هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.
وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.
وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.
وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".
ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.
وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.
وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.
ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.
وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".
إعلانوأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات جیش الاحتلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
استطلاع رأي لـ جالوب : تراجع حاد في تأييد الأمريكيين لـ إسرائيل
كشف استطلاع جديد أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أن نسبة تأييد الأمريكيين للحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث أيد 32% فقط من المستطلعين استمرار الحرب، مقارنة بـ50% في نوفمبر الماضي.
وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أُجري بين 7 و21 يوليو الجاري، فإن نسبة التأييد بين الناخبين الديمقراطيين هبطت من 36% إلى 8% فقط، ما يعكس حالة استياء متزايدة داخل القاعدة الديمقراطية تجاه السياسات الإسرائيلية، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة.
في المقابل، حافظ الناخبون الجمهوريون على تأييدهم المرتفع لإسرائيل، إذ عبر 71% منهم عن دعمهم للعدوان الإسرائيلي علي القطاع، وهي نفس النسبة التي سجلت في نوفمبر 2023، مما يعكس أوسع فجوة حزبية تسجلها جالوب بشأن الصراع.
ويأتي هذا التراجع في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة من الحزب الديمقراطي، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا انخفاضًا كبيرًا في شعبية نتنياهو وتنامي الرفض داخل الأوساط الديمقراطية للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران.
يذكر أن الاستطلاع تم بالتزامن مع زيارة رئيس وزراء الاحتلال لواشنطن، وقبيل تفاقم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في غزة، حيث تشير المعطيات إلى تآكل الدعم التقليدي الذي كانت تحظى به إسرائيل، لا سيما في أوساط الليبراليين الأمريكيين.