في عالم تتسارع فيه التغيرات السياسية والاقتصادية، تبرز العلاقات المصرية الصينية كحلقة وصل حيوية تعزز التعاون بين الشرق الأوسط وآسيا. 

وخلال الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للشباب ، ألقت الصحفية والباحثة مونيكا عياد، الأمين العام للعاملين بجريدة الوفد، كلمة تعكس عمق هذه العلاقات وتسلط الضوء على تحديات المنطقة.

من خلال التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين.

وشددت خلال كلمتها على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل مشترك، مما يعكس رؤية جديدة قائمة على التعاون والتفاهم بين الثقافات، وقالت :"أن المنتدي يهدف لتعزيز التعاون العربي الصيني لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في الشرق الأوسط"
 بدأت "عياد" كلمتها بالتعبير عن امتنانها لرئيس جمهورية الصين والحزب الشيوعي الصيني على تنظيم هذه المبادرة المتميزة، مشيرةً إلى أن المنتدى يمثل منصة حيوية لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية. وأكدت أن الهدف المشترك هو "تقديم المساهمة الشبابية في بناء المجتمع العربي الصيني نحو عصر جديد".

سلطت "عياد" الضوء على التحديات الجيوسياسية التي تواجهها مصر، معتبرةً إياها رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت إلى آثار الحروب والنزاعات في السودان وغزة وليبيا، وتأثير التوترات في البحر الأحمر  على قناة السويس، التي تُعتبر أحد المصادر الرئيسية للدخل للاقتصاد المصري.

على الرغم من هذه التحديات، أكدت ممثلة الوفد أن مصر تتعامل بحكمة ودبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة إلى صراعات مدمرة، مشددةً على الدور المحوري الذي تلعبه الصين في دعم مصر من خلال تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات.

شراكة استراتيجية

تحدثت" عياد" عن العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مشيرةً إلى أنها بدأت في 30 مايو 1956 عندما أصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وأوضحت أن هذه العلاقات شهدت تطورًا مستمرًا في مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد.

على الصعيد السياسي، أكدت عياد وجود تعاون وثيق بين البلدين في القضايا الدولية والإقليمية، حيث تدعم مصر سياسة "الصين الواحدة" وتؤيد جهود الصين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

الاستثمارات الصينية في مصر

وذكرت عياد أن الاستثمارات الصينية في مصر شهدت نموًا ملحوظًا، حيث تُعتبر الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ 11 عامًا. وأشارت إلى مشاريع كبيرة، مثل بناء أطول مبنى في إفريقيا في العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى تنفيذ أول خط سكك حديدية كهربائي خفيف يربط بين القاهرة والعاصمة الإدارية.

كما تناولت الاستثمارات الصينية في تحديث شبكة الكهرباء، مما يعزز كفاءة الطاقة في البلاد، وتوسيع التعاون في المجالات التكنولوجية، وأضافت ان الاستثمارات الصينية بمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري،  جعلت مصر رابع دولة كأكبر منتج للألياف الزجاجية في العالم، بالإضافة إلى مشاريع كبيرة لتحديث شبكة الكهرباء في مصر، مما يعزز من كفاءة واستدامة الطاقة في البلاد.

وأضافت أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تعتبر مصر بوابة تجارية للصين في إفريقيا.
 

القضية الفلسطينية

في سياق حديثها عن الموقف العربي، أكدت "عياد " أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للدول العربية. وأشادت بموقف الصين الداعم لحقوق الفلسطينيين ومبدأ حل الدولتين، معتبرةً أن هذا الموقف يتماشى مع الرؤية العربية للحل السلمي القائم على حدود 1967.

اختتمت " عياد" كلمتها بالتأكيد على العناصر المشتركة بين حزب الوفد المصري والحزب الشيوعي الصيني رغم اختلاف الأيديولوجيات ، مشيرةً إلى التاريخ العريق لكل منهما ودورهما في تحقيق الاستقلال الوطني. وأكدت أن كلا الحزبين يسعيان لتحقيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتحسين حياة المواطنين، مما يعكس التزامهما بالتنمية المستدامة.

وفي هذا اللقاء سلطت ممثلة الوفد الضوء على أهمية تعزيز التعاون العربي الصيني، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل للمنطقة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلاقات المصرية الصينية الشرق الأوسط الوفد الاستثمارات الصینیة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد

صراحة نيوز-

الصين تقدم دعماً مالياً سنوياً للآباء بهدف رفع معدلات المواليد

أعلنت الحكومة الصينية عن برنامج دعم مالي جديد يقدّم للآباء مبلغ 3600 يوان سنوياً (نحو 500 دولار أميركي) عن كل طفل دون سن الثالثة، في أول مبادرة دعم على المستوى الوطني تهدف إلى مواجهة التراجع المستمر في معدلات المواليد.

ويأتي هذا الإجراء بعد نحو عقد من إلغاء سياسة الطفل الواحد التي تبناها الحزب الشيوعي الصيني سابقاً، والتي استمرت لعقود وأثارت جدلاً واسعاً. ومن المتوقع أن تستفيد من هذه الإعانات نحو 20 مليون أسرة، لتخفيف الأعباء المالية المرتبطة بتربية الأطفال، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

البرنامج، الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، سيتيح للأسر الحصول على ما يصل إلى 10800 يوان (حوالي 1500 دولار) لكل طفل على مدار ثلاث سنوات. كما سيُطبّق بأثر رجعي اعتباراً من بداية عام 2024، ما يسمح للأسر التي أنجبت أطفالاً بين عامي 2022 و2024 بالتقدم للحصول على إعانات جزئية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع تبذلها الحكومات المحلية لتحفيز الإنجاب، إذ بادرت مدينة هوهيهوت في شمال الصين في مارس الماضي بتقديم دعم مالي يصل إلى 100 ألف يوان للأزواج الذين لديهم ثلاثة أطفال أو أكثر، فيما تمنح مدينة شنيانغ في شمال شرقي البلاد 500 يوان شهرياً للعائلات التي لديها طفل ثالث دون سن الثالثة.

وفي تطور إضافي، دعت بكين الأسبوع الماضي الحكومات المحلية إلى تطوير خطط لتوفير التعليم المجاني لمرحلة ما قبل المدرسة، في محاولة لتقليل التكاليف المرتبطة بإنجاب الأطفال.

وتُعتبر الصين من بين الدول الأعلى تكلفة لتربية الأطفال، إذ تشير دراسة صادرة عن معهد يووا لأبحاث السكان إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل حتى سن 17 عاماً يبلغ نحو 75,700 دولار أميركي.

وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة في يناير 2025، شهدت الصين انخفاضاً في عدد السكان للعام الثالث على التوالي، إذ سُجل 9.54 مليون مولود جديد في عام 2024، بزيادة طفيفة عن العام السابق، إلا أن العدد الإجمالي للسكان البالغ 1.4 مليار نسمة واصل التراجع، وسط تزايد مخاوف بكين من شيخوخة سريعة وركود ديموغرافي متصاعد.

مقالات مشابهة

  • شراكة استراتيجية بين مصر والبرازيل لتطوير الأنظمة الرقابية وتبادل الخبرات في مجال الدواء
  • نوفاك وعبد العزيز بن سلمان.. شراكة استراتيجية لضمان استقرار النفط العالمي
  • سلسلة تصنيع سيارة كهربائية خلال 4 ساعات.. نموذج للتنمية الإقليمية المنسقة في الصين
  • الإمارات وإيطاليا توقعان اتفاقية شراكة استراتيجية لمكافحة الفساد
  • التكامل بين الشركات الناشئة والكبيرة.. شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع التجارة والتجزئة
  • موسكو وبكين تعززان التنسيق البحري في مواجهة التحديات الإقليمية
  • إي آند بيزنس وماونتن ڤيو يوقعان شراكة استراتيجية لتقديم حلول المدن الذكية
  • دفاع النواب: تعزيز العلاقات المصرية البريطانية يعكس رؤية استراتيجية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة
  • مصر وبريطانيا نحو شراكة استراتيجية.. وعبد العاطي يطالب لامي بضغط دولي لوقف عدوان غزة
  • الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد