المعارضة تشتري الوقت ولا تبحث أسماء رئاسية
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
كتب عمار نعمة في" اللواء": في لقائهما الأخير بادر رئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ببحث صريح بمرشحين لرئاسة الجمهورية، فما كان من الأخير سوى الطلب منه عدم البحث معه بأية أسماء.
إذا كان من مغزى لهذه الإجابة فهو المدى الذي وصل إليه جعجع في معركته كما في تعاطيه مع أخصامه بعد أن باءت معظم خياراته الماضية إلى الإخفاق.
لذا فإن التصدي لـ"حزب الله" هو المعيار بالنسبة إلى الشارع المسيحي. مع الإشارة هنا إلى ان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تمكن أخيرا من ردم بعض من الهوة الشعبية مع القوات فقط عبر مواقفه المخاصمة لـ"حزب الله" وبعد خروجه من التفاهم معه اعتراضاً على "تخلي" الحزب عن التيار، وآخر تلك المواقف معارضته لمعركة الجنوب ولوحدة الساحات، بينما يجهد أخصامه لاقتناص فرصة عدم قطعه مع الحزب ودفاعه المستمر عن سلاح المقاومة واتهامه باللجوء إلى تفاهمات مستترة معه.
من الواضح أن الشارع المسيحي ينحو في اتجاه اليمين والتطرف، ولعل في ذلك تبريره إذا ما راجعنا التاريخ المسيحي منذ خسارة الحرب في العام 1990 وصولا إلى التهميش الذي يعيشه المسيحيون اليوم بلا امتلاك للقرار، ليس في مصير الكيان فقط، بل في مصيرهم أنفسهم. وفي الوقت الذي يحل "التيار الوطني الحر" في الوسط بين المعارضة و"الثنائي"، أو هو يريد ذلك، يتقصد جعجع الراديكالية في الموقف حتى يوسم بالرفضية وبذلك يعزز صدارته في الشارع المسيحي، وليس رفض الحوار أو التشاور في سبيل رئيس للجمهورية سوى المثال الساطع على ذلك.
يردد البعض بأن جوهر موقف جعجع برفض الحوار وعدم بحث أي إسم آخر للرئاسة غير المرشح التقليدي منذ أكثر من عام وهو جهاد أزعور، مرده إلى العجز عن فرض الإسم الذي يريده، ولذلك فهو يرفض تلاوة أي إسم قد يُحرق، بينما ليس صحيحا أنه لا يريد تسجيل سابقة حوارية قبيل التوافق على رئيس.
يعلم القواتيون أن التفاهم على الرئاسة مفتاح الحل، وهم بتأييد مرشحهم غير المعلن قائد الجيش جوزف عون، واثقون من إمتلاكهم ورقة هامة لكن ليست مضمونة، لذلك يرفضون أي حوار يؤدي إلى تفاهم الخصمين اللدودين باسيل والرئيس نبيه بري وطبعا "حزب الله"، ويتهمون باسيل بالسعي الى تفاهمات بين الأروقة المغلقة حول إسم الرئيس بعد تخطي عقبة ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية والخلاص منه.
يُسر جعجع لملتقيه بأن معركته مع "حزب الله" هي "في السياسة" فقط، وفي حال كان ذلك صادقا أم لا، فإنه تعلم من أخطائه ولن يذهب بالمعركة مع الحزب نحو الصدام، لكن ما يجدر بنا التوقف عنده أن المعارضة ككل في معركتها مع "حزب الله" ليست في وارد طي الصفحة حتى لو تم التوافق على رئاسة الجمهورية.
والمعارضة حققت بعض الإنجازات نتيجة ثبات مواقفها ووحدتها، والأهم هنا كان الإستمرار في منع وصول فرنجية بالتكافل والتضامن مع "التيار الوطني الحر" وآخرين رافضين لفرنجية، طبعا مع التحصن بمواقف إقليمية ودولية داعمة. والمعارضة في شكل عام غير مستعجلة للحل وتريد شراء الوقت حتى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية أملا بوصول المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب الذي سيكون أقسى على "المحور الإيراني" من الرئيس الديموقراطي الحالي جو بايدن..
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشارع المسیحی حزب الله
إقرأ أيضاً:
زيارة رئاسية عاجلة.. واستجابة حكومية سريعة
متابعات – تاق برس- ردًا على نداءات المرضى وتأكيدًا لاستجابة سريعة من الحكومة، سجّل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، زيارة ميدانية عاجلة إلى مركز غسيل الكلى بمدينة بورتسودان، تفقد خلالها سير العمل واطّلع على أوضاع المرضى والكوادر الطبية.
الجولة رافقه فيها كل من وزير الثقافة و الإعلام والسياحة الأستاذ خالد الإعيسر، ووالي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور.
وأبدى رئيس الوزراء اهتمامًا مباشرًا بالمشاكل التي تعيق عمل المركز، متعهدًا بتوفير كافة المعينات الأساسية من كهرباء ومياه ووقود، لضمان استمرار المركز في تقديم خدماته دون انقطاع.
كما تعهد بحل العقبات الإدارية والفنية التي تم رصدها خلال الزيارة، مشددًا على أن صحة المواطن تحتل أولوية قصوى لدى حكومة الأمل.
كما شملت الجولة زيارة لمركز منظمة حبيب الرحمن الخيرية لأمراض الكلى بحي سلالاب، والذي من المقرر افتتاحه خلال الأيام القليلة المقبلة. ويأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة للمرضى، وسيسهم في تخفيف الضغط عن مركز بورتسودان الحالي، وتقديم الخدمة لعدد أكبر من المحتاجين في ظل الأزمة المتصاعدة.
بورتسودانخالد الإعيسركامل إدريس