في جريمة صادمة قلبت الرأي العام الأميركي، وُجّهت إلى شاب يعمل معلمًا، يبلغ من العمر 28 عامًا، تهمة القتل العمد بعد اعترافه بتنفيذ جريمة مروعة: طعن زوجين حتى الموت أمام أطفالهما الصغار، خلال نزهة عائلية في أحد متنزهات ولاية أركنساس. اعلان

ومثُل أندرو جيمس ماجان أمام المحكمة للمرة الأولى يوم الجمعة بعد أن اعترف بطعن زوجين حتى الموت في حديقة "ديفلز دين" بولاية أركنساس الأميركية، بينما كانا في نزهة مع اثنتين من بناتهما.

وقد وُجّهت إلى ماجان تهمتان بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، بحق كلينتون ديفيد برينك (43 عامًا) وزوجته كريستن أماندا برينك (41 عامًا)، في جريمة هزّت المجتمع الأميركي بسبب وحشيتها وعشوائيتها. القاضي أمر باحتجاز ماجان دون كفالة في مركز احتجاز واشنطن كاونتي، وعين له محامي دفاع عام، مع تحديد موعد الجلسة المقبلة في 25 أغسطس.

ورغم مرور أيام على الجريمة، لا تزال الشرطة تبحث عن الدافع، إذ وصف العقيد مايك هاغر من شرطة ولاية أركنساس الجريمة بأنها من "أبشع ما واجهه" طوال 27 عامًا من الخدمة، خصوصًا بالنظر إلى عشوائيتها المروعة.

جريمة القتل وقعت في حديقة "ديفلز دين" التي تمتد على مساحة 2500 فدان (1000 هكتار)، وتقع على بُعد نحو 220 كيلومترًا شمال غرب ليتل روك. ومنذ وقوع الجريمة يوم السبت، تم إغلاق المسارات أمام الجمهور.

جيمس ماجان AP/AP

وبحسب الشرطة، فإن الزوج كان أول من تعرض للطعن، على بُعد نحو 800 متر داخل الحديقة. أما الزوجة، فبادرت بإنقاذ طفلتيها وإبعادهما عن المكان، ثم عادت لمساعدة زوجها، لكنها قُتلت هي الأخرى بطريقة وحشية.

ورغم عدم تأكيد السلطات ما إذا كانت الطفلتان، البالغتان من العمر 7 و9 سنوات، قد شهدتا الجريمة كاملة، إلا أنه تم التأكيد على أنهما لم تصابا بأذى، وهما الآن في رعاية أقاربهما.

وألقت الشرطة القبض على ماجان يوم الأربعاء في أحد محال الحلاقة بمدينة سبرينغديل، التي تقع على بُعد نحو 50 كيلومترًا شمال الحديقة، وذلك بعد عملية بحث استمرت خمسة أيام، وشارك فيها مئات البلاغات من مواطنين.

اللافت أن ماجان لم يكن على صلة بالضحيتين، وقد أبدى تعاونًا مع الشرطة أثناء الاعتقال، معترفًا بالجريمة فورًا، بحسب ما ذكرت العقيد ستايسي رودز، رئيسة قسم التحقيقات الجنائية. كما أظهرت الفحوصات تطابق حمضه النووي مع بقع دم وُجدت في مكان الجريمة.

ولم تكتفِ الشرطة بالبحث الميداني، بل قامت بجمع صور ومقاطع فيديو من زوار الحديقة، كما أصدرت رسماً تشبيهياً وصورة من الخلف لما يُعتقد أنه المشتبه به. وباستخدام تسجيلات كاميرات المراقبة من المنازل والمتاجر القريبة، استطاعت تحديد سيارة مشتبه بها كانت تحمل لوحة أرقام مخفية جزئيًا بالشريط اللاصق. وخلال أقل من ساعة من تحديد هوية ماجان، تمكنت الشرطة من اعتقاله.

وقد أكّد المدعي العام أن هيئة المحلفين ستُمنح خيار إصدار حكم بالإعدام ضد المتهم في حال إدانته.

من التعليم إلى القتل: سجل مهني دون مخالفات

المتهم كان يحمل رخص تدريس سارية المفعول في ولايات أركنساس وتكساس وأوكلاهوما، دون وجود أي مخالفات أو عقوبات مسجلة ضده. لكن رغم ذلك، كشفت التقارير أنه تم وضعه تحت الإجازة الإدارية في ربيع 2023 أثناء عمله في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، على خلفية "ملاحظات تتعلق بإدارته للفصل الدراسي، والحُكم المهني، والمحاباة بين الطلاب".

وأفادت إحدى الأمهات، وتُدعى سييرا ماركوم، بأن نجلها كان في صف ماجان، واصفة إياه بـ"البارد وغير المهتم بالتلاميذ"، مضيفة أن سلوكياته دفعت ابنها للعودة إلى المنزل وهو غاضب، ما دفعها لتقديم شكوى إلى إدارة المدرسة.

وقدّم ماجان استقالته في مايو/أيار 2023، وفقًا لبيان صادر عن إدارة المدرسة. وبعدها، عمل في منطقة تعليمية صغيرة قرب مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، لكنه استقال في مايو/ أيار 2024 لينتقل إلى ولاية أخرى. وكان من المقرر أن يبدأ وظيفته الجديدة في مدارس سبرينغديل في أركنساس، لكنه لم يباشر العمل بعد، بحسب ما أكده المشرف التربوي هناك.

من جهتها، أكدت السلطات في ولاية أوكلاهوما أن المتهم اجتاز جميع الفحوصات الأمنية المطلوبة عند توظيفه، ولم يتم التواصل معهم من قِبل جهات التحقيق حتى الآن.

Related محاكمة مراهق سوري في برلين على خلفية مخطط لاستهداف حفل تايلور سويفت في فييناانطلاق محاكمة أخطر خلية يمينية متطرفة في فرنسا خططت لقتل مئات المسلمينبعد عامين من التحقيق في قضية المراهق نائل.. محاكمة ضابط فرنسي بتهمة القتل العمد الضحيتان كانا على أعتاب بداية جديدة

أما عن الضحيتين، فكانا قد انتقلا مؤخرًا من ولاية داكوتا الجنوبية إلى مدينة برايري غروف الصغيرة في شمال غرب أركنساس، برفقة بناتهما الثلاث.

وكان من المقرر أن يبدأ كلينتون برينك عمله الجديد كسائق شاحنة لنقل الحليب يوم الإثنين التالي للجريمة، وفقًا لما أعلنته شركة "هيلاند ديري" التي كانت قد تعاقدت معه. بينما كانت زوجته كريستن حاصلة على رخصة مزاولة مهنة التمريض في ولايتي مونتانا وداكوتا الجنوبية، وكانت تستعد للانخراط في سوق العمل بأركنساس.

وفي بيان صادر عن العائلة، وصفت الزوجين بأنهما "رحلا كأبطال... دافعا عن طفلتيهما حتى اللحظة الأخيرة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة ضحايا جريمة طعن تعليم محاكمة الولايات المتحدة الأمريكية قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة مجاعة حركة حماس فرنسا بنيامين نتنياهو سوريا روسيا

إقرأ أيضاً:

جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية بصمت العالم

في ظل عدوان طال أمده، وحصار خانق يضيق يومًا بعد يوم، يواجه قطاع غزة جريمة التجويع مكتملة الأركان، منظمة “العمل ضد الجوع” حذرت من تفاقم كارثة إنسانية تفتك بأطفال غزة ونسائها، حيث كشفت عن نقل 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى مكملات علاجية عاجلة.

يمانيون / خاص

 

أرقامٌ صادمة تكشف عمق الكارثة

سلّطت منظمة العمل ضد الجوع الضوء على أبعاد المأساة، مؤكدة في بيانها أن المجاعة تتسع رقعتها في القطاع مع استمرار تعطل سلاسل الإمداد الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة سبعة أشخاص جدد خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154 حالة، من بينهم 89 طفلًا.

هذه الأرقام، وإن كانت مفزعة بحد ذاتها، فإنها تمثل جزءًا من مشهد أكبر، تزداد فيه مؤشرات الانهيار الغذائي والصحي، في وقتٍ لم تُفتح فيه الممرات الإنسانية بالقدر الكافي، ولا تزال المساعدات تواجه عقبات إدارية وأمنية ولوجستية، على الرغم من المطالب الدولية المتكررة.

جريمة حرب بصيغة التجويع

ما يحدث في غزة لا يمكن فصله عن القانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب، والتي تعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يُعد محظورًا،  ومع ذلك، لا تزال ممارسات الحصار الممنهج، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، قائمة على قدم وساق، دون محاسبة تُذكر.

المنظمات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حذّرت مرارًا من تحول الأوضاع في غزة إلى مجاعة شاملة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث يصعب وصول المساعدات، لكن هذه التحذيرات لم تقابلها خطوات دولية حازمة لوقف الانتهاك، أو حتى مساءلة الجناة.

النساء والأطفال .. الضحايا الأضعف في قلب المأساة

ما يزيد من فداحة الكارثة، أن ضحايا هذه المجاعة الفئات الأكثر ضعفاً وتضرراً وهم الأطفال والنساء،  حيث تشير التقارير الطبية إلى تفشي أمراض ناتجة عن نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات الأساسية، كالهزال الشديد، وفقر الدم، ونقص النمو، واضطرابات في المناعة، وفي غياب الرعاية الطبية الكافية، تتحول هذه الأمراض إلى حكم بالإعدام البطيء.

صمت دولي مريب 

أمام هذه الجريمة، يبرز الصمت الدولي كواحد من أكثر الجوانب قسوةً، فالاكتفاء بالبيانات الصحفية، أو الوعود غير المُلزِمة، لا يغير من الواقع شيئًا، في المقابل، تستمر آلة الحرب في قطع طرق الإغاثة، وتقييد دخول القوافل، في مشهد يختزل مأساة العصر، الموت جوعًا في القرن الحادي والعشرين.

خاتمة 

المجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم  جريمة تجويع تُمارس عمدًا، وبشكل ممنهج، ضد شعب بأكمله، أمام أنظار العالم. الأرقام الصادرة من غزة ليست مجرد إحصاءات، بل شهادات دامغة على عار الإنسانية الصامتة.

ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكمله ،  كم من الأطفال يجب أن يموتوا جوعًا، قبل أن تُحرّك ضمائركم؟

 

مقالات مشابهة

  • فيديوهات غير لائقة و تشويه صورة المصريين… من هي أم سجدة بعد إلقاء القبض عليها؟
  • أبين.. الشرطة تلقي القبض على عصابة تمتهن تهريب الأفارقة بلودر
  • جريمة تهز القلوب.. مقتل زوجين و3 من أبنائهما بواحة سيوة في مطروح
  • شرطة ولاية الجزيرة تضبط عدد من الدراجات (النارية) المخالفة بولاية الجزيرة ضمن حملات مكافحة الظواهر السالبةوتجفيف منابع الجريمة
  • رام الله: وفاة طفل 9 سنوات بحادث دهس متعمد بمركبة غير قانونية
  • 40 يوما متبقية أمام دفاع سفاح المعمورة للطعن على حكم إعدامه.. تفاصيل
  • حرق عمد لمسؤول أمريكي داخل مكتبه في ولاية فرجينيا
  • جريمة مروعة في فرجينيا..إضرام النار في مسؤول محلي داخل مكتبه
  • جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية بصمت العالم