موقع 24:
2025-08-01@08:49:48 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

من الواضح أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين قد عاد بخُفَّي حُنين من بيروت، بعد أن فشل في انتزاع موافقة لبنانية على الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، رغم محاولاته تغليف هذه الشروط بدبلوماسية ناعمة لم تنطلِ على مفاوضيه اللبنانيين الذين تشبَّثوا بموقفهم المعلن والقائم على وقف إطلاق النار أولاً، ثم الحديث عن أي شيء عبر المفاوضات.

هناك سببان لهذا الفشل، الأول هو أن المبعوث الأمريكي جاء إلى بيروت، هذه المرة، خلافاً للمرات السابقة التي كان يطالب فيها بفصل جبهة لبنان عن غزة، وتطبيق القرار الدولي 1701، انطلاقاً من أن الظروف تغيّرت بعد الضربات الهائلة التي تلقاها «حزب الله» واغتيال معظم قادته بمن فيهم أمينه العام، وبالتالي يجب استثمار هذه الضربات وترجمتها سياسياً لصالح الجانب الإسرائيلي.
والثاني هو إصرار الجانب الإسرائيلي على التفاوض تحت النار، استناداً إلى وثيقة سلمها مسبقاً إلى واشنطن، تتضمن الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار وحتى إنهاء الحرب في حال الاستجابة لها. وهي شروط، وفق التسريبات، لا يبدو أن أية دولة في العالم تستطيع القبول بها، لانتهاكها سيادة البلد من الألف إلى الياء، إن كان لجهة إطلاق حرية العمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وفرض رقابة صارمة على كامل الساحل والموانئ والحدود البرية اللبنانية، وصولاً إلى انتخاب رئيس «معتدل» للبنان وغير ذلك، أو إحداث تغيير جوهري في مهمة قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة، وإسناد مهمات جديدة لها، بما يعنيه ذلك من إحداث تعديلات جوهرية على القرار 1701، تتصل بتغيير أساس مهمة قوات «اليونيفيل». وهو ما يعني في نهاية المطاف فرض الاستسلام الكامل على لبنان والانتقاص من سيادته.
ومن هنا خرج هوكشتاين بدبلوماسيته المعهودة، عقب انتهاء محادثاته في بيروت، ليقول إن «القرار 1701 لم يعدْ كافياً»، فهو أنهى حرب عام 2006، لكن الظروف تغيرت منذ 18 عاماً، فاتحاً بذلك المجال أمام إمكانية التفاوض لتعديله.
غير أن هوكشتاين لم يقلْ إن القرار 1701 يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وإن الذي كان يخرقه آلاف المرات طوال السنوات الماضية هو الجانب الإسرائيلي. وباختصار فإن ما يحاول المفاوض الأمريكي فعله هو فرض شروط المنتصر على المهزوم، بينما الحرب لا تزال محتدمة ولم تُحسمْ نتائجها بعد، بل إن عملية التوغل البري التي تقوم بها إسرائيل على الحدود الجنوبية، لا تزال متعثرة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدئها، وهي مسألة باتت محرجة لإسرائيل. وبالتالي فإن محاولة انتزاع تنازلات بالدبلوماسية لتحقيق ما عجزت عنه الحرب حتى الآن لن تنجح، ولن تنجح معها مقولة «التفاوض تحت النار» والضغط العسكري، تماماً كما فشلت هذه المقولة في غزة، ما يعني أن الكلمة الفصل في كل ذلك ستبقى في الميدان، وهو الذي سيقول كلمته الأخيرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله

إقرأ أيضاً:

تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 31 يوليو

غزة - صفا

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي واستمر نحو شهرين بعد 471 يوما من الإبادة الجماعية.

وفجر الثلاثاء 18 مارس/ آذار، استأنف الاحتلال عدوانه الهمجي على القطاع بعشرات الغارات الجوية راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد و500 مصاب خلال ساعات، معظمهم من الأطفال والنساء.

ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، تخللها صفقة تبادل أسرى على عدة مراحل بين فصائل المقاومة و"إسرائيل" وانسحاب محدود لجيش الاحتلال تبعه عودة النازحين إلى بيوتهم المدمرة.

وتنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار التي كانت ستستمر 42 يوما وتتبعها مرحلة ثالثة بنفس المدة ليؤدي ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار والعدوان.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد محمد الضيف انطلاق عملية "طوفان الأقصى" ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 60138 مواطنا، فيما وصل عدد المصابين إلى 146269، نحو 72% منهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 1 أغسطس
  • وزير الدفاع وبلاسخارت: تشديد على التعاون مع اليونيفيل والالتزام بالقرار 1701
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 31 يوليو
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • ويتكوف يتوجه إلى تل أبيب لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
  • متري: لبنان ملتزم بتنفيذ القرار 1701
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه