جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-02@02:32:06 GMT

ملف تشغيل الباحثين

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

ملف تشغيل الباحثين

 

 

خالد بن سعد الشنفري

التوجيهات السامية السارّة خلال اجتماع مجلس الوزراء بقصر المعمورة العامر في ولاية صلالة الأسبوع الماضي، حملت في طياتها هذه المرة إشارات كثيرة تعتبر على رأس أولويات واهتمامات المواطن، وعكست بشرى لدى قطاعات عريضة منهم وفي جوانب كثيرة مُهمة يصبون لتحقيقها، ويأتي ذلك بعد أن حقق برنامج خطة التوازن المالي (2021- 2024) المرجو منه.

وقد أشاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بالنتائج التي كانت مرجوة من ذلك، وتحققت، ويأمل المواطن- الذي تحمّل الجزء الأكبر من نجاح برنامج التوازن المالي- حصول انفراجات في كثير من هذه الجوانب التي شملتها خطة البرنامج.

نتطرق هنا لأهم المواضيع التي طرحت ألا وهو ملف تشغيل الباحثين عن عمل، الذي أكد مجلس الوزراء أنَّه يُعد من أهم وأولى الأولويات الوطنية. والتوجيهات السامية في هذا السياق بتخصيص مبلغ 50 مليون ريال إضافية لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين في القطاع الخاص إضافة إلى نسبة 1.2% من قيمة فواتير مشتريات الوحدات الحكومية ومشتريات كل من قطاعات النفط والغاز وشركات جهاز الاستثمار، ما هي إلّا مؤشرات لما سيأتي بعدها تباعًا وعمّا قريب بإذن الله تعالى.

لقد أصبح ملف تشغيل الباحثين مُثقلًا بما يزيد عن 100 ألف باحث عن عمل، بعد تراكمه لسنوات، ومعظم هؤلاء من خريجي الجامعات والكليات المختلفة من أصحاب التخصصات المختلفة، الذين أُنفقت عليهم المليارات في مراحل تعليمهم المختلفة، وبذلك يجب النظر إليها ليس من مجرد خلق فرص عمل مؤقتة لهم؛ بل باعتبارهم ثروة بشرية يجب الاستفاده منها وتسخير كل السبل لذلك، بإنفاق المزيد من الأموال وتبنِّي خطط مماثلة لخطة التوازن المالي.

إن مقولة "الإنسان هو أساس التنمية" أثبتت جدواها بجلاء من خلال تجربتنا الوطنية، وتكفي نظرة سريعة إلى التراجع الكبير في أعداد الوافدين الذين كانوا يشغلون معظم الوظائف الحكومية (وتحويلاتهم للخارج بالملايين شهريًا)، وفي كافة إدارتنا الحكومية في فترات السبعينيات والثمانينيات وردحًا من تسعينيات القرن الماضي؛ حيث لم يكن قد توفرت لدينا مخرجات تعليمية كافية من أبنائنا لشغل هذا الفراغ، ونُجزمُ هنا بأن مخرجات الاستثمار التعليمي الآن قد آتت أُكلها، ويجب علينا السعي جاهدين لعدم تحول الباحثين إلى طاقات مُهدرة، بل النظر إليها باعتبارها نِعمًا. لقد أصبح أبناؤنا من هذه المخرجات يتولون اليوم زمام الأمور وأجادوا وأبدعوا في شغل أدق وأهم الوظائف ليس في الجهاز الحكومي وأذرعه الاستثمارية؛ بل وفي الشركات الناجحة الكبرى التي أصبحت جميعها تُدار وتشغل بأيدٍ عمانية كُفؤة بكل إبداع وإجادة.

ومن هذا المنطلق وفي ظل النتائج الإيجابية لخطة التوازن المالي، نأمل بدء الإسراع في تخصيص مبلغ مالي في حدود 150 ريالًا، لكل باحث عن عمل؛ فالأب المتقاعد والذي أُثقل كاهله طوال السنوات الماضية، يعِزُ على نفس ابنه- ومنهم من ناهز الثلاثين من العمر- أن يطلب مصاريفه من أبيه، وهذا المبلغ المقترح يُشكل حماية اجتماعية للشباب، على أن نعتبره ضمن منظومة الحماية الاجتماعية المباركة التي توجهنا إليها مؤخرا بشمولية أكثر، خاصة وأن أبناءنا الباحثين في أمسِّ الحاجة إليها من حكومتهم وبلدهم؛ لتحميهم من أمور كثيرة، ولكي لا ينجروا- لا سمح الله- لأيٍ منها، تحت وطأة وضعهم هذا، والتي أصبح الجميع من أُسر ومُجتمع يعي ويُعاني من الكثير منها ومعروفة لنا جميعًا.

من جانب آخر، لقد أصبحت لدينا أذرع استثمارية حكومية كبيرة، واستثماراتها بالمليارات في الخارج والداخل، ونتمنى توجيهها للاستثمار في الداخل في مشاريع تكون طويلة الأمد لا تسعى لمجرد الربح السريع، وتستوعب مع الوقت أعدادًا كبيرة من الباحثين الحاليين والمستقبليين، الذين نغفل أمرهم للأسف اليوم، إذا لم نخطط لاستيعابهم من الآن، في ظل تزايد مخرجات جامعاتنا وكلياتنا التخصصية بمختلف تخصصاتها.

وفَّقنا الله جميعًا لما فيه الخير والسداد لمصلحة الوطن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع لجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون

الكويت (الاتحاد)
شاركت الإمارات في الاجتماع الـ 123 للجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد اليوم في دولة الكويت، بحضور أصحاب المعالي وزراء المالية في دول المجلس، وترأس وفد الدولة معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، وضم الوفد خالد علي البستاني المدير العام للهيئة الاتحادية للضرائب، وعلي عبد الله شرفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة، إلى جانب عدد من المختصين من وزارة المالية والهيئة الاتحادية للضرائب، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.
محاور الاجتماع
وناقش الاجتماع عدداً من الملفات ذات الأولوية لتعزيز مسار التعاون المالي والاقتصادي الخليجي، وتم اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، ومنها نتائج الاجتماع (84) للجنة محافظي البنوك المركزية بدول المجلس، ونتائج اجتماعات هيئة الاتحاد الجمركي، ونتائج الاجتماع (14) للجنة رؤساء ومدراء الإدارات الضريبية بدول المجلس، إلى جانب مستجدات السوق الخليجية المشتركة وتوصيات الفعالية المشتركة التي تم عقدها بين وزارة المالية بدولة الإمارات والأمانة العامة لمجلس التعاون على هامش القمة العالمية للحكومات التي عقدت في فبراير 2025.
كما تم استعراض التقدم المنجز في برنامج تحقيق الوحدة الاقتصادية الخليجية بحلول عام 2025، ومتابعة التنسيق الخليجي في الفعاليات الاقتصادية العالمية، وبرنامج تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس، بالإضافة إلى عرض مرئي حول إحصائيات السوق الخليجية المشتركة قدمه المركز الإحصائي الخليجي.
تسريع التكامل
وأكد معالي محمد بن هادي الحسيني أن تعزيز العمل الخليجي المشترك في المجالات المالية والاقتصادية يشكل أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، خاصة في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
 وشدد على أن استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي يعد ضرورة لتعزيز كفاءة الأداء الاقتصادي في دول المجلس، ورفع قدرتها التنافسية إقليمياً ودولياً.وأشار معاليه إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تسريع وتيرة التكامل المؤسسي والعمل على مواءمة السياسات المالية والضريبية والجمركية بما يحقق الانسجام والتكامل بين اقتصادات دول المجلس، مؤكداً أن دولة الإمارات مستمرة في دعم كل الجهود والمبادرات التي تسهم في إرساء اقتصاد خليجي موحد، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للاستثمار والتجارة.
واختتم معاليه بالتأكيد على أهمية تكثيف التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، واستثمار الفرص المتاحة من خلال المشاريع الخليجية المشتركة، بما يضمن تحقيق النمو المستدام والازدهار الاقتصادي لمواطني دول المجلس، وتعزيز حضورها كمجموعة اقتصادية مؤثرة في المشهد العالمي.
تبادل الرؤى شكل الاجتماع منصة مهمة لتبادل الرؤى حول الأولويات المالية والاقتصادية للمرحلة المقبلة، وتعزيز جاهزية دول المجلس للتعامل مع المستجدات الإقليمية والدولية، إلى جانب دعم الخطط التنفيذية ذات العلاقة بالتكامل الاقتصادي، بما يرسخ مكانة مجلس التعاون على مستوى العالم.

أخبار ذات صلة مسؤولون تايلانديون: قفزة في الاستثمارات الإماراتية في تايلاند 92.67 % نسبة مؤشر ثقافة الاستدامة بين موظفي «كهرباء ومياه دبي»

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماع للجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون بالكويت
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • وزير العمل يشارك في جلسة اقتصاد المنصات لتحقيق التوازن بين الابتكار وحماية حقوق العمال
  • اختصاصية: فرحة العيد فرصة لاستعادة التوازن النفسي للطلبة
  • الإمارات تشارك في اجتماع لجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون
  • عدم دستورية إلزام المحكمة بنظر دعوى محالة إليها من جهة أخرى غير مختصة
  • كيفية اختيار اللحوم الطازجة في عيد الأضحى
  • بين التعمين والمصالح.. من يُعيد التوازن إلى سوق العمل؟
  • هل من ضرائب جديدة؟... وزير الماليّة يكشف
  • الريادة: توجيهات الرئيس السيسي بشأن الإيجار القديم خطوة نحو التوازن المجتمعي