ملف الخماسية يحطّ رحاله في القاهرة.. ميقاتي: الأمور تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
بقي الوضع الميداني في الجنوب متفجراً مع استمرار العمليات العسكرية بين حزب الله واسرائيل، في مقابل اجواء تفاؤلية حذرة عبّر عنها رئيس الحكومة امس، حيث اكد "أن الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الأمور بإذن الله تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد". وأشار ميقاتي، خلال استقباله «جمعية الاعلاميين الاقتصاديين»، الى أن «الاتصالات مستمرة في هذا الصدد، وسأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع الموفد الأميركي اموس هوكشتاين، لمعرفة أين أصبحنا في مسار التهدئة وإعادة الاستقرار».
وفي الشق السياسي أكد رئيس الحكومة في حفل اقيم في السرايا لاطلاق" الخطة الإستراتيجية للحماية الإجتماعية في لبنان"، وفي حضور وزراء" التيار الوطني الحر" "أن من يقصي نفسه ويغيّب حضوره لا يمكن له أن يحمّل المسؤولية لمن يقوم بتسيير شؤون الوطن والعباد"، داعياً "الجميع للعودة الى طاولة مجلس الوزراء من دون تشنجات أو حملات ولتطرح كل المواضيع للنقاش العلمي الهادئ بعيداً عن الحملات السياسية والمواقف التي لا تفيد وملّها الناس لكثرة تردادها بطلاناً وزوراً". وفي اطار التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية في لبنان اعلن امس في القاهرة انه "في اطار الجهود المصرية لحلحلة الازمة اللبنانية استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان". وأدرج الاجتماع في اطار "المساعي المستمرة والتنسيق الدائم وتبادل الرؤى لإيجاد حلول توافقية للتحديات التي يواجهها لبنان.
واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شكري استعرض موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.
وأكد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أنه إذا كان هناك اتفاق كامل مع إسرائيل للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، فإن لبنان «يريد تطبيق القرار 1701 بالكامل»، وهو طرح «لم يعترض عليه أحد في لبنان بمن فيهم (حزب الله)»، مؤكداً استعداد لبنان لنشر 7 آلاف جندي إضافي من الجيش «في حال تأمنت مساعدة دولية لتطويع جنود بالجيش»، وأن لبنان «يحضّر الأرضية لمفاوضات تثبيت الحدود البرية التي لا يمكن أن تُنجز بغياب رئيس للجمهورية».
وقال بوحبيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن معظم العروض الخارجية لحل أزمة الحرب في الجنوب «تتلخص بانسحاب مسلحي (حزب الله) شمالاً لمسافة 10 كيلومترات حتى يعود الإسرائيليون إلى قراهم ومستوطناتهم الشمالية»، في ما يتلخص موقف لبنان «باستعادة كامل الأراضي المحتلة، وتحديد الحدود بيننا وبين إسرائيل وفق الحدود المثبتة في اتفاق الهدنة 1949، واستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، ووقف الخروق البرية والبحرية والجوية، علماً بأن النزاع الحدودي بين الطرفين يتمثل في 13 نقطة حدودية، بينها نقطة B1 وأراض تحتلها إسرائيل شمال بلدة الغجر، إضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللتين احتلتهما إسرائيل عام 1967. وقال: «عند إنهاء هذا الملف، ستكون لدينا حدود مستقرة».
وقال بوحبيب إن «الجواب اللبناني كان واضحاً بأننا طلاب استقرار وهدوء، ولسنا طلاب حرب، لذلك نريد تثبيت اتفاق الحدود»، فيما كانت الردود الدولية بأن «هذه الأمور ننفذها لاحقاً»، لكن الموقف اللبناني «يصرّ على تنفيذ المطالب اللبنانية الآن، وأن يكون هناك نوع من رزنامة لإنجازها بتوقيت محدد».
ونفى بوحبيب أن تكون قد وصلت مقترحات أميركية إلى بيروت حول تصور لحل، قائلاً: «ليس للأميركيين حتى الآن شيء يقدمونه، إذ ما زالوا يعملون عليها». وحول مقترح بريطاني لرفع أبراج مراقبة يجري عليها تثبيت كاميرات، قال إن هذا المقترح «لا يوضح الجهة التي سيتم توجيه الكاميرات إليها، جنوباً أو شمالاً أو غير ذلك»، مضيفاً: «نعتقد أن موضوع الكاميرات الموجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية ليس وارداً لدينا حتى الآن».
وحول مقترح فرنسي يقضي بتعزيز انتشار الجيش جنوب الليطاني، قال بوحبيب: «القرار 1701 يقول إن على لبنان أن ينشر 15 ألف عسكري من الجيش اللبناني على الحدود، لكننا عاجزون عن تأمين هذا الرقم، بحكم الوظائف الداخلية الهائلة الملقاة على عاتق الجيش». وتابع: «في الوضع الراهن، لا نستطيع اليوم نشر أكثر من 4 آلاف عسكري هم منتشرون بالفعل في المنطقة الحدودية، لكننا في الوقت نفسه مستعدون إذا توافرت المساعدة لتطويع 7 أو 8 آلاف عسكري جديد بالجيش، لأن لبنان من دون هذه المساعدة لا يستطيع تأمين المال الكافي لتطويعهم».
وإذ شدد على «أننا لم ندخل مرحلة التفاوض بعد»، لم ينفِ أن هناك تواصلاً رسمياً مع «حزب الله» يقوم به بوحبيب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري الذي يعد على تواصل دائم مع الحزب. وقال: «نحن - الأطراف الثلاثة المعنيين بالتواصل مع الخارج في هذا الوقت - متفقون على موقفنا، وأنا أتشاور مع مختلف القوى السياسية الفاعلة في لبنان. هناك اتفاق كامل حول تطبيق القرار 1701 بالكامل ومن ضمنه مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: على لبنان أن يكون في صلب الخارطة الجديدة في المنطقة لا على هامشها
قال الرئيس نجيب ميقاتي إن "التطورات الدولية والاقليمية المتسارعة في المنطقة ترسم خارطة جديدة من التعاون يجب على لبنان العمل ليكون في صلبها، لا على هامشها، وهذه مسؤولية تقع على المسؤولين اللبنانيين بشكل مباشر". وقال ميقاتي أمام زواره في طرابلس اليوم: "ان اللقاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان والرئيس السوري احمد الشرع، بمشاركة افتراضية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اضافة الى رفع العقوبات الاميركية المفروضة على سوريا، كل هذه التطورات رسمت معالم صفحة جديدة من التعاون والتوازنات في المنطقة، ووضعت سوريا على سكة التعافي والحل. والمطلوب منا لبنانيا، استكمال بسط سلطة الدولة على كافة اراضيها والضغط في كل المحافل العربية والدولية لالزام اسرائيل بالانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها ووقف العدوان المستمر على لبنان، والعودة الى "اتفاق الهدنة"الموقع عام 1949، وتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت هذا الاتفاق على نحو يجعل الانسحاب الإسرائيلي تلقائياً إلى ما وراء الحدود". أضاف: "ان تحقيق هذا الأمر لا يمكن أن يتم من دون ضمانات دولية أو أممية من أجل ضمان حصول استقرار طويل الأمد على الحدود الجنوبية. من هنا فاننا نثمن التحرك المتواصل الذي يقوم به رئيس الجمهورية جوزاف عون والاتصالات التي يقوم بها خارجيا لبلورة موقف داعم للحل الذي يعمل عليه، بالتزامن مع حوار داخلي لا بد من اجرائه على قاعدة ان يكون السلاح في يد الدولة وحدها وبسط الدولة على الاراضي اللبنانية كافة". زيارة عباس وردا على سؤال قال: "إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان في هذا التوقيت مهمة جدا نظرا للملفات الكثيرة المرتبطة بالعلاقات اللبنانية- الفلسطينية، واهمها وضع المخيمات وسلطة الدولة عليها ومنع اي سلاح خارج الشرعية اللبنانية. ومن خلال اللقاءات الكثيرة التي جمعتني بالرئيس عباس والمواقف التي يعلنها، لمست ان هناك اصرارا لديه على ان تكون المخيمات تحت سلطة الدولة، ونأمل ان تكون الزيارة مناسبة لتفاهم فلسطيني داخلي ومع الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف سريعاً". الانتخابات البلدية وعن نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس قال: "بداية نثمن اجراء الاستحقاق البلدي والاختياري في موعده، وكلنا أمل ان تكون الجولة الاخيرة السبت المقبل في الجنوب هادئة كسابقاتها ويكتمل عقد المجالس البلدية والاختيارية لتنصرف الى خدمة المدن والقرى بشكل افضل وتحقيق التنمية الموعودة. اما في ما يتعلق بانتخابات طرابلس، فاننا نجدد التهنئة لجميع الفائزين، ونتطلع الى ان يكون المجلس البلدي الجديد على مسافة واحدة من الجميع وأن تكون مصلحة طرابلس فوق أي اعتبار سياسي أو فئوي. ومن جهتنا سنكون داعمين لاي عمل يخدم المدينة ومصلحة ابنائها.استقبالات وكان الرئيس ميقاتي أجرى في دارته في طرابلس سلسلة لقاءات مع وفود شعبية وممثلين عن المجتمع المدني، كما التقى النائب كريم كبارة وامين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي ورئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال شادي السيد ووفداً من المخاتير الجدد. واستقبل أيضا وفدا من مدراء المدارس الرسمية في طرابلس نقلوا اليه عددا من المطالب أبرزها ترميم المدارس وموضوع تاخر الأموال المرصودة من وزارة التربية لصندوق الاهل والمدارس. لائحة "رؤية طرابلس" واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من لائحة "رؤية طرابلس" الذي عبّر في بيان "عن تقديره الكبير لموقف الرئيس ميقاتي المسؤول والداعم لمدينة طرابلس في هذه المرحلة المهمة". وأشاد الوفد "بحرص دولة الرئيس على إبقاء الاستحقاق البلدي في إطاره التنموي والإداري، وعلى تجنيب المدينة أي توتر أو تشنج من شأنه أن يعرقل المسار البلدي، وهو ما يعكس حرصه الدائم على استقرار طرابلس وخدمة أهلها".
وأكد أعضاء الوفد" أن هذه المقاربة التي يعتمدها دولة الرئيس تُشكّل عامل دعم أساسي لنجاح العملية البلدية، وتمهّد لمرحلة من التعاون بين مختلف الجهات لما فيه مصلحة المدينة". كذلك، شدد وفد "رؤية طرابلس" على أن اللائحة تضع في أولوياتها العمل الجماعي والمشاركة مع الجميع، بهدف تشكيل مجلس بلدي متجانس وفعّال، يواكب تطلعات الطرابلسيين، ويرتقي بالخدمات والإنماء في المدينة. وأكد الوفد على تقديره لنهج دولة الرئيس المتزن، أهمية استمرار هذه الروحية الجامعة في مواكبة العمل البلدي في المرحلة المقبلة. ---------------------------------------------------- صور من لقاءات الرئيس ميقاتي اليوم: اللقاء مع النائب كبارة: