عندما اتهم حلف شمال الأطلسي، الصين، هذا الشهر، بأنها "عامل تمكين حاسم" لروسيا في حربها في أوكرانيا ، لم يكن الناتو يشير إلى الدبابات أو الذخيرة أو القوات الصينية، بل إلى الأدوات الآلية المتطورة التي تزيد من قدرة موسكو على تصنيع الأسلحة.

وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" أن الصين زادت من تصدير هذه الأدوات الآلية بأكثر من الضعف في العام الماضي، وفقا للبيانات التجارية التي جمعتها الأمم المتحدة.

وإحدى الشركات التي استفادت من تعطش روسيا لهذه السلع هي شركة أدوات الليزر متوسطة الحجم "شاندونغ أوري"، وهي واحدة من عشرات الشركات الصينية التي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليها الشهر الماضي.

وتعتبر  تكنولوجيا الليزر "أوري ليزر" رمزا للدعم الحيوي والمتزايد الذي تقدمه الشركات الصينية لروسيا: فهي تصنع قواطع ألياف الليزر، التي لها تطبيقات مدنية ولكنها تستخدم أيضا في إنتاج الطائرات العسكرية بدون طيار، وهو سلاح حدد الحرب في أوكرانيا.

أكدت بكين هذا الأسبوع أنها لن تزود روسيا بالأسلحة، لكن المحللين يقولون إن الصادرات الصينية إلى روسيا، ليس فقط في قطاعات مثل الأدوات الآلية، ولكن أيضا المعدات الإلكترونية المتخصصة وغيرها من مكونات التكنولوجيا المتطورة، تمكن موسكو من توسيع قدراتها الإنتاجية العسكرية والتهرب من الجهود العالمية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكانت "أوري ليزر" واحدة من عشرات الشركات الصينية التي فرضت عليها وزارة الخزانة الأميركية عقوبات الشهر الماضي في محاولة للحد من "قدرة روسيا على الاستفادة من الوصول إلى التكنولوجيا والمعدات والبرامج وخدمات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية".

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن "أوري ليزر" شحنت معدات تشغيل المعادن وغيرها من المعدات ذات الصلة إلى روسيا، وفرضت عليها عقوبات تحت فئة "الموردين المقيمين في جمهورية الصين الشعبية للقاعدة الصناعية العسكرية الروسية".

وأظهرت مراجعة قاعدة تابعة للأمم المتحدة أن الصين صدرت أكثر من 245 مليون دولار من أدوات الليزر إلى روسيا العام الماضي و 162 مليون دولار في عام 2022، وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة المتاحة لتجارة السلع الأساسية. 

وفي عام 2021، بلغ إجمالي الصادرات الصينية من أدوات الليزر إلى روسيا 90 مليون دولار فقط، وفقا لقاعدة البيانات. كما صدرت الصين بشكل منفصل 390 مليون دولار من آلات تشغيل المعادن إلى روسيا في عام 2023، ارتفاعا من 94 مليون دولار في العام السابق. 

وقبل الغزو، كانت روسيا تحصل على هذه الأدوات من الشركات المصنعة الأوروبية واليابانية والكورية الجنوبية وغيرها. لكن محللين يقولون إن العديد من خطوط الإمداد هذه قطعت إما بسبب العقوبات أو المخاوف بشأن تطبيقها لأغراض عسكرية. 

وعلى الرغم من علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية الوثيقة مع موسكو والتي تعززت بشكل أكبر منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، تقدم الصين نفسها بصفة محاور وتتهم الغرب "بصب الزيت على النار" من خلال تسليح كييف.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ملیون دولار إلى روسیا

إقرأ أيضاً:

الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد

صراحة نيوز-

الصين تقدم دعماً مالياً سنوياً للآباء بهدف رفع معدلات المواليد

أعلنت الحكومة الصينية عن برنامج دعم مالي جديد يقدّم للآباء مبلغ 3600 يوان سنوياً (نحو 500 دولار أميركي) عن كل طفل دون سن الثالثة، في أول مبادرة دعم على المستوى الوطني تهدف إلى مواجهة التراجع المستمر في معدلات المواليد.

ويأتي هذا الإجراء بعد نحو عقد من إلغاء سياسة الطفل الواحد التي تبناها الحزب الشيوعي الصيني سابقاً، والتي استمرت لعقود وأثارت جدلاً واسعاً. ومن المتوقع أن تستفيد من هذه الإعانات نحو 20 مليون أسرة، لتخفيف الأعباء المالية المرتبطة بتربية الأطفال، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

البرنامج، الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، سيتيح للأسر الحصول على ما يصل إلى 10800 يوان (حوالي 1500 دولار) لكل طفل على مدار ثلاث سنوات. كما سيُطبّق بأثر رجعي اعتباراً من بداية عام 2024، ما يسمح للأسر التي أنجبت أطفالاً بين عامي 2022 و2024 بالتقدم للحصول على إعانات جزئية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع تبذلها الحكومات المحلية لتحفيز الإنجاب، إذ بادرت مدينة هوهيهوت في شمال الصين في مارس الماضي بتقديم دعم مالي يصل إلى 100 ألف يوان للأزواج الذين لديهم ثلاثة أطفال أو أكثر، فيما تمنح مدينة شنيانغ في شمال شرقي البلاد 500 يوان شهرياً للعائلات التي لديها طفل ثالث دون سن الثالثة.

وفي تطور إضافي، دعت بكين الأسبوع الماضي الحكومات المحلية إلى تطوير خطط لتوفير التعليم المجاني لمرحلة ما قبل المدرسة، في محاولة لتقليل التكاليف المرتبطة بإنجاب الأطفال.

وتُعتبر الصين من بين الدول الأعلى تكلفة لتربية الأطفال، إذ تشير دراسة صادرة عن معهد يووا لأبحاث السكان إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل حتى سن 17 عاماً يبلغ نحو 75,700 دولار أميركي.

وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة في يناير 2025، شهدت الصين انخفاضاً في عدد السكان للعام الثالث على التوالي، إذ سُجل 9.54 مليون مولود جديد في عام 2024، بزيادة طفيفة عن العام السابق، إلا أن العدد الإجمالي للسكان البالغ 1.4 مليار نسمة واصل التراجع، وسط تزايد مخاوف بكين من شيخوخة سريعة وركود ديموغرافي متصاعد.

مقالات مشابهة

  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • انخفاض أرباح الشركات الصينية المملوكة للدولة خلال النصف الأول
  • «أكثر من نصف مليون دولار».. وزير الصحة يكشف تكلفة علاج سكان غزة في مصر وعدد العمليات الجراحية
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • الخارجية الصينية: القضية الفلسطينية جوهر قضايا الشرق الأوسط وندعو لوقف الحرب بغزة
  • روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية
  • رئيس حزب الجبهة الوطنية يكشف آلية اختيار مرشحيهم بانتخابات المجالس النيابية
  • تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
  • يد على الزناد وأخرى على الكاميرا.. تحقيق يكشف أسلوب تنفيذ الإعدامات في جنوب سوريا
  • الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد