تتزايد المخاوف من احتمال اتساع نطاق الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة مباشرة، في أعقاب بروز مؤشرات تصعيد غير مسبوق، ترافقت مع تصاعد حدة اللهجة من الطرفين، خلال الأيام الأخيرة.

وتثير المتغيرات الجديدة تساؤلات بشأن مدى قدرة الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتعرض لضغوط كبيرة بفعل الحرب التي يخوضها في غزة، على الصمود أمام احتماليات فتح جبهة قتال جديدة، قد تستنزفه بشكل أعمق، على حدود البلاد الشمالية.

وأجمع محللون إسرائيليون في حديثهم لموقع الحرة، على أن التصعيد مع حزب الله سيشكل "عبئا إضافيا" على اقتصاد البلاد، في وقت تتحدث جهات رسمية وتقارير على التداعيات الصعبة لنفقات الحرب الجارية في غزة، باعتبارها "الأعلى تكلفة في تاريخ البلاد".

ومنذ السابع من أكتوبر، يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات متلاحقة، مع ارتفاع الإنفاق الحكومي والاقتراض، وانخفاض عائدات الضرائب، إلى جانب تراجع مردودية قطاعات اقتصادية مؤثرة.

"سيناريوهات التكلفة"

ووافقت إسرائيل، العام الماضي، على ميزانية لعامي 2023 و2024، لكن الحرب مع حماس في غزة أضرت بشدة بالمالية العامة للحكومة، مما تطلب تعديلات للميزانية وإنفاقا إضافيا، بعد أن بلغت تكلفة 3 أشهر من القتال 60 مليار دولار.

الخبير الاقتصادي الإسرائيلي، رمزي حلبي، يرى أن الحرب الحالية بغزة تلقي بـ"ثقلها الشديد على ميزانية الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يتعرض لتحديات عديدة تؤثر على النمو الاقتصادي العام، وعلى مستويات الفقر والبطالة بالبلاد.

ويضيف حلبي في تصريح لموقع "الحرة"، أن استمرار حرب غزة لأشهر أخرى أو اتساع الاشتباكات مع حزب الله إلى مواجهة مباشرة، من شأنه "تعميق التحديات التي يواجهها وفرض إشكالات اقتصادية يتطلب التعافي منها سنوات".

ويقول المحلل الاقتصادي، إن شركات التصنيف الائتماني وتقارير اقتصادية إسرائيلية تحذر من التداعيات الخطيرة لفتح جبهة جديدة بالشمال، على المؤشرات الاقتصادية العامة بالبلاد.

وسلط تقرير لمعهد "آرون" للسياسات الاقتصادية ومؤسسة "مايند إسرائيل" البحثية، على التبعات الاقتصادية التي يمكن أن تنجم عن اتساع نطاق الحرب مع حزب الله، متوقعا أن يتسبب في "خسائر اقتصادية جديدة تصل لنحو 30 مليار شيكل"، حوالي 9 مليار دولار.

ويرجح التقرير الصادر حديثا، أن يحدث سيناريو نشوب الحرب مع حزب الله  "جمودا قد يصل لمدة شهر، في معظم الأنشطة الاقتصادية في شمال البلاد، مما يؤدي إلى انخفاض يصل إلى نسبة 70 بالمئة في التوظيف".

وقدر تقرير معهد "آرون" الأثر الاقتصادي للحملة الشمالية بنحو 28 مليار دولار حتى نهاية عام 2024.

ويشمل هذا الرقم: 7.5 مليار دولار خاصة بالنفقات الأمنية، ونحو 9 مليار دولار للخطط الاقتصادية ومدفوعات الدفاع، وحوالي 3.5 مليار دولار للإصلاحات وتعويضات الأضرار في الممتلكات، وتقريبا 800 مليون دولار للنفقات المدنية التي لا تشمل الصحة والرعاية الصحية، علاوة على رقم 9 مليار دولار المتعلق بالخسائر الاقتصادية.

وتحدث تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست"، عن تأثيرات الحرب المندلعة والاشتباكات على الجبهة اللبنانية، مشيرا إلى أن اقتصاديين يتوقعون تعرض  اقتصاد البلاد لـ"صدمة" شبيهة بالأضرار التي لحقته جراء جائحة  فيروس كورونا، بينما يذهب آخرون لتوقع سيناري "أسوأ" مع تضرر التصنيف الائتماني للبلد.

وينتظر أن يعرف الناتج المحلي الإجمالي انخفاضا من توقعات، كانت تشير إلى من 3 بالمئة في 2023 إلى 1 بالمئة في 2024، بحسب أرقام البنك المركزي.

في هذا الجانب، يصرّح رمزي حلبي، أن ما يساعد الاقتصاد الإسرائيلي على الصمود حتى اليوم هو النتائج الإيجابية جدا التي حققها خلال عام 2022، قبل أن يصل بنيامين نتانياهو وحلفائه إلى السلطة.

ويضيف حلبي، أن الاقتصاد الإسرائيلي، تعرض خلال العام الماضي لـ"ضربتين قاسيتين" ترتبط الأولى بإصدار قانون التعديلات القضائية، ثم جاءت الحرب بـ"الثانية" معمّقة الأزمة، مؤكدا أن ّمن أي خطوات تصعيدية ستزيد الصعوبات التي يواجهها".

تهديدات متزايدة

وتزايدت التهديدات بنشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة، بعدما أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا على إسرائيل، ردا على اغتيال القيادي البارز في حركة "حماس" الفلسطينية، صالح العاروري، وستة آخرين في غارة جوية في ضواحي العاصمة اللبنانية، بيروت، قبل أيام.

والاثنين، أسفرت ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان عن مقتل قائد كبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله.

وكشفت مصادر أمنية لرويترز أن غارة جوية على بلدة مجدل سلم استهدفت سيارة وسام الطويل القيادي بكتيبة الرضوان، وأسفرت عن مقتله هو ومرافقه.

وقال أحد المصادر "هذه ضربة مؤلمة للغاية". ورجح مصدر آخر أن "تتصاعد المواجهات" عقب الضربة.

وحذر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إسرائيل في خطابين الأسبوع الماضي من شن حرب واسعة ضد لبنان، قائلا  إن "من يفكر في الحرب معنا، بكلمة واحدة، سيندم".

مؤشرات تصعيد واسع بين حزب الله وإسرائيل.. وواشنطن "تسير على حبل مشدود" أصبحت المناوشات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية محل قلق بالنسبة للولايات المتحدة، لاسيما أنها لا تريد أن ترى تصعيدا للحرب على جبهات أخرى في الشرق الأوسط في الوقت الحالي.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المخاوف الأميركية من تصاعد الحرب، برزت بعدما أوضحت إسرائيل أنها ترى أن تبادل إطلاق النار المنتظم بين قواتها وحزب الله على طول الحدود أمر لا يمكن السكوت عليه، وأنها قد تشن قريبا عملية عسكرية كبيرة في لبنان.

وخرج خلال الأيام الأخيرة عدد من المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات قوية، مثل إشارة وزير الدفاع، يوآف غالانت، الجمعة، إلى "الاقتراب من النقطة التي ستنقلب فيها الساعة الرملية"، رغم تأكيده على تفضيل "طريق التسوية الدبلوماسية".

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، السبت، في إشارة إلى التهديد بهجمات من لبنان، إن الجيش الإسرائيلي لا يزال "مستعدا بجهوزية عالية جدا في الشمال، في الدفاع والهجوم"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

عن مدى قدرة إسرائيل على فتح الحرب على جبهتين، يرى السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، أن بلاده "تستطيع ذلك، سواء على المستويين العسكري أو الاقتصادي، رغم التكاليف الباهظة لهذه الخطوة".

ويضيف شتيرن في تصريح لموقع "الحرة"، أن الاقتصاد الإسرائيلي "قوي وقادر على تحمل الحرب"، لكنه يلفت إلى أن "هذه القدرة على التحمل ستكون من خلال اتخاذ قرارات صعبة، تفرض على البلاد تغيير سلم أولويات وتوجيه كل جهودها وطاقتها نحو الحرب".

ويتابع الخبير الإسرائيلي، أن البلاد قد تلجأ حتى لقروض في مثل وضع مماثل.

غير أنه يشير إلى أن "التكلفة الأصعب لا تتعلق بالاقتصاد وميزانية الدولة"، بل بالوضع الأمني بالجبهة الداخلية، حيث أن لـ"حزب الله قدرات عسكرية كبيرة ويبقى أقوى من حماس".

وبالرغم من اعترافه بالصعوبات التي ترافق خيار توسيع الحرب، يقول إن هذه الخطوة "تبقى ضرورية من أجل ضمان أمن البلاد، حيث أن تأخير المواجهة المباشرة يعني توسيع الحزب لقدراته أكثر فأكثر".

ويوضح، أنه مهما طال الزمن ستحدث هذه المواجهة، وسيلجأ حزب الله لمهاجمة إسرائيل، وهنا تكمن "معضلة اتخاذ قرار خوض الحرب أو إرجائها".

"الأمن يبقى التحدي الأساسي"

وفي ظل من التحديات الاقتصادية التي تواجهها، أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية، أن البلاد بحاجة إلى زيادة إنفاقها الدفاعي بنحو 8.3 مليار دولار، خلال العام الجاري حسبما نقلته وكالة بلومبرغ.

وأشارت الوزارة إلى أن "الموازنة بشكل عام ستصل إلى نحو 562 مليار شيكل مقارنة بحوالي 513 مليار (139 مليار دولار) تم إقرارها مع طرح خطة الإنفاق في مايو الماضي".

بدوره، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي، آفي ميلاميد، أنه بناء على تصريحات قادة الجيش، لدى إسرائيل القدرة العسكرية والمالية للمواجهة في جبهات مختلفة، بما يشمل الجبهة اللبنانية.

ويضيف ميلاميد، أنه على مدار سنوات، كان لدى قسم التخطيط بالجيش الإسرائيلي والجهات الأمنية، استعداد لسيناريوهات الاقتتال المزدوج وحتى ثلاثي الجبهات، والذي كان متوقعا أن تواجهه إسرائيل في يوم من الأيام.

ويتابع المتحدث، أنه بحسب التقديرات الإسرائلية، فقد كان السيناريو مطروحا وجرى التخطيط والتأهب له من النواحي العسكرية واللوجيستية والمالية، وغيرها.

غير أنه يشدد على أن هذا السيناريو سيشكل "عبئا كبيرا على إسرائيل سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية"، وأيضا على مستوى أمن مواطنيه، حيث يبقى تعرض البنية التحتية الإسرائيليين "التحدي الأساسي الذي يواجه البلاد"، في حال اندلاع حرب أوسع.

ويضيف شتيرن أن خوض الحرب على عدة جبهات "يبقى تحديا كبيرا لأي دولة مهما بلغت قوتها واستعدادها".

وفي وقت يثير التصعيد عند الحدود الخشية من توسع نطاق الحرب في غزة، تشهد بيروت مؤخرا زيارات لدبلوماسيين غربيين سعيا إلى ضبط النفس وتجنب حصول تصعيد، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.

ونبّه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت، من بيروت، حيث التقى ممثلين عن حزب الله، إلى ضرورة تجنب "جر لبنان إلى نزاع إقليمي" مخاطباً الإسرائيليين بالقول "لن يخرج أحد منتصرا من نزاع إقليمي".

وذكر مقال تحليلي سابق لصحيفة "هآرتس"، أن الخسائر البشرية والاقتصادية لأي حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون "فادحة" وأكبر من حرب 2006 بين الجانبين، لافتة إلى حجم الضرر الكبير الذي قد تلحقه حرب محتملة بالاقتصاد اللبناني.

بالأرقام.. لماذا لا يستطيع لبنان تحمل تكلفة حرب بين حزب الله وإسرائيل؟ في أعقاب اغتيال القائد في حركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ارتفع خطر اندلاع صراع أوسع بين إسرائيل وحزب الله.

ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي منذ عام 2019، وخسرت الليرة منذ ذلك الوقت 98 بالمئة من قيمتها.

ولن تتسبب الحرب في أضرار جسيمة للاقتصاد فحسب، بل لن تتوفر الموارد المالية ولا القدرات المؤسسية المتاحة لإعادة بنائه بعد ذلك، كما تقول "هآرتس".

كما أن "الأمر المؤسف بالنسبة للبنان" على حد تعبير الصحيفة، أن الشعب اللبناني "لن يكون له رأي فيما إذا كانت هناك حرب أم لا، ولن يكون كذلك لقادته المنتخبين.. فالأمر برمته في أيدي حزب الله وإيران، ولا يبدو أن الاعتبارات الاقتصادية تحتل مكانة عالية في قائمة أولوياتهما".

 "حالة حرب فعلية"

وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ الثامن من أكتوبر. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" وتحركات مقاتلين.

ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 181 شخصا في لبنان، بينهم 135 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها فرانس 
وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصا بينهم تسعة عسكريين.

في هذا الجانب، يقول مئير مصري، إن إسرائيل في "حالة حرب فعلية" مع حزب الله منذ ثلاثة أشهر، تم خلال تهجير خلالها سكان المناطق الحدودية من كلا الجانبين. 

وأورد في تصريح لموقع "الحرة"، أن هذه الحرب "يشنها حزب الله بدون هدف واضح"، إذ "يطلق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية ويدمر منازل المواطنين بدافع التضامن مع إرهابيي قطاع غزة، بمعزل عن الدولة اللبنانية وفي انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة الصادرة عن مجلس الأمن والتي تمنع تواجد حزب الله على الشريط الحدودي مع إسرائيل".

ويضيف مصري، أن السؤال المطروح حاليا "لا يتعلق بمدى قدرة إسرائيل الاقتصادية على خوض هذه الحرب"، بل بما إذا كانت ستستمر في "ضبط النفس"، أو أنها ستُقدم على تدخل بري في العمق اللبناني لـ"تأمين حدودها ولتنظيف المنطقة العازلة من عناصر الميليشيات التابعة لإيران".

ويؤكد أن "لدى إسرائيل القدرة والرغبة في الهجوم على حزب الله، ولا يمنعها سوى الضغط الأميركي"، مشيرا إلى مخاوف الولايات المتحدة من اندلاع حرب إقليمية شاملة ومساعيها لتفاديها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی بین إسرائیل ملیار دولار مع حزب الله وحزب الله الحرب مع إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

قبل نزع سلاح حزب الله.. تقرير بريطاني: هذا أوّل إختبار أمام لبنان

ذكر موقع "The Arab Weekly" البريطاني أنه "في الوقت الذي يحاول فيه لبنان الاستفادة من ضعف موقف حزب الله في أعقاب الحرب المدمرة التي خاضها مع إسرائيل، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت بيروت قادرة على ممارسة سلطتها على البلاد. ويقول المراقبون إن الاختبار الأول سيكون التحرك المعلن لنزع سلاح المقاتلين الفلسطينيين في لبنان الذين حملوا السلاح منذ اتفاق عام 1969 الذي سمح لهم بالتمتع بالحكم الذاتي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".

وبحسب الموقع، "رغم أن هذه المهمة جريئة إلى حد ما، إلا أنها ليست محفوفة بالمخاطر، كما قال مراقبون للموقع، مشيرين إلى أن الحكومة الجديدة، التي تشكلت في شباط برئاسة قاضي محكمة العدل الدولية السابق نواف سلام، تحظى بدعم القوى الإقليمية والدولية لنزع سلاح كل الجهات الفاعلة غير الحكومية. ويمكن للاعبين الدوليين الذين لديهم علاقات مع الجماعات الفلسطينية، مثل تركيا وقطر، أن يعملوا أيضاً كوسطاء لتسهيل العملية". 

وتابع الموقع، "بحسب مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، فإن نزع سلاح الفصائل الفلسطينية يُعدّ بمثابة تجربة عملية تسبق مهمةً شاقةً للغاية تتمثل في تجريد حزب الله المدعوم من إيران من سلاحه. وأضاف: "هذا اختبارٌ حقيقي. إذا سارت الأمور بسلاسة، فربما يُسرّع ذلك" عملية نزع سلاح حزب الله. وأعلن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الاثنين، تشكيل لجان لبنانية فلسطينية مشتركة لمعالجة قضية السلاح الفلسطيني في مخيمات اللاجئين في البلاد، وقال خلال استقباله في بيروت وفداً أميركياً برئاسة السيناتور أنغوس كينغ: "شكلنا لجاناً لبنانية فلسطينية، وسيبدأ العمل منتصف حزيران المقبل في ثلاثة مخيمات فلسطينية لمعالجة موضوع السلاح الفلسطيني". لكن عون لم يقدم مزيدا من التفاصيل أو يحدد المخيمات الثلاثة".

وأضاف الموقع، "جاءت هذه الخطوة في أعقاب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان الأسبوع الماضي، حيث أعلن الرئيسان عن اتفاق على أن الفصائل الفلسطينية لن تستخدم لبنان كنقطة انطلاق لأي هجمات ضد إسرائيل. هناك العديد من الفصائل الفلسطينية النشطة في مخيمات اللاجئين في لبنان، والتي تشمل حركة فتح التي يتزعمها عباس، وحركة حماس المنافسة، ومجموعة من الجماعات الإسلامية واليسارية الأخرى. ويقدر إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، موزعين على 12 مخيماً، معظمها تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، اندلعت اشتباكات بين الجماعات الفلسطينية المتنافسة داخل المخيمات، مما أدى إلى وقوع إصابات وتأثر المناطق المجاورة. كما قاتلت حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها إلى جانب حزب الله ضد إسرائيل في حرب لبنان التي انتهت بوقف إطلاق النار في تشرين الثاني. ومنذ ذلك الحين، يتعرض حزب الله لضغوط متزايدة للتخلي عن سلاحه". 

وبحسب الموقع، "قال إحسان عطايا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المتحالفة مع حماس في بيان إن جماعته "تلتزم بقوانين الدولة المضيفة وتحترم القوانين المعمول بها". وتساءل عن كيفية تنفيذ عملية نزع السلاح و"ما إذا كان الهدف من إثارة قضية الأسلحة اليوم هو الرضوخ للضغوط الأميركية لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين" و"القضاء على رمزية المقاومة في المخيمات المرتبطة بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم" في ما يعرف الآن بإسرائيل. من جانبه، صرّح جهاد طه، المتحدث باسم حركة حماس، لإحدى القنوات المحلية، بأنّ حماس لا تملك "مراكز عسكرية" في لبنان، سواء داخل المخيمات أو خارجها، وأنها "حريصة على أمن واستقرار مخيماتها الفلسطينية". وأضاف أنهم "حريصون أيضًا على بناء أفضل العلاقات مع إخواننا في لبنان، حكوميًا وشعبيًا وضمن إطار المقاومة". إلا أنه لم يوضح ما إذا كانت الجماعة ستسلم أي أسلحة تمتلكها". 

وتابع الموقع، "يقول منتقدو وجود الجماعات الفلسطينية المسلحة في لبنان إن أي حديث عن مقاومة إسرائيل لا معنى له، إذ تحولت هذه الجماعات إلى خلايا صغيرة يستخدمها رعاتها لتصفية الحسابات مع منافسيها والانتقام من بعض الشخصيات الفلسطينية المقيمة في لبنان. وفي هذا الصدد، استذكروا أحداث العنف الدامية التي وقعت عام 2023 في عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وبدأت أحداث العنف عندما حاول مسلح مجهول قتل محمود خليل، أحد أعضاء المجموعة المسلحة، لكنه أطلق النار على مرافقه ما أدى إلى وفاته. وفي الاشتباكات التي تلت ذلك، قُتل القيادي في فتح، أبو أشرف العرموشي، الذي كان مسؤولاً عن الأمن داخل عين الحلوة، وعدد من مساعديه". 

وأضاف الموقع، "بحسب العديد من الخبراء، فإن المخيمات لم تكن سوى مسرح للقتال العنيف بين الفصائل الفلسطينية على مدى عقود من الزمن. بمجرد نزع سلاح هذه الجماعات، ينبغي أن يتجه التركيز إلى سلاح حزب الله، كما يقولون. منذ تشرين الأول 2023، عندما بدأت الحرب على غزة، شنّ حزب الله هجمات متكررة على إسرائيل من جنوب لبنان. وقد أدى رد إسرائيل إلى استشهاد أكثر من 4000 لبناني وتدمير مساحات شاسعة من البنية التحتية المدنية الحيوية والخدمات العامة. ورغم تراجع حدة الأعمال العدائية بشكل كبير بعد وقف إطلاق النار في تشرين الثاني، أطلق مقاتلون فلسطينيون صواريخ على إسرائيل من لبنان في الأشهر الأخيرة. وأدت هذه الخطوة إلى مزيد من ردود الفعل الانتقامية المدمرة من جانب إسرائيل، التي انتهكت وقف إطلاق النار مرارا وتكرارا، مما دفع لبنان إلى اعتقال عدد من النشطاء الفلسطينيين".

وختم الموقع، "يُلزم اتفاق وقف إطلاق النار لبنان بنزع سلاح حزب الله، وهو مطلب رئيسي لإسرائيل والولايات المتحدة، لكن تحقيق ذلك سيكون صعبًا نظرًا لقوة الحزب الراسخة ودعمه الواسع والمستمر من قبل العديد من الشيعة اللبنانيين".
  المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة ماذا سيفعل نزع سلاح "حزب الله"؟ الإجابة في تقرير Lebanon 24 ماذا سيفعل نزع سلاح "حزب الله"؟ الإجابة في تقرير 29/05/2025 10:31:49 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: "مؤامرة نزع سلاح حزب الله" ستجعل لبنان عرضة للهجوم Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: "مؤامرة نزع سلاح حزب الله" ستجعل لبنان عرضة للهجوم 29/05/2025 10:31:49 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: نزع سلاح حزب الله "مؤامرة" والحزب يرفضها Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: نزع سلاح حزب الله "مؤامرة" والحزب يرفضها 29/05/2025 10:31:49 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح "حزب الله" Lebanon 24 أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح "حزب الله" 29/05/2025 10:31:49 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية تابع قد يعجبك أيضاً المعركة على النواب الشيعة؟ Lebanon 24 المعركة على النواب الشيعة؟ 03:00 | 2025-05-29 29/05/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اكاديميون وصحافيون وناشطون: المقاومة المسلّحة ضرورة وطنية Lebanon 24 اكاديميون وصحافيون وناشطون: المقاومة المسلّحة ضرورة وطنية 03:12 | 2025-05-29 29/05/2025 03:12:26 Lebanon 24 Lebanon 24 عون: توافقتُ مع السيسي على إجراءات لتفعيل العلاقات Lebanon 24 عون: توافقتُ مع السيسي على إجراءات لتفعيل العلاقات 03:05 | 2025-05-29 29/05/2025 03:05:48 Lebanon 24 Lebanon 24 جنبلاط: هذه الأحزاب تلعب بالنار Lebanon 24 جنبلاط: هذه الأحزاب تلعب بالنار 02:53 | 2025-05-29 29/05/2025 02:53:03 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف "Starlink".. بين عون والحاج Lebanon 24 ملف "Starlink".. بين عون والحاج 02:52 | 2025-05-29 29/05/2025 02:52:15 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بكلمات مؤثرة.. فنانة تعتزل وتستعد للموت! Lebanon 24 بكلمات مؤثرة.. فنانة تعتزل وتستعد للموت! 08:41 | 2025-05-28 28/05/2025 08:41:34 Lebanon 24 Lebanon 24 راتبها خياليّ... إعلاميّة لبنانيّة تكشف كم تتقاضى لتقديم برنامج شهير هذا ما قالته (فيديو) Lebanon 24 راتبها خياليّ... إعلاميّة لبنانيّة تكشف كم تتقاضى لتقديم برنامج شهير هذا ما قالته (فيديو) 06:37 | 2025-05-28 28/05/2025 06:37:00 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما شهدته مصارف لبنان Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما شهدته مصارف لبنان 12:28 | 2025-05-28 28/05/2025 12:28:49 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... ممثل لبنانيّ يتحدث عن وضع إبنه الصحيّ: "قلت لمرتي ما تتأملي يعيش" Lebanon 24 بالفيديو... ممثل لبنانيّ يتحدث عن وضع إبنه الصحيّ: "قلت لمرتي ما تتأملي يعيش" 05:58 | 2025-05-28 28/05/2025 05:58:02 Lebanon 24 Lebanon 24 رقصت بدلع.. فيديو ينتشر لنادين نسيب نجيم وهذا ما فعلته في دبي Lebanon 24 رقصت بدلع.. فيديو ينتشر لنادين نسيب نجيم وهذا ما فعلته في دبي 04:08 | 2025-05-28 28/05/2025 04:08:56 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban أيضاً في لبنان 03:00 | 2025-05-29 المعركة على النواب الشيعة؟ 03:12 | 2025-05-29 اكاديميون وصحافيون وناشطون: المقاومة المسلّحة ضرورة وطنية 03:05 | 2025-05-29 عون: توافقتُ مع السيسي على إجراءات لتفعيل العلاقات 02:53 | 2025-05-29 جنبلاط: هذه الأحزاب تلعب بالنار 02:52 | 2025-05-29 ملف "Starlink".. بين عون والحاج 02:30 | 2025-05-29 "هاكرز" لبنان في خدمة الخارج... كيف تُجنّد دولٌ خبراء الاختراق في لبنان؟ فيديو خلعت زوجها الأول.. هل تتزوج النجمة الشهيرة مجدّداً؟ (فيديو) Lebanon 24 خلعت زوجها الأول.. هل تتزوج النجمة الشهيرة مجدّداً؟ (فيديو) 03:41 | 2025-05-28 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 انهار سقف منزلها بشكل مفاجئ.. هذا ما حصل مع هذه المؤثرة الشهيرة (فيديو) Lebanon 24 انهار سقف منزلها بشكل مفاجئ.. هذا ما حصل مع هذه المؤثرة الشهيرة (فيديو) 01:41 | 2025-05-28 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد قرارتها الأخيرة: فنان سوري شهير يُهاجم نقابة الفنانين.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 بعد قرارتها الأخيرة: فنان سوري شهير يُهاجم نقابة الفنانين.. هذا ما قاله (فيديو) 04:49 | 2025-05-27 29/05/2025 10:31:49 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: استهدفنا في دير الزهراني في جنوب لبنان قائد الوحدة الصاروخية بقطاع الشقيف في حزب الله
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • ( اراء حرة ) { خطة إسرائيل لاستدعاء ٤٥٠ الف مقاتل احتياط / التأثير والأثر}
  • عن غارات البقاع... تعليق للجيش الإسرائيليّ
  • سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم بنى تحتية لـ حزب الله في جنوب لبنان
  • الاحتلال ينفق أكثر من 40 مليار دولار خلال الحرب وخسائر اقتصادية ونفسية تمتد لعقود
  • قبل نزع سلاح حزب الله.. تقرير بريطاني: هذا أوّل إختبار أمام لبنان
  • إعلام عبري: حرب غزة كلفت إسرائيل 40 مليار دولار حتى نهاية 2024
  • بعد الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة على لبنان... بيان من حزب الله!
  • حرب إسرائيل على غزة تكلفها 40 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي