اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن مولدوفا أكدت عزمها تحدي روسيا بشكل استفزازي بمجرد موافقتها على إبرام معاهدة أمنية جديدة مع الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى التدريبات العسكرية للكتلة والحصول بشكل مباشر على الأسلحة.

قراصنة يخترقون وزارة الدفاع البريطانية ويستهدفون رواتب العسكريين الجامعة البريطانية تنظم مؤتمر الإنجازات الطلابية

وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني - أن مولدوفا والاتحاد الأوروبي أكدتا عزمهما تعميق تعاونهما الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة، في الوقت الذي تتحدى فيه كيشنيناو تحذيرات موسكو من أن التكامل الغربي الأوثق قد يجعلها تواجه مصير جارتها أوكرانيا.

 

وأضافت أن الجمهورية السوفياتية السابقة، الواقعة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، استجابت للعمليات العسكرية الروسية واسعة النطاق داخل جارتها أوكرانيا من خلال التحول بحدة نحو الغرب، لتصبح مرشحا رسميًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والسعي لإصلاح سريع لأنظمتها القضائية والاقتصادية والسياسية الأمنية.

 

وبموجب اقتراح الاتحاد الأوروبي، الذي من المقرر أن يتم الاتفاق عليه الأسبوع المقبل واطلعت عليه "فايننشال تايمز"، ستزيد مولدوفا من تبادل المعلومات الاستخبارية وستجري مناورات عسكرية مشتركة وستُدرج في مشتريات الأسلحة المشتركة للاتحاد، وهي إجراءات من شأنها أن تشكل أعمق خطوة رسمية لربط دفاعها الوطني مع شركائها الغربيين رغم أن دستور البلاد ينص على "الحياد الدائم" مع استبعاد عضوية "الناتو".

 

تأتي "الشراكة الأمنية والدفاعية" المقترحة مع بروكسل على الرغم من تحذيرات المسئولين الروس المتكررة من أن مولدوفا قد تواجه نفس مصير أوكرانيا إذا انحازت نحو الغرب حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في شهر مارس الماضي إن بروكسل عرضت على مولدوفا نفس الإنذار الذي عرضته على أوكرانيا، والذي أكد أن مضمونه هو " إما نحن أو روسيا".

 

وأضاف لافروف أن موسكو "ستدافع" عن السكان من أصل روسي في مولدوفا وإن كيشنيناو تخاطر "بالسير على خطى النظام في كييف"، وكذلكن قارنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأسبوع الماضي سياسات رئيسة مولدوفا مايا ساندو بسياسات النظام النازي- وهو اتهام وجهه الكرملين أيضًا ضد الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

ووقعت مولدوفا - التي أعلنت في أكتوبر الماضي رسمياً - أن روسيا تشكل "تهديدًا أمنيًا" لها للمرة الأولى، اتفاقية أمنية ثنائية مع فرنسا ثم تلقت بعض التمويل من الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراتها الدفاعية، والذي فرض عقوبات على الكيانات المرتبطة بروسيا، بزعم أنها سعت إلى زعزعة استقرار مولدوفا، ردًا على محاولة انقلاب مزعومة ضد حكومة ساندو والتأثير على الانتخابات المحلية وتنفيذ هجمات "هجينة" أخرى.

 

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الشراكة الأمنية الجديدة بين مولدوفا وبروكسل تسعى إلى تعزيز مشاركة مولدوفا في المهام الدفاعية للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك التدريبات العسكرية "الحية"، وسيتم أيضًا دمج الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية في "المبادرات المتعلقة بصناعة الدفاع، بما في ذلك المشتريات المشتركة". وينص المقترح على أن مولدوفا والاتحاد الأوروبي ستتخذان أيضًا خطوات "لتوسيع النطاق" وزيادة مستوى تصنيف الاستخبارات المشتركة.. وقالت الوثيقة إن الشراكة ستسعى أيضًا إلى زيادة التعاون بين الوكالات المولدوفية والأوروبية للدفاع ضد التلاعب الأجنبي والتهديدات السيبرانية والإرهابية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

تشغل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، موقفاً محايداً رسمياً إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تُدِن قطّ هذه الخطوة.

دعا وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، الصين الاثنين إلى استخدام نفوذها على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج للنزاع. وجاء ذلك خلال زيارته الأولى للصين كوزير للخارجية في حكومة المستشار فريدريش ميرتس، والتي تستمر حتى الثلاثاء.

وخلال مؤتمر صحفي في بكين، قال فاديفول: "إذا كانت هناك دولة واحدة في العالم لها تأثير قوي على روسيا فهي الصين".

وأضاف: "كان ندائي الواضح للجانب الصيني، كما كان سابقاً، أن يدعو روسيا أيضاً إلى إدراك أن بإمكانها الآن الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وشدّد على أن "أمن آسيا وأوروبا مترابط في عالم متصل"، مؤكداً أن ألمانيا والصين "لديهما مصلحة مشتركة في نظام دولي مستقر".

والتقى فاديفول خلال زيارته نظيره الصيني وانغ يي ومسؤولين آخرين، في محادثات تناولت إلى جانب الأزمة الأوكرانية قضايا اقتصادية حساسة.

النقد الغربي لدور الصين

وتشغل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لروسيا، موقفاً محايداً رسمياً إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تُدِن قطّ هذه الخطوة.

ورغم دعوات بكين المتكررة إلى محادثات سلام واحترام وحدة أراضي الدول، تتهمها الحكومات الغربية بتقديم دعم اقتصادي جوهري لموسكو، لا سيما عبر تزويدها بمواد ومكونات تُستخدم في الصناعة الدفاعية الروسية.

وصدرت قضايا الاقتصاد جدول أعمال زيارة فاديفول، لا سيما في ظل القيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة، وهي مواد حيوية لصناعات السيارات والإلكترونيات والدفاع. وقال الوزير الألماني إنه تلقى "تأكيدات من المسؤولين الصينيين بأن بكين تتبع نهجاً بناءً في منح تراخيص تصدير هذه المواد للشركات الألمانية".

وأضاف: "أعتبر هذا التزاماً إيجابياً، وأشجّع الآن مجتمع الأعمال الألماني على المضي قدماً في الطلبات".

وكانت الصين، أكبر منتج عالمي للمعادن النادرة، قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول ضوابط جديدة على صادرات هذه العناصر، لكنها علّقت تطبيقها لعام واحد بعد احتجاجات من شركائها التجاريين. ومع ذلك، لا تزال بكين تشترط الحصول على تراخيص لصادرات محددة، وهو إجراء أُدخل في أبريل/نيسان.

Related أوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانياماكرون في بكين: حراك فرنسي لتعزيز الحوار مع الصين وسط ضغوط الحرب في أوكرانيا توتر في العلاقات الثنائية

وشهدت العلاقات بين ألمانيا والصين، التي كانت تاريخياً وثيقة خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، توتراً في السنوات الأخيرة بسبب خلافات تراوحت بين التجارة وحقوق الإنسان.

وكان فاديفول قد ألغى زيارة مقررة للصين في أواخر أكتوبر/تشرين الأول بعد فشله في ترتيب لقاءات مع مسؤولين صينيين رفيعي المستوى.

وفي سياق متصل، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في حوار مع قناة "دي دبليو" نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، الصين إلى ممارسة ضغط أكبر على روسيا لإنهاء الحرب. وعارض ميرتس "الانطباع بأن أوروبا تقف على هامش محادثات السلام".

ماكرون يبحث الملف مع شي جينبينغ

وفي تطور موازٍ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين يوم الخميس 4 ديسمبر/كانون الأول، إنه ناقش "مطولاً" ملف الحرب في أوكرانيا، واصفاً إياها بأنها "تهديد حيوي للأمن الأوروبي". وعبّر ماكرون عن أمله في أن "تنضم الصين إلى الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن".

من جانبه، أكد شي جينبينغ أن "الصين تدعم كل الجهود الرامية إلى السلام في أوكرانيا"، معلناً أن بلاده "ستواصل لعب دور بنّاء لإيجاد حل للأزمة". لكنه رفض في الوقت نفسه "محاولات إلقاء المسؤولية على طرف بعينه أو التشهير به"، في إشارة واضحة إلى الانتقادات الغربية الموجهة لبكين بسبب علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • لافروف: إجراءات الاتحاد الأوروبي تعيق التعاون بين روسيا وهنغاريا
  • وزيرة الخارجية البريطانية: سأبحث في واشنطن تأمين سلام عادل ودائم في أوكرانيا
  • قائد البحرية البريطانية يحذر: روسيا تنفق مليارات للسيطرة على شمال الأطلسي
  • ألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • فاينانشيال تايمز: توني بلير لن يكون جزءًا من «مجلس السلام» لإدارة غزة
  • فاينانشيال تايمز: توني بلير لن يكون جزءا من مجلس السلام لإدارة غزة
  • الخارجية البريطانية تلتقي روبيو في واشنطن لبحث السلام في أوكرانيا وغزة
  • ميدفيديف: التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "في صالح روسيا"
  • روسيا تشن هجوما جويا ضخما على أوكرانيا
  • ماكرون: روسيا لا تسعى للسلام وندعم أوكرانيا لضمان استقرار دائم