خطيب الجامع الأزهر: الواقع يفضح من يدعون أنهم شعب الله المختار
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، والتى دار موضوعها حول "وقفات إيمانية بين تحويل القبلة وتنقية القلوب".
وقفات إيمانية بين تحويل القبلة وتنقية القلوبوقال د. هاني عودة، إننا نعيش الآن نفحات في هذا الشهر العظيم الذي اختصه الحق تبارك وتعالي بمزايا ليست في غيره من الشهور، فهو تمهيد لما يأتي بعده، حيث بدأت النفحات بداية من شهر رجب ، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج ليربط بين القبلتين، حيث تحولت القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، والمعراج الذي جاء بالصلاة التي فرضت علي المسلمين، وفيها من الدروس والعبر والنهي عن الفحشاء والمنكر الكثير والكثير.
وتابع خطيب الجامع الأزهر قائلاً: صلى النبي ﷺ بأصحابه نحو بيت المقدس قرابة سبعة عشر شهراً، ثم جاء الأمر الإلهي تلبية لدعوة النبي فتتحول القبلة من المسجد الأقصى إلي المسجد الحرام، أول بيت وضع للناس، قبلة أبينا إبراهيم عليه السلام، التي تهفو إليها نفس النبي ﷺ، ويتطلع إلى السماء يدعو ويتضرع علَّ الله يستجيب لدعائه، فقال تعالي: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾. فتحويل القبلة له وقفات إيمانية وتنقية للقلوب، مستشهدا بقوله ﷺ (إِن اللهَ ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إِلا لمشرك أَو مشاحن)، المشرك الذي يعبد غير الله، والمشاحن من امتلأ قلبه بالحقد والغل والبغضاء.
وأشار مدير الجامع الأزهر ، إلى أن تحويل القبلة هو ارتباط وثيق بين نهج إبراهيم عليه السلام ومنهج النبي محمد ﷺ. قال تعالي: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. ففي تحويل القبلة دروس مستفادة أولها إثبات نبوة النبي محمد ﷺ وبيان مكانته عند ربه لأنه ﷺ قرأ ما أُنزل عليه من القرآن في تلك الحادثة قبل أن تحدث، قال تعالي: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. المولي تبارك وتعالي أعلم الكون جميعاً بما سيحدث قبل حدوثه، فقالوا وأثبتوا صدق رسول الله ﷺ وأثبتوا علي أنفسهم أنهم سفهاء. فكان الأمر الإلهي للنبي الكريم: ﴿قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾. وفي هذا امتثال لأمر الخالق، وفيها من الحكمة والعظة والإعتبار الكثير، قلوب تعلقت بالأصنام بمكة ثم آمنت بالله، فامتثلت لأمر الله وتوجهت نحو بيت المقدس، ثم عندما جاء الأمر الإلهي بتحويلها إلي المسجد الحرام أذعت وأطاعت لأنها قلوب مؤمنة تعلقت بربها وبرسوله وبإيمانها الراسخ.
وبيّن د.عودة، أن أول صلاة صلاها النبي ﷺ نحو بيت الله الحرام كانت صلاة العصر، وقد صلى النبي الكريم ركعتين نحو بيت المقدس ثم تحول امتثالاً لأمر الله نحو الكعبة ليظل هذا الرباط إلى يوم الدين، ارتباط يجمع بين المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي، ارتباط يدل علي العبودية الحقة من النبي ﷺ لله عزّ وجلَّ. وسرعة استجابة صحابته لأمر الله ورسوله، لا يسألون عن الحكمة، بل يمتثلون لأمر الله ورسوله، ومما يدل علي ذلك قول الصحابي الذي شهد هذه الصلاة: (أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت).
وأوضح أن أمة الإسلام وصفت بالخيرية والوسطية لأنها أمة معتدلة تعبد الله سبحانه وتعالى لا تعبد غيره، تتمسك بالقرآن الذي جاء به الرسول الكريم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، تحافظ على النفس، لا يقتلون النساء والأطفال، ولا يهدمون البيوت كمن يزعمون أنهم شعب الله المختار. وتكمن الخيرية في أنها أمة تؤمن بجميع الأنبياء والرسل دون تفريق بين أحد منهم. وأشار إلى أن دين الإسلام هو دين أرساه الله لعباده ليحقق العباد مراد الله في هذه الحياة، يعمروا الأرض، وينشروا العدل، يطبقوا شرع الله فيما يحقق وحدة الأمة، فكان الإتجاه نحو قبلة واحدة. جميع المسلمون في شتي بقاع الأرض يتوجهون إلي بيت الله الحرام في صلاتهم بقلوبهم وأجسادهم ليوحدوا ويعبدوا رب واحد هو رب العالمين.
وختم فضيلته حديثه بقوله، إن دين الإسلام يعلمنا أن نخص بالعبادة رب العباد، داعيا إلى تنقية القلوب في ليلة النصف من شعبان، والمبادرة بالأعمال الصالحة في هذه الأيام التي ترفع فيها الأعمال إلى الله، موصيا بتطهير القلوب، وصلة الأرحام، والإبتعاد عن الحقد والبغضاء والشحناء حتي نكون من أهل الجنة، فالله عزَّ وجلَّ خلق كل ما في الكون بقدر ونحن خلقنا من تراب وسنعود إلي التراب لا محالة، والحق وإن طال الأمد لابد أن ينتصر، والظلم وإن طال به الأمد سينكسر. قال تعالي:﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر خطبة الجمعة اليوم الجامع الازهر تحويل القبلة بيت المقدس الجامع الأزهر تحویل القبلة بیت المقدس النبی ﷺ نحو بیت
إقرأ أيضاً:
عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة، تحدث العلماء عن فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وأجمع الكثير من المفسرين على أن الليالى العشر التى ذكرت فى قوله تعالى «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، هي العشر من ذى الحجة.
وعلى كل مسلم ان يغتنم وينتهز هذة الأيام ويكثر على من الطاعات والعبادات من الصلاة على النبي والاستغفار والتكبير والتهليل والتحميد والصدقة وقيام الليل وصلة الرحم، خاصة فى يوم الجمعة فى يوم عيد لمسلمين، و قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي) فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْت (قال: يقول بَلِيْتَ) قال: (إن اللَّه حرم على الأرض أجساد الأنبياء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح، فالصلاة على النبي- عليه الصلاة والسلام- نوع من أنواع التمجيد والتعظيم ورفع لدرجته، وهي ميزة خصّها وحصرهّا الله - سبحانه وتعالى- بخير الأنام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، لذا يقدم موقع صدى البلد عجائب الصلاة على النبي يوم الجمعة فى العشر من ذي الحجة.
عجائب الصلاة على النبي1. امتثال أمر الله بالصلاة عليه.
2. موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.
3. موافقة الملائكة في الصلاة عليه.
4. حصول عشر صلوات من الله تعالى.
5. أن يرفع له عشر درجات.
6. يكتب له عشر حسنات.
7. يمحى عنه عشر سيئات.
8. ترجى إجابة دعوته.
9. أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.
10. أنها سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
11. أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه.
12. أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم.
13. أنها تقوم مقام الصدقة.
14. أنها سبب لقضاء الحوائج.
15. أنها سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.
16. أنها سبب زكاة المصلي والطهارة له.
17. أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
18. أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
19. أنها سبب لردّه صلى الله عليه وسلم على المصلي عليه.
20. أنها سبب لتذكر ما نسيه المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
21. أنها سبب لطيب المجلس وألا يعود على أهله حسرة يوم القيامة.
22. أنها سبب لنفي الفقر عن المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
23. أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
24. نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
25. أنها تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
26. أنـها تنجـي من المجلس الذي لا يذكر فيه اسم الله ورسوله صلى الله عليـه وسلم.
عجائب الصلاة على النبي فى العشر من ذي الحجة27. أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والـصلاة على رسولـه صلى الله علـيه وسلم.
28. أنها سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.
29. أنه يخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
30. أنها سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي عليه صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض.
31. أنها سبب رحمة الله عز وجل.
32. أنها سبب البركة.
33. أنها سبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك من عقود الإيمان لا يتم إلا به.
34. أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
35. أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه.
36. أنها سبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده صلى الله عليه وسلم.
37. أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط.
38. تأدية الصلاة عليه لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم وشكر نعمة الله التي أنعم بها علينا.
39. أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.
40. من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس .