لجريدة عمان:
2025-05-30@11:13:02 GMT

خريطة طريق للخريف

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

مهرجان ظفار، الذي يرتحل إليه القاصي والداني كل عام من سلطنة عُمان وخارجها، وقد عززت خطوته هذا العام توسيع مساحة القاصدين له من الخارج، مثل المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية على وجه الخصوص. حيث شكلت فعالياته على مدى الأشهر الثلاثة الماضية نقطة ارتكاز مهمة في عملية الترويج والجذب له. وقد تفاعلت الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في تقديم البرامج والفعاليات وتطوير الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية والطبيعية خلال المرحلة الماضية.

لكن في المواسم الأخيرة، تكررت بعض تلك الفعاليات من باب التربح، مما أدى إلى التكرار والضعف في بعضها، إضافة إلى عدم اختيار الوقت المناسب لطرحها أحيانًا، خاصة تلك التي تنظمها مؤسسات القطاع الخاص. كما شاب بعض الفعاليات غموض، حيث شاركت مؤسسات من الخارج لم تكن بالمستوى المنشود، مما أدى إلى انطباعات سلبية.

وتجنبًا لكل ذلك التداخل وعدم التقنين، رغم أنه اجتهاد من أجل عُمان لتكون بالمكانة اللائقة، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوتين مهمتين تخدمان تطوير هذا المهرجان:

الأولى: أن تكون هناك مرجعية واحدة تشرف على تنظيم فعاليات الخريف من الأطراف الأساسية، وهي مكتب محافظ ظفار ووزارة التراث والسياحة ووزارة الإعلام وبلدية ظفار والفاعلون من هذه المؤسسات، تكون مهمتها تنظيم محتوى الفعاليات وانتقاء أفضلها وتحديد ميزانية مالية واحدة.

الثانية: تتمثل في تنظيم وضبط الفعاليات المتنوعة عبر جدول ممنهج، يمكن أن يضيف قيمة لأجواء المهرجان، واختيار أفضلها وجدولتها على المساحة الزمنية للأشهر الثلاثة، مع تجنب التكرار والضعف حتى في اختيار المؤسسات التجارية التي ستقدم خدماتها ومنتجاتها وفق تصورات واضحة.

هاتان الخطوتان ستؤسسان لمهرجان ذي صيت دولي يتم من خلالهما تقييم دوره وكيف يمكن تطويره وتقييم أدائه وإضافة الفقرات والفعاليات النوعية سنويًا ذات التميز، التي تضفي المزيد من وهج المهرجان.

هذا سيوجد خريطة طريق واضحة لمشروع له بداية ونهاية، ويكون ذا عائد اقتصادي على المحافظة، ويتدرج معه الأمر إلى أن يكون مهرجانًا دوليًا يجذب فعاليات ذات صيت دولي مؤثر، كالمهرجانات المتنوعة التي ينتظرها العالم بشغف في مجالات الأدب والفن والسينما والرياضة والإبحار وغيرها.

ثم الانتقال إلى مرحلة أن يكون المهرجان يمول نفسه بنفسه ماليًا في قادم الأعوام لتغطية نفقاته، وتحقيق الربح المنتظر منه الذي يوجه لتطوير الخدمات لزوار المهرجان ودعم البنية الأساسية التي تسهم في رفع مستوى المحافظة.

لكن ذلك لن يتحقق ما لم تكن هناك خطة تطوير لشركات الطيران في جذب السياح من عواصم العالم، ودعم الرحلات الدولية التي لا يجب أن تكون موسمية فقط. هذا تحدٍ يحتاج إلى خطوة من خارج الصندوق لنكون منافسين حقيقيين في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع

خلال موسم التسلق الأخير على قمة إيفرست، تم جمع وإزالة 11 طناً من النفايات، إلى جانب أربع جثث وهيكل عظمي، في خطوة مهمة للحفاظ على نظافة وسلامة الجبل. اعلان

أكدت حكومة نيبال التزامها بحماية جبال الهيمالايا، وعلى رأسها قمة إيفرست، من التهديدات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والارتفاع غير المسبوق في أعداد المتسلقين. وقال وزير السياحة النيبالي، بدري براساد باندي، في مؤتمر عقد في كاتماندو: "من واجبنا حماية الجمال الطبيعي لقممنا، وضمان سلامة المتسلقين، وتمكين المجتمعات المحلية من الازدهار إلى جانب تنامي روح المغامرة".

وجاء ذلك خلال قمة متسلقي إيفرست التي جمعت نحو 100 من نخبة المتسلقين العالميين ممن تمكنوا من بلوغ أعلى قمة في العالم، والتي يصل ارتفاعها إلى 8,849 متراً. وقد ركز المؤتمر على مناقشة سبل تعزيز السلامة وحماية البيئة الجبلية الهشة.

ويثير التزايد الكبير في أعداد محاولات تسلق إيفرست قلقًا متناميًا، وسط شكاوى من ازدحام المسارات وتراكم النفايات على الجبل. وفي خطوة غير مسبوقة، موّلت الحكومة النيبالية العام الماضي عملية تنظيف كبرى، تم خلالها جمع أكثر من 11 طنًا من القمامة بالإضافة إلى أربع جثث وهيكل عظمي، في إطار جهود لحماية النظام البيئي في إيفرست.

وأضاف باندي: "يهدد تغير المناخ والاحتباس الحراري مستقبل هذه الجبال، ولهذا علينا أن نتصرف بوعي واحترام عميق لقدسية هذه القمم. مسؤوليتنا اليوم هي حمايتها للأجيال القادمة".

ورغم أهمية جبل إيفرست كوجهة سياحية وجغرافية فريدة، لا تفرض نيبال حالياً قواعد واضحة على عدد أيام التأقلم أو تدريبات التسلق التي يجب أن يخضع لها المتسلقون قبل الشروع في صعود القمة. وتبلغ تكلفة تصريح تسلق إيفرست نحو 11 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 9,700 يورو)، وتكون التصاريح صالحة لمدة 90 يومًا. أما موسم التسلق، فينتهي عادةً مع بداية الرياح الموسمية في أواخر مايو/ أيار، حيث تتدهور الأحوال الجوية بشكل كبير.

يفصل العمال النفايات المجمعة على طريق جبل إيفرست في منشأة تدير النفايات القابلة لإعادة التدوير في كاتماندو، نيبال، 24 يونيو/ حزيران 2024.AP Photo/Sanjog Manandharالازدحام على قمة إيفرست يثير مخاوف بشأن السلامة والخبرة

ومنذ أن نجح النيوزيلندي إدموند هيلاري ومرشده الشيربا تينزينغ نورغاي في غزو قمة إيفرست عام 1953، أصبحت هذه القمة الأسطورية هدفًا لآلاف المتسلقين من حول العالم. لكن اليوم، تشهد إيفرست ازدحامًا متزايدًا يهدد سلامة المتسلقين ويثير تساؤلات حول مدى جاهزية البعض لهذا التحدي الخطير.

وفي مواسم التسلق القصيرة التي تتميز بطقس مناسب، تتشكل طوابير طويلة من المتسلقين على الطريق الضيق المؤدي إلى القمة، مما يزيد من مخاطر الحوادث في الممرات الجليدية والمنحدرات الحادة. ويخشى الخبراء من أن الشعبية المتزايدة لتسلق إيفرست قد تتجاوز القدرة الاستيعابية للجبل، خاصة مع وجود متسلقين يفتقرون إلى الخبرة الكافية.

وفي هذا الإطار، قالت البريطانية أدريانا براونلي، أصغر امرأة تتسلق أعلى 14 قمة في العالم: "الازدحام هو المشكلة الأكبر اليوم. علينا التأكد من أن كل من يحاول الصعود يمتلك الخبرة الكافية لإنقاذ نفسه في حال حدوث طارئ، حتى لو كان بمفرده".

ومن جانبها، اعتبرت المتسلقة النيبالية بورنيما شريستا أن تسلق إيفرست بات نشاطًا تجاريًا بحتًا، وقالت: "ليس الجميع على استعداد جسدي أو نفسي لخوض هذا التحدي. وهذا، في رأيي، يشكل نوعًا من عدم الاحترام لإيفرست. ومن هنا تنبع أزمة الازدحام التي نشهدها على طريق القمة".

بالمحصلة، تسلط هذه التحذيرات الضوء على ضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة للحد من أعداد المتسلقين غير المؤهلين، وحماية سلامة الجميع، وضمان بقاء إيفرست مكانًا ملهمًا للتحدي وليس ساحة للفوضى.

المتسلقون الذين نجحوا في الوصول إلى قمة جبل إيفرست يلتقطون صورة خلال قمة متسلقي إيفرست في كاتماندو، نيبال، 27 مايو/ أيار 2025.AP Photo/Niranjan Shresthaدليل إيفرست: استخدام غاز الزينون يسرّع التسلق ويقلل الأثر البيئي

وفي خطوة مبتكرة لتحسين سلامة وتسلق قمة إيفرست، دافع مرشد جبلي بريطاني متمرس عن استخدام غاز الزينون كوسيلة لتسريع الصعود وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بداء المرتفعات.

وقد قاد لوكاس فورتنباخ فريقًا من المتسلقين البريطانيين في رحلة استغرقت من لندن حتى القمة والعودة في أقل من أسبوع، حيث بدأوا رحلتهم في 16 مايو/ أيار وصعدوا القمة في 21 مايو/ أيار، ثم عادوا إلى بلادهم بعد يومين فقط، مسجلين بذلك واحدة من أسرع محاولات تسلق إيفرست على الإطلاق.

اعلانالمرشد الجبلي لوكاس فورتنباخ أثناء مقابلة في كاتماندو، نيبال، 26 مايو/ أيار 2025.AP Photo/Niranjan Shrestha

ومع ذلك، أثار استخدام غاز الزينون جدلاً واسعًا بين سلطات تسلق الجبال في نيبال، التي أعلنت عن فتح تحقيق في الموضوع، وسط مخاوف من مدى أمان وشرعية استخدام هذا الغاز خلال محاولات التسلق.

وقال فورتنباخ لوكالة أسوشيتد برس عند عودته إلى كاتماندو: "هدفنا من استخدام غاز الزينون هو زيادة أمان المتسلقين وحمايتهم من داء المرتفعات. نرى سنويًا حالات وفاة على قمة إيفرست، واستخدام هذه التقنية قد يكون خطوة مهمة لتقليل هذه المخاطر".

وقد تلقى المتسلقون تدريبات مكثفة في خيام محاكاة نقص الأكسجين، وخضعوا لعلاج غاز الزينون في مركز متخصص بألمانيا قبل توجههم إلى نيبال بأسبوعين، في محاولة لتحسين تأقلم أجسامهم مع ظروف الارتفاع الشاهق.

اعلانRelatedوفاة متسلقين برتغاليين اثنين في إحدى قمم أوروبا الواقعة بشمال إسبانياشاهد: مهاجرون يتسلقون سياجا على حدود بيلاروس أملا في الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبيطلاب الأكاديمية البحرية الأمريكية يختتمون عامهم الأول بتقليد تسلق نصب "هيرندون"

وأشار فورتنباخ إلى أن تسريع عملية التسلق يقلل من فترة التوقف الطويلة في معسكر قاعدة إيفرست، ما ينعكس إيجابيًا على البيئة، حيث تشكل النفايات البشرية واحدة من أكبر مشاكل المخيم، حيث قال "تقليل مدة البقاء من ثمانية أسابيع إلى أسبوع واحد يخفض النفايات بنسبة 75٪، مما يحد من التلوث ويحافظ على نظافة الجبل".

وفي الوقت نفسه، أصدرت إدارة تسلق الجبال في نيبال بيانًا أكدت فيه بدء تحقيق رسمي حول استخدام غاز الزينون في موسم التسلق الحالي.

ويؤكد فورتنباخ أن هذا الغاز لم يُستخدم سابقًا في نيبال، لكنه يُعتقد أنه آمن ويملك القدرة على تغيير قواعد اللعبة في تسلق الجبال المرتفعة، مع ضمان حماية أكبر للمتسلقين والبيئة على حد سواء.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • يونيسيف: المساعدات لا يجب أن تكون أداة ضغط على المدنيين في غزة
  • ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!
  • بنك ظفار يقدم مزايا حصرية لزبائن "الريادة" للخدمات المصرفية المتميزة
  • بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع
  • خالد أبو بكر: الأولوية في طرح ممتلكات الأوقاف يجب أن تكون للاستثمار الأجنبي
  • شركات الكهرباء تستعرض الإنجازات وتكشف عن الخدمات المستقبلية
  • صورة بين الدكتورة وصاحب السمو
  • 90 مليار دولار في الظل.. العراق يبحث عن خريطة كنزه المنسي