الثورة نت:
2025-05-31@10:10:05 GMT

الصهيونية والنازية.. وطريق الهلاك

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

 

 

لا يملّ الإسرائيليون من استحضار النازية في خطابهم، وصولاً إلى أنَّ بعض الكتاب الإسرائيليين رأوا أن هناك محاولة مستمرة في “إسرائيل” لإعادة إحياء النازية ورموزها لتبرير المجازر والجرائم التي لم يتوقف الإسرائيليون عن ارتكابها منذ انطلاق الحركة اليهودية، إلا أن المقاربة الإسرائيلية للنازية لا تقف عند هذا الحد العدائي.


المفارقة أن الطرفين يتشابهان إلى حد التطابق، ولكليهما سلوك إجرامي يكاد يكون واحداً من حيث الشكل والمضمون. تؤكد الوقائع التاريخية هذا الأمر، وتؤكد الحرب الإسرائيلية على غزة وصول هذه الحقيقة إلى ذروتها.
يشير المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في كتابه “الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ” إلى هذه الحقيقة، ويخلص إلى أن فكرة أن حل “المشكلة الفلسطينية” يتحقق من خلال إلغاء وجود الشعب الفلسطيني ليست سوى مقولة تخص فكر النازية التي تقوم على إلغاء كل عقبة تقف أمام مشروعها.
ويرى المسيري أن الحركة الصهيونية كانت رائدة في تكريس ممارسات الإلغاء والإقصاء والتهميش التي مارستها بعد ذلك الفاشية والنازية، وأن الصهاينة بدأوا باتباع ذلك الأسلوب قبل سنوات عديدة من ولادة الحركات الفاشية والنازية.
كما أكدت دراسات عديدة أن الأمور تخطت مجرد التشابه أو التطابق، وأن تعاوناً نشأ بين الطرفين، وصولاً إلى عقد اتفاقات بينهما.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان من أوائل الذين أشاروا إلى هذا التعاون. لدى عباس أطروحة قدّمها لمعهد موسكو عام 1982 عن العلاقات بين الصهيونية والنازية، ثم حولها إلى كتاب عام 1984 بعنوان: “الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية”. تحدث عباس عن الاتفاق الذي وقع بين الحركة الصهيونية وقادة الرايخ الثالث عام 1933، والذي يقضي ببيع اليهود ممتلكاتهم للألمان في مقابل تسهيل ترحيلهم إلى فلسطين.
البريطاني اليساري كين ليفينغستون ذكر الكثير من تفاصيل هذا التعاون النازي الصهيوني، واعتبر أن “الصهاينة هم المجموعة اليهودية الوحيدة التي كان هتلر مستعداً للعمل معها”، وتحدَّث عن تفاوض الصهيوني العمالي حاييم أرلوسوروف على اتفاق أسَّس، بحسب ليفينغستون، لما سمّاه “تاريخاً حقيقياً من التعاون”.
أرلوروسوروف هذا كان ضحية أول عملية اغتيال في تاريخ الصهيونية لدوره في التوصل إلى هذا الاتفاق.
لم يؤدِ الاغتيال إلى نهاية القصة الصهيونية النازية. أكدت الوقائع أن للقصة وجوهاً وفصولاً مختلفة. الكذب أحدها. كذب نتيناهو وأسلافه من القادة الإسرائيليين يشبه إلى حد التطابق الكذب الذي اعتمدته النازية، والذي تحدثت عنه الفيلسوفة الألمانية اليهودية حنة أردنت في كتابها المثير للجدل “إيخمان في القدس”.
تقول أرندت: “أصبح الكذب جزءاً لا يتجزأ من الشخصية القومية الألمانية. أثناء الحرب، كانت الأكذوبة الأكثر تأثيراً في عامة الألمان هي شعار “حانت معركة القدر بالنسبة إلى الشعب الألماني”؛ ذلك الشعار الذي أطلقه هتلر أو غوبلز، والذي يوحي أول ما يوحي بأن تلك الحرب لم تكن حرباً، وثانياً أن القدر، وليس ألمانيا، هو الذي أشعلها، وثالثاً أنها كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الألمان الذين كانوا مطالبين بإبادة أعدائهم، وإلا تعرضوا هم أنفسهم للإبادة”.
لقد طور الصهاينة، كما النازيون، الكذب إلى عملية ممنهجة. هذه المسألة يوضحها أفراهام بورغ في كتابه “هزيمة هتلر”، والذي سبب صدمة في “إسرائيل” لدى صدوره عام 2007، فكاتبه الذي كان رئيساً للكنيست يشن فيه هجوماً على الصهيونية.
يتحدَّث بورغ عن اعتماد الإسرائيليين وتبنّيهم نهجاً انتهجه النازيون ببراعة، وهو “تحويل كل ما هو منحرف وفاسد إلى التجسيد الأمثل للسلامة العقلية والنفسية”، وهذا ما أدى، في رأيه، إلى “أن يبتلع الألمان كل ما قيل لهم”.
هذه العملية سُمّيت بـ”مغسلة الكلام الألمانية” التي هدفت إلى غسل دماغ الناس. يضيف بورغ “أن مغسلة الكلمات الإسرائيلية هي واحدة من أكثر مغاسل الكلام تطوراً في العالم”. وكما النازيون، يكثر الإسرائيليون من الكلام عن “حروب الحياة والموت”، وعن خطر “الإبادة” الذي يتهددهم باستمرار.
تصل عملية غسل الكلام إلى مستوى سوريالي حين نرى، وفق بورغ، “أن الجيش الإسرائيلي، وهو من أكثر جيوش العالم هجومية واعتداء، ما زال يحمل رسمياً اسم جيش الدفاع”.
لا يقتصر التشابه بين النازية والصهيونية على الاعتماد على مغسلة الكلام. يتحدث بورغ عما هو أخطر. يقول: “في أثناء تحرير كتاب هزيمة هتلر، اكتشفت أن الهياكل الحكومية والاجتماعية والقومية الأقرب شبهاً إلى هياكلنا هي تلك التي سادت في ألمانيا الموحدة بدءاً من صعود الرايخ الثاني وحتى حلول زمن الفوضى والاضطراب الذي أفرز النازية”.
ويتوقف بورغ عند التشابه الكبير في مسألة دور المؤسسة العسكرية في التجربتين. يوضح أنَّ “الجيش يبقى الركيزة الأساسية لحياة المواطن الإسرائيلي ولهويته، وتعدّ بعض وحدات الاستخبارات والتقنية العسكرية بمنزلة طريق معبر للحصول على أعلى المراكز في مجال صناعة التكنولوجيا، كما أن الكثير من الوظائف الكبرى في مجال الإدارة العامة يشغلها كبار قدامى الضباط بالجيش، مثل النواب والوزراء، وصولاً إلى رؤساء الحكومات”.
يرى رئيس الكنيست الأسبق أن “الجيش الإسرائيلي بمنزلة “أرضٍ خصبة لاستنبات رجال الدولة”، ويضيف: “لسنا أول من ابتدع المجتمع ذا الطابع العسكري، فقد سبقنا إلى ذلك آخرون، في مقدمتهم الدولة الألمانية النازية”.
هذه النازية التي هزمت منذ أكثر من 70 عاماً لا يزال الإسرائيليون يعملون على إعادة إحيائها. تحضر التجربة النازية ورموزها في كل الخطابات والأدبيات الإسرائيلية.
في العام 1982، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان مثلاً، وصف بيغن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ”الحيوان ذي القدمين”، وهو التوصيف نفسه الذي كان يطلقه على هتلر. كما وصف رئيس حكومة “إسرائيل” الأسبق ميثاق منظمة التحرير بكتاب “كفاحي” لهتلر.
أيضاً، قال بيغن للرئيس الأميركي آنذاك ريغن إنه كان يشعر أثناء العمليات كأنه يهاجم هتلر في مخبئه في برلين. هذا الكلام ردّ عليه أحد الكتاب الإسرائيليين اليساريين آموس أوز في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إذ نشر مقالاً بعنوان “هتلر مات يا سيادة رئيس الوزراء”، وجاء فيه: “السيد بيغن.. مرة أخرى، ومثلما دائماً كان دأبك، ها أنت تكشف لعامة الناس عن نزعة عجيبة فيك؛ نزعة تجنح إلى إعادة إحياء هتلر لتتمكن من قتله”، وأضاف: “تلك النزعة التي تهدف إلى بعث هتلر وتصفيته مراراً وتكراراً هي نتاج قلق نفسي قد يعبّر عنه الشعراء، ولكن تلك النزعة إذا ما راودت رجال الدولة فهي خطر مدمّر يسوق البلاد على طريق الهلاك”.
بعد أكثر من 40 عاماً على هذا التحذير، يستمرّ “رجال الدولة” في “إسرائيل” باعتماد المنهج نفسه. خطاب نتنياهو في الكونغرس هو أحد أقوى الأدلة على ذلك. ويبدو أن لدى نتنياهو أكثر من غيره من المسؤولين الإسرائيليين نزعات عديدة مدمرة ستسوق إسرائيل إلى الهلاك، وبوتيرة أسرع مما توقعها أوز.

إعلامية لبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إنزو فيرنانديز.. البطل الذي لا يخسر

 
سلطان آل علي (دبي)
في عالم كرة القدم، يُقاس المجد بالبطولات، لكن هناك لاعبين يصنعون لأنفسهم قصة مختلفة، قصة لا تتوقف عند المشاركة بل تتجسد في الانتصارات الحاسمة واللحظات التاريخية، من بين هؤلاء يبرز إنزو فيرنانديز، النجم الأرجنتيني الشاب الذي لم يعرف طعم الهزيمة في أي نهائي قاري خاضه حتى الآن.
بعمر لا يتجاوز 24 عاماً، يمتلك إنزو سجلاً ناصعاً يندر وجوده في الكرة الحديثة. ففي أولى محطاته القارية، شارك في نهائي كوبا سود أمريكانا 2020 بقميص ديفينسا إي خوستيسيا، ونجح في التتويج باللقب، في لحظة شكّلت انطلاقة لثقافة الانتصار في مسيرته. بعدها بعام، أضاف إلى رصيده لقب ريكوبا سود أمريكانا 2021، ليؤكد مبكرًا أنه لا يخشى المنصات الكبرى.
لكن المجد الحقيقي جاء حين حمل ألوان منتخب الأرجنتين، ففي كأس العالم 2022 بقطر، كان إنزو أحد مفاجآت البطولة، وأحد أعمدتها الأساسية، وأسهم في تتويج التانجو باللقب بعد نهائي درامي أمام فرنسا. لم يكن مجرد مشارك، بل اختير أفضل لاعب شاب في البطولة، في اعتراف عالمي بموهبته وتأثيره.
ثم جاء صيف 2024 ليضيف إلى خزائنه القارية لقباً جديداً: كوبا أمريكا، البطولة التي تعتبر تاج الكرة في أميركا الجنوبية، حيث قدّم أداءً متوازناً ساعد الأرجنتين على الاحتفاظ بلقبها والتأكيد على هيمنتها في القارة.
وفي أوروبا، لم تتغير العادة. فمع تشيلسي، وتحت قيادة الإيطالي إنزو ماريسكا، تُوّج إنزو فيرنانديز بلقبه القاري الخامس، بعد الفوز بدوري المؤتمر الأوروبي 2025، ليؤكد مرة أخرى أن وجوده في النهائيات ليس مجرد رقم، بل علامة فارقة تُرجّح كفة فريقه.
خمسة نهائيات قارية، خمسة ألقاب. هذا ليس مجرد رقم، بل ظاهرة تستحق الاحترام. إنزو فيرنانديز لم يعد فقط مشروع نجم قادم، بل هو بالفعل أحد أبرز الأسماء التي صنعت الفارق في العقد الحالي. في كل مرة يُطلب منه الحسم، يكون حاضراً، وفي كل مرة يرفع الكأس، يُضاف فصل جديد إلى قصة لاعب لا يعرف سقفاً لطموحه.
في عمر 24 فقط، ما زال الطريق أمامه طويلاً، لكن المؤكد أن كل نهائي جديد يدخل إليه إنزو، ستُكتب تحته جملة واحدة: البطل لا يخسر.

أخبار ذات صلة رئيس وزراء ماليزيا يخشى هبوط مانشستر يونايتد لاعب فولهام يخضع لجراحة في الركبة

مقالات مشابهة

  • تصاعد التضامن ’’العالمي’’ مع غزة تنديداً بجرائم الإبادة الصهيونية بحق الأطفال والنساء .. اليمن نموذجًا للموقف المشرّف
  • مؤتمر بالدانمارك يدعو لمواجهة الصهيونية المسيحية ودعمها الانتهاكات بغزة
  • القسطل قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية لتفتح الطريق إلى القدس
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية
  • الحزن الذي يحرق شرايين القلوب!
  • السيد القائد عبدالملك: خطة توزيع المساعدات الصهيونية أسلوب مخادع ومهزلة الهدف منها هندسة التجويع في قطاع غزة
  • تظاهرات فلسطينية احتجاجاً على سياسة الهدم الصهيونية داخل اراضي 48
  • إنزو فيرنانديز.. البطل الذي لا يخسر
  • أكثر من 170 ألف شهيد وجريح حصيلة 600 يوم من جرائم الإبادة الصهيونية