كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد الخلافات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، في ظل تضارب أهداف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وسط تحذيرات من قيادة الجيش من مغبّة الانزلاق إلى مستنقع احتلال طويل الأمد.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير حذر خلال اجتماع "الكابينيت" من تضارب الأهداف بين القضاء على حركة حماس من جهة، وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة من جهة أخرى، مؤكداً أن استمرار الغارات المركزة لن يحقق الأهداف المعلنة دون استراتيجية متكاملة.



صدام بين زامير وسموتريتش
وفي السياق ذاته، نشب خلاف حاد بين رئيس الأركان الجديد ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خلال الجلسة ذاتها، بحسب ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، التي أكدت أن النقاش تحوّل إلى "مواجهة كلامية عنيفة".

وأوضحت الصحيفة أن زامير حذر من أن احتلال غزة بالكامل سيستغرق سنوات، في وقت يفتقر فيه الاحتلال الإسرائيلي إلى خطة سياسية واضحة لما بعد الحرب، وهو ما أثار غضب سموتريتش، الذي قال له بلهجة هجومية: "أين هاليفي؟! نحن نفتقده"، في إشارة إلى رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، الذي كان هدفاً سابقاً لانتقادات الوزير ذاته.

ووفق الصحيفة، عبّر سموتريتش عن سخطه من خطط الجيش "غير الكافية"، قائلاً: "غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل. لا يوجد ما يمنعنا من السيطرة عليها وإعادة الاستيطان فيها".

نتنياهو يطرح خطة ضم.. وواشنطن توافق
من جانبها، كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طرح على أعضاء الكابينيت خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة تدريجياً، في محاولة لاسترضاء سموتريتش والحفاظ عليه ضمن الائتلاف الحكومي، بعد تلويحه بالاستقالة احتجاجاً على إدخال مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن تل أبيب ستمنح حركة حماس مهلة قصيرة للموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا فسيتم الشروع في تنفيذ خطة الضم الجزئي، والتي قال إنها "تحظى بموافقة الإدارة الأمريكية".

يأتي ذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيها عن ندمه على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة عام 2005، واصفاً إياه بأنه "قرار غير حكيم أدى إلى مزيد من الفوضى".


الموقف البريطاني يغضب تل أبيب
وفي تطور سياسي لافت، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عزمه الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، ما لم يتخذ الاحتلال الإسرائيلي خطوات جادة لإنهاء ما وصفه بـ"الوضع المروع في غزة"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وأثارت التصريحات البريطانية حفيظة وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي وصفتها بأنها "مكافأة لحماس"، محذرة من أنها تضر بجهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ورأت تل أبيب أن تغير الموقف البريطاني جاء "تحت ضغوط داخلية وسيراً على النهج الفرنسي".

وبحسب وسائل إعلام عبرية، تُرجّح تل أبيب اعتراف مزيد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، في ظل تنامي الغضب الشعبي والبرلماني في العواصم الغربية من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وفي ظل انسداد أفق المفاوضات، تتصاعد الاتهامات داخل الاحتلال الإسرائيلي لرئيس الوزراء نتنياهو بإفشال محادثات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، بسبب "اعتبارات سياسية شخصية"، بحسب قيادات عسكرية ومعارضة، حذرت من أن نتنياهو يستخدم قضية الأسرى كورقة مساومة داخلية.

وتستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، متجاهلةً كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، في وقت وثقت فيه تقارير حقوقية مقتل أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال.

كما تجاوز عدد المفقودين تسعة آلاف شخص، وسط تحذيرات من مجاعة كارثية تهدد مئات آلاف المدنيين، بفعل سياسة التجويع المتعمد ومنع دخول المساعدات الإنسانية، التي وصفتها منظمات دولية بأنها "أداة حرب تستخدمها إسرائيل لإخضاع السكان".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الكابينيت زامير سموتريتش فلسطين بريطانيا فلسطين الكابينيت سموتريتش زامير المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: سنعيد كل الرهائن ونقضي على حماس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال تصريحاته مساء اليوم الثلاثاء، سنعيد كل الرهائن ونقضي على حماس، وفقًا لقناة العربية.

أستاذ علوم سياسية لـ"حديث القاهرة": تخوفات حماس من تراجع إسرائيل عن الاتفاق الخارجية القطرية: رئيس الوزراء يتوجه إلى شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات غزة.. غدًا


وعلى صعيد آخر، قالت  دائرة شئون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية  إن مرور عامين على حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة عام 2023، يذكّر بأن ما جرى لم يكن مجرد معركة عسكرية عابرة، بل جزء من مشروع استعماري.
وأضافت :"هذا المشروع يستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني وتحويل المأساة الإنسانية إلى أداة سياسية لفرض الهيمنة".
وأوضحت الدائرة أن غزة ما تزال حتى اليوم تعيش تحت أنقاض الحرب والجوع والحصار، مؤكدة أن سياسة العقاب الجماعي وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء والمأوى تمثل جريمة مستمرة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وأضافت أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات وتضييقات أمنية وتوسع استيطاني ممنهج، يندرج ضمن السياسة ذاتها التي دمّرت غزة، مشيرة إلى أن الهدف واحد وهو تغيير هوية الأرض وتقويض الوجود الفلسطيني.
وأكدت الدائرة أن الاحتلال يواصل حربه ضد الفلسطينيين بأدوات مختلفة، من القصف في غزة إلى الحصار في القدس، ومن القتل المباشر إلى سياسات الخنق والتجويع، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، محذّرة من أن تقاعس المجتمع الدولي عن المحاسبة يشجع الاحتلال على المضي في جرائمه.
واختتمت دائرة شؤون القدس بيانها بالتأكيد على أن غزة ليست وحدها، وأن معركتها امتداد لمعركة القدس والأقصى، داعية إلى إنهاء الاحتلال ومحاسبة مجرمي الحرب باعتبار ذلك المدخل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الحرب على الجبهات السبع مصيرية من أجل إسرائيل
  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط لنضمن استمرار إسرائيل
  • نتنياهو: سنعيد كل الرهائن ونقضي على حماس
  • سموتريتش: القوانين الدولية لا تنطبق على اليهود
  • نتنياهو: إيران تطور صواريخ قادرة على ضرب أمريكا.. وتل أبيب تحمي العالم الحر
  • باحث سياسي: المجتمع الإسرائيلي لا يرغب في الحرب على غزة ويحمل نتنياهو مسئوليتها
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: عودة الحرب مرهونة بفشل الجهود السياسية
  • مباشر. الحرب في يومها الـ731: استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وترامب يحث على التقدم بسرعة في المفاوضات
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل 1152 جندياً منذ 7 أكتوبر 2023 وأكثر من 40% دون سن 21
  • سموتريتش وبن جفير يضغطان على نتنياهو لضمان استئناف حرب غزة