آمال فلسطينيي الضفة الغربية في رمضان ورجاء في الوصول إلى المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
يستعد الفلسطينيون لاستقبال شهر رمضان في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتأثيرها الأمني في الضفة الغربية المحتلة، والخوف من القيود المفروضة على دخول المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل.
ألقت الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة بظلالها بشكل كبير على الاستعدادات لشهر رمضان، لا سيما في القدس، قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود من الزمن، والتي تضم المسجد الأقصى.
ويقول الفلسطينيون في أراضي 48 والضفة الغربية المحتلة، إنهم لا يملكون سبباً يذكر للاحتفال مع تجاوز عدد القتلى في غزة 30,800 قتيل، دون أن تلوح في الأفق نهاية الهجمات الإسرائيلية الدامية.
وقال أكرم البغدادي، الذي غادر غزة إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية قبل يومين من بدء الحرب، إن الشهر الفضيل سيكون "صعبًا للغاية" هذا العام، لأنه بعيد عن عائلته، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الفلسطينيون من أداء الصلاة في المسجد الأقصى.
من المتوقع أن يبدأ شهر رمضان يوم الأحد، اعتمادًا على رؤية الهلال من قبل السلطات الدينية المحلية وعلماء الفلك.
غالبًا ما شهدت هذه المناسبة في السنوات الأخيرة صدامات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الحرم القدسي، وهي مناوشات أدت إلى اقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى.
الشرطة الإسرائيلية تضيق على المصلين الفلسطينيين لدى محاولتهم دخول المسجد الأقصىشاهد: الشرطة الإسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين في القدس الشرقيةالأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس ترتقي إلى "جريمة حرب"وكانت الولايات المتحدة ووسطاء دوليون آخرون قد دفعوا باتجاه وقف إطلاق النار في غزة بمناسبة رمضان، إلا أن المفاوضات التي جرت في القاهرة لم تحرز تقدمًا يذكر.
ولا تزال إسرائيل تتعنت بمواصلة هجومها البري جنوبًا نحو رفح، في حين ترفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق سراح المزيد من الرهائن، الذين أسرتهم خلال تنفيذها عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشير إلى إنهاء كامل للأعمال العدائية.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الشرطة الإسرائيلية تضيق على المصلين الفلسطينيين لدى محاولتهم دخول المسجد الأقصى "طوفان الأقصى..لماذا؟"..حركة حماس الفلسطينية تروي الدواعي والأسباب غليان في الضفة الغربية وكتائب "شهداء الأقصى" تعلن عن تشكيل مجلس عسكري موحّد لكل "فصائل المقاومة" رمضان الضفة الغربية غزة المسجد الأقصى القدس فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية رمضان الضفة الغربية غزة المسجد الأقصى القدس فلسطين غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل رمضان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عبد الفتاح البرهان جمهورية السودان احتجاجات الأمم المتحدة اليمن السياسة الأوروبية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس رمضان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا السياسة الأوروبية فی الضفة الغربیة المسجد الأقصى یعرض الآن Next فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
سيكون المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل على موعد جديد من الانتهاكات الصاخبة، مع إحياء المتطرفين لما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.
ففي العام الماضي اقتحم المسجد في المناسبة ذاتها 2958 متطرفا ومتطرفة، وتحشد الجماعات المتطرفة أنصارها هذا العام لتنفيذ اقتحام وانتهاكات مماثلة، في حين يرى مراقبون أنها ستتصاعد في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، وفي ظل تربع الأحزاب المتطرفة على عرش الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة، ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات التي سُجلت في الأعوام السابقة.
كما سُجّل في المناسبة ذاتها من العام المنصرم انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار بن غفير تعليمات لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف قال للجزيرة نت إن الذكرى هذا العام ستكون من أخطر أيام السنة على المسجد، في ظل الاقتحامات التي ستنفذها جماعات المعبد المتطرفة حيث تعمل على أن يكون هذا اليوم هو يوم الاقتحام الأكبر.
إعلانوبالتالي -يضيف معروف- تنبع خطورة الحدث ابتداء من أنه يحل في ظل اصطفاف الحكومة الإسرائيلية بكل أذرعها مع جماعات المعبد المتطرفة في صف واحد باتجاه تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهو ما قام به بالفعل الوزير بن غفير.
فالوضع القائم لم يعد موجودا -وفقا للأكاديمي المقدسي- بعد أن سمح هذا الوزير المتطرف للمستوطنين بأداء الصلوات داخل الساحات في عام 2024 المنصرم، وبعد سماحه خلال العام الجاري بالرقص والغناء في أولى القبلتين.
"ستحاول جماعات المعبد المتطرفة هذا العام أن يكون اقتحامها نوعيا بشكل كبير، وتكمن خطورته في أنه سينفذ في ظل تخاذل غير مسبوق من العالمين العربي والإسلامي، وصمت مطبق على ما يجري من انتهاكات غير مسبوقة في ظل المطالبات العلنية لإقامة كنيس داخل أولى القبلتين" أضاف معروف.
انتهاكات خطيرة لم يشهدها الأقصى منذ احتلاله.. كيف مرت ذكرى "خراب الهيكل" على المسجد الأقصى المبارك؟ pic.twitter.com/9J4QJg6fUF
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
خطر متصاعد وصمت مطبقوبالنظر إلى ما جرى خلال الأشهر الماضية وخاصة فيما يسمى "يوم القدس" أكّد الأكاديمي المقدسي أن الجماعات المتطرفة ستعسى لتسجيل رقم قياسي جديد في إحياء لهذه الذكرى، وستكون هناك محاولة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الأقصى قد يكون عنوانها محاولة تنفيذ طقوس لا علاقة لها بالمناسبة التي يقتحم المستوطنون المسجد لأجلها.
فعلى سبيل المثال "لا يرتبط طقس ذبح القرابين الحيوانية بخراب الهيكل، لكن قد يُقدم المتطرفون على تنفيذه، كما فعلوا في عيد الفصح الصغير، وكما أدخلوا القرابين المذبوحة خلال عيد الأسابيع اليهودي في الشهر المنصرم".
ويرى معروف أن ذلك ممكنا لأن الجماعات المتطرفة ترى أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لبدء إقامة كنيس داخل المسجد، لأن الجو العام يساعد على ذلك من صمت عربي وإسلامي على ما يجري في كل من غزة والخليل والقدس.
وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين يمكن أن تسير الأمور في مدينة القدس، طالما أن جماعات المعبد وتيار الصهيونية الدينية على رأس حكومة الاحتلال، خاصة أن "هذا الظرف الذي نمر به الآن يأتي في ظل انعدام احتمالية سقوط حكومة نتنياهو بسبب دخول الكنيست في الإجازة الصيفية التي تستمر 3 أشهر".
وبالتالي مستوى الوحشية لدى تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة قد يكون غير مسبوق في الأقصى، "وهنا أحذر وأقول إن الرادع الوحيد للمستوطنين هو التأزيم الشعبي، وما دام الاحتلال لا يشعر أن هناك أزمة قد تحدث بسبب أفعاله ولا ثمن يدفعه، فإنه سيقوم بأي شيء باتجاه الوصول لهدفه وهو إقامة كنيس داخل المسجد في الفترة الحالية".