده مقاتلونا من بأسهم، وسيرى العالم كله أنَّ الضفة الغربية لا يمكن أنَّ تخضع للعدوّ وأذنابه، وسنلاحق جنود العدوّ في كل الثكنات والحواجز والمواقع والمستوطنات، وسيبقى سلاحنا مشرعًا في وجه هذا العدوّ الجبان ولن تحرف بنادقنا بإذن الله”.