أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
وطن حين تستدير نحوه
تشعر أن كل الأشياء ملكك وبين يديك
وحين تُعْرض
فكأنما فاتك كل شيء
و في سابق حديث ذكرنا أن حكومة جو بايدن تحاول حسم ملف الحرب في السودان و تقوم بتحركات متسارعة تسابق بها الوقت الذي أصبح كل يوم فيه يجعل عقارب الساعة تنبض بالأمل عند الذين ينشدون سلاما في السودان حتى وأن كان العد تنازليا
فزيارة توم بيرييلو الي بورتسودان تكشف ان الرجل جاء ليناقش أهم النقاط الحاسمة مع الفريق البرهان وان الإجتماع الذي جمع بينهما لم يتم لطرح إقتراحات ناعمة كما افصح المجلس الإنقلابي لأن القضية بكل المقاييس تجاوزت الطلب والرجاء وذلك لعلم امريكا أن البرهان غير جدير بالثقة فيما يتعلق بالعهود
ويبدو أن بيرييلو اوضح للجنرال أنهم بصدد حسم هذا الملف قبل مغادرتهم البيت الأبيض اما بالتفاوض او التدخل لذلك تحدثنا عن أن التحركات الدولية بما فيها زيارة خمسة مسئولين وسفراء الي البرهان في غضون اسبوع واحد، ربما تثمر عن نتائج قبل تلويحة بايدن الأخيرة لباحة البيت الأبيض
و معهد Quincy في واشنطن نشر تقريرا
تساءل فيه عما قد يتغير في العلاقات السياسية لواشنطن مع مختلف البلدان الأفريقية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على توازن الهيمنة الأمريكية مقابل سياسات ضبط النفس ، لتأتي الإجابات من عدد من المختصين يأن الولايات المتحدة تميل الى النظر إلى القارة من خلال عدسة مكافحة الإرهاب، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك بحلول 21 يناير 2025 ، أي لن تتغير ملامح نظرتها بمغادرة بايدن وحلول ترامب
ولكن حسب التقرير إن إدارة بايدن ربما تخشى من أن أفريقيا ستكون على الأرجح من أقل المناطق التي سيفكر بها ترامب وفريقه ، وهذا مايعني ضرورة ووجوب سعيها واهتمامها لحسم ما قد تهمله ادارة ترامب
ويتخوف التقرير ايضا من أن تحاول إدارة ترامب دعم طرف معين ( من يكسب الحرب ) في الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
لذلك تريد أن تختصر مسافات الطريق قبل العبور بمنعطافات مستقبلية ، ربما تطيل أمد الحرب ويدخل السودانيون في دوامة الأنفاق المظلمة لقطار الإنتظار، سيما أن الوضع الإنساني كارثي للحد الذي جعل المنظمات الدولية تدعم بشدة المشروع البريطاني وتسعى بتكاتف دولي للقفز فوق العقبة التي وضعتها روسيا ولكن يبقى السؤال ما هو اقصى مايمكن أن تبذله ادارة جوبايدن لتحقيق اهدافها قبل ان تدخل مرحلة مخاض الرحيل دون أن يشهد مهد الوداع ميلاد سلام في السودان!!
فما الذي يمكن أن تفعله ما بعد الفيتو الروسي !! إجابة قد نجدها في حديث السفير علي الجندي في حديثه لراديو دبنقا حول ماهية خيارات الحل
ويرى الجندي إن هناك ثلاثة خيارات الأول أن تقوم امريكابعمل إختراق في جلسة مجلس الأمن الثانية في ديسمبر القادم
والخيار الثاني يتمثل في اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح قضية السودان أمامها كنوع من الضغط لمجلس الأمن أسوة بسابقة عام 1950 خلال الحرب الكورية حيث استخدم الاتحاد السوفيتي حينها حق الفيتو لمنع ارسال قوات تحت مظلة الأمم المتحدة إلى كوريا وفي أعقاب ذلك دعت الدول الغربية الى عقد دورة استثنائية خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1950 تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلم» تمّ فيها اتخاذ القرار رقم 377، بتصويت 52 ضدّ 5 أيّ بأغلبية الثلثين، جاء فيه أنه في حالة قيام عضو دائم في مجلس الأمن بعرقلة اتخاذ قرار يتعلق بالأمن والسلم الدوليين فإنه يحق لدورة خاصة للجمعية العامة تجاوز ذلك باتخاذ قرارات بأغلبية الثلثين تكون لها قوة قرارات مجلس الأمن
، ومن ضمنها الصلاحيات الممنوحة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وقد تمّ بموجب هذا القرار إرسال قوات للأمم المتحدة الى كوريا
اما الخيار الثالث هو أن يعقد الإتحاد الافريقي اجتماعا غير عادي للنظر في الوضع الراهن في السودان وإحالة ما يتم التوصل إليه من توصيات إلى مجلس الأمن للبت في الموضوع).
لهذا فإن الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت على الصعيد الدولي سيما أن ثمة تحركات سياسية دولية واقليمية تجرى لمساعدة امريكا وبريطانيا لقلب الطاولة
فقد يتغير مسار الرياح فالسماء بالرغم من أنها أبرقت وأرعدت أحلاما للسلطة الإنقلابية وفلولها ولكنها قد تمطر بعيدا عن أرض الأمنيات الكذوبة.
طيف أخير :
#لا_للحرب
يونيسف: ما لا يقل عن 13 مليون طفل سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024
ربما تكون هذه إجابة مقصودة على الجنرال الذي نفى وجود المجاعة في السودان.
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما
▪️هنالك تفكير لنخبة كبيرة من المثقفين وخريجي الجامعات وبعض القيادات بأن صف (حكومة الانقاذ وبعض الأحزاب الكبيرة طويلا) لذلك تجدهم مثل “لاعبي كرة القدم” في تنقلات مستمرة.
رغم عدائي الصريح للمليشيا إلا ان خطوتها في عدم استيعاب هذه التنقلات التي أتتها مثل (طبيق، وداحمد، بقال، الربيع، خالد، وآخرين) هو تفكير متقدم ولا أظن هو تفكيرها (أي المليشيا) رغم أن الذين أتت بهم لا يمثلون سوى (خط الإمارات العلماني والديانة الابراهيمية).
▪️كثير من الطبّالين (المستشارين والناشطين والضباط الذين خانوا القسم) كانوا يظنون بأنهم سيأتون فوق رؤوس (أم كعوكات) ويكونوا حكامًا ومسؤلين لكن وجدوا الصف ليس طويلًا فقط بل يستوعب (شخصيات لها باع طويل في العمالة والارتزاق)، لأن الإمارات هي التي تدفع المرتبات لذا تعيّن من تراه مناسبًا لخدمة مشروعها.
قريبًا وكل الذين تحدثوا عن ظلهم وظلم قبائلهم وانتقدوا حكومة تأسيس الإماراتية سيلتحقون بركب (زايلي ونعيمكي زايل).
▪️سؤال جوهري؟؟. هل تفتكرون أن “عبدالعزيز الحلو” سيكون نائبًا لحميدتي إلا إذا كان هو يعرف موضوع الذكاء الاصطناعي! وهو الذي رفض استبداله في المفاوضات؟
لماذا تم ابعاد عبدالرحيم دقلو واعتذار حميدتي وكل الأسرة تم سحب البساط منها؟
لماذا أم كعوكات المقاتلين تخلوا عنهم كحفاظات الأطفال المستعملة وتم رميها بعيدًا؟
نذكركم (اليسار) قال ماقدمه لنا حميدتي عجزت عنه بندقيتنا منذ 40 عامًا ارجعوا لتصريحات قحت 2022م!
▪️قادة المظاهرات قالوا بأن الدعم السريع سيكون سلم ومرحلة وسوف تختفي، الذاكرة مليئة بكل التصريحات، الآن حميدتي يعتذر وبالمنطق لا يمكن أن يكون راعي أو تاجر حمير رئيسًا لأي كيان. وعبدالرحيم قيل بأنه مصاب ولا استبعد أن تتم تصفيته لأنه (غبي) وحياته خطر على الآخرين فهو نفس عقلية (جوج ماجوج و ابو جود وبرشم وجلحة وقرن شطة) لا يختلف عنهم، فهو كرت وسيتم حرقه طالما وصلت تأسيس للنهايات التي تجعل العالم بين معترف ورافض.
▪️حراك الرباعية وتوقف الحرب بأطراف كردفان وانسحابات لبعض جنود المليشيا يوم أمس والأيام القادمة من كردفان سيعكس وضعًا جديدًا بإقليم دارفور، تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما:
1. إما قبول الاتفاق مع المليشيا.
2. أو الرباعية ستعترف بحكومة تأسيس.
وحتى حكومة تأسيس التي تم تعيينها ربما كثير منهم يجد نفسه ك (ياسر عرمان) بعد انفصال الجنوب، وهو شبيه بالنموذج الليبي، أما انشغال حكومة بورتسودان وتوقف عمليات الجيش بكردفان تعني بأن هنالك شيئًا يُدار تحت التربيزة ونسأل الله أن تكون العواقب سليمة.
جنداوي