إذا تدخلت إيكواس عسكريا في النيجر.. سيناريوهات ما بعد المهلة ودور فاغنر المحتمل
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
بحلول الأحد، 6 أغسطس، تكون المدة التي أمهلتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، للإنقلابيين في النيجر، قد انقضت، وبالتالي تزيد فرص تدخلها عسكريا، رغم غياب مؤشرات ميدانية على ذلك.
في المقابل، يحاول قادة الانقلاب على الرئيس المحتجز، محمد بازوم، الاستنجاد بمجموعة "فاغنر" الروسية، على ما أوردته وسائل إعلام.
وليس هناك وجود معلن لـ"فاغنر" في النيجر، لكنها موجودة بقوة في مالي المتاخمة لها، والتي أعلنت أنها ترفض أي تدخل عسكري لـ"إيكواس" معبرة عن استعدادها، هي، وبوركينافاسو، أيضا، التدخل إلى جانب الانقلابيين في حال نفذت "إيكواس" تهديدها.
في غمرة تداخل هذه المواقف، يرى المحلل والخبير في الشؤون الأفريقية، محمد تورشينن، أن "فاغنر" على استعداد للتدخل في النيجر، مشيرا إلى أن ذلك قد يزيد من تعقيد الوضع.
في اتصال مع موقع الحرة، لم يخف الرجل تخوفه من توسع التوتر إلى بلدان أخرى لافتا إلى إعلان باماكو، وواغادوغو، اللذان عبرا صراحة عن استعدادهما التدخل عسكريا في أي لحظة.
لكن المحلل السياسي الروسي، فيتشلاف موتازوف، يرد على ذلك بالنفي، ويقول في حديث لموقع الحرة "ليس هناك أي مؤشر على ضلوع فاغنر في النيجر، ولا يوجد ما يستدعي تدخله هناك" ثم أعقب حديثه بالتأكيد على أن روسيا لا تريد التدخل هناك "هي منشغلة بما يجري على الجبهة الأوكرانية" وفق تعبيره.
يذكر أن الجنرال ساليفو مودي، وهو أحد ضباط النيجر الذين استولوا على السلطة في الانقلاب العسكري على الشرعية، زار باماكو، الأربعاء، بحسب الرئاسة في مالي "وسط تكهنات بوجود مصلحة محتملة مع مجموعة مرتزقة فاغنر، التي لها وجود كبير هناك" يقول تقرير لشبكة أخبار "سي إن إن" الأميركية.
Son Excellence le Colonel @GoitaAssimi, Président de la Transition, Chef de l’État, Chef Suprême des Armées a reçu en audience ce mercredi, le vice-président du Conseil National pour la Sauvegarde de la Patrie, le Général de Corps d’Armée Mody SALIFOU. pic.twitter.com/u9Ag4SXM9k
— Presidence Mali (@PresidenceMali) August 2, 2023وبحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس، عن الصحفي وسيم نصر، المهتم بالحركات المتطرفة، والباحث في مركز "صوفان" الاستشاري للشؤون الأمنية، فإن مودي، التقى بقيادي في "فاغنر" بمالي.
وتُقدّم "فاغنر" مجموعة خدمات للأنظمة التي تواجه صعوبات في أفريقيا، لا سيما، مالي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تقوم بحماية السلطة القائمة وتعرض تدريبات عسكرية أو حتى نصائح قانونية لإعادة صياغة الدستور.
في المقابل، تتقاضى المجموعة، أجرها، من الموارد المحلية، خصوصا مناجم الذهب والمعادن الأخرى.
ورغم محاولة التمرد الفاشلة ضد موسكو، لا تزال المجموعة تعتبر الذراع المسلحة شبه الرسمية للمطامع الروسية في أفريقيا.
لا تريد التدخل؟لكن فيتشسلاف، يرى بأنه ليس من مصلحة "فاغنر" التدخل في النيجر لاعتبارات لخصها في كونها لا تملك القدرة على مواجهة دول "إيكواس" مجتمعة، ثم زعم أن موسكو لا تريد التدخل في شؤون داخلية لبلد آخر.
وأشار إلى أن التشظي الحاصل في أفريقيا ليس بسبب موسكو، إنما هناك مصالح لتلك الدول تستدعي هذا التوتر.
في المقابل أبدى الرجل تأييده للفكرة التي تقول بإمكانية تدخل مالي وبوركينافاسو إلى جانب الانقلابيين في النيجر، لكنه عاد ليستثني "فاغنر" قائلا "القضية أوسع وأعمق من مجموعة مسلحين".
إلى ذلك، شكك فيتشسلاففي إمكانية رؤية "إيكواس" تتدخل عسكريا في النيجر، بينما يحظى الانقلابيون بتأييد جيرانهم قائلا "لن يتسببوا في اندلاع نزاع إقليمي قد يفجر أجزاء كبيرة من أفريقيا".
وبالعودة إلى إمكانية لعب فاغنر دورا في هذا المشهد، قال متسائلا "هناك قواعد عسكرية فرنسية وأميركية بالنيجر، كيف يمكن لفاغنر أن تتدخل إذن؟".
ثم تابع "على كُلٍّ، المجموعة منشغلة بما يحدث بعيدا عن أفريقيا، هي تتواجد في بيلاروسيا، ولديها مشاكل مع بولندا، هذا دليل على أنها لن تغامر بالتدخل في النيجر".
وكانت بولندا عبرت عن مخاوف جديدة بشأن استفزازات محتملة من بيلاروس المجاورة التي تستضيف حالياً مرتزقة روساً من مجموعة "فاغنر".
سيناريوهات الصراعبعد تمرد مجموعة "فاغنر"، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مستقبلها في أفريقيا سيكون رهنا فقط ب"الدول المعنية".
ورأت موسكو، الجمعة، أن التدخل الأجنبي لن يسمح بحل الأزمة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "من غير المرجح أن يسمح تدخل قوات من خارج المنطقة بتحسن الوضع" داعيا في الوقت ذاته إلى "العودة سريعا إلى النظام الدستوري".
وعلى عكس ما ذهب إليه، فيتشسلاف، يرى تورشين أن هناك فرصا حقيقة لأن تتدخل المجموعة الروسية في النزاع الدائر في النيجر، والدول المناوئة للانقلاب.
يقول "إذا تدخلت إيكواس فعلا، فسنرى تدخلا لفاغنر أيضا" ثم أردف "حتى مالي وبوركينافاسو وبدرجة أقل غينيا كوناكري سينضمون إلى الصراع".
ولفت الرجل إلى التواجد الكبير لمجموعة "فاغنر" في مالي القريبة جدا من النيجر، وهو معطى يؤشر على إمكانية تدخل عناصرها بشكل سريعة، في إشارة إلى السهولة اللوجستية التي تتمتع بها المجموعة، وسرعة تنقلها عبر الحدود.
وشدد على أن هذا العامل وراء تمسك دول كثيرة بالحوار مع الإنقلابيين، ورفض فكرة المواجهة العسكرية "التي إذا اندلعت فستكون لها عواقب وخيمة على أكثر من دولة".
ثم أكد على ضرورة التمسك بالدبلوماسية، لتلافي الآثار المدمرة لأي حرب قد تشتعل في أفريقيا، وخص بالذكر الدول الغربية المتمسكة بالديمقراطية على رأسها الولايات المتحدة.
يُشدّد تورشين، على الدول الغربية المتمسكة بالشرعية ألا تنقاد للحرب وحتى دول إيكواس، لأن ذلك سيفجر المنطقة أكثر.
وتنشر باريس 1500 جندي وواشنطن 1100عسكري في النيجر، بينما لدى فاغنر مئات الجنود في مالي المجاورة.
ومجموعة فاغنر لا تزال نشطة في أفريقيا، واتهمت بالضلوع في عدة انتهاكات.
والشهر الماضي، شددت لندن على أنّها "لا تزال قلقة للغاية بشأن دور فاغنر المزعزع للاستقرار في المنطقة".
وفي مالي، أشارت وزارة الخارجية إلى "مذبحة بحق ما لا يقل عن 500 شخص في مورا في مارس 2022، مع إعدامات تعسفية بالإضافة إلى اغتصاب وتعذيب".
وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، اتُهمت فاغنر "باستهداف المدنيين عمداً". وفي السودان، "قدّمت أسلحة ومعدّات عسكرية".
يذكر أن وفدا من "إيكواس" برئاسة رئيس نيجيريا السابق، عبد السلام أبوبك وصل ، إلى العاصمة نيامي الخميس، لكنه غادر ليلا دون أن يلتقي قائد الانقلاب الذي أعلن نفسه رئيسا للمجلس الانتقالي، عبد الرحمن تشياني، ولا الرئيس المحتجز، محم بازوم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أفریقیا فی النیجر فی مالی على أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامب
في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مصير ملفات التحقيق الفدرالي في قضية الملياردير الراحل جيفري إبستين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية، أجرت صحيفة واشنطن بوست استطلاعا غير تقليدي شمل أكثر من ألف أميركي، عن مؤشرات واضحة على اهتمام شعبي واسع بالقضية، إلى جانب انتقادات شديدة لطريقة تعامل الرئيس دونالد ترامب معها، وسط مطالبات كاسحة بكشف الوثائق بالكامل.
وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري يوم الاثنين 28 يوليو/تموز عبر رسائل نصية وشمل 1089 أميركيا من جمهور الصحيفة، أن 64% من المشاركين قالوا إنهم يتابعون أخبار ملفات إبستين "كثيرا" أو "إلى حد ما"، بينما أكد 11% فقط أنهم لا يهتمون بها إطلاقا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق "النصر الكامل"list 2 of 2الإعلام الإسرائيلي يرصد حجم التناقض في التصريحات بشأن المجاعة بغزةend of listويُعد هذا مؤشرا على استمرار اهتمام الرأي العام بملف ظل مثقلا بالألغاز منذ وفاة رجل الأعمال الأميركي الثري داخل زنزانته عام 2019.
فجوة نادرة
وقد أحدث غياب الشفافية في التحقيقات الأميركية المرتبطة بجيفري إبستين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية، فجوة نادرة بين الرئيس ترامب وقاعدته الجمهورية الموالية له عادة بحسب الصحيفة. واتُّهم إبستين، أول مرة بارتكاب اعتداءات جنسية عام 2006 بعدما أفاد والدا فتاة تبلغ 14 عاما الشرطة بأنه تحرش بابنتهما بمنزله في فلوريدا.
تقييم سلبي لأداء ترامبواكتسبت القضية زخما، بعد أن ازدادت المطالبات الشعبية -حتى من بين أنصار ترامب وأعضاء في الكونغرس- بضرورة الإفراج عن الملفات المرتبطة بها.
وتزايدت مطالبات الرأي العام، وبينهم أنصار ترامب، وأعضاء من الكونغرس، بضرورة إفراج وزارة العدل عن الملفات المرتبطة بقضية إبستين.
على أن أكثر المواقف التي تدل على وحدة الآراء تجلت في المطالبة بنشر ملفات إبستين بالكامل، إذ أبدى 86% من المشاركين تأييدهم لهذه الخطوة، بينهم 67% قالوا إنهم "يؤيدون بشدة"، وهو ما يشير إلى رغبة جماهيرية واسعة في كشف الغموض الذي يكتنف القضية.
إعلانوأبدى نحو 58% من الأميركيين عدم موافقتهم على الطريقة التي يتعامل بها ترامب مع قضية إبستين، مقابل 16% فقط أبدوا تأييدهم، و26% قالوا إنهم لا يملكون رأيا. ومن بين الرافضين، عبّر البعض عن قناعة بأن ترامب يخفي معلومات، أو أنه لم يف بوعده بنشر الملفات.
وحتى بين الجمهوريين، لم يحظ ترامب بإجماع. فقد انقسم مؤيدو الحزب ما بين مؤيدين (38%) وغير مكترثين (38%) ورافضين (24%)، فيما عبر أنصار حركة ماغا عن نسبة تأييد أعلى بلغت 43%.
أبدى 86% من المشاركين في استطلاع واشنطن بوست تأييدهم لنشر ملفات إبستين بالكامل نُحر أم انتحروأعرب المشاركون عن اعتقادهم أن الملفات قد تحتوي على معلومات محرجة تمس شخصيات بارزة، إذ قال 84% إنها تشمل مليارديرات، و66% يرون أنها قد تفضح الديمقراطيين، بينما ذكر 61% أنها قد تتضمن مواد تسيء لترامب نفسه.
لكن هذا الاعتقاد يختلف باختلاف الانتماء السياسي، إذ يعتقد 31% من الجمهوريين، و22% من مؤيدي حركة ماغا بوجود مواد محرجة عن ترامب، مقابل 82% من الديمقراطيين.
وعلى الرغم من تأكيد الطبيب الشرعي أن إبستين مات منتحرا داخل زنزانته عام 2019، لا تزال الرواية محل شك لدى الجمهور؛ إذ صدّق 15% فقط من المشاركين هذه الرواية، بينما يعتقد 44% أنه "قُتل"، و42% قالوا إنهم لا يستطيعون الجزم.
انعدام الثقةوخلاصة الأمر أن نتائج الاستطلاع تكشف عن انعدام ثقة متزايد لدى الأميركيين تجاه المؤسسات الرسمية، ورغبة حقيقية في كشف كافة جوانب واحدة من أكثر القضايا إثارة في العقدين الأخيرين، لا سيما وأن الأسماء المرتبطة بإبستين تشمل شخصيات سياسية واقتصادية من الصف الأول.
ومع اتساع الهوة بين الشارع وصناع القرار، فإن ملف إبستين لا يبدو في طريقه إلى الإغلاق، بل قد يتحول إلى قضية رأي عام أكثر حساسية خلال انتخابات الكونغرس النصفية العام المقبل، خاصة إذا استمرت التساؤلات دون إجابات.