أثارت عملية اغتيال ضابط رفيع في وزارة الدفاع اليمنية -بالحكومة المعترف بها دوليا- في العاصمة المصرية القاهرة، موجة ردود واسعة بين أوساط اليمنيين، حول الجهة المتورطة بالعملية.

 

واليوم الأحد، أعلنت السفارة اليمنية في مصر، مقتل مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع، رئيس حركة الإنقاذ الوطني في اليمن، اللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي (50 عاماً)، إثر العثور عليه مخنوقاً داخل مسكنه في محافظة الجيزة المصرية، بعد نحو أسبوع واحد من وصوله إلى القاهرة.

 

وقالت السفارة في بيان، إنها "تتابع باهتمام وحرص بالغين واقعة مقتل العبيدي، إذ كلفت المختصين بالنزول الميداني، والتواصل مع الجهات الأمنية المعنية في مصر، ومتابعة التحقيقات للوصول إلى حقيقة الحادث"، لافتة إلى أنها تتابع نتائج التحقيقات وتشريح الطب الشرعي.

 

من جهته، قال الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة، بليغ المخلافي، في تصريحات صحيفة إن اللواء حسن بن جلال العبيدي "وصل إلى القاهرة قبل عشرين يوماً وغادر إلى تركيا وعاد إلى القاهرة قبل أسبوع، وتلقينا يوم أمس بلاغاً الساعة الثانية ليلاً عن مقتله".

 

وأضاف: "انقطع اتصال شقيقه به منذ مساء الخميس، فذهب شقيقه مع بعض الأشخاص وفتحوا الشقة ووجدوه مقتولاً، قبل الاتصال بالأجهزة الأمنية والسفارة".

 

ولم تصدر أي جهة رسمية مصرية بياناً عن الحادث حتى الآن، سواء وزارة الخارجية أو وزارة الداخلية أو النيابة العامة، في حين أفادت مواقع إخبارية محلية بأن حسن فرحان بن جلال العبيدي لقي مصرعه مقتولاً، بعد توثيق ذراعيه وقدميه وتكميمه داخل شقته في مصر.

 

اغتيال العبيدي بالقاهرة لسيت الأولى

 

والعبيدي هو القائم على عمليات التصنيع والاستيراد لمصلحة الجيش اليمني، والمسؤول سابقاً عن تطوير المدرعات المحلية التي أطلق عليها أسماء "جلال 1" و"جلال 2" و"جلال 3"، خلال فترة حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، كما أنه أشرف خلال السنوات الأخيرة على صناعة المصفحات العسكرية في مأرب.

 

يشار إلى أن جريمة اغتيال العبيدي في القاهرة ليست الأولى وقد سبقها مقتل الطالبة اليمنية مني محمد عبد الرب مفتاح، في يونيو 2016 داخل شقتها بالمنيل، كما قتل الطبيب اليمني "نجيب مطهر" في مايو 2019، في القاهرة، حيث عثر على جثته داخل شقته بمنطقة ميدان الساعة، بطالبية فيصل، وعليها عدة طعنات، كما قتل القاضي أبو فهيم الحضرمي وهو عضو المحكمة العليا بعدن في القاهرة في مارس من العام الماضي.

 

مطالبات بتحقيق شفاف

 

وفي السياق طالب عضو مجلس النواب، شوقي القاضي بتحقيق جاد وشفَّاف لمعرفة الحقيقة ومن يقف وراء الجريمة.

 

 

وقال القاضي "للذين أسرعوا ونسبوا الاغتيال لجهة محددة أرجوكم لا تظللوا العدالة والرأي العام، وطالبوا بتحقيق مهني لمعرفة الحقيقة، فكل الاحتمالات واردة وأعداء الشرعية كثيرون".

 

من جانبه قال الصحفي محمد الصالحي، إن الفقيد حسن العبيدي شخصية غير عادية كان له إسهامات كبيرة في تطوير التصنيع الحربي في اليمن.

 

وأضاف "منذ عهد الرئيس السابق صالح، الذي دعمه في استمرار تطوير الدروع العسكرية وأطلق اسمه على العديد من المدرعات المحلية مثل (جلال1) و (جلال2). وفي معركة مأرب ضد الحوثي كان من أول القادة الذين تصدوا للحوثي وشارك في تطوير منظومة السلاح والدروع في مأرب".

 

 

ودعا الصالحي إلى التحقيق العاجل لمعرفة من يقف خلف عملية الاغتيال.

 

اغتيال سياسي

 

من جهته قال الصحفي والباحث نبيل البكيري إن "اللواء العبيدي شخصية عسكرية كبيرة ووازنة ومؤشرات الاغتيال السياسي أكثر من كونها مجرد حادث جنائي عرضي".

 

وأضاف البكيري "المطلوب من السلطات المصرية هو تحقيق شفاف ودقيق حول ملابسات هذه الجريمة السياسية لمعرفة من يقف خلفها، والتي تمثل اختراق كبير لمنظومة الأمن القومي المصري بالأساس، قبل استهدافها اللواء العبيدي أو غيره"

 

 

وتابع "لا ينبغي أن تمر هذه الجريمة مرور الكرام وكأنها مجرد جريمة جنائية، فالسلطات اليمنية والمصرية مطالبتان اليوم بتنسيق الجهود والاسراع بإجراءات التحقيق الأمني والقانوني للوقوف على هذه الجريمة الخطيرة".

 

تصفية بشعة

 

الصحفي خليل العمري كتب "العثور على جثمان مدير دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع اللواء حسن صالح فرحان بن جلال مقتولاً في حادثة تصفية بشعة في العاصمة المصرية القاهرة"

 

وأضاف "تألق اللواء بن جلال في مجال الصناعات العسكرية منذ عهد الرئيس السابق صالح، الذي دعمه في استمرار تطوير الدروع العسكرية وأطلق اسمه على العديد من المدرعات المحلية مثل (جلال1) و (جلال2)، وشارك كقائد في الجيش الوطني خلال مواجهتهم للحوثيين في مأرب.

 

 

وطالب العمري السلطات الأمنية المصرية كشف النقاب عن الخلية المسؤولة عن الجريمة وتحديد هويتها.

 

خذلان واهمال

 

الإعلامي بشير الحارثي علق بالقول "العثور على العبيدي مقتولاً طعناً ومكبل اليدين داخل شقة في القاهرة يؤكد حجم الخذلان والإهمال الذي يتعرض له كل أبطال الجيش الوطني الشرفاء قادة وأفراد".

 

وأورد الحارثي عدة تساؤلات: كيف يمكن لقائد عسكري ومهندس تصنيع الأسلحة في وزارة الدفاع وقائد بهذه الأهمية أن يسكن بشقة دون مرافقين ودون حماية؟ لماذا لم يسكن في فندق أكثر أمناً ورقابة؟ لماذا لم يكن هناك تكليف من السفارة اليمنية بمرافقين له خلال مدة إقامته بالقاهرة؟

 

 

وأردف "لا يوجد أي تفسير لذلك سوى الإهمال وعدم الاهتمام بالكوادر الوطنية بينما الفاسدين والخونة والمستأجرين والعملاء تصرف لهم الملايين وتوفر لهم المساكن الآمنة لهم وأسرهم وفي كل دول العالم".

 

وختم الحارثي تدوينته بالقول "نثق بالجهات الرسمية المصرية بأنها ستكشف المتورطين بالجريمة وتلقي القبض عليهم وتقدمهم للمحاكمة". وقال "عظم الله أجرك يا وطن".

 

اتهام للإمارات

 

القيادي السابق في المقاومة الجنوبية عادل الحسني اتهم دولة الإمارات بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقال "لم يكن اغتيال العميد حسن بن جلال، هي الحادثة الأولى في القاهرة".

 

وأضاف "يشرف ضابط إماراتي يُدعى "أبو محمد الكعبي" على خلية تتبع الإمارات في القاهرة، وتوكل إليها مهام تخدم المسار الإماراتي، من اختلف مع تلك الخلية يتم تصفيته، وإغلاق ملفه من خلال ما تحظى به الإمارات من نفوذ في النظام المصري".

 

 

وتابع الحسني بالقول "من اغتال العميد حسن، هو من اغتال قبله أبو محمد الحدي والقاضي فهيم وغيرهم".

 

الإعلامي أحمد المسيبلي نشر تقرير متلفز سابق تظهر تصريحات العبيدي يتحدث عن المهام التي انجزها في عملية التصنيع العسكري منها العربات العسكرية والقناصات.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مصر حسن العبيدي وزارة الدفاع اليمنية اغتيال وزارة الدفاع فی القاهرة بن جلال

إقرأ أيضاً:

مدير مستشفيات غزة: فقدنا 80% من القدرات الاستيعابية للمستشفيات

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن مدير مستشفيات غزة، قال فقدنا 80% من القدرات الاستيعابية للمستشفيات، ونطالب بفتح معابر غزة لإدخال المساعدات.

غزة تنزف| قصف إسرائيلي يقتل 11 مدنيا ويصيب العشرات قرب مراكز المساعداتارتفاع عدد ضحايا غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 20 شهيداالاحتلال يستهدف مراكز المساعدات وخيام النازحين جنوب ووسط غزةبين القصف والمجاعة.. غزة تواجه الموت المزدوج وسط صمت دولي

أكد يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في قطاع غزة، أن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين لا تزال تتكرر يوميًا، لا سيما قرب مراكز توزيع المساعدات، حيث استشهد صباح اليوم خمسة فلسطينيين قرب دوار العالم غرب مدينة رفح الفلسطينية أثناء اقترابهم من أحد مراكز توزيع المساعدات الأمريكية، في وقت نُقل فيه المصابون إلى مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس.

وأوضح "أبو كويك" خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"،  أن مستشفى ناصر استقبل أيضًا خمسة شهداء آخرين، بينهم طفلتان وسيدة، نتيجة قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين استقبلهم المستشفى منذ فجر اليوم إلى عشرة من أصل 11 شهيدًا سقطوا في الساعات الأولى.

وأشار مراسل قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن جنوب محور نتساريم، وتحديدًا شمال مخيم البريج، شهد صباحًا تدفق آلاف المواطنين إلى مراكز المساعدات، حيث تمكن البعض من الحصول على طرود غذائية قبل أن يستهدفهم الجيش الإسرائيلي بالقصف، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، ما أجبر المئات على التراجع نحو أطراف مخيمي البريج والنصيرات.

وأضاف أبو كويك أن شهادات من الميدان أفادت بأن من لم يتمكن من استلام المساعدات اضطر للبقاء في محيط مراكز التوزيع بانتظار وصول شاحنات جديدة، لكن القوات الإسرائيلية باغتت المدنيين بإطلاق النار، ما أثار خشية من تكرار المجازر في ظل انعدام أي حماية إنسانية أو دولية لهذه التجمعات.

واختتم مراسل القاهرة الإخبارية من غزة بأن العدوان الإسرائيلي متواصل من منتصف الليلة الماضية، عبر غارات مكثفة استهدفت المناطق الشرقية من حي التفاح وشرق جباليا البلد، بالإضافة إلى استخدام روبوتات مفخخة فجّر أحدها صباح اليوم، ما أسفر عن دمار واسع في الأحياء السكنية، كما يواصل الاحتلال الضغط لتهجير سكان أحياء عباد الرحمن والنهضة في جباليا، ضمن خطة تفريغ ممنهجة للمناطق الشمالية، تحت مزاعم استهداف من يصفهم بـ"المنظمات الإرهابية".

طباعة شارك القاهرة الإخبارية مستشفيات غزة غزة

مقالات مشابهة

  • مدير معهد فلسطين للأمن القومي: شعبنا سيلفظ أي كيان يتعاون مع الاحتلال
  • بفعل الصواريخ اليمنية.. الدنمارك تستغني رسمياً عن الفرقاطة إيفر هويتفيلد
  • ذوو الشهداء والمصابين من القوات اليمنية يعبّرون عن مشاعرهم ويشكرون المملكة على جهودها في خدمة الحجاج
  • مدير مستشفيات غزة: فقدنا 80% من القدرات الاستيعابية للمستشفيات
  • مدير عام الدفاع المدني يشهد اختتام الأعمال التطوعية لحج هذا العام 1446هـ
  • روسيا تدمر 32 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي كورسك وأوربول
  • قيادات وزارة الدفاع تنفذ زيارات عيدية للجرحى والمرضى في ثاني أيام العيد
  • هتتفسح فين؟.. 9 أماكن للفسح بالقاهرة والجيزة بأسعار تبدأ من 5 جنيهات
  • إقبال كبير على المجازر الحكومية بالقاهرة في أول أيام عيد الأضحى
  • أوكرانيا تقصف مطارات ومنشآت عسكرية هامة داخل روسيا