نص الدرس الثامن عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن نص الدرس الثامن عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن، يمني برس نص الدرس الثامن عشر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام 25 12 1444 هـ .،بحسب ما نشر يمني برس، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات نص الدرس الثامن عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
يمني برس|
نص الدرس الثامن عشر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام 25-12-1444 هـ 13-07-2023 م:
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم.
أَيُّهَــــا الإِخْــــوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
كان من ضمن ما تحدثنا عنه في درس الأمس على ضوء قوله “عَلَيهِ السَّلَامُ”: ((وَإِيَّاك أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطَايَا اللَّجَاجِ))، هو خطورة الخصومة، وخطورة الأحقاد التي تحصل للبعض عندما يدخل في خصامٍ مع أحد، فتدفع به لتجاوز الحق، أو تجاوز العدل، قد تورطه في الظلم، قد تخرجه عن التمسك بالحق، قد تجعله يتجه اتجاهًا منحرفًا في بعض الأمور، فهي حالة خطيرة. ومن خلال التجربة في الواقع، ومعايشة الواقع، يلحظ الإنسان، مدى سلبية هذه الخصلة، ومدى تأثيرها على الكثير من الناس، الكثير من الناس إذا دخل في خصومةٍ مع أحد: يتجاوز الحق، يتحرك وفق أحقاده، وفق دوافع الغضب في نفسه، يتأثر بحالة الانفعال النفسي، فيتعامل وفقها مع الآخرين، ومن خلال أيضًا ما لاحظناه في الواقع، وهو حالة موجودة على مدى التاريخ، أن البعض من الناس إذا دخل في خصومة مع شخص، أو مع أكثر من شخص، مع جهة معينة مثلًا، يؤثر عليه ذلك وتتراكم في نفسه العقد والأحقاد، فيصل به الحال إلى درجة أن يتنكر للمبادئ الحق التي كان يؤمن بها، وينحرف عن طريق الحق، ويخرج من صف أهل الحق، ويلحق بركب أهل الباطل، هذه الحالة تتكرر على مدى التاريخ لدى الكثير من الناس، تؤثر عليه أحقاده، وعقده الشخصية والنفسية، فتكون ردة فعله تجاه مشكلة معينة هي إما مشكلة شخصية، وإما مشكلة عملية في مستوى محدود، لكن ردة فعله تكون بمستوى أكبر، ثم تتعاظم أحقاده، وعقده النفسية، فتتحوَّل الحالة النفسية، والعقد النفسية إلى موقف، ثم يُبرَّر هذا الموقف ويُفلسَف له ثقافيًا، وبالذات عندما يكون الشخص ممن يمتلكون خلفية ثقافية ولو بسيطة، والبعض لا يحتاج حتى إلى ذلك، يُفلسِف لنفسه ثقافيًا وفكريًا، ويوصِّف موقفه على أساسٍ من ذلك، ثم يتنكَّر لمبادئ حقٍ ثابت، هو كان فيما سبق يؤمن بها، يعتقد بها، لكن عقدته النفسية ومَطِيَّة اللجاج تجاوزت به، وقفزت به، إلى تجاوز ذلك الحق الذي كان يؤمن به، وهي حالة خطيرة.
من المهم للإنسان أن يتنبه عند أي حالةٍ من حالات الخصومة، كيف يسيطر على نفسه فلا يتجاوز مساحة ذلك الإشكال، وتلك الخصومة، إلى ما عداها، كيف يحذر من نزغات الشيطان؛ لأن الشيطان يستغل تلك الحالات التي يكون الإنسان فيها في حالة انفعال وغضب، في حالة تذمرٍ واستياء، الحالة النفسية تلك يستغلها الشيطان، ولهذا يقول اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}[الإسراء: 53]، فالإنسان إذا كان في حالة استفزاز؛ هو مستفَزّ بإشكالية معينة، بإساءة معينة، بقضية معينة، وفي بعض الحالات قد يكون الخطأ أصلًا عنده، ومع ذلك فهو في تلك الحالة التي هو فيها مستفَزّ، ومنفعلٌ، وغاضبٌ، ومشاعره متأججة، فالشيطان قد يستغله ويصطاده في تلك الحالة، يوجه إليه ضربةً قاضيةً تؤثر عليه، فيوسوس له ويدفع به إلى مواقف أكبر.
من المهم بالنسبة لكل واحدٍ منا، أن يكون اتجاهه الإيماني قائمًا على أسسٍ صحيحة، وثابتًا وراسخًا، وأن يدرك أن الجانب الإيماني والمبدئي، هو صلة بينه وبين اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ علاقتك باللّٰه “جَلَّ شَأنُهُ”. هذه العلاقة وهذه الصلة الإيمانية باللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وكل ما يرتبط بها من التزامات إيمانية عملية، لا ينبغي أبدًا أن تتأثر بأي إشكالية، بأي خصومة، مع أي شخص، مع أي طرف، مع أي جهة، لأنك تظلم نفسك، وتسيء إلى نفسك؛ عندما توجه ردة فعلك في إطار خصومة مع شخصٍ معين، أو جهةٍ معينة، فتوجه أنت ردة فعلك إلى ذلك الجانب بكله، الجانب الإيماني الذي يمثل صلةً بينك وبين اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، تكون ردة فعلك ضد الحق الذي كنت مؤمنًا به، ضد الهدى الذي كنت تتحرك على أساس أنك متبعٌ له، ومقتنعٌ به، ضد الاتجاه الذي كنت ترى فيه أنه اتجاه يتجه بك نحو اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فهذه الحالة حالة خطيرة على الإنسان، وكما قلنا هي حالة تحصل في الواقع وتتكرر في كل زمن، ولذلك على الإنسان أن يكون متنبهًا، وحذرًا، وأن يأخذ العبرة ممن تورطوا، في مثل هذه الحالة، يُعرف في كل زمان عمن كانوا في إطار الحق، وفي صف الحق، ويتجهون على أساس المواقف التي يؤمنون بها، أنها مواقف حقٍ، التوجه فيها هو استجابة للّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، طاعة للّٰه، من أجل اللّٰه “جَلَّ شَأنُهُ”، ثم ينطلقون على أساس مبادئ على أساس أنها مبادئ إلهية، تستند إلى القرآن الكريم إلى الحق الواضح، ثم إذا بهم بِدءًا من مشاكل محدودة معينة، أو اعتبارات شخصية، أو طموحات شخصية، أو عُقد شخصية، أو إشكالات عملية محدودة، تنكروا لكل الحق لكل ذلك الاتجاه الحق، انحرفوا، ثم يزداد تماديهم. والإنسان إذا خرج عن صف الحق
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس عبدالملک بدرالدین الحوثی من وصیة الإمام علی لابنه الحسن ت ع ال ى س ب ح ان ه من الناس على أساس
إقرأ أيضاً:
الوساطة بين الحق والباطل خذلان وخيانة
لا توجد قضية في تاريخ البشرية أوضح وأعدل من القضية الفلسطينية، ولم تتضامن شعوب العالم مع أي شعب آخر كما تضامنت مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، المظلومية فيها واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، لا يوجد شعب في العالم لا يعرف الظالم من المظلوم في فلسطين المحتلة، أو القاتل من المقتول، أو المجرم من الضحية، أو المعتدي والمغتصب والمحتل من المعتدى عليه والمغتصب وطنه والمحتلة أرضه منذ ثمانين عاما تقريبا، اليوم كافة الدول والأنظمة والشعوب حول العالم بمختلف لغاتها وأجناسها وأديانها وأوطانها، ترى نفسها معنية بنصرة القضية الفلسطينية، وإيقاف الجرائم الصهيونية في قطاع غزة، وتتخذ مواقف عملية لمعاقبة الكيان الصهيوني، والأنظمة والدول العربية والإسلامية التي تربطها بالشعب الفلسطيني روابط دينية ولغوية وتاريخية وجغرافية واجتماعية وإنسانية، ترى نفسها محايدة، وتدعي أنها وسيطة، هذا الموقف لا أساس له في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الشريفة، ولا في المواثيق والمعاهدات الدولية، فالقرآن الكريم يخاطب المسلمين قائلا(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى امر الله)، والسنة النبوية الشريفة تقول(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، وميثاق الأمم المتحدة ينص على: إن الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، من الجرائم ضد الإنسانية التي يحق لأي دولة في العالم أن تتصدى لها ولو بالقوة المسلحة. دول أمريكا اللاتينية اليوم تدعو دول العالم من منصة الأمم المتحدة إلى تشكيل جيش موحد لتحرير الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني، وقادة أنظمة الدول العربية والإسلامية الذين يعتبرون أنفسهم زعماء لأهل السنة يرحبون بالخطة الأمريكية الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، ويضغطون على فصائل المقاومة في قطاع غزة للقبول بها، وإلقاء السلاح، وتسليم القطاع لإدارة أمريكية بريطانية صهيونية، هذه الأنظمة ليست محايدة منذ بداية العدوان على غزة، ولم تكن يوما من الأيام وسيطاً نزيهاً في مفاوضات الدوحة، بل كانت وما زالت أداة امريكية لتضليل الشعوب العربية والإسلامية، ومخادعة المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة، لا شك أن حقيقة هذه الأنظمة باتت واضحة لكافة الشعوب العربية والإسلامية، لا حياد بين الحق والباطل، ولا وساطة بين المظلوم والظالم.
لنأخذ العبرة من موقف سيد الشهداء على طريق القدس الأمين العام السابق لحزب الله سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- حينما طلب منه النظام السعودي الوساطة لدى أنصار الله لإيقاف الحرب بين اليمن والسعودية، فقال لهم صراحة أنا لست طرفا محايدا، ولا أستطيع أن أكون وسيطا في هذه الحرب، ولا يمكنني أن أطلب من شعب مظلوم يدافع عن نفسه أن يلقي سلاحه، ويقبل بالهزيمة احتراما للسعودية، هذا هو موقف القرآن الكريم، وموقف السنة النبوية الشريفة، وموقف أهل البيت -عليهم السلام- عبر التاريخ.
لا شك أن الأمة العربية والإسلامية اليوم معنية بإعادة النظر في حكامها وقادتها، وفكرها وثقافتها، وسيرتها وتاريخها، قبل أن يستحكم غضب الله عليها.
*أمين عام مجلس الشورى