عدن.. العثور على جثة مهاجر أفريقي مشنوقا ودورية عسكرية تهاجم تجمعا لهم في الشيخ عثمان
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
عثر مواطنون في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، على جثة مهاجر أفريقي مشنوقا على شجرة في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن جنوب البلاد.
وقال مراسل "الموقع بوست" إن مواطنين عثروا على المهاجر الافريقي مشنوقا على شجرة في ساحة المحضار مقابل حي عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن.
وأضاف أن العلامات والآثار الظاهرة على جسم الضحية تبين أن عملية الانتحار التي تعد هي الأولى لمهاجر أفريقي في عدن تمت قبل ساعات من اكتشاف الجثة.
وفي سياق منفصل أكد مرسل "الموقع بوست" أن دورية عسكرية تابعة لمليشيا الانتقالي المدعومة من الامارات هاجمت اليوم الاثنين، مهاجرين أفارقة في منطقة القاهرة في مديرية الشيخ عثمان.
وأشار إلى أن الدورية هاجمت المهاجرين الذين يستخدمون ارصفة شوارع المنطقة للنوم وقامت بإحراق الملابس وبعض أكوام القش التي يستخدمونها لبناء عشش تقيهم حرارة الشمس في النهار.
يشار إلى أن عدد المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي إلى اليمن بلغ 97,210 مهاجرا خلال الفترة بين يناير وديسمبر 2023 حيث تعتبر اليمن محطة "ترانزيت" بالنسبة للكثير منهم للوصول إلى دول الخليج.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: عدن اليمن انتحار الحرب في اليمن الشیخ عثمان
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: الاحتضان في زمن العدوان!
* *”لا يُستعمَر شعبٌ يُدرك أن المُستعمِر يُقدّم له ‘الحضن’ ليخنقه، لا ليرعاه.”* ــ مالك بن نبي
* *”الاستعمار لا يكتفي باحتلال الأرض، بل يصنع ‘أدواته’ من جلد الضحايا أنفسهم، فيلبسهم قناع ‘الشرعية’ ليُشرعن نهبه.”* ـــ فرانز فانون
*يتحدث الإعلام الإماراتي عن “احتضان” الإمارات “للقوى المدنية” السودانية، وقد تحدث المستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله ــ قبل إشهار قسم من تقدم تحالفه مع الميليشيا ــ عن علاقتهم الممتازة مع هذه القوى التي عرَّفها بأنها هي القوى المدنية التي “يُعتَد بها”، و”ترفض التعامل مع الجيش، وتقف مع الدعم السريع”.*
* *أن يصف المعتدي قوى سياسية سودانية بأنها “يُعتد بها”، فذلك لا يمنحها وزناً بقدر ما يربط وجودها باعترافه، وبصلتها بوكيله المحلي. ويقيس قيمتها بمدى توافقها مع عدوانه. فالاعتداد هنا ليس إشادة محايدة، بل تحديد لمن يُسمَح له بالبقاء في المشهد، ليؤدي وظيفة التغطية على العدوان!*
* *هو إذن اعتداد مشروط، يُمنَح وفق درجة التعاون مع العدوان، وليس هناك “مدنية” يمكن أن يشيد بها المعتدي أكثر من تلك التي تتحول إلى “ذريعة” للصمت على العدوان: ( حمدوك: نحن لم نناقش، نحن “فصيل مدني”، ما عندنا علاقة بالسلاح يجي من وين، أو يقدموا مين)!*
* *وهكذا تتحول “القوى المُعتَد بها” إلى قوى وظيفية، تسوَّق بأنها تمثل الشعب، بينما هي تمثل من يفتك به، ويُعاد تعريف المدنية لا بمحتواها، بل بموقعها من رغبة الأجنبي. فالقيمة هنا ليست في المبادئ، بل في الجدوى السياسية في مشروع العدوان، والطبيعي في هذا السياق أن يكون من لا يُعتد بهم ــ عند المعتدي ــ هم من يقولون له لا!*
* *في أبجديات الحروب هناك دائماً ادعاء حتى لو كان كاذباً: رد عدوان، حماية للنفس، استباق لخطر، حماية لشعب شقيق يتعرض للعدوان .. إلخ لكن هنا، في عدوان الإمارات على السودان، لا ادعاء، ولا ذريعة، ولا بيان حرب، بل عدوان محض خالص، خالٍ من المرافعة، اللهم إلا تلك الخجولة التي يقوم بها ــ على استحياء ــ هؤلاء الذين يحتضنهم المعتدي ويعتد بهم!*
* *ذلك لأن المعتدي لا يسعى للإقناع بل القهر، ولا ينتظر التفهُّم بل كسر الإرادة، ولا يدعي المظلومية بل يريد الخضوع. ويجد من السودانيين من يعاونه في كل ذلك، مع محاولات خجولة منهم للإقناع والتفهم! وهذا يجعله عدوان بلا قضية، بلا حتى دعوى قضية، بل باعتراف كامل بأنه إذا ثبت ــ وهو ثابت ــ يستحق وصف العدوان!*
* *نكران العدوان، مع قيامه في الواقع وتصاعده، صنع حرباً أخرى لا تقل شراسةً: على الحقيقة، على الوعي، على الكرامة. وفي هذه الحرب أتى دور الأدوات المحلية من القوى “المُحتَضَنة” بواسطة المعتدي، هذه القوى تهمِّش وتغبِّش وتطمس العدوان. والعدوان الذي يُطمَس، ويجد مساندةً محليةً للإنكار، لا يتوقف عند حدوده، بل يتمدد ويتصاعد مستنداً على هذا “الضوء الأخضر” المحلي!*
* *هذا التواطؤ لا يُبرَّر بالجهل، بل يُفسَّر بالمصالح، لذلك لم يُذكَر العدوان، رغم أنه مكتمل الأركان. والمفارقة أن كل من تحدث عن ضرورة عدم التدخل في سيادة السودان، من هذه القوى “المُعتَد بها”، لم يجرؤ على تسمية من انتهكها. وهذا صمت نابع من كثرة المصالح، لا من قلة الأدلة!*
* *الاحتضان في جوهره هو تمثيل رمزي لعلاقة قوامها التفاوت؛ طرف يُفتَح له الذراعان، يُطوَى في داخلهما، ويُعاد تشكيله على صورة الحاضن. هو فعل ظاهره الحنان، وباطنه السيطرة، إذ لا يُحتضَن من كان مكتملاً، بل من اُعتُبِر ناقصاً، هشاً، قابلاً للتطويع!*
* *في اللغة، كما في السياسة، الاحتضان يحجب تحت “دفئه” احتمالات الطمس، ويخفي تحت “وهم” القرب إمكانية الذوبان. إنه صورة من صور الحب غير المتكافئ، حيث يُعرَّف الوجود من خلال التبعية، وتُصاغ الذات تحت ظل الأجنبي!*
* *وفي وقت العدوان ــ حين يطوي الحضن الميليشيا و”تقدم” معاً ــ يكون الاحتضان بمثابة إعلان ضاج من الحاضن: هؤلاء هم أعواننا، عليهم نعتمد، وبهم نستعين: على وطنهم، على تاريخه، وعلى أهله. والمقابل ــ الذي أمات الضمائر ــ كان مغرياً للصغار، ولا يُقاوَم، وقد دُفِع مقدماً!*
* *بينما يُهمَّش الشعب السوداني، لا يُغتَد به، ويُقتَل، يُنهَب، يُشرَّد، وتُخرَّب مدنه وقراه، يُحضَن هؤلاء سياسياً وإعلامياً، وفي الضيافات الفاخرة، ويُمنَحون حق تمثيل الضحايا مقابل الغفران نيابة عنهم!*
* *ولهذا ـ لعلمهم بفدحة ما اقترفوه في حق الشعب ـ لم يعودوا يطمعون في العودة إلى السودان إلا في ظل وجود الحاضن، وهو الوجود الذي لن يصنعه إلا تفاوض تكون فيه الحكومة خاضعة لمنطق قوة، وقد ظلوا يؤكدون أن الميليشيا تملك القدرة على فرضه!*
*حاسبوا المحضون ذات حسابكم لحاضنه، واحرموه من اعتدادكم به بذات القدر الذي حصل عليه من اعتداد المعتدي على حسابكم. فهو معه ضدكم، ولا يملك حتى رفاهية التظاهر بخلاف ذلك، دعكم من عكسه!*
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب