تراجع الحديث عن قيام دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية وفق حل الدولتين قبل طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولكن مع اشتداد العدوان على قطاع غزة وقيام إسرائيل بجرائم حرب خلال عدوانها تزايد الحديث عن حل الدولتين.

وباتت عدة دول تهدد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في مسعى منها لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة.

طوفان الأقصى وحل الدولتين

وكانت آخر هذه الدول بريطانيا التي أعلنت -أمس الثلاثاء- أنها ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول القادم ما لم تتخذ إسرائيل خطوات منها تخفيف الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تُفضي إلى حل الدولتين.

جاء الإعلان، عقب إعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول، ليُعاد التركيز على حل الدولتين.

وتعترف نحو 144 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بفلسطين دولة، بما في ذلك معظم دول الجنوب بالإضافة إلى روسيا والصين والهند. لكن لا يعترف بذلك من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، إلا قلة قليلة معظمها دول شيوعية سابقة بالإضافة إلى السويد وقبرص.

وحل الدولتين هو مشروع أممي قديم وصدر بحقه قرارات دولية لم تنفذها إسرائيل ولم تلتزم بتنفيذها.

جذور حل الدولتين

بعد رفض قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وإعلان قيام إسرائيل في 1948 وسيطرتها على 77% من أراضي فلسطين التاريخية.

وتهجير الفلسطينيين بعد عدة مجازر قامت بها العصابات الإسرائيلية وتدمير القرى الفلسطينية حيث تم تهجير نحو 700 ألف فلسطيني، وانتهى بهم المطاف لاجئين في الأردن ولبنان وسوريا وأيضا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

وفي حرب 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن وعلى غزة من مصر لتحقق سيطرتها على كل الأراضي من البحر المتوسط إلى غور الأردن.

ورغم اعتراف 147 من أصل 193 بلدا عضوا في الأمم المتحدة بفلسطين كدولة، فهي ليست عضوا فيها، مما يعني أن المنظمة لا تعترف بمعظم الفلسطينيين كمواطنين لأي دولة.

إعلان

يعيش نحو 3.5 ملايين فلسطيني لاجئين في سوريا ولبنان والأردن، في حين يعيش 5.5 ملايين فلسطيني في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ويعيش مليونان آخران في إسرائيل كمواطنين إسرائيليين.

أوسلو حجر الأساس

كان حل الدولتين حجر الأساس لعملية السلام المدعومة من الولايات المتحدة التي دشنتها اتفاق أوسلو عام 1993 والتي وقعها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين. وأدت الاتفاقات إلى اعتراف منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف وإنشاء السلطة الفلسطينية.

لكن الاتفاق لم يتم تنفيذه نظرا لمماطلة إسرائيل وتنصلها مما تم التوقيع عليه، وفي عام 1995، اغتيل رابين على يد يهودي متطرف، حيث كان يعتبره عرفات والعرب شريكا في السلام.

وبقي الوضع على ما هو عليه ولم يتم إحراز أي تقدم في أي مفاوضات عدة بين السلطة الفلسطينة وإسرائيل لتتوقف كافة المفاوضات في العام 2014.

التصور المتخيل للدولة الفلسطينية

يتصور المدافعون عن حل الدولتين وجود فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية يربطها ممر عبر الأراضي المحتلة.

ووفقا لتصور أوّلي وضعه مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون تمنح إسرائيل المستوطنات الكبرى في الضفة المحتلة مقابل تنازل إسرائيل عن أراضي لم تحدد للفلسطينيين.

كما يتضمن التصور الذي عرف بمبادرة جنيف أو وثيقة جنيف، الاعتراف بالأحياء العربية عاصمة لفلسطين، وبدولة فلسطينية منزوعة السلاح، مقابل الاعتراف بالأحياء اليهودية في القدس عاصمة لإسرائيل.

المستوطنات تسيطر على معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة (الجزيرة)هل حل الدولتين ممكن

تدير السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس جزرا منعزلة في أراضي الضفة الغربية المحتلة وتحيط بها مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية تشكل 60% من أراضي الضفة.

وفقا لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية فإن عدد سكان المستوطنات ارتفع من 250 ألفا في عام 1993 إلى 700 ألف بعد 3 عقود.

كما تسارعت وتيرة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة منذ العام 2023.

وترى الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب، ويؤيده بذلك العديد من رؤساء الأحزاب الإسرائيلية، أن أي دولة فلسطينية مستقلة ستكون منصة محتملة لتدمير إسرائيل، وتؤكد الحكومة على أن السيطرة على الأمن يجب أن تبقى في يد إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات دولة فلسطینیة الضفة الغربیة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

لافروف: يجب إقامة دولة فلسطينية بعد تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة

موسكو – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يجب إقامة دولة فلسطينية بعد تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.

جاء ذلك خلال لقاء لافروف بصحفيين من دول عربية في موسكو، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، الاثنين.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، أشار لافروف إلى أنهم يرون خطة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة “أفضل خيار مطروح”، ولكنها ليست حلا للقضية الفلسطينية.

وأضاف: “خطة ترامب لا تشمل سوى غزة. تتضمن هذه الخطة عبارات عن الدولة ولكن يجب تفصيلها. ويجب تحديد مصير الضفة الغربية”.

وأردف: “تنص قرارات الأمم المتحدة على إقامة دولة فلسطينية كاملة الأراضي ضمن حدود عام 1967. تلتزم روسيا بتنفيذ هذه القرارات مثل العديد من أعضاء المجتمع الدولي”.

وتابع: “بمجرد تنفيذ هذه الخطة (خطة ترامب) كاملا، يجب أن تبدأ عملية إقامة دولة فلسطين، والتوصل إلى اتفاقات ملموسة بناء على القرارات التي أقرها مجلس الأمن الدولي”.

وأكد أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار خطة ترامب بشأن غزة.

وأعرب عن أمله في نجاح قمة شرم الشيخ للسلام التي ستُعقد في مصر اليوم الاثنين.

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح حركة الفصائل.

ووفق خطة ترامب يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت من قبل لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، تكون مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة اليومية وشؤون البلديات.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • لافروف: يجب إقامة دولة فلسطينية بعد تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • وصول بعض السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم إلى الضفة الغربية وغزة
  • 733 مستوطنًا يقتحمون الأقصى بسابع أيام "عيد العرش"
  • بدء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة "طوفان الأقصى"
  • تعرف على أسماء المحررين في صفقة طوفان الأقصى
  • مستوطنون يقيمون كنيسًا قرب بيت لحم في الضفة الغربية
  • مستوطنون يقتحمون “الأقصى” واعتقالات بالضفة الغربية
  • مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدة مناطق بالضفة
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية المغير ومخيم بلاطة في الضفة الغربية
  • الأسبوع الماضي .. 91 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس المحتلة