حمدي دوبلة
-الارتباك والفزع الذي سيطر على قادة الكيان الصهيوني – وهم يستعدون لمواجهة شهر رمضان المبارك في القدس، وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة – له ما يبرره من وجهة نظرهم، فرمضان يحمل لهم ذكريات أليمة، وينذرهم بهزائم وانكسارات متعددة. يدركون تماما أنه موسم جهاد مفضّل للمسلمين، ولطالما كان محطة انتصار للإسلام وأهله.
-هناك في غزة حيث يواصل الكيان اللقيط جرائمه الوحشية، وفي الضفة الغربية حيث القدس والأقصى الشريف ومقدسات الأمة، وفي كل شبر من أرض فلسطين المحتلة، سيكون الشهر الكريم بما يحمله من قيم ومعانٍ جهادية عظيمة، جحيما مستعرا ونارا لا تخبو على جحافل العدو وعلوجه، ولن يمر بسلام على دولة الاحتلال، مهما بطشت ونكّلت بالأبرياء، فأبطال المقاومة الباسلة وهم يتصدون بكل كفاءة واقتدار وللشهر الخامس تواليا للجيش الصهيوني المدجّج بأعتى أنواع السلاح، ومن خلفه جيوش وإمكانيات أمريكا وبريطانيا، وكثير من دول الظلم والاستكبار في العالم، قد أعلنوا – منذ وقت مبكّر – استعدادهم لاستقبال شهر الجهاد والانتصارات، بما يليق به وبحقه من الصبر والرباط والصمود والتضحية والفداء، ولن يكون على العدو المتغطرس إلا ترويض أنفسهم لتلقّي المزيد من الضربات الموجعة و الهزائم المذلة.
-شهر رمضان الذي نعيش أولى ساعاته المباركات – كان ومنذ السنوات الأولى لبزوغ نور الدعوة الإسلامية، ومازال إلى يومنا – محطة مهمة للإنسان المسلم، ومنطَلقا لإحداث التغييرات الإيجابية على حياة الفرد والمجتمع والأمة.
-في شهر الخير والقرآن، سجل المسلمون انتصارات عظيمة، ما تزال آثارها وتداعياتها الإيجابية ماثلة إلى زماننا وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من أبرز تلك الانتصارات والتحولات الكبرى، ما حققه الجيش الإسلامي بقيادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من نصر حاسم ومؤزر على جحافل جيش قريش في معركة بدر الكبرى في يوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، ومثّل ذلك فتحا عظيما، ووضعت نتائجها حدا فاصلا بين الكفر والإسلام، ومهدت الطريق أمام الانتصارات التي تلاحقت في يوم مبارك أسماه الله في كتابه العظيم يوم الفرقان، إذ فرق الله به بين الحق والباطل والخير والشر والنور والظلمات، وكان منبع ضياء وصل إلى مشارق الأرض ومغاربها.
-في العشرين من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان المسلمون على موعد مع نصر عظيم آخر، حين فتح المسلمون بصرخات الله أكبر مكة المكرمة التي تحولت إلى حاضرة إسلامية بعد أن كانت معقلا للكفر والوثنية والإلحاد، وفي رمضان كان فتح الأندلس وفيه أيضا انتصر المسلمون على المغول في موقعة عين جالوت، وغير ذلك الكثير من المعارك الرمضانية المباركة التي رفرفت فيها راية الإسلام عاليا.
-في التاريخ الحديث تبقى معركة العاشر من رمضان من العام 1973م، كابوسا فظيعا يقض مضاجع الصهاينة ففي ذلك اليوم الأغر، عبر الجيش العربي المصري قناة السويس ودك حصون العدو الصهيوني في سيناء ولقن الصهاينة درسا لن ينسوه مدى التاريخ.
– اليوم يدرك قادة دولة الاحتلال – وهم يشنون عدوانهم الوحشي على قطاع غزة – أنهم أمام منعطف خطير ونذر هزيمة نكراء جديدة على أيدي مجاهدي المقاومة الإسلامية، فقد لاحت بشائر النصر العظيم مع إطلالة الشهر الكريم الذي يبقى عنوانا للنصر ومحطة لتقوية عزائم المسلمين على الجهاد المقدس.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
امين عام حزب الله : اليمن هزم امريكا والحرب لم تنته بعد
واوضح في كلمته بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير" في لبنان ان اليمن أجبر أمريكا على الانسحاب وقدم من أجل غزة وفلسطين والكرامة العربية والإنسانية ولم تستطع أمريكا أن تفعل معه شيئاً.
واشار الشيخ نعيم قاسم الى ان المقاومة لا تسكت على ضيم وأن الحرب مع كيان العدو الإسرائيلي لم تنته بعد واضاف: أن "المقاومة لا تسكت على ضيم"، وأنهم يعتبرون أن الحرب مع إسرائيل "لم تنته" إلى اليوم، مع استمرار الخروقات الإسرائيلية وبقاء قوات لها في لبنان.
وفي ما يلي، أبرز ما جاء في كلمته:
- نشأة المقاومة كانت طبيعة جداً مع شعب أبي لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أن يكون مستسلماً للعدو الإسرائيلي.
- بدأت المقاومة تنمو في الستينات والسبعينات وبرز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة وإنشائه حركة المحرومين.
- في 1978 صدر قرار 425 يدعو إسرائيل لأن تنسحب من الأراضي اللبنانية وأنشأت ما سمي وقتها "دولة لبنان الحر" برعايتها ورئاسة الرائد سعد الحر وهي كانت خطوة أولى لاقتطاع جزء من لبنان وإقامة المستوطنات في لبنان.
- بعد اجتياح 1982 "إسرائيل" بقيت وحاولت أن تفرض اتفاق 17 أيار في 1983 لكن المقاومة الحقيقية على المستوى الشعبي والعلمائي والوطني استطاعت بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنع "إسرائيل" من عقد هذا الاتفاق المذل.
- انسحبت إسرائيل في 1985 تحت ضربات المقاومة إلى ما سمي آنذاك الشريط الحدودي المحتل ما يساوي 11% من مساحة لبنان.. منذ عام 1985 وحتى عام 2000 الشريط الحدودي محتل من قبل العدو الإسرائيلي والعنوان الأساسي للمواجهة كان المقاومة.
- منذ عام 1978 مع القرار 425 الدولي لم تخرج "إسرائيل" لذا كان لا بد من استمرار عمليات المقاومة وتحمل التضحيات.
بدأ رؤساء الوزراء في كيان العدو الإسرائيلي منذ عام 1999 يتنافسون فيما بينهم على الانسحاب من لبنان وحاولوا أن يعقدوا اتفاقا مع لبنان لكن لم يفلحوا وحاولوا عبر سوريا ولم ينجحوا أيضاً.
- خرج الإسرائيلي قبل الموعد المتوقع ونعلن 25 أيار 2000 عيدا للمقاومة والتحرير وخرج العدو في الليل ولم يخبر الإسرائيلي عملائه أنه سيخرج.. 25 أيار 2000 انتصار كبير جداً للمقاومة والشعب المضحي الذي استطاع أن يكسر إسرائيل بخروجها من دون قيد أو شرط من جنوب لبنان.
- لم تحصل ضربة كف واحدة بعد الانسحاب وسلم الأخوة العملاء الذين اعتقلوهم إلى الدولة للمحاكمة وذهبوا إلى الأهالي وطمأنوهم والذين لا يتحملوا وزراً ومن هرب تركوه يهرب ولم تحدث فتنة طائفية أو غيره في المنطقة التي تحررت.
- بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000 بقيت الجنوب اللبناني من دون قوات طوارئ دولية لسنة وعندما لم يستطيعوا أن يفرضوا شيئاً أرسلوا قوات دولية.
- شهيد الأمة السيد حسن نصر الله كان الجوهرة الساطعة الذي قاد المقاومة إلى انتصاراتها.. الفضل بالتحرير يعود لله أولاً وللإمام السيد موسى الصدر وقادة المقاومة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله.
- لا بد من توجيه الشكر إلى الرئيس (الأسبق) المقاوم العماد إميل لحود الذي دعم المقاومة ورئيس الوزراء الأسبق سليم الحص الذي وقف إلى جانب المقاومة.
- بيان قائد الجيش العماد رودولف هيكل (الذي هنأ فيه العسكريين اليوم بمناسبة عيد "المقاومة والتحرير"، مؤكدا رمزية هذا اليوم وما يحمله من معان وطنية وتجسيد لتضحيات الشهداء) عبر عن وطنيته ووطنية الجيش، وسنبقى متمسكين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
- المقاومة نقلت لبنان من الضعف إلى القوة وأنهت خيار التوسع لـ"إسرائيل" وقدرتها على قضم أجزاء من لبنان.
- عيد المقاومة والتحرير هو المقدمة التي صنعت كل ما بعده.
- المقاومة مستمرة وهي خيار وشعب وإرادة.
المقاومة أحدثت تحولاً في فلسطين ووضعت العدو على طريق الزوال وهي المقدمة التي صنعت كل ما بعدها.
هذا الشعب المعطاء والأبي وهؤلاء الناس الذي يتصدون للعدو والذين يربون أولادهم على العزة ولا يقبلون أن يكونوا أذلاء ومستسلمين هؤلاء سينجحون ويحققون أهدافهم.
المقاومة هي خيار الشعب والمؤمنين بها وهي خيار وإرادة وهي باقية وعلى "قلبك باقية" انت الذي لا تريدها أن تبقى باقية بالشهداء والأسرى والجرحى والعوائل والأطفال الذين يتمنون أن يكونوا في المقدمة للدفاع عن الوطن.
المقاومة هي مقاومة دفاعية وهي رفض للاحتلال وهي عدم الاستسلام والمقاومة خيار أحيانا تقاتل وتردع وأحياناً تصمد وتمنع وأحياناً أخرى تصبر وتبقى جاهزة.
المقاومة منهج واتجاه والسلاح أداة يستخدم عند الحاجة وبتقدير المصلحة والمقاومة هي فعل إرادة وخيار شعب.
نحن والدولة التزمنا بالكامل باتفاق وقف النار غير المباشر بين الدولة والعدو مقابل 3300 خرق للعدو الإسرائيلي ونحن مستمرون بتلقي هذا العدوان.
الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية لأنها هي التي ترعى العدوان كما رعته هنا وفي غزة ولبنان يجب أن يكون قويا واثقا وحرا ويجب أن تعلوا الصوت في مجلس الأمن وأن يرفع مجلس الوزراء صوته وأن يقوم كل واحد بالمعنيين بما يلزم.
الدولة هي المسؤولة وإذا فشلت في أدائها فإن الخيارات الأخرى موجودة والمقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم وهي تصبر وتعطي وقتا لكن يجب التحرك.
نحن نعتبر إلى اليوم أن الحرب لم تنته وكل التحية إلى هؤلاء الذين يقدمون، وأن تستغل "إسرائيل" القوة فإن هذا يزيدنا صمودا وتحديا.
يتبع..