شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفدًا من السفراء المصريين الجدد المعينين في 27 دولة حول العالم؛ بمناسبة بدء مهامهم الدبلوماسيَّة في عواصم هذه الدول.
في بداية اللقاء، رحَّب الإمام الأكبر بسفراء مصر الجدد في مشيخة الأزهر الشريف، معربًا عن تهنئته لهم بتعيينهم سفراء لمصر فى الدول الموفدين إليها، وداعيًا الله تعالى أن يوفقهم في أداء مهمتهم الجديدة على النحو الأمثل.
وقال إن الأزهر الشريف منذ تأسيسه، لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة، وظل طوال تاريخه الطويل، رغم كل ما واجهه من تحديات، مؤدِّيًا رسالته لنشر رسالة الوسطية والاعتدال في مصر والعالم، دون تقصير أو تراخٍ، لافتًا إلى أن عمل الأزهر خارجيًّا لإيصال رسالته للعالم يقوم على عدد من المحاور، التي في مقدمتها الطلاب الوافدون؛ حيث يفتح الأزهر أبوابه لهم لدراسة العلوم العربيَّة والشرعيَّة عبر ما يخصصه من منحٍ دراسيَّةٍ لمختلف دول العالم، بجانب منحهم الحق مؤخرًا في دراسة الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من العلوم التطبيقيَّة.
الأزهر يفتح أبوابه لأئمَّة العالموأضاف أنَّ الأزهر كذلك يفتح أبوابه لأئمَّة العالم لتحصيل العلوم الأزهرية من منبعها، واكتساب مهارات مجابهة الفكر المتطرف والمتشدد في بلدانهم، عبر أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، بجانب افتتاح العديد من مراكز الأزهر لتعليم اللغة العربية في عدد من دول العالم؛ لتكون نواة لنشر اللغة العربية وتعزيز انتشارها في هذه البلاد، باعتبارها جزءًا أصيلًا من رسالة الأزهر الشريف.
الأزهر جزء أصيل من القوة المصرية الناعمة في الخارجوأكَّد الإمام الأكبر أن سفراء مصر في الخارج عليهم دور مهم في إيصال رسالة الأزهر على النحو الأمثل إلى البلدان التي يعملون فيها، عبر تذليل ما قد يطرأ من معوِّقات وصعوبات أمام بعثات الأزهر الشريف وخريجيه ومعاهده التعليميَّة ومراكزه لتعليم اللغة العربية في هذه البلدان، مشددًا على أنَّ النجاح في ذلك هو نجاح للدبلوماسيَّة المصرية في المقام الأول وإضافة قوية لها، كون الأزهر جزءًا أصيلًا من القوة المصرية الناعمة في الخارج، بما يمتلكه من عشرات الآلاف من الخريجين في مختلف دول العالم، وبما له من مئات المبعوثين وعشرات المعاهد التعليميَّة التي تهدف إلى تعزيز الفكر الأزهري الوسطي ومجابهة الأفكار المتطرفة حول العالم.
نشر منهج الوسطية والاعتدالوبيَّن أن الأزهر، بجانب دوره في نشر منهج الوسطية والاعتدال، مسؤولٌ أيضًا عن مواجهة الحملات الغربيَّة التي تهب علينا ما بين الفينة والأخرى، لفرض سلوكيَّات مرفوضة كالشذوذ وغيره، وهي الحملات التي تخصص لها التمويلات الضخمة، وتتعدد لها الأدوات والوسائل لفرضها عنوة على الدول الإسلامية، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ وإيمان بنظريات مختلفة تروِّج لفكر الهيمنة؛ مثل نظرية: "صراع الحضارات"، ونظرية "نهاية التاريخ"، وغيرها من النظريات التي تكرِّس لهيمنة العرق الأبيض، لافتًا إلى أنَّ هذه الحضارات التي تمارس هذه الهيمنة عادةً ما يأخذون حاجتهم حيث وجدوها دون أدنى اعتبار لغيرهم.
دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنة
أجمل دعاء فى الصباح.. ردده يسخر الله لك من يقضي حاجتك ويفرج كربتك
كما تطرَّق إلى الحديث عن مأساة غزة، وما يعيشه أهلها من معاناة لم نرَ مثلها في التاريخ المعاصر، مشيرًا إلى أن غزة، وعلى مدار ما يقرب من عامين كامليْنِ، تتعرَّض للإبادة بشتى الوسائل؛ كالقتل والتجويع والقصف والتهجير وغيرها، والعجيب أننا نجد من يبرِّر هذه المأساة الإنسانية، وهو ما أدِّى إلى فقدان من يبررونها الظهير الذي يستندون إليه من مزاعم حماية حقوق الإنسان وغيرها من الدعاوي الزائفة التي لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.
وأشار إلى أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم الدعم إلى غزة، والتعريف بما يعانيه أهلها من مأساة، بجانب إرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر "بيت الزكاة والصدقات"؛ باعتباره جزءًا من دور الأزهر تجاه نصرة إخواننا هناك.
تكريس قيم الحوار والتآخيمن جانبهم، أعرب سفراء مصر الجدد عن سعادتهم بلقاء الإمام الأكبر، وتقديرهم للدور الكبير الذي يقوم به فضيلته في نشر الوسطية والاعتدال، وتكريس قيم الحوار والتآخي، مشيرين إلى أنهم على دراية تامة بما يتمتع به الأزهر الشريف من مكانة مرموقة في مصر والعالم، معربين عن أملهم في أن يسهموا في تذليل ما قد يواجه الأزهر الشريف من معوِّقات في أداء رسالته والقيام بالدور المنوط به في مختلف دول العالم.
نصرة القضية الفلسطينيةوثمَّن السفراء الجدد الجهد غير المسبوق الذي يقوم به الإمام الأكبر لتطوير الأزهر الشريف، وتعزيز الدور التاريخي له، تلك المرجعية الإسلامية الوسطية، لمواصلة دورها المهم في التعريف بالفكر الإسلامي الوسطي، معبِّرين عن تقديرهم لدور الأزهر في نصرة القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال الضغط لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه، ولكن أيضًا عبر التوعية بدور الشعوب الحرة في نصرة إخواننا في فلسطين.
ضم الوفد السفير راجي محمد محمد الإتربي، سفير مصر لدى اليابان، والسفير أشرف محمد نبهان سويلم، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، والسفيرة أمل محمد عبد الحميد، سفير مصر لدى أرمينيا، والسفير عصام الدين عبد الحميد معوض، سفير مصر لدى الإمارات، والسفيرة نجلاء محمد نجيب أحمد، سفير مصر لدى السويد، والوزير المفوض حازم إسماعيل إبراهيم زكي (كوريا الجنوبية)، والوزير المفوض طارق فتحي محمد طايل (البرتغال)، والوزير المفوض عبيدة عبد الله أبوالعباس (إثيوبيا)، والوزير المفوض رامية شوقي عبد السلام (ناميبيا)، والوزير المفوض محمد عمر حسين عزمي (شيلي)، والوزير المفوض عمرو أحمد محمد الرشيدي (فرنسا)، والوزير المفوض وليد فهمي علي الفقي (قطر)، والوزير المفوض رشا حمدي أحمد حسين (مالاوي)، والوزير المفوض وليد عثمان كرم الدين علي (إيطاليا)، والوزير المفوض ريم زينهم عنتر زهران (أستراليا)
والوزير المفوض عبد اللطيف عبد السلام عبده (الجزائر)، والوزير المفوض محمد شحات محمد حسين (غينيا)، والوزير المفوض محمد عبد العزيز منير (النيجر)، والوزير المفوض محمد صلاح حسن قشطة (الصومال)، والوزير المفوض حنان عبد العزيز السعيد شاهين (رواندا)، والوزير المفوض محمد زكريا حسين (بوركينا فاسو)، والوزير المفوض أحمد سلامة السيد محمد (صربيا)، والوزير المفوض عبد الرحمن رأفت خطاب (جيبوتي)، والوزير المفوض مروة إبراهيم محمد يوسف (الكاميرون)، والوزير المفوض وائل فتحي بيومي أحمد (غانا)، والوزير المفوض مها سراج الدين مصطفى (زيمبابوي)، والوزير المفوض حازم محمد ممدوح محمود (جنوب السودان).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الأزهر سفراء مصر الجدد سفراء مصر رسالة الأزهر غزة القضية الفلسطينية الإمام الأکبر الأزهر الشریف سفیر مصر لدى دول العالم سفراء مصر ة الأزهر إلى أن
إقرأ أيضاً:
أطباء من أجل حقوق الإنسان لـعربي21: الاحتلال الإسرائيلي يمارس القتل الممنهج والتعذيب بالسجون
في الوقت الذي تتزايد فيه التقارير الدولية حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، كشفت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" (PHRI) عن معطيات خطيرة تؤكد أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل المعتقلات الإسرائيلية منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، اقترب من مئة أسير.
وأوضحت المنظمة أن "العنف الممنهج" و"الحرمان من الرعاية الطبية" داخل مراكز الاحتجاز كانا عاملين رئيسيين وراء هذا الارتفاع غير المسبوق في الوفيات.
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" ما ورد في التقرير، مشيرة إلى أن نتائج المنظمة "تتوافق تماما" مع ما وثقته الوكالة عبر مقابلات أجرتها مع أكثر من اثني عشر شخصا، تحدثوا عن إساءة معاملة الأسرى، والإهمال الطبي، والوفاة داخل السجون.
وفي هذا السياق أجرى موقع "عربي21" حوارا مع ناجي عباس، مدير قسم الأسرى في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل"، حول التقرير الصادم الذي أصدرته المنظمة مؤخرا بشأن أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
كشف عباس خلال الحوار عن أدلة طبية وشهادات مباشرة وتقارير تشريح تشير إلى أن الوفاة لم تكن حالات فردية، بل نتيجة سياسة ممنهجة تشمل التعذيب، الإهمال الطبي، التجويع المتعمد، إبقاء الأسرى مكبلين لأشهر، والإخفاء القسري لآلاف المعتقلين من غزة.
وفيما يلي نص المقابلة:
ما الإطار القانوني الذي تنظرون من خلاله إلى وفاة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية؟
من المهم التوضيح أن المظلة القانونية ليست الأساس عند الحديث عن استشهاد أي أسير أو سجين في أي مكان في العالم. فالدول التي تدعي احترام القانون ملزمة بتوفير ظروف احتجاز إنسانية ورعاية طبية مناسبة وفق القانون الدولي الإنساني، بغض النظر عن الصفة القانونية للمعتقل.
في التقرير الأخير، نتحدث عن نحو 100 شهيد خلال السنتين الأخيرتين: حوالي 68 معتقلا من قطاع غزة، و26 من الضفة الغربية والقدس وأراضي 48.
بعضهم معتقلون إداريون بلا لوائح اتهام، وآخرون من غزة محتجزون تحت ما يسمى بـ قانون المقاتلين غير الشرعيين الذي يتيح احتجاز الشخص لأجل غير معلوم دون تهم. الآلاف من سكان غزة بينهم مدنيون وأطباء وأطفال ونساء اعتقلوا بموجب هذا القانون، وعشرات منهم استشهدوا داخل السجون أو معسكرات الجيش.
والاختلاف في المظلة القانونية لا يعفي الاحتلال أبدا من التزاماته بتوفير بيئة إنسانية ورعاية طبية وحقوق أساسية منصوص عليها في القانون الدولي.
هل تعترف تل أبيب بأنها عذبت هؤلاء الأسرى حتى الموت؟ وهل تعترف حتى بوجودهم؟
الأعداد التي وردت في تقريرنا رسمية ومثبتة، بعضها حصلنا عليه مباشرة من السلطات الإسرائيلية وفق القانون الإسرائيلي. وبالتالي، حقيقة الاحتجاز والوفاة داخل السجون والمعسكرات أمر مثبت ومعترف به.
أما أسباب الوفاة، فالجيش الإسرائيلي يقدم روايات فضفاضة، مثل أن بعض المعتقلين وصلوا بإصابات من ساحة القتال، أو كانت لديهم خلفيات طبية غير معروفة. لكن هذه الادعاءات لا تبرر على الإطلاق هذا العدد الهائل من الوفيات.
وسياسة الإخفاء القسري التي انتهجتها إسرائيل خصوصا في الأشهر العشرة الأولى من الحرب، جعلت من المستحيل معرفة مصير مئات المعتقلين من غزة. هناك مئات اعتقلوا بشهادات شهود٬ لكن حتى اليوم لا نعرف مصيرهم. من المرجح أن العدد أكبر بكثير مما وثقناه.
إذا كيف رصدتم أسباب الوفاة؟ هل تمكنتم من توثيق نمط معين؟
نعم رصدنا نمطا واضحا يشير إلى قتل ممنهج٬ في بعض الحالات، تمكن أطباء العائلات من حضور التشريح بعد الوفاة، وفي عشر حالات نشرت في وسائل الإعلام تبين وجود آثار تعذيب واضحة: من كسور في الأضلاع٬ نزيف دماغي٬ آثار ضرب وعنف شديد.
كما رصدت حالات إهمال طبي صريح، حيث توفي معتقلون بسبب مشاكل طبية بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة، لكن سياسات منع العلاج أدت إلى استشهادهم.
ولدينا كذلك شهادات من أسرى كانوا شهودا على حالات قتل أو إهمال طبي، بالإضافة إلى ملفات طبية تابعناها شهورا قبل الوفاة مثل حالة الشهيد سميح عليوي الذي كان واضحا أنه يعاني من إهمال طبي متواصل حتى استشهاده.
ذكرتم أيضا أن الاحتلال رفض تقديم معلومات حول مئات المعتقلين. هل لديكم تقدير للعدد الحقيقي؟
مؤسستنا لا تجمع أعداد الأسرى، لكنها تتابع وضعهم الطبي. أما مؤسسة هاوكيد في القدس، فوثقت أن آلاف الفلسطينيين من غزة اعتقلوا منذ بداية الحرب.
وهناك 400 اسم على الأقل لعائلات أبلغت عن اعتقال أبنائها، بينما ينكر الجيش الإسرائيلي وجودهم.
هذا يعني أننا أمام مئات الأشخاص الذين لا يعرف مصيرهم حتى اليوم.
تقرير أسوشيتد برس نقل عنكم أن الأصفاد وحدها أدت إلى بتر أطراف معتقلين. كيف حدث هذا؟
نعم هذا دقيق تماما سياسة التكبيل المستمر كانت رسمية في الأشهر الثمانية الأولى. آلاف المعتقلين من غزة ظلوا مقيدين 24 ساعة يوميا، لأيام وأسابيع وأشهر متتالية.
في بعض الحالات تسببت الالتهابات الناتجة عن الأصفاد في ضرورة بتر الأطراف. هذا موثق بتقارير طبية وشهادات أسرى محررين وتقارير صحفية عالمية.
حتى أثناء تقديم العلاج الطبي، كان الأسير يزود بالعلاج وهو مكبل من اليدين والرجلين. هذه سياسة مكتوبة، وليست تصرفات فردية.
وهل وثقتم وفاة أسرى نتيجة الضرب المباشر والتعذيب داخل الزنازين؟
نعم الأرقام وحدها تكشف ذلك قبل الحرب، كان المعدل نحو حالتي وفاة كل سنتين. الآن نتحدث عن 50 حالة وفاة سنويا.
توزيع الوفيات على مختلف السجون ستيتمان (29 شهيدا)، كيتسعوت (16)، مجدو (7)، النقب، عوفر — يدل على أنها سياسة عامة وليست استثناءات.
أحد الشهداء كان عمره 17 عاما وتوفي بسبب سوء التغذية. هل التجويع سياسة رسمية؟
بالطبع التجويع سياسة رسمية٬ فالوزير إيتمار بن غفير أعلن ذلك علنا٬ كل الأسرى الذين زارهم محامو المنظمة٬ وهم أكثر من 300 أسير٬ اشتكوا من فقدان عشرات الكيلوغرامات من وزنهم.
حالة الشهيد وليد أحمد (17 عاما) مثال واضح. كان بصحة ممتازة قبل الاعتقال، واشتكى من الجوع المتواصل لأربعة أشهر وفق وثائق رسمية من مصلحة السجون.
حتى عندما أمرت المحكمة العليا قبل شهرين بوقف هذه السياسة، لم يغير بن غفير شيئا.
هل لديكم معلومات حول تشويه الجثامين أو سرقة الأعضاء وهو ما رأيناه في غزة؟
مؤسستنا لا تعمل داخل غزة، لذلك لا نملك توثيقا مباشرا٬ لكن المعلومات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة عن جثامين وصلت وهي مكبلة أو عليها آثار عنف تدعم ما وثقناه في السجون.
كما أوضحنا في تقريرنا أن آليات التحقيق الإسرائيلية غير جادة ولا تهدف للوصول إلى الحقيقة.
لم يحاسب أي جندي أو مسؤول رغم استشهاد عشرات الأسرى. لذلك ندعو إلى تحقيق دولي مستقل ومحاكمات خارج المنظومة الإسرائيلية. لا يمكن الوصول إلى الحقيقة أو محاسبة الجناة إلا عبر هذا المسار.