«بارود» رمضان.. ألعاب تبكينا في الشهر الكريم
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
لا تكاد تخلو شوارع وحواري مصر حاليا، من أصوات الألعاب النارية، التي أصبحت تهز أركان مربعات سكنية كاملة، بعد أن كانت منذ عشرات السنوات مجرد صوت صغير ناتج عن صاروخ صغير الحجم لا يتجاوز بضع سنتيمترات.
في معظم الشوارع المكتظة بالأماكن الشعبية والأسواق، تجد على رأس كل 100 متر، فرشة لبيع الألعاب النارية على مرأى ومسمع من المارة، التي يجري تصنيعها من البارود، الذي يستخدم في الحروب والمعارك الدامية، لا ضابط ولا رابط ولا يوجد ما يمنعهم من بيع تلك الألعاب التي أصبحت كابوسا وجرس إنذار يدق ناقوس الخطر، إذ نجد بين الوقت والآخر خبرا عن تعرض شخص لحروق أو جروح بسبب انفجار صاروخ أو قنبلة من الألعاب النارية في يديه أو أجزاء متفرقة من جسده.
جميع أنواع الألعاب النارية موجودة، من الصاروخ الصغير الذي كان باكورة الألعاب النارية وصولا إلى «مدفع الكربون» حتى القنبلة الصغيرة، تلك التي تعد آخر اختراعات الألعاب النارية الشعبية، الكافية لهز مربع سكني صغير بصوتها القوي وقوتها الانفجارية العالية التي تذكرنا بأصوات الانفجارات بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في حملة الإبادة الجماعية التي يمارسها على مدار نحو 160 يوما منذ هجوم السابع من أكتوبر.
تلك الألعاب التي تصل مصر قادمة من الصين -التي اخترعتها لاعتقاد لدى مواطنيها أنها تطرد الأرواح الشريرة- تباع في صورة علب صغير تبدأ أسعارها من 5 جنيهات حتى 100 جنيه حسب النوع والكمية، وقدر أحد الخبراء حجم تجارتها بأكثر من مليار جنيه، وتزدهر في الأعياد والمناسبات وأكثر ما تكون انتشارا في شهر رمضان.
مبكيات نراها كل يوم بسبب تلك الألعاب النارية، منذ قدوم شهر رمضان الذي هو في الأصل شهر للعبادة والعودة لله تعالى، وفرصة لا تتكرر إلا كل عام للفلاح في الدنيا والفوز بغفران الله تعالى، لا فرصة لإثارة الفزع والخوف والذعر بين المسلمين بسبب تلك الألعاب، التي لا أراها إلا معول تفتيت في المجتمع وأداة لإثارة البغضاء والضغينة بين المواطنين.
فئة الأطفال هي الأكبر، في استخدام تلك الألعاب، يجدونها وسيلة ترفيهية ينتظرونها كل رمضان ويتوارثونها من غيرهم، ودائما ما تجد مع كل صاروخ أو قنبلة ضخمة، صيحة فرح وبهجة وكأن صاحبها فتح القدس أو حقق حلما ما تمناه كثيرا، بينما على النقيض تجد أما في منزلها تخاف على ابن أو بنت لها ذهبا لقضاء طلبات المنزل أو قادمين من درس أو يصليان في مسجد، ذعر امتلكها من صوت ذلك الصاروخ أو تلك القنبلة، يجعلها رهينة خوف يشبه ذلك الخوف الذي يعتري تلك الأم الفلسطينية التي تتوارى بأطفالها خوفا من قصف لا يبقى ولا يذر من طائرة صهيونية لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
مبكيات عندما رأيت مجموعة من الصبية على رأس أحد المحطات الرئيسية في شارع فيصل بمحافظة الجيزة، ألقوا بصاروخ على شاب من اللاجئين القادمين من دولة مجاورة داخل سيارة أجرة وانهالوا بصفعات على وجهه وسط ضحكات وجمل تتشفى في هلع ذلك الشاب من قبيل «عملنا عليه حفلة» وصمت من المارة الذين أصيبوا بالذهول من الموقف.
مبكيات عندما نعلم أن كمية الألعاب النارية التي غزت الأسواق والشوارع في مصر، تكفي لتدمير تل أبيب وإنقاذ غزة -على رأي صديق لي- إذا ما علمنا أنا الأجهزة الأمنية تضبط كل يوم أو اثنين كميات كبيرة تقدر بملايين القطع من الألعاب النارية التي تقدر بملايين الجنيهات بحوزة تجار في الجمارك أو في المخازن أو المحلات، وهو غيض من فيض، يشي بوجود كميات أكبر بكثير من المضبوطة.
أرى أن العقوبات الحالية وإن كانت كافية لمنع تداول تلك الألعاب، إلا أنها تحتاج إلى تفعيل قوي إذا كنا جادين في سعينا لمنع تلك الظاهرة المؤرقة، فلا أجد أكثر من عقوبة بالسجن المؤبد أو المشدد، لكل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع بغير مسوغ، أجهزة أو آلات أو أدوات تستخدم في صنع المفرقعات، أو المواد المتفجرة أو ما في حكمها أو في تفجيرها، كما جاء في نص القانون.
أحمد سامي – بوابة الفجر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الألعاب الناریة تلک الألعاب
إقرأ أيضاً:
“نيران صديقة”.. قصة جيب أميركي صغير يدفع ثمن حرب ترامب التجارية مع كندا
#سواليف
لم يكن يدُر في خلد #سكان #مدينة_بوينت_روبرتس الأميركية -التي تقع على الحدود بين #الولايات_المتحدة و #كندا-، أنهم سيدفعون #ثمن #الحرب_التجارية التي شنها الرئيس دونالد #ترامب بعد عودته إلى #البيت_الأبيض بأيام، الأمر الذي يمكن وصفه بـ”النيران الصديقة”.
ويعتمد سكان هذه المدينة الأميركية -التي تبلغ مساحتها نحو 12.65 كيلومترا مربعا ويصل عدد سكانها إلى 1275 تقريبا-، على السياح والزوار القادمين من الجارة الشمالية بسبب قرب المسافة بين كندا والولايات المتحدة، إذ تعد هذه المنطقة جيبا جغرافيا فريدا ونادرا كونها تقع في الركن الشمالي الغربي من ولاية واشنطن، ويعود أصله إلى ترسيم الحدود الذي تم بين الولايات المتحدة وكندا عام 1846.
وتحيط المياه ببوينت روبرتس، من 3 جهات لكن الجهة الوحيدة التي تربطها باليابسة هي صوب كندا ولذلك يُضطر سكانها عبور الحدود إلى كندا والدخول في العمق نحو 40.2 كيلومترا قبل الدخول إلى الولايات المتحدة.
مقالات ذات صلة أم لطفلين تسرق نصف مليون جنيه.. وتنفقها على مشاهير “تيك توك”! 2025/06/09ونتيجة لوضعها الجغرافي الفريد واعتمادها على جارتها الشمالية (كندا)، أصبحت بوينت روبرتس من أكبر الخاسرين في الحرب التجارية الدائرة بين كندا والولايات المتحدة.
كندا.. شريان الحياة الاقتصادي للمدينة
ويعتمد اقتصاد هذه المدينة أساسا على الزوار والمقيمين الكنديين الذين يُشكلون نحو 90% من سوق المدينة، حتى باتت العملة الكندية هي الأكثر استخداما في المدينة بديلا من الدولار الأميركي أو لا تقل أهمية عنه على الأقل.
وتعتبر الصناعة الرائدة الحالية في البلدة هي البيع بالتجزئة، وتساهم السياحة بالنصيب الأكبر من هذه الصناعة نظرا لوجود عدد كبير من العقارات المخصصة لقضاء العطلات التي يمتلكها كنديون.
ويقيم العديد من أصحاب العقارات الكنديين في منطقة فانكوفر الكبرى وينظر سكان بوينت روبرتس إلى سكان مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية كـ”إخوة” بحسب تقرير لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، وليس مجرد جيران كون عدد كبير منهم يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية.
ووصلت الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق في العصر الحديث وذلك بسبب التهديدات المتكررة من الرئيس ترامب بفرض تعريفات جمركية كبيرة على مجموعة واسعة من السلع التي تعبر الحدود، هذا الوضع كان “مدمرا للغاية” لأعمال بوينت روبرتس.
جاء هذا التأثير بعد سنوات قليلة من محاولات التعافي التجاري من تأثير إغلاق حدود “كوفيد-19” الذي استمر 20 شهرا، وأدى إلى فقدان نصف الأعمال في البلدة.
شكاوى أصحاب الأعمال
يقول أصحاب الأعمال لصحيفة “كاسكاديا ديلي نيوز” المحلية في ولاية واشنطن، إنهم يشعرون بصدمة كبيرة بسبب الحرب التجارية التي تسببت في انخفاض عدد الزوار القادمين إلى المدينة إلى نحو 25% بعدما كانت تصل نسبة الإشغال إلى 90% خاصة في فصل الصيف.
وتركت هذه التغييرات المفاجئة في العلاقات التجارية والقواعد الجمركية أصحاب الأعمال في حالة من عدم اليقين، إذ يشعر السكان بأنهم “عالقون في المنتصف” في هذا الموقف، بينما يصف بعضهم الوضع بأنه “غبي تماما” و”غير منتج وغير ضروري” -حسبما نقل موقع “غلوبال نيوز” الكندي-.
ويعاني سوبر ماركت “إنترناشيونال ماركيتبليس” -الوحيد في البلدة- بشدة بسبب التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة السبب الذي دفع صاحبها إلى رفع الأسعار على الزبائن من أجل تعويض الخسائر الناجمة عن هذه الإجراءات إلا أنه هذه الحيلة باءت بالفشل بسبب رفض المتعاملين معها هذه الزيادة.
محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه
تقول “ذا غارديان” إن المحاولات من أجل إنقاذ بوينت روبرتس من الخسائر التي منيت بها بسبب التعريفات الجمركية تتوالى، إذ أقدم بعض العملاء الكنديين الذين يزورون المدينة بشكل متكرر على زيارة خفيةً خوفا من الغضب الشعبي.
كما قام بعض الأميركيين من أهالي بوينت روبرتس بتعليق ملصقات تحمل عبارة “بوينت روبرتس تدعم كندا” بهدف إظهار الدعم للكنديين وتشجيعهم على عبور الحدود للمساعدة في تعزيز الاقتصاد المحلي.
كما عرضت بعض المحال، مثل “سالتواتر كافيه”، دعمها كندا من خلال اللافتات والزينة، بما في ذلك لوحة مكتوب عليها “سكان بوينت روبرتس يدعمون كندا” -بحسب “أسوشيتد برس”-.
ولم تتوقف الجهود المبذولة لتغير الوضع على الجوانب الشعبية بل وصلت للرسمية إذ كتب رئيس الغرفة التجارية السابق برايان كالدر إلى رئيس حكومة مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية ديفيد إيبي، مناشدا إعفاء بوينت روبرتس من الإجراءات الكندية “الانتقامية” بالنظر إلى ظروفها الجغرافية الفريدة.
وعلى الجانب الآخر يتواصل مسؤولو مقاطعة واتكوم بوفد ولاية واشنطن في العاصمة الأميركية لمعالجة هذا الوضع.
قصة الحرب التجارية بين كندا وأميركا
بعد أقل من شهر من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعلن بدء حربه التجارية على العديد من الدول، أبرزهم الصين وكندا والمكسيك.
وفي الأول من فبراير/شباط من العام الجاري عندما وقّع ترامب أوامر فرض رسوم جمركية شبه شاملة على البضائع القادمة من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة. ودعت الأوامر إلى فرض رسوم بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وجميع الواردات من كندا باستثناء النفط والطاقة، التي ستُفرض عليها رسوم بنسبة 10%.
وردا على ذلك، قال رئيس الوزراء الكندي حينها جاستن ترودو، إن كندا سترد بفرض رسوم بنسبة 25% على بضائع أميركية بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.6 مليار دولار أميركي)، والتي ستتوسع إلى 155 مليار دولار كندي (106 مليارات دولار أميركي) بعد ثلاثة أسابيع.
ودخلت الرسوم الأميركية حيز التنفيذ في 4 مارس/آذار 2025؛ وبدأت الرسوم الانتقامية الكندية في نفس الوقت، بينما قالت المكسيك إنها ستنتظر الرد.
وفي 6 مارس/آذار الماضي، أجّل ترامب الرسوم على البضائع المتوافقة مع اتفاقية الولايات المتحدة -المكسيك- كندا التي تشكل نحو 50% من الواردات من المكسيك و38% من الواردات من كندا.