تامر أفندي يكتب: "الفكرة بالفكرة ونحن الأقوى".. دراما المتحدة تغيير في تكتيك المواجهة
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ونحن نودع شهر رمضان الكريم، ونودع معه حكايات أبطال لمسلسلات عشنا معها طيلة 30 يومًا، ولأول مرة لم يكن فيها ابتذال يمنعنا من مشاهدتها، ولأول مرة يخرج كُتاب الدراما جميعًا من فخ العشوائيات.. يجب أن نقول ونؤكد أننا قد بدأنا نستعيد عافيتنا، ونضع أقدامنا على طريق افتقدناه لسنوات، عُدنا إلى دراما تخلق الواقع ولا تنقله، فما جدوى أن ينقل القلم والكاميرا والشخوص سوءات الواقع دون وضع روشتات الإصلاح!
أنا أثق أن ثمة أشخاصًا ما يُدركون أهمية الرسالة، وأن هذا الاختراع العجيب في كل البيوت يُمكن من خلاله شحذ الهمم وتقليل.
في دراما المتحدة هذا العام تيمة أساسية، وإن اختلفت الكتابات والكُتاب، ألا وهي انتصار الخير على غير عادة، وما كان الخير في بدايته إلا فكرة لو نمت وطُرحت لكان في ثمارها انتصار الحياة على الموت.
إن خط الدراما هذا العام بقصد دفع الروح للنظر لأعلى بعيدًا عن بحور الدماء.. نقل قضية الخير والشر للسماء.. ذكر المُشاهد بأن هناك قاضي عادل لن يتأخر حُكمه وستُرد الحقوق لأصحابها.
فكرة انتصار الخير هذه كانت ما طعمناه من نهود أمهاتنا، فكرة انتصار الخير هذه كانت حواديتنا ونحن صغار، كانت المصابيح التي تُنير ديارنا قبل قلوبنا وعقولنا، كُنا نراها محفورة في سواعد أجدادنا.. كانت كحجاب يعلق على صدورنا.. فكرة صارت معتقدًا ودينًا خالصًا لنا بأن الله لن يتركنا.. بأن مصر حتى وإن كانت في غرفة الإنعاش ستنهض وتتعافى وتقف شامخة رأسها في سيناء وقدميها ينفجر من تحتها الماء العذب في الجنوب.
كُنا افتقدنا كل ذلك.. توهنا دون إنكار لذلك.. فقدنا الهوية والطريق ولابد أن نعترف أن شتات سنوات يحتاج إلى جهد مضاعف للعودة لنعوض الوقت الذي أضعناه.. وعزاؤنا أننا بدأنا نعود.. أننا جمعنا أقصوصاتنا التي بعثرها الشر.. ووضعنا أيدينا على خريطة العودة.. وبات لزامًا علينا أن نشجع كل من يحاول.. أن نساند كُل من يضيء مصباحًا في طريقنا ويمهد لنا صعبًا.
ربما لم يعجب البعض نهايات المسلسلات، كانوا يتصورون نهايات غير ذلك لما اعتدنا عليه من سنوات من انتصار تجار الدم والكيف والسلاح وأصحاب الجبروت وقوى الشر والظلام.. فلم نكن نظن أن حسن الصباح مات.. أبعد هذا الجبروت يموت حسن الصباح ويُلقى كجيفة وتُهدم قلعته.. فسبحان من له الملكوت؟
لكن الذي ما كنا نتقبله ولو تقبلنا فناء الجسد أن تموت فكرة الشر.. أن نغير نحن تكتيك المواجهة ولا نخوض في أسواق الكلام.. أن نضع رسالتنا ولا نشترك في الجدال عليها.. أن تعود لنا شخصيتنا المصرية المتفردة.. هذا نحن وهذا رأينا وهذه رؤيتنا.. فليجادل من يُجادل وليناقش من يناقش بعيدًا عنا وليقتتل من يقتتل بعيدًا عن هذا البلد الآمن، الذي لم ينتصر فيه شر من قبل.. الذي لم يجد الشيطان له فيه "غنيمة" ولم يستطع إيهام العوام بسحره.. فركعتين حول أضرحة آل البيت تُمحوان ما يدسونه من سم في العقول لسنوات..
غلبة مصر وقوتها في فطرتها في دينها.. في الخير الساكن في قلوب أهلها.. تلك حكمة الله لتبقى حائط الصد الأخير لهذه الأمة.. فليعي من أراد أن المصريين يليق عليهم أن يكونوا أبطالًا في الواقع قبل الدراما وحين يجسدوانعملًا ناجحًا فهم يجسدون أنفسهم.
وقبل أن أختم ما فعله صُناع مسلسل "الحشاشين" إعجاز.. نعم إعجاز أن يأتي كاتب مصري من أقاصي الصعيد بعد كل هذه الكتابات عن ملك الجبل، ويهدم فكرته وفكرة من تبعه لسنوات في 30 حلقة لأمر جلل!.. فلقد أخرجنا حسن الصباح من قبره ومن قلعته وحاكمناه أمام العالم وكشفنا كل أتباعه. ثم في نهاية ال30 حلقة نفخناه كُتراب ولم يبقَ منه حتى الفكرة، نحن فتحنا الباب لمن أراد البحث والاستزادة وتتبع أثر الضلال من لدن حسن الصباح وأتباعه وصولًا إلى حسن البنا وجماعته.. نجحنا في تحقيق ما لا يحققه مئات الكُتب في سنوات.. إنها إذًا الدراما الأقرب إلى قلوب الناس.. اللغة التي يفهمها العوام.
ولست أغالي في عشقي للفكرة، ولا في يقيني بأن ثمة مَن يُخطط ليس فقط للدراما، ولكن للمنظومة كلها بتوجيه الطاقات المٌهدرة لفعل الخير، وأتمنى أن تستمر تلك التيمة لتستعيد مصر عافيتها وفكرها ليُشرق وجهها من جديد، فلقد اشتقنا إلى صوتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراما المتحدة اعمال تلفزيونية احداث مسلسل الحشاشين السيناريست عبد الرحيم كمال حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
انتصار جديد للقضية.. رفع عضوية فلسطين إلى دولة مراقب بمنظمة العمل الدولية
صوت المؤتمر العام لـ منظمة العمل الدولية صباح اليوم الجمعة، بالإجماع، على رفع عضوية فلسطين من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقب غير عضو في منظمة العمل الدولية، وسط تصفيق الحضور، فيما يعتبر ذلك "إنجازا وطنيا لفلسطين".
جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر العمل الدولي المنعقد بمدينة جنيف السويسرية في الفترة من 2 إلى 13 يونيو الجاري، ويشهد مشاركة كبيرة من المجموعة العربية.
من جانبها رحّبت وزارة العمل الفلسطينية بالقرار التاريخي الصادر عن مؤتمر منظمة العمل الدولية، في دورته الـ (113) المنعقدة في جنيف، والذي صوّت بالأغلبية الساحقة على رفع عضوية فلسطين من حركة تحرر وطني إلى صفة "دولة مراقب غير عضو" في المنظمة، وذلك خلال جلسة رفيعة المستوى على المستوى الوزاري، صباح اليوم.
ترحيب فلسطيني كبيروأعربت وزيرة العمل الفلسطينية، د. إيناس عطاري، عن تقديرها العميق للدعم الكبير الذي حظيت به فلسطين من غالبية الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية، مشيرة إلى أن هذا القرار يعكس قناعة المجتمع الدولي بعدالة القضية الفلسطينية، ويُعد اعترافاً متقدماً بمكانة دولة فلسطين وحقوق شعبها العادلة، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال والانتهاكات اليومية ضد العمال الفلسطينيين.
وقالت الدكتورة عطاري: “نهدي هذا الإنجاز إلى شعبنا الفلسطيني الصامد، وإلى عمالنا الذين يواجهون الظروف الأصعب في ظل الاحتلال. إن منح فلسطين صفة دولة مراقب في منظمة العمل الدولية يتماشى مع مكانتنا في الأمم المتحدة ووكالاتها، ويُشكل خطوة نوعية نحو العضوية الكاملة”.
وأكدت الوزيرة أن القرار سيسمح لفلسطين بالمشاركة الفعالة في أعمال المنظمة، من خلال وفد ثلاثي التمثيل يضم الحكومة ممثلة بوزارة العمل، وأصحاب العمل، والعمال ممثلين بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ما يعزز من قدرة فلسطين على إيصال صوتها، والدفاع عن حقوق عمالها في المحافل الدولية.
كما ثمّنت وزيرة العمل دور بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف، والجهود الدبلوماسية التي أفضت إلى هذا الإنجاز، إلى جانب الدعم الواضح من منظمة العمل العربية، ومجلس إدارتها، والشركاء الاجتماعيين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضافت: "هذا القرار هو ثمرة عمل جماعي قادته وزارة العمل بالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين، ويمنحنا فرصة أوسع للاستفادة من البرامج والمشاريع التي تقدمها منظمة العمل الدولية في مجالات التدريب الفني والحماية الاجتماعية والحوار الاجتماعي".
وفي ختام تصريحها، جددت وزيرة العمل شكرها لكل الدول والمنظمات والمؤسسات التي صوتت لصالح فلسطين، معتبرة أن هذا القرار يأتي في لحظة تاريخية، ويكتسب رمزية خاصة كونه صدر في أول أيام عيد الأضحى المبارك، مؤكدة أن فلسطين ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين من أجل نيل كامل حقوقها في كافة المحافل الدولية.