شاهد الأستاذ الجامعي اللبناني، علي مراد، منزله العائلي الذي بناه والده وأعمامه في قرية عيترون الحدودية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة٬ وهو يتعرض للتفجير على يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتلقّى الأستاذ الجامعي، رسالة على هاتفه، تتضمّن شريط فيديو، أرسله له صديق، محذرًا إياه من قسوة المشهد، حيث يظهر تفجير الاحتلال لمنزل عائلته في جنوب لبنان.



وأكد مراد بعد مشاهدة الفيديو أن عودته إلى الجنوب تعتبر "حقًا وواجبًا، من أجل إحياء ذكرى أجداده وضمان مستقبل أطفاله".
منزل الرفيق علي مراد الذي دُمرّ نتيجة تفجير بلدته عيترون pic.twitter.com/S05OJtTmFp — Firas Hamdan | فراس حمدان (@FirashamdanLB) October 28, 2024
وفي الفيديو الذي انتشر عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، شاهد مراد، المنزل العائلي الذي بناه والده وأعمامه في القرية الحدودية مع الاحتلال الاسرائيلي، وهو يُفجّر٬ فيما أشار إلى أن والده قد رأى الفيديو، بالقول: "كان قويًا جدًا عند تلقيه الخبر".

وفي السياق نفسه، قامت الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان بالتقاط صور جوية ونشرها عبر موقعها الإلكتروني، حيث تظهر اللقطات انفجارات متتالية لمنازل عدّة تقع على سفح تلة. ومن بين تلك المنازل، انفجر منزل عائلة مراد، ثم انهار مغطى بسحابة من الدخان.

وكان والد مراد، طبيب الأطفال البالغ من العمر 83 عامًا،  قد أسّس عيادته في هذا المبنى، وهو يقيم هناك منذ عام 2004 مع زوجته وابنته وحفيدته.

وليست هذه العملية الوحيدة التي يقوم فيها الجنود بزرع متفجرات في المباني أو المنازل وتفجيرها عن بُعد، حيث يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يستهدف تدمير أنفاق وبنى تحتية ومستودعات تابعة لحزب الله.

تغطية صحفية: لحظة تفجير الاحتلال عدداً من المنازل والمباني في بلدة حولا جنوب لبنان. pic.twitter.com/ttN0JfXqkL — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 30, 2024
وقد اضطرت عائلة مراد إلى مغادرة القرية، شأنها شأن مئات الآلاف من سكان الجنوب. لم يعرف مراد، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، قريته إلا بعد بلوغه العشرين، أي بعد الانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000.

ويعبر مراد عن رغبته في أن يمنح ولديه "ارتباطًا بالأرض". ويضيف: "لكنني أخشى أن أرى أطفالي يعيشون كيتامى الأرض، كما عشت أنا"، ومع ذلك، فإنه لا يفقد الأمل تمامًا.

بين 20 و31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية بحدوث عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية، بما في ذلك قرية العديسة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأكد جيش الاحتلال، عبر بيان له، أنه تم استخدام 400 طن من المتفجرات لتدمير "منشأة إستراتيجية تحت الأرض لحزب الله في جنوب لبنان".

سياسة تدمير ممنهجة
وفي التقرير الذي نشرته الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان، الإثنين الماضي، أشارت إلى أن "العملية العسكرية الإسرائيلية التي تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود في جنوب لبنان٬ تشكل جريمة حرب، تتمثل في التدمير غير المبرر والممنهج للمساكن المدنية".

وأضافت الهيئة: "استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات الجوية والجرافات والتفجيرات المتحكم بها يدويًا لتدمير المباني المدنية بشكل غير قانوني، حيث تم تسوية أحياء كاملة بالأرض، بما فيها المنازل والمدارس والمساجد والكنائس والمزارات والمواقع الأثرية".

كذلك، لفتت إلى: "تجريف الأراضي الزراعية، وتدمير شبكات المياه، ومحطات تحويل الطاقة، والمحطات الشمسية والآبار الارتوازية".

ليس الجنود فقط من يدمرون
وفي الوقت الذي تستهدف فيه قوات الاحتلال، الصحفيين الذين يغطون جرائمها في قطاع غزة ولبنان، قام كبير مذيعي "القناة الـ12" العبرية، داني كوشمارو، بتفجير منزل في قرية عيتا الشعب اللبنانية كنوع من "التشريف".

بينما يقـ. تل الصحفيون في #غزة و #لبنان خلال أداء واجبهم في نقل المجارْر

الصحفي الص. @يوني "داني كوشمارو" يشارك مع جيش الاحتلال في اقتحام قرية في #جنوب_لبنان ويفـ. جر مبنى مدنياً بنفسه‼️#فلسطين #لبنان pic.twitter.com/u9zU8lDG09 — يوسُف شمساه - بونرجس ???????? (@yashamsah) October 26, 2024
وكان كوشمارو،  وهو المعروف بمرافقته لقوات الاحتلال خلال عدوانها على غزة وفي حربها على لبنان، ضمن قوة من لواء غولاني حين قرروا منحه شرف تفجير المنزل المطل على الأراضي المحتلة، قبل انسحابهم بسبب مخاوف من نيران حزب الله التي قد تلاحقهم في أي قرية حدودية يدخلونها.

بعد اندلاع اشتباكات مع فصائل لبنانية، بما في ذلك "حزب الله"، عقب بدء الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني.

كما سعى الاحتلال الإسرائيلي منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي لتوسيع نطاق الإبادة ليشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، من خلال غارات جوية، بالإضافة إلى بدء غزو بري في جنوب لبنان.

وقد أسفر العدوان على لبنان عن سقوط 2968 شهيدا و13 ألفا و319 جريحاً، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نزوح حوالي 1.4 مليون شخص.


وقد تم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المتاحة حتى مساء أمس السبت.

ويومياً، يرد "حزب الله" على الهجمات بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية، ومراكز استخباراتية، وتجمعات للعسكريين، والمستوطنات.

ويكشف الاحتلال الإسرائيلي عن جزء من خسائره البشرية والمادية، فيما تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، وفقاً لمراقبين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية اللبناني الاحتلال الجنوب حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال الجنوب تفجير منازل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی جنوب لبنان جیش الاحتلال بما فی

إقرأ أيضاً:

في غارة على منطقة شبعا.. جيش الاحتلال يقـ.تل جنديا لبنانيا

ذكرت وسائل أن الغارة الإسرائيلية على منطقة شبعا أسفرت عن استشهاد 2 من بينهم جندي في الجيش اللبناني وإصابة شخص آخر. 

ومنذ قليل؛ شنت طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال غارة على وادي جنعم بمنطقة شبعا، حيث أصيب 3 رعاة في المنطقة الواقعة جنوب لبنان.

ولاحقا؛ نفذت طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية، استهدفت بلدة الشهابية في قضاء صور جنوبي لبنان.

وأسفرت الغارة عن استشهاد شخص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، حيث وقعت الغارة في منطقة سكنية، ما أدى إلى تدمير دراجة نارية واشتعال النيران في جرافة كانت قريبة من موقع الاستهداف.

وكثف جيش الاحتلال غاراته على جنوب لبنان، حيث بلغ التصعيد ذروته تزامنًا مع بداية عيد الأضحى، حين شملت الغارات مناطق عدة، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات جنوبية مثل عين قانا ومحيطها.

سقوط شهيد وعدة إصابات.. غارة إسرائيلية على بلدة الشهابية جنوب لبناناليونيفل: حرية حركة قواتنا في جنوب لبنان «أساسية» لتنفيذ مهامناتحذير إسرائيلي عاجل لسكان عين قانا جنوب لبنان وتصعيد جوي في الضاحية الجنوبيةالجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من "حزب الله" في جنوب لبنانإسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتزعم قتل قيادي خطير بحزب اللهسلسلة غارات إسرائيلية على بلدة بنعفول جنوب لبنانسلاح الجو الإسرائيلي يهاجم بنى تحتية لـ "حزب الله" في جنوب لبنان طباعة شارك غارة إسرائيلية لبنان جنوب لبنان منطقة شبعا الجيش اللبناني جيش الاحتلال

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اللبنانية: نزعنا السلاح من أكثر من 500 مخزن في جنوب لبنان
  • داهمت المنازل واعتدت على سكانها وممتلكاتهم.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس وتحاصر بلدتها القديمة
  • في غارة على منطقة شبعا.. جيش الاحتلال يقـ.تل جنديا لبنانيا
  • العدو الإسرائيلي يواصل هدم المنازل في مخيم طولكرم
  • بنغازي.. حبس 4 متهمين في قضية “مراد الورفلي” الذي قُتل دفاعا عن أرضه
  • وزارة الإعلام اللبنانية تحذر مواطنيها من التفاعل مع المتحدثين باسم جيش الاحتلال
  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب الضفة الغربية
  • استشهاد مواطنين لبنانيين بغارة للعدو الإسرائيلي استهدفت بلدة جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزة