حاخامات يهود يتحدون الحصار.. اعتقالات في قلب أمريكا احتجاجاً على مأساة غزة!
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
في تحرك احتجاجي استثنائي وتعبير عن موقف أخلاقي وإنساني، شهدت مدينتا واشنطن ونيويورك اعتقال عشرات الحاخامات اليهود المنتمين إلى التيار اليساري في الولايات المتحدة، وذلك على خلفية تنظيمهم احتجاجات سلمية للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وتقديم مساعدات عاجلة لسكانه المتضررين من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
في واشنطن، نظم نحو 27 حاخامًا من منظمة “اليهود من أجل المساعدات الغذائية لشعب غزة” احتجاجًا داخل مكتب السيناتور الجمهوري جون ثيون، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، حيث رفعوا لافتات تحمل شعارات مثل “الحاخامات يقولون: احموا الحياة!” و”أوقفوا الحصار”.
هذا الاعتصام جرى عند الساعة 11:10 صباحًا، وأبرز الحاخامات خلاله مقتطفات من سفر “مراثي إرميا”، وهو نص ديني يتحدث عن حصار أورشليم القديمة، في إشارة رمزية للحصار الحالي على غزة. كما أنشدوا المزمور الثالث والعشرين بلحن تقليدي يستخدم في الجنازات اليهودية، في رسالة قوية تعبر عن ألمهم الإنساني وروحانياتهم المتصلة بالعدالة والسلام.
تدخلت شرطة الكابيتول واعتقلت الحاخامات، حيث أُخرجوا من مبنى مجلس الشيوخ، فيما وصفت الحاخامة أليسا وايز، المديرة المؤسسة لمنظمة “الحاخامات من أجل وقف إطلاق النار”، القضية بأنها مسألة حياة أو موت، مؤكدة أن “كل حياة مقدسة، لكن الأرواح الفلسطينية لا يُنظر إليها كذلك، وهذا وصمة على ضميرنا الإنساني الجمعي”، وأضافت: “نحن هنا لنؤكد قدسية حياة كل فلسطيني، وكل إسرائيلي، وكل واحد منا”.
جاء هذا التصعيد بعد يوم واحد من اعتقال ثمانية حاخامات آخرين خلال احتجاج نظمته منظمتا “T’ruah” و”New York Jewish Agenda” أمام القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، حيث طالب المتظاهرون بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، إنهاء الحرب، وإعادة جميع الرهائن المحتجزين.
في نيويورك، احتجزت قوات الأمن الحاخامات المعتقلين في سجن بمنطقة مانهاتن لأكثر من ساعتين قبل إطلاق سراحهم، حيث نشر الحاخام إيفان تريلور عبر حسابه على إنستغرام تأكيدًا على سلامته واستمراره في الدعوة لإنهاء المجاعة، وإعادة الرهائن، وتحقيق العدالة والسلام الحقيقي في المنطقة.
هذا التحرك يعيد إلى الأذهان احتجاجات مماثلة نظمها حاخامات يهود في الولايات المتحدة خلال العام الأول للحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، والتي طالبت بوقف إطلاق النار وحققت تغطية واسعة في وسائل الإعلام.
تأتي هذه التظاهرات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، التي يعاني سكانها من مجاعة حادة واحتياجات ماسة، حيث وقع خلال الشهرين الماضيين أكثر من 23,500 يهودي أمريكي، منهم أكثر من 750 حاخامًا، وأكثر من 100 مجمع يهودي ومنظمة على بيان تحت عنوان “Jews for Food Aid for People in Gaza”.
وعلى الصعيد الدولي، وقع أكثر من ألف حاخام من مختلف دول العالم رسالة مفتوحة تطالب إسرائيل بوقف استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، وهو اتهام ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة أمريكا الجوع في غزة حاخامات يهود دونالد ترامب عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة
إقرأ أيضاً:
إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال
طالب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الولايات المتحدة بالموافقة على تعويض إيران عن الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب التي اندلعت الشهر الماضي، وذلك في إطار تشديد طهران موقفها، وفرضها لشروط جديدة قبل استئناف المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، فقد قال عراقجي أن إيران لن توافق على "العمل كالمعتاد" في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، والتي انضمت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة على الرغم من أنها كانت تجري محادثات مع إيران.
وأضاف : "عليهم أن يفسروا لماذا هاجمونا في وسط المفاوضات، وعليهم أن يضمنوا أنهم لن يكرروا ذلك (خلال المحادثات المستقبلية). وعليهم أن يعوضوا (إيران عن) الأضرار التي تسببوا فيها".
وأشار عراقجي، وهو كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين في المحادثات مع واشنطن، إلى أنه تبادل الرسائل مع المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، خلال الحرب وبعد انتهائها، وأنه أبلغه بأنه من الضروري التوصل إلى "حل يرضي الطرفين" لإنهاء المواجهة المستمرة منذ سنوات بشأن برنامج إيران النووي.
وتابع: "الطريق المؤدي إلى التفاوض ضيق لكنه ليس مستحيلاً. أنا بحاجة إلى إقناع رؤسائي بأننا إذا ذهبنا للتفاوض، فإن الطرف الآخر سيأتي بعزم حقيقي للتوصل إلى اتفاق مربح للجانبين".
ونوه الدبلوماسي الإيراني، إلى أن ويتكوف حاول إقناعه بأن ذلك ممكن واقترح استئناف المحادثات؛ لكنه استدرك قائلاً: "نحن بحاجة إلى إجراءات حقيقية لبناء الثقة من جانبهم".