تسود حالة من الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية قبيل جلسة التصويت الحاسمة على المرحلة الأولى من اتفاق الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة ، الذي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التوصل إليه، الليلة الماضية.

ورغم وجود أغلبية واضحة داخل الائتلاف الحاكم تؤيد الاتفاق، فإنّ وزراء من حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" أعلنوا نيتهم التصويت ضدّه خلال جلسة الحكومة المقررة مساء الخميس، بعد ساعة من اجتماع الكابينيت.

يأتي ذلك في وقت امتنع فيه وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير عن إبداء موقف علني منذ إعلان الاتفاق، فيما توقّعت تقديرات سياسية أن يعارض الاتفاق بسبب شموله إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، صباح الخميس، إن مشاعره "مختلطة في هذا اليوم المعقّد"، معبرًا عن فرحة كبيرة بعودة الأسرى، لكنه أكد في المقابل أن حزبه لن يصوّت لصالح الصفقة، التي وصفها بأنها "قصيرة النظر"، مشيرًا إلى "خطر إطلاق الجيل القادم من قادة الإرهاب"، على حد قوله.

وأضاف سموتريتش أنه يشعر بـ"مسؤولية كبرى لضمان ألا تكون الصفقة صفقة تبادل بين الأسرى ووقف الحرب"، مؤكدًا أن إسرائيل يجب أن "تواصل السعي للقضاء التام على حركة حماس ونزع سلاح غزة حتى لا تشكل تهديدًا على إسرائيل مجددًا".

وتابع: "علينا التأكد من أننا لن نعود إلى مسار أوسلو، ولن نُسلم أمننا إلى جهات أجنبية، ولن نعود إلى أوهام السادس من أكتوبر أو إلى الهدوء الزائف والابتسامات الدبلوماسية"، موجّهًا في ختام تصريحه "تحية إلى جنود الجيش الإسرائيلي وعائلاتهم على بطولتهم وتضحياتهم".

وقالت وزيرة الاستيطان والمهمات القومية الإسرائيلية، أوريت ستروك، من "الصهيونية الدينية" في تصريح صحافي: "أرى في الاتفاق إنجازًا جزئيًا. أن نعيد جميع الأسرى الأحياء ونحن لا نزال داخل قطاع غزة، فهذا مكسب مهم".

وأضافت "كما أن التوافق الدولي على ضرورة نزع سلاح غزة تطور ذو أهمية كبيرة". واعتبرت أن حزبها ساهم في ما وصفته بـ"الإنجازات" التي نصت عليها خطة ترامب، من خلال المواقف الذي اتخذه منذ بدء الحرب على القطاع.

وقالت "نحن من دفعنا باتجاه السيطرة على (محور "صلاح الدين") فيلادلفيا واجتياح رفح، ونحن من أدرجنا في قرار الكابينيت في كانون الثاني/ يناير أنه لا صفقة جزئية، وأنه يجب القضاء على قادة حماس في الخارج".

وتابعت "دخول غزة كان أحد أهم المحفزات للتوصل إلى الاتفاق، وأصررنا على المضي فيه دون توقف من أجل صفقة". لكنّ ستروك هاجمت بشدة بنودًا أخرى في الاتفاق، ووصفت الخطة بأنها "أوسلو ج".

واعتبرت أن "الاتفاق يتنازل عن أجزاء من أرض إسرائيل، لأن غزة هي جزء من أرض إسرائيل. أنا خائبة الأمل لأن بنيامين نتنياهو لم يوضح هذا لترامب. هذا ليس فقط من الناحية الدينية بل أيضًا وفق القانون الذي سنّه بن غوريون".

وأضافت: "اتفاق أوسلو في جوهره يعني نقل الأمن إلى أيدٍ أجنبية، وإذا كان يتسحاق رابين لم يدرك فشل ذلك في حينه، فإن تكراره بعد ثلاثين عامًا شهادة فشل أخلاقي وسياسي. هذه الخطة لا تضمن القضاء على حماس، بل تسمح لها بالاحتفاظ بسلاحها إن أرادت".

وتابعت "بعض بنود الاتفاق تتناقض تمامًا مع شروط الكابينيت، وهذا تخلٍّ عن أهداف الحرب. لا أستطيع أن أنظر في أعين الجنود الذين لم يعودوا بعد وأقول لهم: تراجعنا عن الأهداف. خط الانسحاب تغيّر بشكل مقلق، وإذا استمر هذا الاتجاه فسيكون فشلًا ذريعًا".

وادعت أنّ الصفقة لا تضمن عودة جميع جثث الأسرى، مضيفة: "الاتفاق ينص بوضوح على أنه لن يُفرج عن الأسرى الفلسطينيين إلا بعد استعادة جميع الأسرى الأحياء والجثث، لكن في الوقت الحالي هذا غير واضح".

وأضافت "كيف يمكن البقاء في حكومة تقوم بـ‘أوسلو ج‘ وتقول في الوقت نفسه إنها لم تتخلَّ عن أهدافها؟". في المقابل، أوضح مسؤولون من "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" أن دعمهم لبقاء الحكومة مرهون بنتائج التنفيذ.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في تيار الصهيونية الدينية قولهم: "نحن نتألم من إطلاق سراح من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن طالما أُعيد جميع الأسرى، وانتهى حكم حماس، فلن ننسحب من الائتلاف".

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن نتنياهو عرض الاتفاق على الوزراء كصفقة منجزة وكاملة، بخلاف ما كان جرى في الماضي من عرض التفاصيل مسبقًا للنقاش. أي دون إشراك سموتريتش أو بن غفير في صياغتها، ما حدّ من قدرتهم على المناورة السياسية.

لكن خلال الأيام الأخيرة، أجرى نتنياهو محادثات متعددة معهما، مؤكدًا أن الأمن الإسرائيلي لن يُمس، وأنّ حماس لن تعود لتهديد مستوطنات الجنوب وغلاف غزة.

وفي ما يتعلق بموعد تنفيذ الصفقة وإطلاق الأسرى الأحياء، فما زال قيد التنسيق، إذ أفادت تقديرات إسرائيلية بأن العملية قد تتم يوم السبت أو الأحد، بينما قال ترامب إن ذلك سيكون الإثنين، "دفعة واحدة ودون مراسم علنية".

وفيما يتعلق بجثامين الأسرى القتلى، التزمت حماس بإعادة من تعرف مواقعهم بدقة، مع الإشارة إلى أن تسعة جثث لا يزال مصيرها مجهولًا.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية اتفاق غزة بانتظار مصادقة الحكومة الإسرائيلية لدخوله حيز التنفيذ هكذا تستعد مستشفيات إسرائيل لاستقبال الأسرى من غزة الرئيس الإسرائيلي: ترمب يستحق جائزة “نوبل” للسلام الأكثر قراءة غزة: استشهاد 4 أشقاء استهدفهم الاحتلال أثناء جمعهم الحطب بمخيم البريج محدث: إسرائيل تعلن استيلاءها على قوارب "أسطول الصمود" باستثناء واحد غزة: 1824 شاحنة فقط دخلت القطاع في سبتمبر من أصل 18 ألف القسام وسرايا القدس تكشفان عن عمليات نفذاها ضد قوات إسرائيلية في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الصهیونیة الدینیة

إقرأ أيضاً:

اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه

صراحة نيوز – أعلنت وزارة الزراعة الأميركية، مساء الجمعة، التوصل إلى اتفاق مع المكسيك بشأن تقاسم المياه، بعد خلافات تتعلق بعدم وفاء مكسيكو بالتزاماتها بموجب معاهدة عام 1944، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقًا إلى التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية.

وقالت الوزارة إن الاتفاق يهدف إلى الوفاء بالالتزامات الحالية وتعويض النقص المتراكم في إمدادات المياه لولاية تكساس، موضحة أن المكسيك وافقت على توفير 250 مليون متر مكعب من المياه بدءًا من الأسبوع المقبل، على أن يشمل الاتفاق الدورة الحالية والنقص من الدورة السابقة.

وأضافت أن المباحثات مستمرة بين الجانبين لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة بحلول نهاية كانون الثاني، مؤكدة أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في فرض رسوم جمركية بنسبة 5% على المنتجات المكسيكية في حال استمرار أي إخلال بالاتفاق.

من جانبها، أكدت المكسيك التزامها الكامل ببنود المعاهدة، مشيرة إلى أن القيود الفنية المرتبطة بالبنية التحتية قد تؤثر على سرعة إيصال الكميات المطلوبة.

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة في غزة ويقوض اتفاق وقف إطلاق النار
  • بدء سريان اتفاق إلغاء التأشيرات بين الأردن وروسيا
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: مسيرة استهدفت قياديا في حركة حماس في غزة
  • "أونروا": لدينا مخزون غذائي لـ 1.3 مليون شخص بغزة ترفض "إسرائيل" دخولها
  • اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه
  • سريان اتفاق إلغاء التأشيرات بين الأردن وروسيا
  • باراك يتحدث عن علاقة إسرائيل بجيرانها ويرجح قرب الاتفاق مع سوريا
  • حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
  • حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
  • ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة