موسكو تحذر كييف من تنفيذ اتفاق الحبوب بمفردها وتعلن انتهاء الضمانات الأمنية
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
حذّرت روسيا، اليوم الثلاثاء، أوكرانيا من الاستمرار بشكل منفرد في تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الذي انتهى العمل به بعد رفض موسكو تمديده، وقالت إنه لم تعد هناك ضمانات أمنية لتطبيقه.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية اليوم عن مصدر دبلوماسي تركي قوله إن أنقرة تلقت مقترحا من كييف لاستئناف تنفيذ صفقة الحبوب دون موسكو التي أعلنت أمس أنها قررت بشكل نهائي عدم تمديد الاتفاق إلا إذا تم تنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاق والمتعلق بتصدير الأسمدة والحبوب الروسية.
وعلق الكرملين على هذا المقترح بالقول إن الأمر محفوف بالمخاطر في غياب ضمانات أمنية، متهما كييف باستخدام تنفيذ صفقة الحبوب لأغراض عسكرية.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال مع نظيره التركي هاكان فيدان إن انتهاء العمل بالاتفاق يعني "سحب الضمانات الأمنية للملاحة"، مما يجعل شمال غرب البحر الأسود، حيث تعبر سفن الشحن، "منطقة خطرة مؤقتا".
وذكرت الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وفيدان فكرا في خيارات أخرى لتزويد الدول الأشد حاجة بالحبوب.
وفي نيويورك، أكد ديمتري بوليانسكي، نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة، استعداد روسيا لبحث استئناف المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود حينما تتحقق نتائج ملموسة، وفق تعبيره.
ونقلت رويترز اليوم عن مصادر قولها إن روسيا علقت الملاحة في مضيق كيرتش الواصل بين البحر الأسود وبحر آزوف منذ 16 يوليو/تموز الجاري.
وتشكو روسيا من عرقلة العقوبات الغربية -التي فرضت عقب شنها الحرب على أوكرانيا- لصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة نحو العالم.
اتهامات لروسيا
في هذه الأثناء، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بابتزاز العالم، وقال إن ذلك يؤثر على الدول خاصة الأفريقية والآسيوية.
وقال كوليبا إنه لا يمكن الاستمرار في مبادرة تصدير الحبوب مع الانسحاب الروسي والبدائل تحتاج لإرادة سياسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس إنه يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ونددت الدول الغربية بقرار موسكو عدم تمديد الاتفاق، وقالت إن ذلك يعرقل إمدادات الغذاء لمئات الملايين من الناس، خاصة في الدول الفقيرة.
وبعد أن وصف القرار الروسي بالوحشي، قال البيت الأبيض اليوم إن استهداف روسيا موانئ أوديسا بجنوب أوكرانيا وانسحابها من اتفاق الحبوب يزيدان من شح الغذاء عالميا.
وفي باريس، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الغذاء سلاحا، ووصف ذلك بأنه خطأ فادح.
وفي السياق، وصفت الحكومة الكينية اليوم انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب بأنه "طعنة في الظهر".
وفي مقابلة مع الجزيرة، قالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية محبطة للغاية من وقف اتفاق تصدير الحبوب.
وأضافت أن وقف العمل باتفاق الحبوب أمر سيئ للسكان في البلدان النامية، وعبرت عن أملها في أن تستأنف المفاوضات لبحث العودة للاتفاق.
وفي يوليو/تموز 2022، وقّعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول اتفاقا لاستئناف شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمح الاتفاق -الذي مُدّد العمل به عدة مرات- بشحن أكثر من 30 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تصدیر الحبوب البحر الأسود اتفاق الحبوب
إقرأ أيضاً:
موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
الثورة نت/
أعلن سفير روسيا في السويد سيرغي بيليايف، اليوم السبت، أن الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد، جُمّدت بمبادرة من ستوكهولم، مشيرًا إلى أن التجارة بين البلدين آخذة في التراجع.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن بيليايف قوله في تصريحات: “جُمّدت اتصالاتنا السياسية الثنائية بمبادرة من الجانب السويدي”.
وأضاف أن “حجم التجارة يتراجع باطراد، وأن التبادلات العلمية والثقافية والرياضية، التي كان من المفترض أن تكون بمنأى عن تأثير الوضع الجيوسياسي، قد انخفضت إلى الصفر”.
السويد، المتجذرة في النموذج الغربي، ليست ثقافيًا وتاريخيًا فحسب، بل ومؤسسيًا أيضًا بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وعضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ أكثر من عام، تُطبّق بدقة وحذر التوجيهات المعادية لبلادنا على المستوى الوطني”.
وأوضح بيليايف أن “الهدف الرئيسي للعلاقات الدولية بين روسيا والسويد، يتمثل الآن في الحفاظ على وجود دبلوماسي متبادل”، مرجحًا أن تتخذ السويد خطوات لتحسين العلاقات الثنائية، لأنها كانت المبادرة بتقليصها.
وكانت السويد قد انضمت إلى حلف شمال الأطلسي (النتو)، في 7 مارس 2024.
بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ذلك، أن دول حلف الناتو تنظر إلى أقصى الشمال كنقطة انطلاق لصراعات محتملة، مشددًا على أن روسيا سترد على مشاركة السويد وفنلندا في أنشطة الناتو، وأنها لن تسمح بأي مساس بسيادتها وستحمي مصالحها.
والجدير بالذكر أن حلف الناتو هو المورد الأساسي للأسلحة إلى أوكرانيا، وذلك في سياق نهجه العدائي لروسيا وسعيه المستمر لزعزعة استقرارها باعتبار روسيا، وفق نهجه الجيوسياسي، “العدو الأساسي له في القارة الأوروبية وعلى الصعيد العالمي”.
ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ضالعان بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا، “ليس فقط عبر إرسال الأسلحة، بل وأيضًا من خلال تدريب العسكريين على أراضي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى”.