ملتقى «بيبان 24» بالرياض يستعرض اتجاهات الذكاء الاصطناعي والتمويل
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الرياض ـ «عمان»: ناقشت جلسات مسرح التجارة الإلكترونية، ضمن فعاليات ملتقى بيبان 24، الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» في الرياض، مجموعة من الموضوعات المتخصصة لرواد الأعمال والمهتمين، تناولت قصص نجاحهم في جذب الاستثمارات، والتعاون الابتكاري في حلول الذكاء الاصطناعي، وإستراتيجيات التسويق الرقمي.
وتناولت الجلسات موضوعات متنوعة، كالمهارات والتواصل لتحقيق النجاح، واستعراض إستراتيجيات التسويق الإبداعي لتعزيز الولاء للعلامة التجارية، وكيفية مواكبة تحولات التجارة الإلكترونية للسلع الاستهلاكية لبناء مستقبل متعدد القنوات، وتعزيز تجربة الزبائن باستخدام البيانات وأثرها على مستقبل التجارة الإلكترونية.
وتستفيد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة من بينها الشركات العمانية من مشاركتها في جلسات استخدام التقنية المتقدمة لتسهيل التجارة الإلكترونية، ورحلة التحول الرقمي لقطاع خدمات توصيل الطعام، وتقديم تجربة زبائن متميزة وشاملة. وشهد مسرح التجارة الإلكترونية نقاشات معمقة حول تعزيز الولاء للعلامة التجارية، من خلال إستراتيجيات تعتمد على البيانات، وكيفية تعزيز العلامة التجارية من خلال منصة X.
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم
شهد اليوم الأول من ملتقى «بيبان 24»، توقيع أكثر من 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وإطلاق العديد من المبادرات الريادية والتمويلية بقيمة مالية تجاوزت 18 مليار ريال سعودي، وذلك بهدف دعم ريادة الأعمال في مختلف المجالات، وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي لريادة الأعمال ومنصة متميزة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ووقعت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» اتفاقيات تعاون مع عدد من البنوك المحلية، إذ شملت اتفاقيات مع بنك الرياض لتقديم محفظة تمويلية بقيمة 3 مليارات ريال، كما تم الاتفاق مع مصرف الراجحي على محفظة تمويلية بقيمة 2.9 مليار ريال، إضافة إلى بنك البلاد بمبلغ 2.85 مليار ريال، وبنك الجزيرة بمليار ريال، ومصرف الإنماء بقيمة 800 مليون ريال، والبنك السعودي الفرنسي بقيمة 700 مليون ريال، وشركة عبداللطيف جميل بقيمة 25 مليون ريال؛ تهدف هذه المحافظ التمويلية إلى تعزيز قدرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في الحصول على الدعم المالي اللازم لمشروعاتهم، بما يسهم في تحفيز نمو هذا القطاع المهم للاقتصاد الوطني.
أما في مجال تعزيز التمويل وتوسيع فرص الدعم للمشروعات، شهد كذلك اليوم الأول مجموعة من الإعلانات؛ إذ أعلن البنك الأهلي السعودي محفظة تمويلية بقيمة 3 مليارات ريال، والبنك السعودي الأول عن محفظة تمويلية بقيمة مليار ريال، بالإضافة إلى إعلان البنك العربي الوطني عن محفظة تمويلية بقيمة 1.1 مليار ريال إلى جانب إطلاق منتج تمويل التجارة الإلكترونية بقيمة 500 مليون ريال.
وأبرمت «منشآت» عدة اتفاقيات محلية ودولية، شملت مذكرة تفاهم مع وزارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة الكورية؛ للتعاون في مجال التصنيف التقني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا في قطاع التقنية المالية، بالإضافة إلى برنامج لدعم المشروعات الابتكارية بالتعاون مع الشركات الكبرى من كلا البلدين، بما يسهم في تبادل المعرفة والتكنولوجيا بين الجانبين، إلى جانب المشاركة في الفعاليات الريادية المشتركة؛ مثل ملتقى بيبان ومؤتمر «Comeup» الكوري.
كما وقعت «منشآت» اتفاقية مع جمعية الامتياز التجاري الكورية، بهدف تسهيل تبادل 50 علامة تجارية بين البلدين، وتوفير الدعم اللازم لنجاح هذه العلامات في الأسواق الجديدة، بالإضافة إلى المشاركة في معارض الامتياز التجاري؛ مثل معرض الامتياز السعودي ومعرض الامتياز الكوري، وتقديم برامج تدريبية وخدمات استشارية متخصصة للعلامات التجارية الكورية الراغبة في التوسع محليًا ودوليًا.
أعلن بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة عن تخصيص مليار ريال لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال الربع الرابع من عام 2024، وذلك عبر نماذج التمويل المعتمدة بالتعاون مع شركاء البنك، إضافةً إلى تدشين برنامج تمويل مخصص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع التعليم بالتعاون مع وزارة التعليم والشركاء من البنوك التجارية، وكذلك أعلن برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (كفالة) تخصيص مبلغ 350 مليون ريال لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر إصدار ضمانات تمويلية مع شركاء البرنامج.
وشهد الملتقى توقيع مذكرة تعاون بين «منشآت» و«SME Corporation Malaysia»، ويهدف التعاون مع الجانب الماليزي إلى تسهيل الوصول إلى الأسواق من خلال برامج وخدمات متنوعة، وتبادل المعرفة من خلال مبادرات نقل وتبادل الخبرات في مجال الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تبادل العلامات التجارية المانحة للامتياز التجاري بين الطرفين، كما تم توقيع مذكرة تعاون مع شركة تطوير الامتياز التجاري الماليزية «بيرناس» لتقديم برامج تدريبية وخدمات استشارية، والمشاركة في معارض الامتياز بين البلدين، وتبادل الخبرات المتعلقة بالدراسات وآليات دعم الامتياز التجاري.
وعلى صعيد التعاون مع أوروبا، أبرمت «منشآت» مذكرة تعاون مع وكالة إستونيا لتطوير الأعمال والابتكار، بهدف تصميم 3 برامج تعليمية متخصصة في الابتكار وريادة الأعمال تستهدف الطلاب في المرحلتين الثانوية والجامعية، بالإضافة إلى برامج تدريبية لتطوير المهارات والكفاءات، بما يسهم في تسريع نمو الشركات الناشئة.
وتعزيزًا للفرص الاستثمارية، أعلنت «منشآت» عن 10,000 فرصة استثمارية بالتعاون مع منصة «استثمر في السعودية» ومنصة «فرصة»، بالإضافة إلى الجهات الشريكة؛ مثل المركز الوطني للقطاع غير الربحي ومنصة «تسعة أعشار»، كما أعلنت «منشآت» عن إطلاق برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «كفالة» بقيمة 450 مليون ريال، لتوفير ضمانات تدعم استمرارية المشروعات وتسهيل الوصول للتمويل.
وعلى الجانب الدولي، شهد اليوم الأول للملتقى الإعلان عن استضافة المملكة نهائيات مسابقة الشركات الناشئة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأول مرة، بالتعاون مع «London Business School»، والتي تستهدف الشركات الناشئة في المنطقة. كما أطلقت «منشآت» بالتعاون مع «Babson College» تقرير (GEM) الذي يستعرض الإنجازات والفرص المتاحة في المملكة، بالإضافة إلى تقرير يسلط الضوء على مشاركة رائدات الأعمال في تطوير الاقتصاد المحلي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: للمنشآت الصغیرة والمتوسطة المنشآت الصغیرة والمتوسطة التجارة الإلکترونیة الامتیاز التجاری الشرکات الناشئة بالإضافة إلى بالتعاون مع ملیار ریال ملیون ریال تعاون مع من خلال
إقرأ أيضاً:
هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.
واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.
هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.
ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.
من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلاتويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.
لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".
إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعةوإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.
ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.
لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.
أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.
وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.
رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.
لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.
هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.
وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.
مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.
إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.
وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.