عربي21:
2025-06-03@14:34:38 GMT

من النتائج اللاحقة لحرب الإبادة

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

ربما بعد استفحال حرب الإبادة إلى الحد الذي وصلته في شمالي قطاع غزة، وبعد التمادي الوحشي، في التقتيل والتدمير في لبنان، إلى الحد الذي وصلته في الضاحية وصيدا والخيام وبعلبك وقرى الجنوب، أصبح من الضروري التوقف لقراءة العقل اليهودي الصهيوني، الذي يقوم بارتكاب هذه الجرائم الجماعية الوحشية، ضد المدنيين.

إنها قراءة تتساءل ما هذا العقل، وما هذه الأيديولوجية، وما هذه الأهداف وراءها؟ والمشكل ليس في ارتكابها والاستفحال فيها فحسب، وإنما أيضا في الفرض على العالم كله ضميرا عالميا، ونظاما عالميا، وقوانين دولية بأن يتقبل أو يغطي ويسكت على هذه الجرائم وجعلها مبررة، ومسموحا بها في الحروب والصراعات الدولية.



لا بدّ من أن يُتهم العقل الذي يسمح لنفسه بارتكاب هذه الجرائم، كأنها أمر طبيعي، ولا خلاف بأنه عقل عنصري شاذ إجرامي، يخرج عن كل ما هو إنساني وقانون دولي، ويدفع بالعالم إلى سيادة قانون غاب، زاد في وحشيته عن أي قانون غاب عرفه تاريخ كرتنا الأرضية.

العقل العنصري، قد يولّد، بالضرورة، نقيضه العنصري. على أن المشكلة الأشد خطورة، لا تقتصر على عقل مرتكبي هذه الجرائم وأخلاقهم وحدهم، واستهتارهم بكل البشر، وإنما أيضا في الفرض على من يدّعون تمثيلهم من يهود العالم "السكوت"، أو تقبّل ارتكاب جرائم إبادة
وبكلمة، هذا العقل العنصري، قد يولّد، بالضرورة، نقيضه العنصري. على أن المشكلة الأشد خطورة، لا تقتصر على عقل مرتكبي هذه الجرائم وأخلاقهم وحدهم، واستهتارهم بكل البشر، وإنما أيضا في الفرض على من يدّعون تمثيلهم من يهود العالم "السكوت"، أو تقبّل ارتكاب جرائم إبادة، على مشهد، وبالصورة والصوت، أمام الإنسانية أطفالا ورجالا ونساء.

فالمشكلة الأشدّ خطورة أيضا، استعادة ما عُرِف من بغضاء أوروبية وعالمية ضد ما عُرِف بالسامية، وذلك بتوريط العالم بالسكوت عليهم. فمرتكبو هذه الجرائم يحملون هويّة يهود، وفي كيان يعتبر نفسه الدولة القومية لكل يهود العالم. هذه المشكلة يتجاهلها نتنياهو، وأصحاب القرار الذين يرتكبون جرائم الإبادة.

وهنالك مشكلة شديدة للغاية، وربما أشد من السابقة، هي تبني أمريكا والدول الغربية لتغطية جرائم الإبادة، واستمرار دعم الجيش الذي يرتكبها بالسلاح والذخائر والأموال والتغطية السياسية، الأمر الذي سيترك أثره المدمّر في سمعة الحضارة الغربية، وما تحاول أن تعمّمه من قِيَم وحداثة ونظام عالمي، خصوصا وهي في خضم حرب باردة عالمية ثانية.

المشكلتان لا تخفيان من ناحية خطورتهما، وأثرهما المستقبلي شديد السلبية على الملايين الذين ينتسبون لليهودية والمسيحية الغربية، وذلك بسبب الارتباط بين الكيان الصهيوني والحكومات الغربية بما يُرتكب من جرائم
هاتان المشكلتان لا تخفيان من ناحية خطورتهما، وأثرهما المستقبلي شديد السلبية على الملايين الذين ينتسبون لليهودية والمسيحية الغربية، وذلك بسبب الارتباط بين الكيان الصهيوني والحكومات الغربية بما يُرتكب من جرائم، ومن ثم السكوت على ارتكابها لعام كامل وشهر، والحبل ما زال على الجرار.

ثم هنالك بُعد استراتيجي سياسي وعسكري وحضاري، ستدفع أمريكا وحلفاؤها -طبعا بلا أسف- ثمنه في الصراع الدولي ضد الصين على الخصوص، وذلك حين تنخرط أمريكا وحلفاؤها في حرب قتل جماعي وتطهير عرقي، إلى جانب الكيان الصهيوني مرتكب جرائم الإبادة والعدوانين على غزة ولبنان، عسكريا. وقد دحر إلى الخلف أولوية الصراع الأمريكي ضد الصين، التي تتهيّأ لاحتلال مركز الدولة الكبرى رقم 1 في العالم.

والأسوأ أنهما كرسّتا الاستهتار بالقانون الدولي، وبكل القِيَم الإنسانية العليا، مما يتهدّد العالم بفوضى عالمية، تحوّل الحياة الدولية إلى جحيم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة لبنان لبنان غزة القانون الدولي ابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الجرائم

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!

أنقرة (زمان التركية) – زعمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، يتعرض لتهديد من الجماعات المتطرفة، مفيدة أن سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد قد تقع في غضون أسابيع.

وأفادت واشنطن بوست في تقريرها أنه في الوقت الذي يرسم في الشرع صورة القائد الذي يسعى للتقارب مع الغرب فإن “الجماعات السنية المتطرفة” بدأت تشكل تهديد للإدارة الجديدة.

وأضافت واشنطن بوست أن الشرع الراغب في الحصول على دعم تركيا والولايات المتحدة وضع مسافة بينه وبين العناصر المتطرفة وهو ما جعله هدفا للجماعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي والكيانات المشابهة.

وتشير المصادر الإعلامية المحلية إلى أن هجمات الساحل السوري التي استهدفت العلويين في مارس/ آذار الماضي راح ضحيتها 1300 شخص على الأقل من بينهم 973 مدنيا خلال بضعة أيام، وأن الدروز والمسيحيين يتعرضون للعنف المذهبي المتزايد في الآونة الأخيرة.

وكان الشرع قد أشاد برفع جزء كبير من العقوبات الأمريكية على سوريا عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطلع مايو/ آيار المنصرم.

ووصف الشرع هذا التطور “بالقرار التاريخي والشجاع”، مفيدا أنه خطوة تبعث بالأمل لإعادة إعمار سوريا.

وذكرت واشنطن بوست أن هذا التقارب دفع الجماعات المتطرفة لاستهداف الشرع. وأصدر أبو محمد المقدسي، أحد أبرز ممثلي الجهاد السلفي” فتوى بتكفير الشرع.

وفي تصريحاته خلال الأسبوع السابق، أفاد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن سوريا أصبحت ساحة للجماعات الجهادية، محذرا من أن سوريا قد تٌساق في عضون أسابيع لإنهيار تام وأجواء حرب أهلية من جديد.

هذا وأوضحت واشنطن بوست أن سوريا قد تعود للحرب الأهلية من جديد قبل تحقيق الأمل في الاستقرار بقيادة الشرع.

Tags: أحمد الشرعالتطورات في سورياالعقوبات الأمريكية على سوريادونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • وقفة احتجاجية لنزلاء الإصلاحية المركزية بالضالع نصرةً لغزة
  • جامعة الحديدة تدين جرائم الاحتلال في غزة بوقفات احتجاجية حاشدة
  • كفى نفاقا.. أنه وقت العمل لوقف الإبادة الجماعية
  • الاحتلال يحتجز رئيس هيئة مقاومة الجدار والمتضامنين بالضفة الغربية
  • الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تعقد برنامج تدريبي لكوادر القطاع المصرفي
  • محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين
  • بدء محاكمة الشيخة حسينة غيابيا في بنغلادش بتهمة استهداف المتظاهرين
  • واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!
  • المتة.. مشروب النجوم الذي يشعل حماس ميسي وسواريز ويغزو ملاعب العالم