قدم الأنبا مارك أسقف باريس وشمال فرنسا التهنئة لجموع المصريين وكل العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد،  وأكد أنه بمجئ السيد المسيح إلى الأرض حدث الصلح بين السماء والأرض، وأنه صالح أيضا البشر بينهم وبين بعض، حيث كان هناك انقسام بين اليهود والأمم.

‎وقال الأنبا مارك، في حوار خاص لـ"البوابة" من داخل مقره بالعاصمة الفرنسية باريس، إن الأخوة الكاثوليك وبعض الكنائس الأرثوذكسية يحتفلون بعيد الميلاد المجيد في ٢٥ ديسمبر، وأن اختلاف التاريخ الخاص بعيد  الميلاد المجيد، لا علاقة له بالخلاف العقائدي، موضحاً أن لديه أملا أن يتم توحيد موعد العيد وفكرة توحيد  الأعياد مهمة قادة الكنائس، وعلى المؤمنين أن يتقبلوا الموعد، لافتاً إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية ارتبطت بموعد الاحتفال بعيد الميلاد في ٢٩ كيهك، لأن عيد البشارة يأتي في ٢٩ برمهات، ومدة حمل السيدة العذراء ٩ أشهر، لافتا إلى أن الكنيسة متمسكة بالتقويم القبطي لأنه تقويم ثابت وهو أكثر تقويم فيه انضباط من أيام الفراعنة.

‎وتابع قائلا، إن شهر كيهك به أربعة آحاد يتم الاستعداد من خلالها بميلاد السيد المسيح، وأن هناك عادة أوروبية تشير إلى وجود ٤ شمعات يتم إشعالها في كل أسبوع دون أن يعرفوا السبب. 

‎وحول العدوان الذي يتم على الأشقاء في فلسطين منذ ٧ أكتوبر الماضى، أعرب أسقف باريس وشمال فرنسا  عن رفضه لكل أنواع العنف وقال: نصلي من أجل السلام، وأن الكنيسة تصلي في صلاة الصلح "صلوا من أجل السلام الكامل"، وإن كان السلام الكامل لا يتحقق على الأرض ولكن نصلي من أجل سلام  الشعوب، مؤكداً استنكاره لهذه الحرب غير المتكافئة، مشيراً إلى أن عدداً من رؤساء الكنائس في القدس أكدوا  في بيان لهم رفضهم لهذا العدوان الموجه ضد الأطفال والنساء وكل البشر، لافتاً إلى أن احتفالات الكنيسة  روحية في كل مكان وكذلك في القدس، وأن الاحتفالات الروحية التى تقام في كل الكنائس لا يستطيع أحد أن  يمنعها.

‎ووجه الأنبا مارك رسالة لجموع الأقباط أكد خلالها أن الميلاد رسالة صلح وهدفها أن يكون الإنسان في سلام  مع نفسه وأهل بيته، ومع المؤمنين بإيمانه، ومع المؤمنين بغير إيمانه، وأن الإنسان المسيحي هو صورة الله  ومثاله، ورسالة المسيح هى رسالة محبة وسلام التى وضعها السيد المسيح خلال حياته على الأرض، متمنيا أن يفتح الجميع قلوبهم نحو بعضهم البعض.

‎وقال الأنبا مارك إن العام الجديد هو فرصة جديدة يمنحها الله للإنسان، وأن أكبر دليل على صبر الله على  الإنسانية أنه ما زال هناك أطفال يولدون في كل لحظة وهو لديه رجاء في البشر، وأنه مطلوب من الإنسان أن  يتمسك بتعاليم الكتاب المقدس وأن يأخذ في اعتباره تحذيرات الله، وأن يلتصق الإنسان بالكنيسة فهي سفارة الله على الأرض، وأن الدخول للكنيسة يكون للاقتراب من الله وأن يغير عاداته القديمة ويكتسب فضائل جديدة، فلا  يوجد ما يدعو إلى الإحباط ولكن الإنسان يقترب أكثر إلى الله ويتعلم حتى من التجارب أو الضيقات.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتفال بعيد الميلاد الانبا مارك اسقف باريس الشعب الفلسطيني الحرب غزة السيد المسيح

إقرأ أيضاً:

موقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف.. مشعر عرفات.. قلب الحج النابض

البلاد – عرفات

في مشهد إيماني مهيب تهفو له قلوب المسلمين حول العالم، توافدت جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم التاسع من ذي الحجة إلى مشعر عرفات، لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وسط أجواء روحانية تغمرها الطمأنينة والخشوع. وفي هذا اليوم الذي يُعد ذروة مناسك الحج، ارتفعت أصوات التلبية والدعاء والتكبير، فيما بُذلت جهود متكاملة من الجهات المختصة لتيسير الحركة وضمان سلامة ضيوف الرحمن، ليقفوا على صعيد عرفات المبارك، يرجون من الله القبول والمغفرة في هذا اليوم؛ الذي تتنزل فيه الرحمات وتُغفر فيه الذنوب.
ويُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة، وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”؛ إذ يقف فيه الحجاج في يوم غدٍ التاسع من شهر ذي الحجة، في مشهد إيماني مهيب، يوحد فيه ضيوف الرحمن مشاعرهم وقلوبهم متجردين لله- سبحانه وتعالى.
ويقع المشعر على بُعد نحو 18 كم2 من المسجد الحرام، و10 كم2 من مشعر منى، و6 كم2 من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتسم بهدوئه وروحانيته التي تميّزه عن غيره من المشاعر؛ إذ لا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع إلى فجر اليوم العاشر.
ويحمل مشعر عرفات رمزية دينية عظيمة، حيث وقف عليه النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وخطب خطبته الشهيرة التي أرست فيها المبادئ الكبرى لحقوق الإنسان، وأعلن فيها تمام الدين بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا)، وهو ما يجعل من هذا المشعر موضعًا ذا بُعد إيماني وتشريعي في الوجدان الإسلامي.
ويتجلى في يوم عرفة أعظم مظاهر المساواة والتجرد من الفوارق بين البشر، حيث يتساوى الجميع في اللباس والدعاء والتضرع، ويتّجهون نحو الله- تعالى- في موقف جامع تُرفع فيه الأيدي وتُسكب فيه العبرات، راجين عفوًا ورحمة وغفرانًا.
وعبر قرون طويلة، كان مشعر عرفات يشهد تجمع الحجاج في ظروف مختلفة من حيث السبل والخدمات، حيث كانت تنصب الخيام المؤقتة، ويستخدم الحجاج وسائل تنقل تقليدية للوصول إلى المشعر، ما جعل المشقة جزءًا من الرحلة الروحية، قبل أن تشهد العقود الأخيرة نقلة تطويرية غير مسبوقة.
وحظي مشعر عرفات باهتمام خاص ضمن المشاريع الكبرى، التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وذلك ضمن رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
واستهدفت “كِدانة” تظليل وتطوير 85 ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة، وتظليلها بـ320 مظلة، و350 عمود رذاذ، وتشجير المنطقة؛ ما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن، كما حددت مساحة 60 ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.
وتشهد ساحة عرفات وجودًا ميدانيًا مكثفًا للجهات الحكومية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية.
كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فورية بـ34 لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكية تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.
ويتوسط مشعر عرفات جبل الرحمة، الذي يُعدُّ معلمًا بارزًا وذا رمزية خاصة؛ إذ ورد في الأحاديث أنه الموضع الذي وقف فيه النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- واشتهر بعدة أسماء منها: جبل الدعاء، لدعاء كثير من الحجاج المسلمين عليه في ذلك اليوم العظيم، وجبل الموقف: لوقوف النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان في حجة الوداع.
ويجسد مشعر عرفات في كل عام مشهدًا فريدًا لوحدة الأمة الإسلامية، وهوية مكانية ذات قدسية راسخة، تتجلى فيها المقاصد الكبرى للحج، ويتجدد فيها عهد المملكة وقيادتها بخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال تسخير الإمكانات والقدرات كافة لخدمة ضيوف الرحمن.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالشرقية تهنئ المحافظ بعيد الأضحى المبارك
  • انتخاب سكرتير جديد للمجمع المقدس .. صور
  • البابا تواضروس يترأس جلسة المجمع المقدس في ختام أعماله بمركز لوجوس بوادى النطرون
  • محافظ بني سويف يتلقى التهاني بعيد الأضحى المبارك من قيادات الكنائس والطوائف المسيحية
  • محافظ الوادي الجديد يستقبل وفد الكنيسة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك
  • الأنبا بشارة جودة يترأس اجتماع الصلاة بكنيسة ملكة السلام بالفكرية
  • موقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف.. مشعر عرفات.. قلب الحج النابض
  • محافظ الجيزة يستقبل وفود الكنائس بالمحافظة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك
  • مشعر عرفات.. قلب الحج النابض وموقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف
  • محافظ المنيا يهنئ الأنبا بقطر بمناسبة سيامته أسقفًا لإيبارشية ديرمواس ودلجا