أكاديميون: مصر دعمت «غزة» منذ اللحظة الأولى للعدوان
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، سارعت مصر إلى إدخال المساعدات الإنسانية والشاحنات عبر معبر رفح البرى، وكان لها دور بارز فى تخفيف معاناة الفلسطينيين وبحث وقف إطلاق النار فى القطاع، والتواصل مع مختلف الأطراف بشأن صفقة لتبادل المحتجزين بين الطرفين، فلم يقتصر دورها على الدور الإنسانى فقط، بل كانت حاضرة دبلوماسياً وسياسياً بقوة.
وكثفت مصر جهودها لإغاثة الشعب الفلسطينى منذ العدوان، فلم تتوانَ عن تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للجرحى فى غزة، وخلال الآونة الأخيرة، ومع تعرض البنية التحتية الصحية فى جنوب غزة لضغوط شديدة، عمل الهلال الأحمر المصرى مع المنظمات المحلية لإنشاء مرافق طبية إضافية ومراكز قيادة لتعزيز قدرة القطاع الصحى وتوفير الخدمات الأساسية، وقام الهلال الأحمر المصرى بتجهيز ونقل الآلاف من شاحنات المساعدات يومياً، واستقبل مطار العريش العديد من الطائرات المحمّلة بالمساعدات الإغاثية لغزة من الدول العربية والأجنبية، ونقلت آلاف الأطنان من المساعدات الدولية إلى الهلال الأحمر المصرى لنقلها إلى الجانب الفلسطينى.
كما حرصت مصر على فتح معبر رفح لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك المواد الغذائية والأدوية والسلع الأساسية، كما تتعاون أيضاً مع المنظمات الدولية لإدخال المساعدات وتقديم الرعاية الصحية والطبية للفلسطينيين، وأرسلت شحنات عديدة من الأدوية والأدوات الطبية للمستشفيات فى ظل الاستهداف الإسرائيلى لمستشفيات قطاع غزة الذى يعانى من نقص كبير فى الأدوية، كما استمرت حركة المساعدات عبر معبر كرم أبوسالم بعد إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطينى بسبب الانتهاكات الإسرائيلية.
«الرقب»: أول دولة أدخلت المساعدات إلى «القطاع» واستخدمت الدبلوماسية الخشنة مع الاحتلالالدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال لـ«الوطن» إنّ مصر كانت أول دولة بادرت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح منذ بدء العدوان فى السابع من أكتوبر الماضى، إذ استخدمت دبلوماسية خشنة فى التعامل مع الاحتلال الإسرائيلى، من خلال الإصرار على عدم السماح بخروج الأجانب من رفح إلا بإدخال المساعدات فى الأيام الأولى، وكان لذلك تأثير كبير، ومع اقترابنا من مرور سنة كاملة على الحرب، لعبت دوراً مهماً فى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى، فضلاً عن الحراك على الصعيد الدولى لوقف الحرب ولم تدخر جهداً لكن الأمر لا يتعلق بمصر فقط، بل يتعلق بالمجتمع الدولى ككل، مؤكداً أن مصر أسهمت بشكل أساسى فى 70% من المساعدات إلى غزة وفقاً لمصادر بالهلال الأحمر الفلسطينى.
«صافى»: «القاهرة» أسهمت فى إدخال 75% من المساعداتالدكتور ماهر صافى، أستاذ العلوم السياسية، قال إن مصر ساهمت وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إدخال أكثر من 75% من المساعدات التى دخلت إلى قطاع غزة كما دعت دول العالم إلى دعم الشعب الفلسطينى من أجل تخفيف معاناته وإيقاف الحرب وإدخال كل ما يلزم لإغاثة المدنيين فى غزة، وأعطت الضوء الأخضر للاستمرار قدماً من أجل التخفيف عن الشعب الفلسطينى وفتح المعابر والمستشفيات المصرية من أجل استقبال الجرحى وتسخير كافة مكونات الدولة المصرية لرعاية الفلسطينيين فى كافة نواحى الحياة.
وأوضح «صافى» أن الرئيس السيسى يدعو كافة الدول للوقوف بجانب الشعب الفلسطينى لإيقاف التصعيد ويحذر من الدخول فى الحرب الشاملة، ضمن الدور الذى تلعبه مصر من أجل إرساء الأمن والاستقرار فى الإقليم، وسعيها الدؤوب لإيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر الطرق والمسارات السياسية بعيداً عن الصراع العسكرى المسلح الذى يخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية.
ومنذ بدء العدوان، كثفت مصر جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب فى غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية، ورغم أن هذه الجهود لم تفضِ إلى حل مباشر إلا أنها أكدت الدور المحورى الذى تلعبه مصر كوسيط رئيسى فى المنطقة والتزامها بالاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، كما عارضت مصر بشدة أى محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأكد ثائر أبوعطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات فى فلسطين، أن مصر كان لها الدور الأهم والأبرز فى الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة فى ظل الحرب، وظهر دورها واضحاً فى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما ساهمت من خلال الجهود المتواصلة والمستمرة للرئيس السيسى فى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل مستمر خلال الفترة السابقة قبل إغلاق معبر رفح من قبل إسرائيل.
«أبوعطيوى»: بذلت جهوداً فى المفاوضات لإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق الناروأضاف «أبوعطيوى» أن لمصر الدور الأهم والإيجابى فى إدخال المساعدات على مدار الساعة عبر معبر رفح البرى دون انقطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والصحية التى يحتاجها أهالى قطاع غزة فى ظل الحرب المستمرة، كما كان الدور المصرى بمثابة الإيمان المطلق والوفاء فى تقديم كل ما يحتاجه الشعب الفلسطينى بشكل عام، وخصوصاً فى قطاع غزة، كما بذلت مصر جهوداً كبيرة ومضنية ومتواصلة فى المفاوضات، وجهودها المستمرة فى الوساطة من أجل التوصل لإبرام صفقة تبادل تؤدى إلى وقف إطلاق النار الدائم والحرب بشكل نهائى على غزة، كما ساندت مصر أيضاً فى كافة المحافل الإقليمية والدولية لدعم الشعب الفلسطينى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدورة الـ79 للأمم المتحدة نيويورك حرب غزة إدخال المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینى من المساعدات قطاع غزة عبر معبر معبر رفح فى إدخال من أجل
إقرأ أيضاً:
أكاديميون صهاينة يتهمون حكومتهم بإبادة جماعية في غزة: لا تُرتكب الجرائم باسمنا
يمانيون |
في موقف صادم للرأي العام الصهيوني، أطلق أكثر من ألف أكاديمي ومحاضر وعامل في قطاع التعليم العالي داخل كيان الاحتلال، اليوم الإثنين، نداءً عاجلًا يطالب بوقف فوري للحرب الإجرامية التي تشنها حكومة العدو على قطاع غزة، متهمين إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش البشري.
البيان، الذي صدر عن نخبة من الأساتذة الجامعيين والإداريين والباحثين في الجامعات الصهيونية، أشار إلى أن سلطات الاحتلال خرقت وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، ومنذ ذلك الحين قتلت ما يقارب 3,000 مدني فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، ليصل عدد الشهداء الإجمالي في غزة إلى أكثر من 53,000 منذ بدء العدوان، من بينهم 15,000 طفل، في حين لم يتجاوز عدد القتلى من المستوطنين خلال الحرب سوى 41 شخصًا بينهم أسرى كانوا لدى المقاومة الفلسطينية.
الأكاديميون الصهاينة، وفي تحول نادر في الخطاب داخل الكيان، أكدوا أنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية ومجتمعية عن الجرائم التي ترتكبها حكومتهم، مشيرين إلى أن العدوان الوحشي طال المستشفيات والمدارس والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير ممنهج للبنية التحتية الأكاديمية والقضاء على أي أمل في استمرار العملية التعليمية في القطاع المحاصر.
وشدد البيان على أن هذه الممارسات الوحشية تجري باسم الشعب الصهيوني وبأيدي جنوده، ما يستوجب على النخبة الأكاديمية كسر حاجز الصمت، وعدم التواطؤ مع آلة القتل الرسمية، داعين الجامعات الصهيونية إلى رفع صوتها والتحدث بوضوح أمام طلابها وأمام المجتمع المحلي والدولي، وتسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية دون مواربة أو خضوع للدعاية العسكرية.
كما دعا الموقعون إلى تحمّل الجامعات الصهيونية لمسؤوليتها المؤسسية في مواجهة “الواقع الكارثي”، كما وصفوه، والتوقف عن تجاهل جرائم الحرب التي تُرتكب باسم العلم والحداثة، مؤكدين أن مناهج التعليم العالي في الكيان لا يجب أن تكون غطاءً أيديولوجيًا أو أخلاقيًا للعدوان الوحشي.
هذا الموقف غير المعتاد من داخل المنظومة الأكاديمية الصهيونية يعكس عمق الأزمة الأخلاقية والانقسام الداخلي المتصاعد في كيان الاحتلال، حيث بات حتى بعض مكوّناته النخبوية يرفضون الصمت أمام المجازر المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، بعد ستة قرون من الاحتلال الاستيطاني والتطهير العرقي المنظم.
ووسط هذه الموجة من الإدانات الداخلية، تبدو حكومة نتنياهو أكثر انكشافًا من أي وقت مضى، ليس فقط أمام المجتمع الدولي الذي يتزايد فيه الحديث عن محاكمات جرائم حرب، بل أمام جمهورها الأكاديمي والثقافي الذي بدأ يخرج عن صمته في لحظة تاريخية فارقة.