سلّط تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الضوء على الإستراتيجيات التي يتبعها صناع السيارات الكهربائية الصينيون في أوروبا، حيث تُعتبر القارة الأوروبية سوقا حيوية وطموحا لمصنعي السيارات الكهربائية في الصين، رغم التحديات المتزايدة التي يواجهونها.

التقرير يشير إلى أن أوروبا ليست فقط سوقا مربحة، ولكنها أيضا ساحة اختبار لطموحات العلامات التجارية الصينية في اقتحام الأسواق العالمية.

تعريفات وعوائق تجارية

وفرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية كبيرة على السيارات الكهربائية الصينية تصل إلى 45%، وذلك بناء على تحقيقات للمفوضية الأوربية خلُصت إلى أن الحكومة الصينية تقدم دعما للشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.

ورغم تحذيرات بكين للشركات الصينية من إبرام اتفاقيات فردية مع الاتحاد الأوروبي، تدرس بعض الشركات نقل الإنتاج إلى أوروبا لتخفيف تأثير هذه التعريفات وفق بلومبيرغ.

بعض الشركات الصينية تدرس نقل الإنتاج إلى أوروبا لتخفيف تأثير التعريفات الجمركية (الفرنسية) سيارات صينية في أوروبا

"بي واي دي" إحدى الشركات الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في الصين، تبنت إستراتيجية استباقية. مع تخصيص نائبة الرئيس التنفيذي لها، ستيلا لي، 60% من وقتها في أوروبا، توسعت الشركة بشكل كبير من خلال رعاية أحداث كبرى مثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وإنشاء قاعدة صناعية كبيرة في المجر حيث تخطط لبناء مصنع للسيارات سيُشغل حوالي 10 آلاف عامل.

إعلان

أما شركة "نيو" وهي علامة تجارية صينية بارزة أخرى في القطاع، استثمرت في صالات عرض فاخرة في جميع أنحاء أوروبا.

شركة نيو للسيارات الصينية أقامت معرضا في أمستردام، على سبيل المثال، يمتد على مساحة 2700 متر مربع ويعمل كمساحة متعددة الوظائف، تشمل العمل المشترك والمعارض الفنية والطعام والفعاليات الاجتماعية. ورغم هذه الاستثمارات، فإن مبيعات الشركة في أوروبا لا تزال متواضعة، ولم تحقق أرباحا بعد.

شركة "نيو" استثمرت في صالات عرض فاخرة في جميع أنحاء أوروبا (الأناضول)

على الجانب الآخر، لم تتبع جميع الشركات الصينية نفس الاستراتيجيات اللافتة. شريك فولكس فاغن الصيني "إكس بينغ"، ركز في البداية على ميزات الذكاء الاصطناعي لسياراته ولكنه واجه عقبات تنظيمية تتعلق بالبرمجيات، مما دفعه إلى تغيير إستراتيجيته نحو التعاون مع وكلاء محليين وتقليل الاستثمارات في المتاجر المملوكة بالكامل وفق بلومبيرغ.

أوروبا أولوية إستراتيجية

وتذكر بلومبيرغ أن أهمية السوق الأوروبية لصناع السيارات الكهربائية الصينيين تزايدت خاصة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا مقبلا للولايات المتحدة، مما جعل السوق الأميركية أقل إمكانية للوصول.

ووفقا للوكالة فإن الشركات الصينية تدرك أن النجاح في أوروبا ضروري لنموها على المدى الطويل، وهذا يتطلب بناء المصانع ومعالجة الفوارق الثقافية والتشغيلية، بدءا من تصميم واجهات السيارات الملائمة للمستخدمين الأوروبيين وإلى توفير يوافق أذواقهم.

رغم تنوع الإستراتيجيات التي تنتهجها الشركات الصينية يتفق الجميع على أن أوروبا سوق لا بد من الفوز بها (رويترز)

وتشير الوكالة إلى عملاق البطاريات "كاتل"، الذي يؤسس مصنعه الأوروبي الثاني في المجر، بكونه تجسيدا لهذا النهج.

حيث صرح جايسون تشين، المدير الإقليمي للعمليات في "كاتل" لبلومبيرغ بأنه يجب "احترام السكان المحليين" وأن يكونوا "جيرانا جيدين" للنجاح في أوروبا.

إعلان توازن بين الطموح والحذر

ورغم تنوع الإستراتيجيات التي تنتهجها الشركات الصينية، يتفق الجميع على أن أوروبا سوق لا بد من الفوز بها. ومع ذلك، فإنهم يدركون تماما التحديات التي تفرضها التعريفات الجمركية والعقبات التنظيمية والاختلافات الثقافية.

وكما قال أحد المديرين التنفيذيين، فإن بناء وجود دائم في أوروبا يتطلب "سنوات أو حتى عقودا من الجهد المتواصل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة الشرکات الصینیة فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

متحدث الحكومة الفلسطينية: هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي

قال محمد أبو الرب المتحدث الرسمي للحكومة الفلسطينية، إنّ هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي.

وأضاف خلال تصريحات مع الإعلاميين محمود السعيد ونانسي نور، ببرنامج «ستوديو إكسترا»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ «الفلسطيني الأصيل والمواطن الفلسطيني العادي البسيط لا يمكن أن تنحرف بوصلته تجاه وحدة الموقف العربي وتقديره للدعم المصري والعربي للقضية الفلسطينية».

وتابع أن، «المشكلة الحقيقية، وهذا في علم النفس، أنه في أوقات الأزمات، عندما يشعر الإنسان بالعجز يبحث دائما عن تبريرات، وكبش فداء، وللأسف الجماعات المتشددة، ومن بينها جماعة الإخوان، تحاول القضية الفلسطينية، وبدلا من التظاهر أمام وزارة الخارجية الإسرائيلية والتظاهر في الساحات العامة داخل دولة الاحتلال تتظاهر أمام السفارة المصرية وفي عدد من عواصم العالم، وواضح أن هذا مخطط مقصود، وثمة أجندة خفية خلفه، ولكن الخطوة التي يتم الاعتماد عليها، هي استغلال الغضب الشعبي والعربي والإسلامي بخصوص شعور المواطنين بالعجز عن نصرة المواطن في غزة، ويتم حرف البوصلة تجاه دول عربية وشقيقة وصديقة وداعمة للشعب الفلسطيني، بما فيها مصر والسعودية والأردن».

مقالات مشابهة

  • الأونروا : إسرائيل تحاول استبدال منظومة الأمم المتحدة بمؤسسة غزة الإنسانية
  • “الأفانتي المنفوخة” 28 مليون جنيه – مشاهد من دلالة العربات بسوق خليفة
  • بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجيا
  • السيارات الكهربائية تتسبب في تدهور مبيعات كيا خلال 2025
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • توريد 120 أتوبيس غاز طبيعي من إنتاج النصر للسيارات لـ الإسكندرية
  • بلومبيرغ: السعودية مازالت بعيدة عن التخلص من اعتمادها على النفط
  • متحدث الحكومة الفلسطينية: هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي
  • إخماد حريق بمصحة جوارية بسوق اهراس
  • بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات الجمركية